السراب الزائف.. !
منذ 2005-03-01
لم يكن موقف زوجات النبي صلى الله عليه وسلم بكل مافيه من جرأة ظاهرة
-حينما وقفن أمامه يُطالبن بحقهن في زيادة النفقة- لم يكن هذا الموقف
موقفا غريبا، ولاسلوكا مريبا يدعوه صلى الله عليه وسلم لاستنكاره
منهنّ أو الغلظة في الرد عليهن قولا وعملا..!
هذا الموقف الأسري تكاد تفاصيله لاتغيب عن ذهنك ليسَ لأنه حدث في بيت نبي من أنبياء الله، وبينه وبين زوجاته أمهات المؤمنين .. ولا لأن القرآن الكريم استعرضه واضعا صاحبات الشأن رضي الله عنهن بين خيارين اثنين { يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا . وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما } .
بل تستحضره في ذهنك كلما تأملت في مضامين بعض الأطروحات المعاصرة التي يقدمها أصحابها لمعالجة المشكلات والخلافات الأسرية والزوجية، فهذا التأمل سيجعلك تلمس حجم الفارق النوعي بين نظرتنا للحياة الأسرية ونظرة الرسول صلى الله عليه وسلم وطريقة تعامله مع أي مشكلة تحدث في بيته، أو بين نسائه رضي الله عنهن.
فالنبي صلى الله عليه وسلم في هذا الموقف وفي سواه حاور زوجاته واستفسر منهن.. سامعا مطالبهن كلها. تاركا تحميل الأمور مالا تحتمل، مدركا أن نساءه -على فضلهن ورجاحة عقولهن- يبقين نساءً كسائر النساء يتطلعن إلى حظوظهن من الحياة الدنيا وإن كانت فانية! هذا الوعي النبوي بمفهوم (بشرية البشر) الذي امتاز النبي صلى الله عليه وسلم به..
نحتاج إلى تدبره والاقتداء به.. علنا نتخلص مع الوقت من قائمة التوجيهات والنصائح التي مايزال أصحابها يزفونها للمقدمين على تكوين أسرة من الجنسين، ويؤكدون على أهمية الالتزام بها مدى العمر..!
فالزوجة مثلا يفترض ألا تنام في حضرة زوجها، ولاتسبقه إلى طعامه ولاتزعجه بكثرة الشكاوى ولاتساره بما يكدر صفوه حتى ولو كانت هموم بيته وأطفاله.
تُرى هل ندرك.. ونحن نسوق هذه التوجيهات أن الحياة الطويلة ورحلة العمر الزوجي والأسري لاتحتمل كل هذه المثاليات التي لاتتنفس إلا في عقول أصحابها وحسب..!
والسؤال الأهم : هل غابت هذه الآداب الأسرية والتوجيهات الفاضلة عن ذاكرة امرأة مثل عائشة تربت في بيت النبوة .. حينما وضعت قدميها وهي نائمة في موضع سجوده صلى الله عليه وسلم -كما جاء في البخاري- .
كيف لم تنتبه زوجه في حجم ذكاء عائشة وفطنتها ..إلى أنها يفترض أن تستيقظ من نومها فزعة قبل أن يبدأ زوجها صلاته.. خاصة مع إدراكها أنه صلى الله عليه وسلم أهل لهذا كله ولغيره!!
ثم كيف لم يشعر أصحاب هذه التوجيهات أنهم إنما يرسمون صورة ورقية للحياة الأسرية تمتلئ إشراقا وجمالا ويمكننا بسهولة أن نقرأ عنها ونسمع، لكن من الصعب أن نعيشها..!
ولو حاول أحد منا ذات يوم.. فسيكون البدء خيالات، وأطياف، وأحلام ثم إذا تجاوز الخيال للواقع والمثالية للبشرية فسوف يكتشف بمرارة أن في صاحبه الذي يسكن إليه مالايُعجبه، وأن من الحمق وتفويت الفرص أن يحتمل الحياة معه.. وسيضيء في ذهنه خيارٌ آخر ربما تتفق صورته مع ما سمع عنه وقرأ..! ولن تتفق، لأن المثالية التي ننادي بها، ونعجز عن احتمالها هي أشبه بالسراب الزائف..الذي يسرك مرآه وتفشل محاولات الإمساك به ولو تعددت!!
هذا الموقف الأسري تكاد تفاصيله لاتغيب عن ذهنك ليسَ لأنه حدث في بيت نبي من أنبياء الله، وبينه وبين زوجاته أمهات المؤمنين .. ولا لأن القرآن الكريم استعرضه واضعا صاحبات الشأن رضي الله عنهن بين خيارين اثنين { يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا . وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما } .
بل تستحضره في ذهنك كلما تأملت في مضامين بعض الأطروحات المعاصرة التي يقدمها أصحابها لمعالجة المشكلات والخلافات الأسرية والزوجية، فهذا التأمل سيجعلك تلمس حجم الفارق النوعي بين نظرتنا للحياة الأسرية ونظرة الرسول صلى الله عليه وسلم وطريقة تعامله مع أي مشكلة تحدث في بيته، أو بين نسائه رضي الله عنهن.
فالنبي صلى الله عليه وسلم في هذا الموقف وفي سواه حاور زوجاته واستفسر منهن.. سامعا مطالبهن كلها. تاركا تحميل الأمور مالا تحتمل، مدركا أن نساءه -على فضلهن ورجاحة عقولهن- يبقين نساءً كسائر النساء يتطلعن إلى حظوظهن من الحياة الدنيا وإن كانت فانية! هذا الوعي النبوي بمفهوم (بشرية البشر) الذي امتاز النبي صلى الله عليه وسلم به..
نحتاج إلى تدبره والاقتداء به.. علنا نتخلص مع الوقت من قائمة التوجيهات والنصائح التي مايزال أصحابها يزفونها للمقدمين على تكوين أسرة من الجنسين، ويؤكدون على أهمية الالتزام بها مدى العمر..!
فالزوجة مثلا يفترض ألا تنام في حضرة زوجها، ولاتسبقه إلى طعامه ولاتزعجه بكثرة الشكاوى ولاتساره بما يكدر صفوه حتى ولو كانت هموم بيته وأطفاله.
تُرى هل ندرك.. ونحن نسوق هذه التوجيهات أن الحياة الطويلة ورحلة العمر الزوجي والأسري لاتحتمل كل هذه المثاليات التي لاتتنفس إلا في عقول أصحابها وحسب..!
والسؤال الأهم : هل غابت هذه الآداب الأسرية والتوجيهات الفاضلة عن ذاكرة امرأة مثل عائشة تربت في بيت النبوة .. حينما وضعت قدميها وهي نائمة في موضع سجوده صلى الله عليه وسلم -كما جاء في البخاري- .
كيف لم تنتبه زوجه في حجم ذكاء عائشة وفطنتها ..إلى أنها يفترض أن تستيقظ من نومها فزعة قبل أن يبدأ زوجها صلاته.. خاصة مع إدراكها أنه صلى الله عليه وسلم أهل لهذا كله ولغيره!!
ثم كيف لم يشعر أصحاب هذه التوجيهات أنهم إنما يرسمون صورة ورقية للحياة الأسرية تمتلئ إشراقا وجمالا ويمكننا بسهولة أن نقرأ عنها ونسمع، لكن من الصعب أن نعيشها..!
ولو حاول أحد منا ذات يوم.. فسيكون البدء خيالات، وأطياف، وأحلام ثم إذا تجاوز الخيال للواقع والمثالية للبشرية فسوف يكتشف بمرارة أن في صاحبه الذي يسكن إليه مالايُعجبه، وأن من الحمق وتفويت الفرص أن يحتمل الحياة معه.. وسيضيء في ذهنه خيارٌ آخر ربما تتفق صورته مع ما سمع عنه وقرأ..! ولن تتفق، لأن المثالية التي ننادي بها، ونعجز عن احتمالها هي أشبه بالسراب الزائف..الذي يسرك مرآه وتفشل محاولات الإمساك به ولو تعددت!!
المصدر: مجلة الأسرة - العدد 106
- التصنيف:
المنيبة
منذ