إلى إسلاميي الربيع العربي وقبل فوات الأوان

منذ 2012-05-06

ما دفعني لكتابة هذه المقالة، سؤال تردد في خَلدي كثيراً، وهو: لماذا سمحت القوى العالمية المتطرفة، النصرانية واليهودية، ومن يسير في ركبها في هذا الوقت تحديدًا للإسلامين بأن يتنفسوا ويستلموا زمام الأمور؟ وهم الذين ما زالوا يسمون الإسلاميين (إرهابيين)؟


ما دفعني لكتابة هذه المقالة، سؤال تردد في خَلدي كثيراً، وهو: لماذا سمحت القوى العالمية المتطرفة، النصرانية واليهودية، ومن يسير في ركبها في هذا الوقت تحديدًا للإسلامين بأن يتنفسوا ويستلموا زمام الأمور؟ وهم الذين ما زالوا يسمون الإسلاميين (إرهابيين)؟

فاليوم فاز إسلاميو النهضة في تونس، وقاد إسلاميو ليبيا الجماهير للتحرير وهو نجاح يسجل لهم، وفاز إسلاميو المغرب في الانتخابات، وإسلاميو مصر على طريق الفوز، وفي اليمن سيكون لهم حصة من الفوز، وفي دول أخرى.

المهم إن كتل الجليد المتراكمة بين فوز الإسلاميين وتسلمهم قيادة البلاد وبين توجه قوى التسلط والتعسف السياسي على مستوى العالم قد ذاب، حقيقة كان ذلك أم شكلياً؟ ذلك سيظهر لنا من خلال الإجابة على التساؤل الذي ورد في مطلع المقالة.

فكرت بالموضوع كثيراً، ومن أجل تحليل سياسي منطقي، فقد وضعت الإجابات المحتملة كافة نصب عيني وقرأتها قراءة مستفيضة، تستمد واقعيتها من معطيات على أرض الواقع، فهناك مجموعة من الاحتمالات تصلح لأن تكون جواباً لذلك السؤال:

- الاحتمال الأول: إنَّ الإسلاميين نجحوا في كسب الشارع العربي، وأصبح تأثيرهم فيه أقوى من تأثير أي جهة داخلية أم خارجية، سياسية أم عسكرية في العالم، فأصبحت القوى العالمية أمام الأمر الواقع، أمام هذا السيل الجماهيري العرم الذي لا يمكن الوقوف بوجهه فقررت الاستجابة والرضوخ.
ويدحض هذا: في نظرة واقعية متجردة لأفراد المجتمع في الشارع العربي، فشبابه يشغلهم التقليد الأعمى للغرب في الشكل واللبس والتقاليد، أما رأيتم الشرائح الواسعة من الشعوب العربية الإسلامية كيف كانت تشجع في كأس الخليج العربي لكرة القدم في ساعات القصف اليهودي على غزة، وكيف تحولت بيوتات المسلمين في العالم العربي إلى أماكن ترفع عليها الأعلام الغربية التي تحمل الصليب، وكيف يجتمعون في المقاهي والساحات والشوارع للتشجيع، والشباب العربي المسلم يلبسون الثياب التي عليها الصليب، ناهيك عن نساء الشارع العربي اللاتي ابتعدن كل البعد عن كل شيء يَمتُّ للإسلام بصلة من قريب أو بعيد.

هذا ليس تثبيطاً إنما هو الواقع، ولو حاولنا تحديد نسبة حقيقية للتأثير الإسلامي في الشارع فلن تكون كبيرة بالتأكيد، ولو كان ما يُقال من تأثير الإسلاميين في الشارع العربي صحيحاً فبالتأكيد سيكون عن الصحوة الإسلامية في ثمانينات وتسعينات القرن المنصرم وليس اليوم، ويعلم المتخصصون الفرق الكبير عند المقارنة.
وإن ذهبنا إلى صحة ما يُقال وإن الشارع العربي أضحى إسلامياً، فمن قال أن الولايات المتحدة ومن خلفها اليهود والنصارى يسكتون على هذا، وهم من يمكرون في الليل والنهار من أجل أن لا يصل المسلمون إلى هذا المقام، وهم وليس غيرهم من نصَّب الرؤساء المخلوعين من أجل قمع الإسلاميين، وكان تقدير هؤلاء ومكانتهم عندهم بقدر ما يقمعون ويضطهدون شعوبهم الإسلامية، ودليل ذلك؛ ما قد سمعتم وسمعنا منهم في آخر ما كان يتكلم عنه هؤلاء المخلوعون من أن هؤلاء الثوار إنما هم إسلاميون متطرفون، إنهم يقولون هذا الكلام من أجل أن يذكِّروا أسيادهم بالاتفاقيات الإستراتيجية التي بينهم، فما الذي حصل؟ هل هي صحوة الموت للغرب ولليهود ولأمريكا، فأين كان الغرب وأمريكا يوم كان هؤلاء يقتلون الإسلاميين ويسومونهم أشد أنواع العذاب والتنكيل، فأين كانوا؟

- الاحتمال الثاني: لقد عاث من أُقصي من الحكام سواء بالقتل أو بالسجن أو بالهروب، في الأرض الفساد وأهلك الحرث والنسل ولم يعودوا صالحين للحكم، فقد فاحت الروائح النتنة من جراء فترات حكمهم التي بلغت عشرات السنين، من جراء التعسف السياسي ومصادرة حريات الأفراد والظلم والقهر وسرقة أموال الشعوب وغيرها، وإن القوى العالمية وعلى رأسها الولايات المتحدة التي هي راعية الديموقراطية وحقوق الإنسان فقد تخلت عن (عبيدها) التي نصبتهم وتعبت عليهم ودربتهم وأجلستهم على سدة الحكم منذ عشرات السنين، من أجل سواد عيون الشعب العربي المسلم.

ويدحض هذا: إن القاصي والداني، الصغير والكبير أصبح يعلم أن موضوع الديموقراطية وحقوق الإنسان ضحكة تضحكها أمريكا والغرب على الحمقى والمغفلين، فتاريخها أسود من غوانتينامو وحتى أبي غريب في العراق، مروراً بملايين القتلى والمشردين والأرامل واليتامى في العراق والصومال وأفغانستان، ومروراً بأصل الكذبة وهي الديموقراطية المزيفة داخل الولايات المتحدة الأمريكية نفسها.

-الاحتمال الثالث: انشغال القوى العالمية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية بقضايا عالمية من الوزن الثقيل وأهمها (قضية إيران بشقيها النووي والتمرد الإيراني السياسي) وكذلك الأزمة الاقتصادية العالمية، جعلها غير مستعدة للتدخل فيما يجري في العالم العربي فجرت الأمور خارج عن إرادتها.
ويدحض هذا: إن هذا يعني إن الولايات المتحدة قد تخلت عن دورها في قيادة العالم التي تسعى إليه (بجنون) من أجل أن تبقى القطب الأوحد في العالم، ثم إننا نجد إنها تتدخل في أمور دول أهميتها أقل بكثير من هذه الدول العربية التي تخبئ أرضها أخطر احتياطيات النفط وغيره من الثروات الطبيعية، فكيف تتركها، ومن جانب آخر ووفقاً للصراع الدائر في المنطقة فعدم تدخل الولايات المتحدة والغرب في ما يجري في العالم العربي يعني أنها تسلم جزء مهم من العالم العربي للعدو الأول في هذه الحقبة التاريخية المهمة وهي (إيران) وذلك مخالف للمنطق ولمجريات الأمور.

-الاحتمال الرابع: وجود اتفاقات سرية إستراتيجية مسبقة بين القوى العالمية متمثلة بالولايات المتحدة والاتحاد الأوربي وبين الأحزاب والتجمعات الإسلامية التي فازت والتي ستفوز في الانتخابات، تتخلى بموجبها القوى العظمى عن عملائها القدماء في المنطقة وعلى رأسهم الطغاة الخاسرون وأذنابهم، وتفكيك كافة حلقات الاتصال بينهما، مقابل بناء حلقات تواصل جديدة مع وجوه جديدة في المنطقة تلتزم هذه الوجوه الجديدة بتنفيذ إستراتيجيات العولمة و مصالح الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي.
ويدحض هذا: حسنُ ظننا بإخوتنا ممن تبنَّوا العقيدة الإسلامية، وارتضوا بمنهجها سبيلاً لحياتهم، فضلاً عن التاريخ المشرف للشخصيات التي تمثل واجهات العمل الإسلامي في تلك الدول في الوقت الراهن.

-الاحتمال الخامس: إن الحكام العرب انتهى دورهم؛ لأنهم استقووا، وأصبحوا لا ينفذون مطالب القوى العظمى في العالم، ولا يرعون مصالحها فاستوجب الأمر استبدالهم بآخرين يحققون تلك المصالح.
ويدحض هذا: وأي مصالح أكثر مما حققه أولئك الرؤساء المخلوعون من ضمان أمن إسرائيل، ودعمها اقتصادياً، فالغاز العربي يباع لإسرائيل بأبخس الأثمان، والدعوات للتطبيع مع إسرائيل والغرب والتعايش تصرف من أجلها المليارات التي تُقتطع من أفواه الشعوب العربية الجائعة المقموعة لهذا الغرض.

-الاحتمال السادس (وهو الراجح): إنّ المخطط الأمريكي الغربي وتحت غطاء يهودي نصراني يسعى منذ سقوط الخلافة الإسلامية لإضعاف النزعة الإسلامية والولاء للدين داخل نفس الفرد المسلم، وخصوصاً في المنطقة العربية؛ لأنها مصدر الإسلام وقلبه النابض، وصولاً إلى إضعافه إلى أقصى درجات الضعف المادي والروحي، ثم يتحينون الفرصة المناسبة لإطلاق الرصاصة الأخيرة في الرأس لتحمل الجثة خارجاً.
وأتصور أنهم وصلوا إلى هذه القناعة عند هذه النقطة، وهم جربوا على مر التاريخ وسائل مختلفة واكتشفوا أن القهر يصنع الرجال وأن القتل يولد أجيالاً متحمسة تحمل رسالة من سبقوهم، فلعلهم رأوا إن الإغراء بالدنيا ورغباتها وسيلة مناسبة ليقتل المسلم نفسه بيده، ولأن الدنيا أعدا أعداء المسلمين ولقد حذرنا منها النبي صلى الله عليه وسلم تكراراً ومراراً، وإنَّ أعلى درجات امتحان الدنيا هو الحكم، وعن طريق استلام زمام الحكم من قبل الإسلاميين ومن ثم الإخفاق فيه، فذلك يعني إطلاق رصاصة الرحمة بيد المسلمين أنفسهم، أو بيد شعوبهم، وليس بيد أعدائهم.

ويؤيد هذا: أنهم عملوا تجربة أولية في العراق بعد احتلاله، فقد سمحوا بمشاركة الإسلاميين في الحكومات المتعاقبة (وأقصد السنة تحديداً)، (مع فارق التجربة العراقية بكل المقاييس) ولكن لابد من ذكرها كتجربة عملية مهمة لابد من الاستفادة منها في المرحلة الراهنة.
وكان إسلاميو العراق قد دخلوا العمل السياسي تحت عناوين ومسميات إسلامية وبمشاريع إسلامية، وتحت أهداف إسلامية، ولكن الذي حصل ما استلموا المسؤوليات الحكومية والوزارية حتى بدأت التنازلات تحت الضغط السياسي المحلي والإقليمي والعالمي، فمزقوا هوياتهم وتنازلوا عن ثوابت كانوا يرون أنَّ من يتجاوزها قد يصل إلى درجة الكفر، شيء واحد لم يتنازلوا عنه هو المناصب والامتيازات الشخصية والمالية، وحتى هذا كان تحت ذرائع شرعية (بزعمهم) تُقدم فيها في كل مرة مصلحة الدين ومصلحة (الطائفة السنية) التي توزعت بين قتيل ومشرد وذليل ومطارد، فتبين أنها كذبة كبرى.

وكانت النتيجة أن كره الناس الإسلاميين في العراق، ولست أدري متى ينسى الناس هذه النظرة السوداء عن المسلمين في العراق، مع ملاحظة أن من تبنى الجهاد والمقاومة ورفض العمل السياسي لم يكن بأحسن حالاً ممن دخل العملية السياسية، فشغلتهم المصالح الشخصية ونزوات ورغبات الدنيا، فقد كانوا يباشرون قيادة العمل المقاوم تحت مسمىً مجازي: "قائد مجاهد 5 نجوم"، فلا بد من أن يتوفر له: "الراتب المناسب، والملاذ الآمن، والمسكن الفاخر المناسب، والسيارة من طراز حديث، ويؤمن دراسة أبناءه في المدارس والجامعات الخاصة" حتى يقود المقاومة والجهاد بشكل مناسب، فصار الاقتتال فيما بينهم، وتشتت جهودهم، وهم اليوم كما تعلمون في حال يرثى لهم.

الخلاصة:
أمام هذه الاحتمالات وقد يرى غيري ما هو أرجح في هذه الاحتمالات، أياً كان الأمر فإن الإسلاميين يتصدرون الناس في ساحات الربيع العربي، فهم اليوم قادة العمل السياسي في العالم العربي، وسيكون منهم رؤساء للوزراء ووزراء ومناصب أخرى، وعلى الرغم من شعوري الشخصي بعدم أهليتهم في الوقت الحاضر لهذا الابتلاء (مع اعتذاري لهم)، فالحكم من أعظم الابتلاءات وهو يحتاج إلى أعظم التمحيص وتزكية النفس قبله، وإنَّ هذا لم يحصل في المرحلة الراهنة، ولكننا أمام الأمر الواقع قد ابتلوا إخوتنا بهذا الأمر، ومن أجل أن لا نسمح لأعدائنا من أن يحققوا ما أرادوا وما خططوا له، وحتى لا نقع في فخهم، أتقدم لمن يهمه هذا الأمر بعض المقترحات البسيطة، وأرجوكم أن تأخذوها بنظر الاعتبار بها، حتى لاتقعوا في الفخ الذي وقع فيه أخوتكم في العراق، ومنها:

1- الحفاظ على الجانب الروحي: وأقصد العلاقة مع الله تعالى، فلا تجعلوا صلاتكم آخر ما تفكرون به، لقد رأيت ممن يعمل من أجل أهداف إسلامية سامية تشغلهم الاجتماعات واللقاءات والعمل الإداري والتنظيمي، فيَفوتُ عليهم وقت الصلاة حتى إذا اقترب وقت الفرض التالي قفزوا مسرعين وصلوا بسرعة ملفتتة للنظر، ينقرونها نقراً، "فلا خير في عمل سياسي لا يوصل صاحبه إلى أن يؤدي الصلاة وبقية العبادات على هدي رسول الله".
وهل يعمل الإسلاميون في السياسة إلا من أجل أن يُؤدى حق الله تعالى على الوجه الأكمل، قال تعالى: {الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} [الحج:41]، لأنكم لا ولن ولم تتنصروا إلا بالله تعالى وحده بعد أن تأخذوا بالأسباب، وهنا أخذت الصلاة كأنموذج فضلاً عن بقية حقوق الله علينا من شؤون العبادة.

2- التجرد: واحدة من أكبر مصائب العمل السياسي هو المناصب الوظيفية، فالشخص الذي كان من أحلاس المسجد ويزهد في الدنيا زهداً منقطع النظير، سيفاجأ بالمكتب الفاخر، ووجود (حاجب) أو أكثر وأقصد السكرتير ومدير المكتب، ووجود الصلاحيات الإدارية والمالية والتي تكون في الغالب كبيرة جداً لم يسبق له التعامل معها، ووجود الأشخاص المتملقين الذين يلبسون ثوب الإسلام لضرورة المرحلة وهم أعداؤه، من الذين يحاولون أن يقدموا فروض الطاعة والولاء المزيفة من أجل المنافع الشخصية، تجعل ذلك المسؤول يخدع، ومن غير أن يشعر يتحول أكله من (الفلافل) إلى (الخراف)، ولبسه من (البساطة) إلى مراعاة (الموضة) التي تتناسب مع المنصب الجديد وكذا في مسكنه وحال أولاده.
قد يرى البعض أن هذا من الأمور البسيطة، ولكن من خلال تجربتي الشخصية في العمل الإداري رأيت أنه عظيم التأثير في المراقبين من أبناء الشعب الذين ينتظرون من الإسلاميين أن يكونوا على قدر المسؤولية التي منحت لهم بعد أن جربوا العلماني والليبرالي وغيرهم وخيبوا ظنهم.

3- نكران الذات: في الغالب حين يتسلم أحد ما السلطة أو الوزارة يفكر تحت ضغط الولاء وغيره في أن يعين أبناءه أو إخوته وأقربائه في مناصب إدارية مقربة منه، والشعب لا يعرف هذا الفهم، لذلك سيعتبر من يفعل ذلك قد خان الثقة التي منحت له، وهذه الجزئية تؤثر كثيراً في فقدان ولاء الآخرين للمسؤولين، وهذه آفة كبيرة يقع فيها معظم من فشلوا قبلنا، لذلك اقطعوا على أنفسكم عهداً بأن تبعدوا الأقارب عنكم، وتحملون المسؤولية للأَكفاء من أبناء شعبكم الذين انتخبوكم وهم كُثر والحمد لله.

عن يزيد بن أبي سفيان، قال: قال أبو بكر رضي الله عنه حين بعثني إلى الشام: "يا يزيد، إن لك قرابة عسيت أن تؤثرهم بالإمارة، وذلك أكبر ما أخاف عليك، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من ولي من أمر المسلمين شيئاً فأمَّر عليهم أحدا محاباة فعليه لعنة الله، لا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً حتى يدخله جهنم، ومن أعطى أحداً حمى الله فقد انتهك في حمى الله شيئاً بغير حقه، فعليه لعنة الله، أو قال تبرأت منه ذمة الله عز وجل»"[1].

4- الشفافية: ولا يعني هذا المصطلح كشف كل أوراق العمل السياسي أمام الآخرين، ولكن على الأقل كشف ما يمكن كشفه أمام من وضعوكم في هذا المقام، ثم منحهم القدرة على الاستقراء الذهني لما تفعلون في حالة عدم الإفصاح، فإن ذلك مهم جداً لكي يبرروا لكم بعض المناورات السياسية التي قد تسبب إحراجاً لكم ولهم، وبالتالي فإن عدم فهمهم لهذه المناورات قد يسبب في تحولهم إلى أعداء بعد إن كانوا أصدقاء.
وإن أفضل أفعال الشفافية في الإفصاح عن وضعكم المالي وأولادكم من حيث المسكن والملبس والمسكن والمركب، فإن واحداً من أهم أسباب ثورة الشعوب على الطغاة هو هذا الأمر.

5- وأخيراً فأذكركم بشرطي صحة الحكم؛ (تحكيم شرع الله، والعدل)، وإن مراعاة واقع الشعوب والتدرج في الأحكام لحين أن تسنح الفرصة لهو من تحكيم شرع الله، فلا تنسوا ذلك ولا تنسوا (العدل).
فعن عوف بن مالك، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم، ويصلون عليكم وتصلون عليهم، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم، وتلعنونهم ويلعنونكم»، قيل: يا رسول الله، أفلا ننابذهم بالسيف؟ فقال: «لا، ما أقاموا فيكم الصلاة، وإذا رأيتم من ولاتكم شيئاً تكرهونه، فاكرهوا عمله، ولا تنزعوا يداً من طاعة» [2].
والحمد لله رب العالمين.



عبد الستار المرسومي

ـــــــــــــــــــــــــــــ
[1] مسند أحمد بن حنبل - مسند العشرة المبشرين بالجنة - مسند الخلفاء الراشدين - مسند أبي بكر الصديق- رضي الله عنه-.
[2]صحيح مسلم - كتاب الإمارة - باب خيار الأئمة وشرارهم.

 
  • 14
  • 0
  • 2,354

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً