الحولة والقبير.. مجازر يومية والعالم (يشمئز) !

منذ 2012-06-08

لم تكد تمر أيام قليلة على مجزرة مروعة في منطقة الحولة بمحافظة حمص السورية حتى استيقظ العالم على مجزرة أخرى لا تقل بشاعة عن الأولى ولكن في قرية "القبير" في ريف حماة بوسط سوريا حيث قتل رجال وشبيحة بشار الأسد أكثر من 100 شخص بينهم عدد كبير من النساء والأطفال بشكل مشابه لما حدث في الحولة.

 


ضحايا القبير


لم تكد تمر أيام قليلة على مجزرة مروعة في منطقة الحولة بمحافظة حمص السورية حتى استيقظ العالم على مجزرة أخرى لا تقل بشاعة عن الأولى ولكن في قرية (القبير) في ريف حماة بوسط سوريا حيث قتل رجال وشبيحة بشار الأسد أكثر من 100 شخص بينهم عدد كبير من النساء والأطفال بشكل مشابه لما حدث في الحولة.

وتكرر سيناريو الحولة في القبير حيث قصف الجيش السوري المنطقة في البداية قبل أن تهاجم مجموعات من الشبيحة والميليشيات القرية وتقتل العشرات من أبناء المنطقة منهم 35 من عائلة واحدة بالسلاح الناري، وبعضهم قتلوا بالسكاكين، وبينهم عشرون طفلا بعضهم لم يتجاوز السنتين، وعشرون امرأة، بالإضافة إلى قتل وذبح وإحراق عشرات الأبرياء فى الحفة بمحافظة اللاذقية فى اليوم نفسه.

والغريب أن القبير بحسب بعض الناشطين السوريين لم تشارك في الانتفاضة ضد الأسد، فقد كانوا مسالمين لا هم مع النظام ولا ضده. وتقع القرية على بعد نحو 20 كيلومترا من حماة حيث سحقت القوات الموالية لوالد الرئيس الحالي انتفاضة قبل نحو 30 عاما قتل خلالها الآلاف وأزيلت أحياء بأكملها.

ولم يكتف النظام بجريمته، ولكنه قام عن طريق جيشه بمنع المراقبين الدوليين من دخول قرية القبير، بل وتعرض هؤلاء لإطلاق نار في طريقهم، كما واصل النظام تبجحه بعد ارتكاب أي مجزرة عندما اتهم من يسميهم بـ(الإرهابيين المسلحين) بأنهم نفذوا الجريمة عشية اجتماع مجلس الأمن واجتماعات دولية أخرى لاستغلالها بالضغط على سوريا، بحد زعمه.

واعتبرت جماعة الإخوان المسلمين فى سوريا أن (مسلسل المجازر) لن يتوقف، واصفة ما يرتكبه بشار الأسد وأعوانه ومؤيدوه من قتل وذبح للأطفال والنساء وحرق وتمثيل بالأجساد هو فعل قاصد ممنهج، محملة المجتمع الدولى ودول الجوار العربى والإسلامى مسئولية المجازر بحق الشعب السورى.

وانتقدت في بيان لها المواقف الدولية سواء تلك الداعمة للنظام أو المعادية له، وقالت: "إن ما جرى ويجري من مجازر فى سوريا منذ 15 شهرًا لم يتوقف بالشجب والاستنكار ولا بالوعيد والتصريحات المتضاربة"، محذرة من استمرار المجازر طالما أن بشار ورجاله يعلمون أن المدنيين العزل لا يجدون الوسيلة التى يدافعون بها عن أنفسهم.

وأمام المجازر المتوالية على يد الطاغية بشار الأسد اكتفى المجتمع الدولي بالإدانة والتعبير عن الاشمئزاز، وكأنه لا يستطيع القيام بغير ذلك، وإن ألمح البعض عن أنه حان الوقت لعزل الأسد، حيث أعرب المبعوث الأممي العربي لسوريا كوفي عنان عن (اشمئزازه وتنديده) بمجزرة القبير.

ودعا إلى ما وصفه بـ(مستوى جديد) من التدخل الدولي لحماية المدنيين السوريين، ولكن دون أن يجرؤ عن التحدث عن تدخل عسكري تأخر الغرب والعالم في المطالبة به.
كما طالب بدوره الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بمحاسبة المسؤولين عن المجازر وآخرها القبير، واصفا إياها بـ(المروعة والمقززة)، كما لفت إلى تعرض المراقبين وهم في طريقهم إلى موقع (القبير) لإطلاق نار من أسلحة خفيفة.
الوصف ذاته جاء من مسئوليين غربيين، وبينهم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، اعتبر مجزرة القبير (وحشية ومقززة)، مشيرًا إلى ضرورة بذل مزيد من الجهود لعزل سوريا والنظام.

وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي (كاثرين آشتون)، طالبت بالتحقيق في مجزرة القبير وغيرها من (المجازر المروعة)، لكن دون إدانة صريحة للنظام حيث وضعت المعارضة والنظام في كفة واحدة عند حديثها عن إدانة لأعمال عنف ضد الأبرياء.

وتتوالى المجازر اليومية بحق الشعب السوري البريء منذ مارس 2011، ولكنها اشتدت في الفترة الأخيرة بشكل يندى له الجبين، وهو ما فسره بعض المراقبين بأن نظام بشار الأسد بدأت يترنح ولم يعد بجعبته سوى تصعيد القتل والمذابح أمام الضغوط عليه، الأمر الذي قد يعجل بنهايته، فهذه الجرائم ستكتب نهايته ونظامه قريبا.


إيمان الشرقاوي - 17/7/1433 هـ
 

  • 1
  • 0
  • 3,094

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً