مبارك في (قضية القرن) إدانة تؤدي للبراءة!

منذ 2012-06-04

غضب عنيف وثورة عارمة اجتاحا أنحاء مصر فور نطق القاضي بالحكم فيما يعرف بـ(محاكمة القرن) المتهم فيها الرئيس السابق (حسني مبارك) وأعوانه في قتل المتظاهرين خلال ثورة 25 يناير، وهو أول زعيم عربي يحاكم قضائيا بعد ثورة أطاحت به قبل أكثر من عام.


غضب عنيف وثورة عارمة اجتاحا أنحاء مصر فور نطق القاضي بالحكم فيما يعرف بـ(محاكمة القرن) المتهم فيها الرئيس السابق (حسني مبارك) وأعوانه في قتل المتظاهرين خلال ثورة 25 يناير، وهو أول زعيم عربي يحاكم قضائيا بعد ثورة أطاحت به قبل أكثر من عام.


ونزل الحكم بـ: (السجن المؤبد على مبارك ووزير داخليته حبيب العادلي وبراءة علاء وجمال مبارك و6 من مساعديه)، كالصاعقة على ملايين المصريين خاصة من أهالي الشهداء الذين خرجوا بالآلاف إلى ميادين وشوارع مصر للمطالبة بالقصاص معتبرين أن هذه الأحكام تبرئ رأس النظام ولا تدينه، وأنه سيحصل على البراءة في النهاية.

وأعلنت جميع القوى السياسية والثورية وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين النزول إلى ميادين مصر وميدان التحرير بوسط العاصمة، للمشاركة في مظاهرات احتجاجا على الأحكام، التي وصفوها بالسياسية، مهددين بثورة ثانية، مرشح الجماعة لانتخابات رئاسة الجمهورية (محمد مرسي) تعهد من جانبه بإعادة محاكمة مبارك ورموز نظامه في حال فوزه بالانتخابات.


وجاءت الأحكام -التي وصفها البعض بأنها (براءة) لأركان الدولة البوليسية الفاسدة لنظام مبارك- بعد مقدمة عاطفية من رئيس المحكمة، تحدث فيها عن الثورة العظيمة وانتقد فيها النظام الفاسد والظلم الذي عاني منه المصريون، وهو ما جعل الكثيرين ممن سمعوها يعتقدون أنه سيصدر أحكاما بالإعدام على كل قتلة الثوار الأمر الذي لم يحدث.

ويتوقع الكثير من المحامين أن يحصل مبارك والعادلي على البراءة في حالة الطعن، فالحكم ليس بالمؤبد على الاثنين، ولكنه في الحقيقة حكم ببرائتهما، حيث إنه عندما يحكم بالبراءة لمساعدي العادلي على أساس أنه لم يتم القبض على الفاعل الأصلي فهو يقضي ضمنًا ببراءة مبارك والعادلي.


وقد اتسمت الأحكام بالتناقض بحسب المحامين، فلماذا يحكم على العادلي بالمؤبد وعلى مساعديه بالبراءة؟ كما أنه كيف لم يتوفر للقاضي أية أدلة تدين مساعدي العادلي ورئيس جهاز أمن الدولة؟! وهل أعطى مبارك وزير الداخلية آنذاك حبيب العادلي أوامر بضرب المتظاهرين فقام العادلي بتنفيذ الأوامر بنفسه دون أن يساعده فيه معاونوه الستة؟!

وعن تأثير هذه الأحكام على جولة الإعادة لانتخابات الرئاسة التي يتنافس فيها مرشح الإخوان (محمد مرسي) وآخر رئيس وزراء في نظام مبارك (أحمد شفيق)، فيشير خبراء إلى إمكانية أن يستفيد مرسي من هذه الأحكام وذلك إذا اتفقت الجماعة مع القوى السياسية على مواجهة المرشح المحسوب على النظام السابق، بينما يرى آخرون أن تبرئة بعض رموز النظام السابق تعني تبرئة شفيق أيضا مما يزيد من فرصه في جولة الإعادة.


وبالعودة إلى حالة الغضب والغليان التي يشهدها الشارع المصري، فيتوقع محللون حدوث سلسلة متكررة من المظاهرات والاحتجاجات خاصة لأسر الشهداء والقوى الثورية، وستكون أقرب إلى ثورة غضب جديدة، من جانب المصريين الذين يشعرون أنه تم تزوير إرادتهم، فها هو النظام القديم يريد أن يعود من جديد بعد أن ثاروا عليه، وسط توقعات بإمكانية تزوير الانتخابات لصالح شفيق وإعادة إنتاج النظام القديم الذي يروق للمجلس العسكري الحاكم في مصر والولايات المتحدة على حد سواء.

وفي جميع الأحوال، تتعالى الأصوات المنادية لتوحد واتفاق القوى الثورية والسياسية وإدراك خطورة الوضع الراهن من أجل مواجهة النظام القديم الذي يريد أن يعود أكثر قوة من ذي قبل عبر العديد من الطرق أقربها انتخابات الرئاسة.


إيمان الشرقاوي
 
  • 4
  • 0
  • 2,866

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً