حكايـةُ الثورة العربيـّة !

منذ 2012-05-25

أيقظ الحرسُ القديمُ في غيرِ موعدِهِ الزعيـمَ أيْ قبلَ ميعادِ الظهيره! فارتاعَ من حُلْوِ المنام ما شأنُكُـمْ ؟! هل جاءنـَا غزوٌ أم خائنٌ يسْعى إلى قلبِ النظام


أيقظ الحرسُ القديمُ
في غيرِ موعدِهِ
الزعيـمَ
أيْ قبلَ ميعادِ الظهيره!
فارتاعَ من حُلْوِ المنام
ما شأنُكُـمْ ؟!
هل جاءنـَا غزوٌ
أم خائنٌ يسْعى
إلى قلبِ النظام
وكشفتمُ خُبثَ السَّريرَهْ
أم ماتَ وارثكمْ
ابني الذي إنْ ماتَ
وطنٌ يضيعُ
وشعبيَ المسكين
يعيشُ في تيهٍ وحيرهْ
قالوا: بل الشَّعب يثورْ
والأرض تحتهمُ تمورْ
والنقل حيُّ في الجزيرهْ
عجبا!!
قال الزعيم مزمْجـراً
وكأنّ من فمِهِ يُرى
شَرَرٌ،
ونارٌ مستطيرهْ
: أين الجواسيس الكثيرهْ
أين الذين بثثْتهم
في كلِّ ناحية صغيرهْ
يتنصّتون بكلّ شيء
حتّى على الأطفال
والحيـطان
ومفارشِ النوم الوثيرهْ
كيف اهتدى الأشرار
وجماعة (الإرهاب)!
فتجمَّعـتْ
هاذي الجماعات الغفيرهْ؟!
أين الذين أمرتهم
يفتون تحريـمَ التظاهر
ومن تظاهر قتلُهُ
حـلُّ وخـِيره؟!!
هاتوا الوزير مع الوزيرهْ
حضَرَ الوزيرُ لوحدِهِ
وأدْركَ الدَرَكُ الوزيرهْ
تنوي الهروب (بشنطةٍ)
مُلئت بأموال
وأسرارٍ مثيرهْ!
قال الوزير: أسيّدي
الوضعُ في حالٍ خطيرهْ
الشَّعب أصبحَ واعيـاً
لحقوقه ويريدُها
بتمامها جداً
وفيرهْ
قال الزعيم أيهتفون
قال الوزير: ويصرخون
من غير خوفٍ من
وسائلنا الشهيرهْ
عن سراديب اللّظى
ومن
عذابات مريرهْ
ما يهتـفون؟!
قال الوزير: الشعبُ
يريد..
سكت الوزير
هُنيْهــةً
ودعا مديـرهْ
همساً يقول:
قـلْ للزعيم هتافهم
قال المديـر:
إسقاط صلعتك المنيرهْ
عفوا.. فخامتكم:
طلعتك المبيـرهْ
عفوا عفوا سيدي
طلعتك المنيـرهْ
فاسودَّ وجهُ زعيمِهِم
وغدا يردّد قائـلاً
ما في الشعوبِ سِوى
الحقيـر مع الحقيرهْ
ما كنت إلاّ عادلاً
إنَّ الشَّعيـر قسمْتُهُ
بعدالةٍ
هل فاقـدٌ أحدٌ شعيـرَه؟!
قال الذي قـد
كان يُخفـي صدقـَه
ليس الشَّعيـرُ هو الجريرهْ!
نظـَرَ الزَّعيمُ بحـدّةٍ
سمعـوا زفيـَـرهْ :
ما القصد يا ابن الـ..
قال البصيـر:
ليسوا قطيعـا سيّدي
شعبٌ يريد إرادةً
يختار حاكمَه
ويملك ثروتـَهُ، مصيرَهْ
شعبٌ يريـدُ كرامـة
وعدالة
ويعيش حُـرّا
لا كالقطيـع يعيشُ
في سـورِ الحظيرهْ
ذُهل الزعيمُ لخطبـةٍ
قد هـزَّ منطقـُها ضميـرهْ!
من أين هذا القول
أين يُنشـر؟!
في الجزيرهْ؟!
قال البصيـر: كلُّ الفضـا
حتىّ (التُّويْتـرُ)!
سيِّدي
نبضُ الشعوبِ جميعـِها
ياسيدي
يجري
على هاذي الوتيرهْ
صُعقَ الزَّعيمُ ونابـَهُ
شيءٌ كنفضِ القَشْعَريرهْ
هذا الذي ما زلت
أخشـى:
أن يخالط شعبـُنا
تلك الشَّعوب المستنيرهْ
فتُغَيـَّرُ الأذهانُ
حتى يُرفضَ حكمُنا
حكمُ الذي يرعى
بكلِّ إخلاصٍ
حميـرَهْ!
هذا الذي لا حلَّ فيه:
إلاّ التنازل للمطالب كلِّها
أو إبادة شعبنا
ونشوِّش الإعلام
إلاّ بعضَ أشياء يسيرهْ
ومضى الزعيم بغيـِّهِ
بالبلطجيـّة يحرقُ
الوطنَ العزيـزَ
ويُعـدِمُ أبناءَ العمومة
والعشيرهْ
وتصبـَّر الأحرارُ
في شعبٍ يُصـرِّ
بزحفـه للنصـر
متظاهرا ومضحيـّا
من كلّ أنحاء البلاد
حتى مناطقها الفقيـرهْ
وما مضـى إلاّ قليـل
حتـّى رأوْا
فجـرَ الحيـاة
ينشـرُ
في فـَرَحٍ عبيـرَه
وتساقط الطغيان
ولـَّى خاسئـاً
وتناولَ التاريخُ ريشتَهُ
وسطـَّر بالكبيـرهْ:
شعبٌ يريد حياته
لا شيء يردعـهُ
على مـرّ الدهور
حكمُ الذي جعل الهداة
على بصيرهْ


حامد بن عبدالله العلي

09/04/2011 م
 

حامد بن عبد الله العلي

أستاذ للثقافة الإسلامية في كلية التربية الأساسية في الكويت،وخطيب مسجد ضاحية الصباحية

  • 3
  • 0
  • 1,593

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً