مقابر البعث السوري الجماعية .. نهاية العبث !!
الشعب السوري بكل أطيافه قد حسم الموقف، وهو لا ينتظر موافقة أي طرف؛ فالنظام الدموي حَفَّار القبور إلى سعير.. تلك هي الحقيقة الساطعة التي سيؤكدها أبطال الشام وهم يعيدون كتابة تاريخ الجهاد السوري بدمائهم الطاهرة.
مع الاكتشاف الشعبي الجديد لأول مقبرة جماعية حفرها مجرمو النظام البعثي الوراثي السوري لطمس وإخفاء معالم جرائمهم ضد الإنسانية في مدينة درعا السورية المجاهدة، بات واضحًا أن ذلك النظام الفاشي الدموي يسير على خُطا شبيهه وصنوه نظام البعث العراقي البائد، الذي اختتم مسيرته التاريخية الدموية لخدمة الأمة العربية بسلسلة مقابره الجماعية في العراق والكويت. والنظام السوري ليس غريبًا أبدًا على خدمة حفر القبور لشعبه، فهو في الماضي القريب تمكّن من تحويل مدن كاملة بقضِّها وقضيضها لمقابر مغلقة بعد أن استباحها.
كما أن له سبق الفضل في تحويل سجون كاملة لمقبرة جماعية، كما حصل في جريمة سرايا الدفاع أيام رفعت الأسد ضد نزلاء سجن تدمر الصحراوي وقتل أكثر من 500 إنسان، وكانت مكافأة العناصر الإرهابية الحكومية التي نفذت الجريمة هي تسلمهم لمبلغ تافه 200 ليرة سورية، فما أرخص الإنسان في مملكة النظام السوري الذي لم يخلق مثله في البلاد!! والذي يخوض اليوم حرب إبادة شاملة ضد الشعب السوري في مدنه وقراه، ويكرر الأسلوب نفسه لنظام البعث العراقي البائد.
البعثيون في النهاية ملة واحدة، والحزب الشمولي بأفكاره الفاشية البدائية الحاقدة على الإنسانية والحياة هو نفسه، فلا فرق في تكتيك القمع ونهاياته، ولا فرق كذلك في المصير،؛ فمعركة المصير الواحد قد انطلقت في الشام فعلاً، وكل محاولات قمع الثورة السورية الشعبية لن تجدي النظام نفعًا،وانفراده في حصار المدن السورية وممارسة الجرائم من دون تغطية إعلامية من وسائل الإعلام العربية والدولية لن تمحو أبدًا آثار جرائمه، أو تخفي موبقاته وبصماته الإرهابية الدموية التي سوَّدت التاريخ السوري المعاصر..
لن يفلت إرهابيو وقتلة وشبيحة النظام الاستخباري أبدًا من أيدي العدالة الإلهية أو الإنسانية، بدءًا من كبيرهم الذي علمهم القتل والاستئصال، ووصولاً لأصغر عنصر أمني حقير أو شبيح مرتزق.
لقد حفر النظام السوري بمقابره الجماعية قبره بيديه، وبات العد التنازلي لنهاية النظام قاب قوسين أو أدنى، ومع كل إيغال في الدم السوري تتوسع مساحات الفراق النهائي مع الشعب السوري، ويندحر البعث السوري مهزومًا نحو مصيره النهائي والحتمي في مزبلة التاريخ، التي تضم رمم وجيف الطغاة والمستبدين.
وأعتقد أن على قُوى الشعب السورية الحرة التحرك بفاعلية على المستوى الدولي من أجل محاصرة النظام أمميًّا، وإبراز فظائعه وجرائمه وتوثيق انتهاكاته التاريخية القديمة والجديدة، وإعداد ملف تاريخي موسوعي وشامل لجرائم هذا النظام، والذي سيتعزز مع الاكتشاف الجديد لمقابر درعا الجماعية، والتي تكررت بكل تأكيد في حمص وبانياس واللاذقية وكل بقعة سورية مقدسة وثائرة. الشعب قرر أن ينتصر لدماء شهدائه، وأن يطارد القتلة حتى آخر الدنيا، ولن يفلت مجرم أو شبيح مهما تجنس بكل جنسيات الأرض.
لقد جاء يوم إنصاف الظالم من المظلوم، وهو يوم لو تعلمون عظيم، وحانت لحظة الحقيقة الوطنية السورية الشاملة التي ستزغرد معها حناجر حرائر الشام وهن يزفن الأبطال والشهداء لجنان الخلد، ويرسلن النظام الإرهابي المجرم لمزبلة التاريخ. بكل تأكيد فإن التاريخ الإرهابي الموثّق لجرائم النظام السوري ضد الإنسانية في الشام لم يكتب بعدُ بالكامل، وسيكون سفرًا تاريخيًّا مخجلاً لجرائم نظام البعث، وبما سيجعل من المجرمين والقتلة عبرة لمن يعتبر..
لقد كان تاريخ البعثية الفاشية في الشام منذ عام 1963م الذي حملهم لسدة السلطة تاريخًا دمويًّا حافلاً بصور المقابر التي تحولت لسجون وبالمعتقلات الإرهابية التي أضحت سمة ذلك النظام الفاشل، الذي قاد سورية العظيمة لهزائم تاريخية مخجلة، وصادر إمكانياتها وعطل طاقاتها.. ليس غريبًا بالمرة أن تفضح مقابر النظام الجماعية، بل الغريب كل الغرابة أن يلف الصمت المحلي والدولي عن تلك الحقائق الدامغة؛ فمهرجان القتل الشعبي الشامل الذي أطلقه النظام ومارسته بصفاقة ونذالة منقطعة النظير آلته العسكرية الجبانة والمهانة لن يمنع الشعب السوري أبدًا من أخذ زمام المبادرة والاستمرار في الكفاح والصمود والرفض حتى اندحار الطغاة وهزيمتهم، وهي مهمة مقدسة يتحملها الشعب السوري البطل العظيم الذي سيدوس على كل المخططات الدولية المشبوهة التي تحمي النظام وتدافع عن جرائمه، في ظل موجة الصمت المخجلة عربيًّا ودوليًّا..
الجامعة العربية التي انتصرت لحق الشعب الليبي في الحرية والكرامة، تقف اليوم عاجزة أشبه بدور المتواطئ وهي ترى أن المقابر الجماعية قد تكررت في بلاد الشام بعد أن كان لها -وما زال- حضورها في بلاد الرافدين!!
والعرب اليوم يقفون -للأسف- ببلاهة منقطعة النظير أمام مهرجان الدم السوري النازف، ولربما يصدق البعض منهم روايات النظام الاستخبارية البائسة عن العصابات السلفية المزعومة! أو الضباط الإسرائيليين المشاركين في الانتفاضة الشعبية!! وطبعًا لا أعتقد أن الرأي العام العربي قد وصل من السذاجة إلى حد بحيث يعتقد بأن النظام السوري الراهن هو خصم حقيقي لإسرائيل.
إن مقابر البعث السوري الجماعية لن ترهب الشعب، بل ستكون الحاضنة الاستراتيجية لتشديد النضال مهما بلغت الأثمان، حتى جرجرة المجرمين لمحكمة الشعب السوري العادلة، وساعتها سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون..
الشعب السوري بكل أطيافه قد حسم الموقف، وهو لا ينتظر موافقة أي طرف؛ فالنظام الدموي حَفَّار القبور إلى سعير.. تلك هي الحقيقة الساطعة التي سيؤكدها أبطال الشام وهم يعيدون كتابة تاريخ الجهاد السوري بدمائهم الطاهرة.
داود البصري
الأربعاء، 18 أيار/مايو 2011 م
- التصنيف: