هروب الفتيات... خطأ مشترك !!

منذ 2005-03-05
هزّت الصحف السعودية بداية العام الحالي عدّة حوادث تداولتها عن هروب بعض الفتيات, كان لها وقع الصاعقة في قلوب الكثيرين, خاصةً في مجتمع محافظ, متمسك بثوابته الدينية!!

منها على سبيل المثال:

فتاة في السابعة عشرة تهرب من عائلتها في عسير, يذكر أن عسير شهدت قبل عدة أسابيع هروب فتاة من منزلها، ولم تتمكن الجهات الأمنية من العثور عليها جريدة (المدينة) عدد 1424.

هروب فتاة في العشر الأواخر من منزلها أثناء إعداد والدتها المسنة لوجبة السحور, ويذكر أن الفتاة تعاني من حالة نفسية, ولم تبلغ السلطات إلا في تاريخه (جريده الرياض عدد 23ذي الحجة 1425).

وهروب الفتيات ليست ظاهرة وليدة اليوم كما يدّعي البعض بل ورد في التاريخ الإسلامي بعض الحالات، فعندما كانت الروم تحاصر الأندلس المسلمة كان لأحد الأندلسيين بنت ففقدها فأُخبر أن كبيراً من رؤوس الروم خرج بها فتبعه أهلها وشكوه إلى صاحب مملكتهم فأحضره فقال الرومي: لا تعجل عليّ فإنها فرّت إلى ديننا، وجيء بها فأنكرت أبويها وارتدت!!

مما يدلل أن النفسية التي تتعامل بها الفتاة مع محيطها هي واحدة على مرّ الأزمان.



وقبل أن نُنْحى باللائمة تماماً على الفتاة, لك أن تنظر في هذه الإحصائيات من واقع مجتمعاتنا:

ذكرت جريدة الاتحاد, أن مراكز الشرطة في دبي خلال عام 2001 سجلت هروب (79) مراهقة (المجلة الإلكترونية).

أما في اليمن, ففي صنعاء خلال أسبوع واحد اختفت عشر فتيات, وفي صنعاء أيضاً خلال ثلاثة أشهر(45) حالة, أما الحالات المبلغ عنها من قبل أهاليهن على أنها هروب فكانت (20) حالة(جريدة الرياض 5 ربيع الثاني 1423عدد 12413)

وفي جمهورية مصرفقد قال الدكتور أحمد المجدوب الخبير الاجتماعي بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية الجنائية: لقد أثبتت الدراسات الميدانية ارتفاع معدل هروب الفتيات ففي القاهرة كان المعدل من سن (12-17) سنة (28) حالة عام 1991، و(95) حالة عام 1994, أما في جميع المدن ففي الأعوام , 98,97,96 قد بلغت الحالات (7340) حالة.

أما في السعودية فتشير إحصائيات وزارة الداخلية إلى أن حالات هروب الفتيات قد سجلت منحنى خطيراً,حيث بلغ إجمالي حالات الهروب والتغيب المبلغ عنها(3285) من الجنسين, عدد الإناث(850) (جريدة الوطن عدد1537).

وإذا كانت بيانات التركيب العمري للسكان السعوديين قد أشارت إلى أن نسبة الأطفال في السعودية ممن يبلغ عمرهم (14) عاماً أو أقل حسب آخر تعداد 49.23 % فلك أن تقدّر أعداد المراهقين والمراهقات في مجتمعنا خلال جيل قادم!!

أنواع الهروب:
هروب معنوي:وهو الأكثر شيوعاً وذلك لطبيعة المجتمع المحافظ, ولخوف الفتاة من الأسرة, فتنعزل الفتاة نفسياً وتبقى في غرفتها مدةً طويلة, حيث تجعل لنفسها عالماً آخر من خلال الأحاديث الهاتفية, أو المحادثة عبر الإنترنت, فتملأ هذه المحادثات عقلها ووجدانها, يطمئن فيها الوالدان بأن أبناءهم وبناتهم يواكبون العصر أمام شاشة الكمبيوتر، وهذا بنظرهم آمن من الخروج للنزهات؟!! وقد تستيقظ الأسرة ذات صباح على فاجعة هروب الفتاة!!

وشكل آخر من أشكال الهروب: وهو المشاكسة, حيث ترفض بعض الفتيات أي موضوع يطرح لها سواءً كان سلبياً أم إيجابياً, ليس بهدف الوصول إلى نتيجة ولكن بغرض الحب في المعارضة التي تأتى في هذا الإطار رغبة منها في إثبات الذات!!

هروب مادي:حيث تقذف الفتاة بكل المبادئ والفضائل, التي نشأت عليها وتنساق وراء رغباتها التي في الغالب تقودها إلى الوقوع في الرذيلة!!

وفي دراسة قامت بها عايدة سيف الدين الباحثة في مركز دراسات المرأة والطفل في (مصر) أن 15% من الفتيات هربت بدافع الحب لشاب رفضته الأسرة, وفي بعض الأحيان تكون البنت قد أخطأت معه!

ومن الأمثلة أيضاً ما حكته عائشة الشهري أخصائية الطب النفسي بوزارة الشؤون الاجتماعية من أن إحدى الفتيات التي عايشت قصّتها، والتي تبلغ من العمر (25) كانت على علاقة بأحد الشباب, وصلت لأمور غير شرعية وبعد رفض أهلها للزواج به,هربت الفتاة معه إلى خارج السعودية لإجبار أهلها على الموافقة، وبعد عودتها قام والدها بتطليقها منه؟!(جريدة الوطن)عدد 1537

(هروب مادي تُساق إليه الفتاة قسراً) بسبب كثرة الرفض من الأهل لمتطلبات الفتاة, وكثرة الجدال ,يؤدي إلى الإحساس بعدم إشباع حاجتها النفسية من الحب والتقدير, فتزداد الفجوة بينها وبين عائلتها, وقد تُصاب الفتاة بالاكتئاب، وتصل في نهاية المطاف إلى فكرة الهروب حيث تتلقاها الأيدي غير النظيفة!! واللوم هنا لا يقع على هؤلاء الفتيات الهاربات! بل تتحمل الأسرة غياب (الحوار الأسري)؛ لأن الفتاة لم تنشأ منذ الأساس على الرضا بالواقع بأنّ كُلّ شيء مقسوم في الحياة، وأن الناس خُلقوا طبقات شتى, فتجنح بخيالها، وتبتغي تغيير الواقع بالطرق الملتوية غير المشروعة؟!

أسباب الهروب

ضعف الوازع الديني

التفكك الأسري:ومثاله ما ذكرته مجلة الأمل التابعة لمستشفي الأمل للصحة النفسية(عدد 36) عن إحدى نزيلاتها التائبات من الإدمان, وكان بدايته انفصال والديها ومكوثها عند جدتها المُسّنة، فأجبرها والدها على الزواج من صديقه, وعمرها (14) عاماً!! فهربت منه إلى إحدى صديقاتها التي استغلتها لتهريب المخدرات, ثم زواجها مرّة أخرى بأحد الذين يتعاطون معها، وموت ابنتها أثناء تعاطيهم جميعاً للمخدرات؟!

صديقات السوء:يستطيع الأهل النظر في رفيقات الفتاة من خلال مقابلتها شخصياً أو بسؤال المدرسة, ومن متابعة أحاديث الفتاة الهاتفية معهنّ بشكل غير مباشر!!

التقليد الأعمى لوسائل الإعلام:لعبت وسائل الأعلام دوراً كبيراً في تغيير أفكار فتياتنا من خلال أحاديث الفنانات التي دائماً تشير إلى أن سبب نجاحها, هو هروبها من منزل أسرتها لتحقق رغباتها الشخصية, وأيضاً من عرض المسلسلات الأجنبية التي لا تتفق مع تعاليم ديننا حيث تزين لهنّ الحرية والانطلاق للعالم الخارجي دون قيود؟!

هامشية دور المشرفة الاجتماعية:لكون الفتاة تقضي وقتاً طويلاً في المدرسة, وتتشكل شخصيتها من خلال عالمها المدرسي, كان الأجدر بمن تتولى مهمة الإشراف المدرسي, تفعيل دورها وتطويره من خلال عقد الدروس والإجابة عن استفسارات الفتيات النفسية، وحصر الفتيات المشاكسات لتلقّي برنامج حواري فعّال؟!

التدليل الزائد:هو سلا ح ذو حدين ,وسريعاً ما تُصاب الفتاة بالملل من حياتها الرتيبة بنظرها!! وتنشد الإثارة من خلال اقتحام المجهول أياً كان؟!

الضغط على الفتاة بالزواج من رجل مُسنّ

غياب الرقابة المنزلية: بداعي الثقة تغيب الرقابة عن الفتاة, فتصبح أداة لأهل السوء على كافة مراتبهم! سواء في المنزل أو خارجه!!

الحلول:
- كفّ الممارسات الذكرية المتسلطة على الفتاة من قبل إخوانها وأحياناً والدها!

- اقتراب الأم من ابنتها برفق, وجمعها بين اللين والحزم مع المراقبة بطريق غير مباشر! وغالباً ما تقع في هذا التقصير الأمهات العاملات لابتعادهن عن بناتهنّ فترات طويلة!!

- مراعاة التركيبة النفسية والهرمونية للفتاة, وخاصة فترة الامتحانات والدورة الشهرية!

- توعية الأسرة بأساليب التربية السليمة!

- تفعيل دور الأخصائية الاجتماعية في المدارس!

- دور الإعلام الهادف في محاربة المخدرات, والمعاكسات الهاتفية!!

19/1/1426
28/02/2005
المصدر: موقع الإسلام اليوم
  • 5
  • 0
  • 17,787
  • زائر

      منذ
    [[أعجبني:]] هروب البنات في المجتمع السعودي يؤلم القلب كثيرا ولاكنالاسره هي السبب لانها لم تفتح الحوار مع الفتاه ومعرفت ما هي مشكلاتهاو احتياجاتها وسبب اخر هو التاخر في الزواج الفتاه وياسها من الحياه وسبب اخر المراهقه تحتاج الى تفاهم من قبل الاسره ومراقبه من دون مضايقه وتوجيه صحيح واخرا تقبلو تحياتي
  • ابو خالد

      منذ
    [[أعجبني:]] بسم الله الرحمن الرحيم وبعد: بالنسبه للموضوع جيد وانا اشكر كل من ساعد اوشارك فيه وجزاكم الله خيره اما انا فلدي تعليق:اعتقد بل ايقن ان السبب الرئيسي هو اهمااال الاسره لابناءها وبالاخص الفتايات الذين يحتاجون رعايه حريصه لانهم اعراضناثانياالمدرسه التي لا نلقى فيها اهتمااام نعم اهتتمام من الذين تولو مناصب مثل المرشده الطلابيه وغيرها من المدرسات توئثر على نفسيه الطالبه وممكن تسبب لما اكتاب ولاكن ارجع واقول للاهالي عاملوا ابنائكم برفق فان حصل اي شي اقول انتم السبب الرئيسي. جزاكم الله خيرااا اخوكم ابو خالد [[لم يعجبني:]] نرجوا منكم الاهتمااام بمثل هذه الموضيع الحساسه واسال الله لي ولكم التوفيق والسداد.
  • ابومحمد

      منذ
    [[أعجبني:]] موضوع قضية الهروب ( الفتيات + الفتيان ) غالبا مايكون الفقر والحاجة سبب هروب الشباب اليوم بل ان عملة الهروب من الدنيا (الأنتحار ) بدأت في ا؟لأنتشار بين الفتيات والفتيان في عصرنا هذا والأسباب كثيرة واولها ضعف الوازع الديني وثانيهما القنوات الفضائية في كل بيت الا من رحم ربنا والفقر الذى بات يخيم على الكثير من اسر مجتمعاتنا بدليل ان نسبة الهروب في كلا حالتيه من عائلات فقيرة لاتملك شيئا من حطام الدنيا او بالكاد تعيش بما قد يفي بمتطلبات الحياة . [[لم يعجبني:]] عدم ذكر كل الأسباب الفعلية المسببة للهروب
  • رياض طه

      منذ
    [[أعجبني:]] الجرئه في طرح مثل هذه المواضيع الحساسه [[لم يعجبني:]] والتي في نشرهاسلاح ذو حدين اولها التشجي على هذه الظاهره والثاني هومعالجة مثل هذه الظواهر الخطيره.
  • FATIMA ZAHRA

      منذ
    [[أعجبني:]] احترا م نفسية الفتات خلالالدورات الشهرية لان نفسيتها تكون في حاة سيئة
  • محمد

      منذ
    [[أعجبني:]] ما أعجبني من المقالة صدقهاوواقعيتها والأهم من كل شيء الحلول لأن المشكلة خطيرة ويجب إيجاد الحلول أنا فخور جدآبهذا الموقع الله يجزيكم الخير ويعطكم على قد نيتكم
  • ن الغيلاني

      منذ
    [[أعجبني:]] أتمنى من كل ام ان تنتبه لبناتها وتراقب تصرفاتهن ولا تدع لهن منفذ للخطأ,لكي لايأتي يوم تندم عليه,وعليها ان تصادق صديقات بناتها لكي تعلم كيف تفكيرهن والله المستعان

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً