نشطاء سوريا.. في مرمى نيران الأسد
رغم كل القمع والقتل والتعذيب التي يتعرض لها الناشطون السوريون، إلا أنهم يصرون وبكل السبل على فضح نظام الأسد بكل السبل، وماضون في طريق الثورة للإطاحة بالنظام ووقف المذابح التي يرتكبها رجاله، وراح ضحيتها نحو 12 ألف سوري دون أن يفرق بين رضيع وعجوز أو رجل وامرأة.
- التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -
اغتيال طبيب داخل عيادته.. اعتقال ناشطة رأي أمام جامعتها.. قنص ناشط إعلامي أثناء توثيقه للمجازر.. وغيرهم من ضحايا النظام السوري، الذي تصاعد استهدافه بشكل منظم للناشطين الحقوقيين والإعلاميين في الآونة الأخيرة، ليس سوى أنهم حاولوا تضميد جراح متظاهر أو كشف جرائم بشار الأسد بالكلمة أو الصورة.
آخر ضحايا هذا المسلسل من استهداف النشطاء: كان الحقوقي السوري الطبيب (عدنان وهبي) الذي قتلته قوات الأمن السورية أمس داخل عيادته في مدينة دوما بريف دمشق بطلقات نارية في الرأس وأنحاء متفرقة من جسده.
وكان وهبي، وهو: (طبيب سوري متخصص بالجراحة) أحد الناشطين السياسيين بمدينة دوما بريف دمشق، قد بدأ معارضته للنظام مبكرًا بعد بدء الاحتجاجات في مارس من العام الماضي، حيث تم اعتقاله أكثر من مرة على خلفية معارضة لنظام الأسد.
ثم تأتي الناشطة السورية (خنساء محمد نمورة) التي تم اعتقالها من أمام جامعة تشرين في مدينة اللاذقية الساحلية، لدى توجهها إلى الجامعة لتأدية امتحاناتها الخميس الماضي، ولا زال مصيرها ومكان اعتقالها مجهولين.
و(نمورة) من الناشطات الداعمات للحراك الثوري في مدينة بانياس الساحلية، التي تشهد أحياؤها الجنوبية وقرى مجاورة لها حركة احتجاج قوية ضد النظام، وهي متزوجة وأم لطفلين 4 سنوات وسنة ونصف.
واختفى الناشط الإعلامي والناطق باسم ثوار الحسكة، وعضو الهيئة العامة للثورة السورية (إبراهيم حجي الحلبي) الملقب بـ(أبو الطيب السوري) في 12- 5- 2012 ولا يعرف مصيره حتى اللحظة، وقد عرف أبو الطيب من خلال تواصله مع القنوات التي تغطي أخبار التظاهرات، في سبيل إيصال صوت مدينة الحسكة وحراكها للعالم كله.
كما يدخل من يحاول نقل أحداث الثورة السورية بالصورة دائرة الاستهداف الوحشية، فها هو مخرج الأفلام الوثائقية (باسل شحادة) يلقى حتفه على يد قناصة رجال بشار الأسد في مدينة حمص قبل أقل من أسبوع، وكان (شحادة) يدرب الناشطين في حمص على التصوير السينمائي الوثائقي لتسجيل الجرائم والمذابح السورية.
ولا يعد شحادة الأول من ضحايا الإعلام الثوري في سوريا، فقد قُتل يوم 27 مايو الماضي ثلاثة ناشطين إعلاميين بنيران قوات الأمن في حي الخالدية في حمص، وهم: (عمار محمد سهيل زاده، وأحمد عدنان الأشلق، ولورانس فهمي النعيمي) وجميعًا من شبكة (شام) الإخبارية في حمص.
كما قتل المصور (عبد الحميد مطر) أثناء تصويره دبابات النظام، التي طافت تدك مدينة القصير بحمص، وقبله أصيب من يعرف بـ(فنان الثورة) في القصير بجراح خطيرة، وتفنن رجال الأسد في قتل الناشطين الإعلاميين ومن بينهم: (خالد قبيشو) في محافظة إدلب في أبريل الماضي، حيث قامت قوات الجيش بدهس رأسه بالدبابة بعد قتله.
وقتل أكثر من 36 صحفيًا ومصورًا وناشطًا إعلاميًا بطرق مختلفة خلال عام، بحسب رابطة الصحفيين السوريين، في بيان لها يوم 28 مايو الحالي، منددة بالحرب المستمرة التي يشنها نظام الأسد على الصحفيين، والتي تشمل السجن والتعذيب، والأذى النفسي والمادي، والتضييق بأنواعه لمنعهم من نقل حقيقة ما يجري في سوريا.
ويبدو أن استهداف الناشطين المُصرين على تحدي النظام الظالم يتم بشكل منظم، حيث أوردت المعارضة السورية في تقارير صحفية أن نظام الأسد شكل مجموعة أطلق عليها: (عناصر النخبة) قوامها 1800 عنصر، ومهمتها تصفية الناشطين في سوريا، بسرية تامة ودون الرجوع لأي فرع من الفروع الأمنية.
ورغم كل القمع والقتل والتعذيب التي يتعرض لها الناشطون السوريون، إلا أنهم يصرون وبكل السبل على فضح نظام الأسد بكل السبل، وماضون في طريق الثورة للإطاحة بالنظام ووقف المذابح التي يرتكبها رجاله، وراح ضحيتها نحو 12 ألف سوري دون أن يفرق بين رضيع وعجوز أو رجل وامرأة.
إيمان الشرقاوي - 14/7/1433 هـ