عواقب نجاح شفيق لا قدّر الله
لم يكن يخطر لي على بال أنني سأضطر بعد الثورة، أن أكتب مثل هذا الكلام، فأستغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم ارتكبناه فرادى وجماعات في حق مصر والمصريين، أو في حق الثورة والثوريين، أما بعد: فيما يلي العواقب المتوقعة في حالة فوز الفريق أحمد شفيق بمنصب رئيس جمهورية مصر، لا قدر الله...
لم يكن يخطر لي على بال أنني سأضطر بعد الثورة، أن أكتب مثل هذا الكلام، فأستغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم ارتكبناه فرادى وجماعات في حق مصر والمصريين، أو في حق الثورة والثوريين، أما بعد: فيما يلي العواقب المتوقعة في حالة فوز الفريق أحمد شفيق بمنصب رئيس جمهورية مصر، لا قدر الله:
ستستمر المرحلة الانتقالية أربع سنوات أخرى بكل سلبياتها واضطراباتها ومناوراتها واعتداءاتها وضحاياها، فشفيق ليس سوى (جنزوري) آخر ولكن في ثوب رئيس جمهورية، وسيظل المجلس العسكري وباقي الأجهزة ومن يمثلونهم يحكمون البلاد ويتربصون بالعباد.
وسيعود كل طيور الظلام من رجال النظام السابق ورجاله إلى صدارة المشهد السياسي من رجال الحزب الوطني، ورجال الأمن، وكبار رجال الدولة، ورجال الأعمال والإعلام وشبكاتهم العميقة، وسيتمكنون من إعادة تنظيم أنفسهم من جديد للانقضاض على الثورة والحيلولة دون تكرارها مرة أخرى.
وستستمر طبقة قليلة في الاستحواذ على ما يقرب من نصف ثروات مصر مع بقاء 40 مليون مصري في الحياة بأقل من عشرة جنيهات في اليوم، وسيفلت كل اللصوص من الحساب وتتم تسوية الملفات.
وسيستمر الاقتصاد المصري يدار من أروقة صندوق النقد الدولي وإخوته، بكل ما يعنيه ذلك من استمرار (حرية النهب) المشهورة باسم: (حرية السوق) وضرب الصناعة المصرية وبيع القطاع العام وخصخصته وإلغاء أي دعم للفقراء.
وستستمر مصر تابعًا أمينًا للولايات المتحدة تلتزم بتعليماتها داخليًا وإقليميًا ودوليًا، تقدم الخدمات والتسهيلات الأمنية والعسكرية لبوارجها وطائراتها الحربية، محرومة من الاستقلال والحرية، وستستمر سيناء الغالية محرومة من حماية القوات المسلحة وفقًا لنصوص الترتيبات الأمنية في المعاهدة مع إسرائيل، وستظل محرومة من التنمية والتعمير وفقًا للأوامر الأمريكية والإسرائيلية.
وستستمر مصر مكسورة الجناح وضعيفة، وخائفة على الدوام من العدو الصهيوني بسبب سيطرة واحتكار الأمريكان لتسليح الجيش المصري بما يحفظ التفوق العسكري الشاسع لإسرائيل على مصر والدول العربية مجتمعة، وستفلت وزارة الداخلية من التطهير وسيفلت قتلة الشهداء من العقاب، وسيظلون في مواقعهم وسيكررون جرائمهم، وستعود قوات الأمن المركزي إلى ضرب وسحل المتظاهرين، وسيعود أمن الدولة أكثر قوة وسيستعيد أدواره في الاعتقال والتعذيب، واختراق ومحاصرة الأحزاب والقوى السياسية والمدنية لحصارها وتصفيتها بالتدريج، والتحكم في تعيين كافة العاملين في كل مؤسسات الدولة.
وستضعف جبهة القضاة الشرفاء ويعلو نجم الآخرين من أمثال أولئك الذين شاركوا في فضيحة تهريب المتهمين الأمريكان، وسيتم العصف بأحلام الثورة في قضاء مستقل، وستعود للدولة السيطرة الكاملة على الإعلام، سواء الإعلام الرسمي، أو الإعلام الخاص المملوك لأصحاب المصالح من رجال الأعمال، سواء بالاتفاق أو بالضغط والتهديد كما كان يحدث من قبل.
وسيعود كل الانتهازيين إلى أدوارهم القديمة في الدفاع عن فساد النظام واستبداده، وسينحاز المترددون إلى معسكر الثورة المضادة بعد أن انتصر وعاد، وسيكف الضعفاء والخائفون عن دعم الثورة هربًا من بطش النظام العائد.
وسيدفع اليأس والإحباط، الآلاف من شباب مصر الطاهر إلى الانسحاب من الحياة السياسية والكفر بالثورة، وسيفكرون في الهروب والهجرة، وستتعرض مصر لا قدر الله إلى صدمة شبيهة بصدمة 1967، وسيقاوم الثوار بكل الطرق السلمية الممكنة، وسيسقط مزيد من الشهداء والمصابين ونعود إلى خط البداية.
إن (إنجاح) شفيق في الجولة الأولى الذي تم تدبيره بالمكر والأزمات والانفلاتات والتخويف، والحملات الإعلامية والتدخلات الانتخابية، التي لم نكتشف كل أسرارها بعد، هو مقدمة لإنجاحه في جولة الإعادة، وما يحدث الآن ليس سوى إعداد الساحة سياسيًا وإعلاميًا لذلك، فدعونا نتوحد جميعًا في مواجهته بكل ما أوتينا من حب وانتماء ووطنية وحكمة وبصيرة وإيثار.
محمد سيف الدولة
[email protected]
- التصنيف: