بيان بشأن الفاجعة التي أدمت قلوب المسلمين بمجزرة مدينة الحولة
حامد بن عبد الله العلي
قد أدمى قلوب الأمة الإسلامية، ما اقترفته عصابات طاغية الشام في مدينة (الحولة) بمحافظة حمص، من مجازر لاتوصف بشاعة، ولا تنعت شناعة، حيث ذُبح فيها 55 طفلا، وعشرات الأمهات، بين مئات الشهداء.
- التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -
الحمد لله القائل في محكم التنزيل: {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} [آل عمران:139].
والقائل: {فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ . فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ . إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ} [الفجر:12-14]، والقائل: {وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ} [الأنفال: 72].
والصلاة والسلام على نبيّنا القائل: «المسلم أخو المسلم لايسلمه» (صححه الألباني) والقائل: «مثل المؤمنين في توادهم، وتعاطفهم، وتراحمهم كمثل الجسد الواحد» (صححه الألباني) والقائل: «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا» (رواه البخاري).
وبعـد:
فقد أدمى قلوب الأمة الإسلامية، ما اقترفته عصابات طاغية الشام في مدينة (الحولة) بمحافظة حمص، من مجازر لاتوصف بشاعة، ولا تنعت شناعة، حيث ذُبح فيها 55 طفلا، وعشرات الأمهات، بين مئات الشهداء.
ولاريب أنّ هذا الحدث الجلل، والمصاب الفاجـع، الذي لا يقارن حتى بجرائم المغـول، والصهاينة، ليوجب علينا التحرك السريع لإنقاذ الشعب السوري من هذا النظام الفرعوني، بعد أن تخاذلت الأنظمة العربية جميعها فلم نسمع منها إلاّ كلامًا، ووعودًا زائفة.
وأنى لها أن تنقذ هذا الشعب الذي يُباد تحت وحشية نظام مجوسي حاقد على كلّ ما يمتّ إلى أمتنا بصـلة، بينـما هـي أصـلا أعظم أسباب ما يجري عليه، بتفرقها، وتوانيـها أمام الزحف المجوسي حتى سيطر على سوريا ولبنان، بل بتواطئها قبل ذلك مع الحملة الصهيوغربية في تسليم العراق للمجوس، فلمّا تمكّن منها، أعمل آلة القتل، والذبح، والتعذيـب، في شعب سوريا بلا رحمـة، كما فعل أسلافهم عبر التاريخ من أبي لؤلؤة المجوسي إلى مذبحة (الحولة) مرورا بجرائم القرامطة، وفظائع الصفوية الحاقـدة، والخمينية الملعونـة؟!!
حتى صار الشعب السوري ضحية استثمار الغرب -وما للغرب ودماء للمسلمين تُسال؟! وطالما قـد أهرقها هـو لأطماعـه بغير حساب فلم يبال- لمحنة هذا الشعـب العظيمة، ليتركها حتى يبلغ التدمير بسوريا مبلغا يتيح له التحكُّم في مستقبلها، فلا تخرج عن طوق سياساته، ولا تشكّل خطرا على صهاينته، وحتى يستثمرها في ملفاته الأخرى كخلافه مع روسيا، ومنافسته للصين، والملف النووي الإيراني.
وهذا التحرُّك السريع يجب أن يبدأ بمضاعفة الدعم على جميع المستويات لا سيما الدعم المالي للثورة السورية، وبإيقاف الدعم الإيراني للنظام السوري وذلك بالمطالبة بمقاطعة النظام الإيراني، والضغط على الأردن، وتركيا لفتح الحدود، لجعل السلاح أكثر تدفقا، وأكثـر سهولة، وبتبني دعم تحويل طرابلس الشام إلى منفذ مشروع للشعب السوري، يأوي إليه عند الحاجة، وتخرج منه جميع أنواع الدعم للثورة السورية.
هذا.. ويجب أن نستخلص مما فعله هذا النظام المجرم الذي هـو ذراع لأشدّ الأنظمة إجراما في أمتنا عبر التاريخ وهو النظام الإيراني: أنّ هذا الخطـر الصفوي المجوسي ليس له حدُّ يقف عنده في أحقاده على أمتنا،فلا يقارن بأيِّ عدوِّ آخـر يستهدفها.
وأنّ القضاء عليه من أعظم الواجبات، وأهـمّ المهمّات حفاظا على الدين، والأمة، والأنفس، والأعراض، والأموال.
وأنّ الثورة السورية إذا انتهت منتصرة -وذلك حتميُّ بإذن الله- فيجب أن يواصل الزحـف الحضاري الإسلامي، حتى إسقـاط هذا الشرِّ برمته، ثـمّ كلّ فلوله من عقـر داره في طهـران إلى خنفُسته الصغيرة في جزر القمـر، مرورا بأذنابه الممتدة بالخليج، واليمن، ولبنـان!!
هذا.. وإنّ هذه الأمـّة لباقية حتى ترث الأرض ومن عليها، منصورة بإذن الله، مكتوب لها العاقبة، وأما طائفة الحقد المجوسية السبئية فمصيرها كمصير أسلافها، إلى الهزيمـة المحتومه، والعاقبة المخْزية المعلومـه.
{قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [التوبة:14].
{ولاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ . إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ . وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ . أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ} [آل عمران: 139- 142].
اللهم بحقّ إسمك الأعظم الذي إذا دُعيت به أجبت، وإذا سُئلت به أعطيت، يا الله، يا حيُّ يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام، اللهمّ يا منزل الكتاب، ومجري السحاب، وهازم الأحزاب، اجعل على بشّارَ وحزبه، وجنده، غضبَك، وعقابَك، وسوء عذابِك، عاجلاً في الدنيا، ويوم يقوم الأشهـاد، اللهمّ أحصهم عددا، واقتلهم بددًا، ولا تغادر منهم أحـدًا،
اللهم ومكّن للشعب السوري حكمًا راشدًا، يقام فيه أمرك، ويعزُّ فيه دينك، وترفع فيه راية العدل، والهـدى،
آمين، آمين، آمين.
هذا البيان وعلى الله البلاغ، والله حسبنا، عليه توكلنا، وعليه فليتوكل المتوكـلون.
حامد بن عبدالله العلي
4 رجب 1433هـ، 26 مايو 2012م