النظام السوري يصدّر أزمته للبنان لضرب الحاضنة السنية... نحتاج دعماً لمقاومة المشروع الإيراني

منذ 2012-07-21

جانب من الحوار

- السنة يفوقون شيعة لبنان بنحو 5% من السكان.
- النظام السوري يريد عزل سنة لبنان عن دعم إخوانهم بسوريا.
- بشار يعمل على نقل الصراع بسوريا إلى لبنان.
- التواصل لا ينقطع على جانبي الحدود لكن الدعم ليس منظماً.
- ضرب الحاضنة اللبنانية دليل قوي على ضعف نظام بشار.
- حلفاء النظام السوري بلبنان لا يطابقون موقفه لأنهم يخشون تبعات سقوطه.
- (جنبلاط) كسر الجرة مع سوريا ولم يكسرها مع حلفائها.
- (عون) جزء من مشروع الأقليات الدولي لكن البطريرك غيّر موقفه من سوريا.
- نحن المشروع الوحيد غير المدعوم بلبنان لذا نحتاج دعم الخليج لا سيما السعودية.
- (حزب الله) يقف خلف العلويين في صراعهم مع السنة، لكنه يتجنب الظهور في واجهته.
- شعبية الحزب تآكلت لكنه يقويها باختراقه لبعض مجموعات سنية.

أكد الشيخ داعي الإسلام الشهال الرمز الإسلامي البارز في لبنان أن ضرب الحاضنة السنية اللبنانية للثورة السورية هو هدف أساسي للنظام السوري الذي يدرك حجم تأثير هذه الحاضنة على الداخل السوري إعلاميا ومعنويا.

وقال الشيخ السلفي الذي يعد أحد أهم مؤسسي التيار السلفي في لبنان في حواره مع (المسلم): إن أهل السنة في لبنان "يواجهون الآن المشروع الصفوي المعروف بالهلال الشيعي الذي يضم إيران والعراق وسوريا ولبنان، وبعد أن تضايق النظام السوري يريد أن ينقل المعركة إلى لبنان وطرابلس التي هي معقل أهل السنة في لبنان؛ فإذا تمكنوا كما يخططون وينظمون لا قدر الله من قصم ظهر أهل السنة وبخاصة في طرابلس والشمال يكونون بذلك قد حققوا إنجازاً عظيماً".

وكشف فضيلته عن أن نسبة المسلمين السنة في لبنان تفوق الأقلية الشيعية بنسبة واضحة، حيث تبلغ نسبة السنة نحو 31% فيما لا تزيد نسبة الشيعة عن نحو 26% من تعداد السكان، بخلاف المخيمات الفلسطينية التي لا تضاف إلى السنة لاعتبار اختلاف الجنسية.

ولفت رئيس جمعية الهداية والإحسان الإسلامية والمشرف العام على مؤسسات الهداية فضيلة الشيخ الشهال إلى أن التفات النظام السوري إلى محاولة ضرب المساندة اللبنانية للثورة السورية الآن وبعد فترة طويلة من اندلاعها يعد مؤشراً على تأثير هذا الدعم من جهة، وعلى تهاوي النظام السوري من جهة أخرى.

نص الحوار:

- أحب بداية أن نبدأ من قضية ربما تثير جدلاً في لبنان حول الوضع الديموجرافي لأهل السنة والجماعة، أعني مسألة نسب الطوائف، والتضارب حولها؛ فأيها أقرب للصحيح في تصوركم؟

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على نبينا وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:

لبنان معروف بأنه بلد متعدد الطوائف، لكن من المتفق عليه كذلك أن أهم الطوائف هي ثلاث: الطائفة السنية، الطائفة الشيعية، طائفة الموارنة، والحقيقة أن التسلسل هو كما ذكرته الطائفة السنية هي الطائفة الأكبر ثم تليها الشيعية وهي قريبة منها لكن أقل ثم الموارنة خاصة في العقود والسنين الأخيرة، حيث صارت نسبة الموارنة الأقل في لبنان، فالسُنة نحو الثلاثين أو أكثر بقليل في المائة من مجموع عدد السكان فالشيعة أقل ثم الموارنة أقل وثم بعد ذلك الطوائف الأصغر والمذاهب الأقل كالدروز والأرثوذكس وغيرهم.

- هناك إحصاء يتحدث عن نسبة 31% للسنة و30% للشيعة، هل هذا الإحصاء دقيق؟

ليس هناك إحصاء دقيق جداً، لكن من خلال لوائح الشطب الانتخابية تبين بأن السنة يزيدهم بعدد لا بأس به، وهو يقدر بنحو 31% وهناك فارق وفقاً لتلك اللوائح يعطي رقماً يبلغ نحو 26% للشيعة، وهذا طبعاً بخلاف تقدير المخيمات الفلسطينية الذين هم من السنة لكنهم فلسطينيون في لبنان.

- هل أثرت الهجرات المارونية على نسبتهم التي كانت أكبر مما ذكرتم؟

الحقيقة كل الطوائف هاجرت، لكن الموارنة ربما كانت أكثر وأسبق وبالتالي توجد أعداد كبيرة منهم في الخارج أكثر من غيرهم، ومعلوم في الوقت نفسه أن المسلمين يتزايدون بشكل أكبر في العادة بينما الموارنة عندهم تحديد نسل أو تنظيم له.

- بالنسبة للأحداث الأخيرة التي جرت عندكم في طرابلس كيف تقرؤونها؟ هل هي نوع من تكسير عظام أهل السنة؟ من فجّرها؟ إلامَ ترنو؟

في واقع الأمر أهل السنة في لبنان هم جزء مهم من النسيج اللبناني الأساسي وجزء مهم من بلاد الشام، بخاصة أن لبنان فيه نسبة ليست قليلة من الحرية وبالتالي قد يستطيع أهل السنة في لبنان أن يقدموا لإخوانهم سواء في فلسطين أو في سوريا أو في غيرها من البلاد كثيراً من الدعم المادي أو المعنوي أو اللوجستي وبالتالي هناك تركيز عليهم.

من جهة محاولة حصارهم لإضعافهم وقصم ظهورهم لا سمح الله، وهناك محاولات متكررة وبخاصة من قبل النظام السوري سابقاً، والآن من قبل حلفاء النظام السوري، وبالجملة هم يواجهون الآن المشروع الصفوي المعروف بالهلال الشيعي الذي يضم إيران والعراق وسوريا ولبنان، وبعد أن تضايق النظام السوري يريد أن ينقل المعركة إلى لبنان وطرابلس التي هي معقل أهل السنة في لبنان؛ فإذا تمكنوا كما يخططون وينظمون لا قدر الله من قصم ظهر أهل السنة وبخاصة في طرابلس والشمال يكونون بذلك قد حققوا إنجازاً عظيماً حين يضربون الحاضنة الأرضية الصالحة للاجئين السوريين والناشطين السوريين فيكونون بهذا قد دعموا النظام وأضعفوا بشكل كبير الثورة السورية.

فمن جهة يضعفون بهذا -إذا نجحوا لا سمح الله- الثورة السورية، لاعتبار السند الإعلامي والسياسي، بالإضافة إلى الالتجاء إلى إخوانهم في لبنان فحصل لهم من جهة السكن وجهة الإيواء والاستشفاء والجرحى واستقبال الجرحى وغيره ما يسر عليهم كثيراً، وبهذا يضعفون الثورة السورية، ومن جهة أخرى أوتوماتيكياً يتحصل لهذا الدعم لصالح النظام بأن أهل السنة في الحقيقة أهل السنة في لبنان أزعجوا النظام السوري وقدموا لإخوانهم في الثورة كثيراً من الخدمات.

- هل ما يتخوف السوريون منه ليس مجرد احتواء اللاجئين السوريين في لبنان وإنما يتخوفون من دعم لوجستي للمقاومة أو للثورة السورية؟

بشكل منظم لا يوجد دعم للثورة السورية كسلاح أو دعم لوجستي يتصل بهذا الميدان، لكنه في الحقيقة يوجد بشكل أو بآخر؛ موجود بطريقة غير منظمة، كون أن الحدود قائمة بين البلدين وفي الشمال أهل السنة في تواصل بينهم وبين إخوانهم في سوريا من هذا المنطلق طبعاً يتخوفون، لذلك أنا قلت أنهم بنقل الصراع من سوريا إلى لبنان وعلى الأخص في الشمال من أجل ضرب الحاضنة للشعب السوري.

- لم تبدأ عملية ضرب لهذه الحاضنة منذ بداية الثورة؟

لم يكن هناك من ضرورة لأن النظام كان لا زال متيناً قوياً بالإضافة إلى أنه كان يظن بأن الدولة اللبنانية قادرة على لجم أو الحد من نشاطنا كأهل سنة، حين لم يتمكنوا من هذا، استقبلنا الجرحى وآويناهم وساعدناهم ووقفنا معهم إعلامياً وسياسياً وأمّنا لهم نوعاً من الغطاء المادي والمعنوي والسياسي، تدخل النظام السوري بشكل مباشر وطبعاً له حلفاء أقوياء في الساحة اللبنانية.

ربما كانت المظاهرات أكثر في البداية عن الآن في لبنان ضد النظام السوري؟
نعم في لبنان من فضل الله عز وجل. أنا شخصياً منذ الأيام الأولى من أول فرصة سنحت أعلنت فيها الموقف الصريح في تأييد الثورة أو الانتفاضة السورية ضد النظام عبر وسائل الإعلام ثم بدأنا وبدأ أهل السنة رويداً رويداً يتحسنون في هذا المجال وأقمنا العديد من الاعتصامات أو المواقف المشرفة في نصرة إخواننا السوريين ومواجهة والدعوة إلى إسقاط النظام.

- ألا ترون أن غضبة السوريين ومحاولتهم تصدير الأزمة إلى لبنان الآن يعد دليلاً على أن النظام السوري بات في موقف حرج وأنه ربما يوشك على خوضه للمعركة الأخيرة له؟

بالتأكيد هناك جسر من العلاقة متين بحيث أنهما يشكلان كما يقال وحدة حال ومشروع وهما في مشروع مشترك النظام السوري وحلفاء النظام السوري في لبنان على رأسهم تنظيم حزب الله وحركة أمل وغيره من التنظيمات والحلفاء (عون) وغيره. من الطبيعي أن تصدير هذه الأزمة هي دليل على ضعف أو اهتزاز النظام السوري بشكل واضح بحيث إنه صار محتاجاً إلى دعم واضح ومساندة واضحة من حلفائه في لبنان.

أما في العراق فلا أحد يمنعهم أن يرسلوا الرجال ويرسلوا الخبراء وكذلك من إيران ويرسلون المال، وكون لبنان فيه نوع من الحرية فحلفاء النظام وأذناب النظام السوري في لبنان يدعمونه بالرجال وبالسياسة وبالإعلام داخل سوريا، وكذلك في لبنان لوجود أهل السنة في لبنان الذين يواجهون النظام أو يدعمون الثورة السورية.

الآن نقل الأزمة أو الصراع من سوريا إلى لبنان فيه مصلحة لسوريا، لكن كذلك يحتاج الأمر إلى دقة وتحديد الأولويات بالنسبة لحلفاء النظام السوري في لبنان لأنهم هم كذلك بحاجة إلى تحريك الوضع اللبناني من أجل أن يحافظوا على أنفسهم فيما لو سقط النظام؛ فالفارق الآن: هل مصلحة حلفاء سوريا هي مصلحة النظام بالضبط من جهة الأداء والتكتيك؟ ربما يحصل الخلاف في هذا الشأن وتختلف التقديرات؛ فهم إستراتيجياً مشروع واحد، وهم جميعاً في خندق واحد لكن من جهة التوقيت وكيفية الأداء قد يختلفان فيما بينهما، بمعنى أنه ربما لا يرى تنظيم حزب الله نقل الصراع الآن (إلى لبنان)، فربما يرى التأجيل، وقد لا يكون له مصلحة في ذلك، لكن المتألم الآن هو النظام السوري فقد يكون هناك بينهما شيء من التباين أو الاختلاف في الرأي في هذا الشأن.

- على ذكر الحلفاء مثلا (جنبلاط) كان يمثل حالة من التذبذب أو التراوح بين الذهاب إلى هذا الطرف أو ذاك، وربما كان مؤشراً لقوة أو لرجحان الكفة في أي اتجاه، هل تعتبرون الآن أن هذا التغير النوعي في موقف (جنبلاط) دليل على أن النظام السوري يعاني بالفعل وأن لدى (جنبلاط) معلومات تحركه في موقفه الجديد. تالياً أتحدث عن الجنرال (عون) هل يمثل الآن الموقف الفرنسي في لبنان؟

أنا أولاً بالنسبة لجنبلاط، (جنبلاط) ساهم في إسقاط حكومة (الحريري) واستلام (ميقاتي) لرئاسة مجلس الوزراء وهذه الحكومة طبعاً هي حكومة جاء بها هذا المحور الإيراني السوري وعلى رأسه تنظيم حزب الله، لكن يظهر بأن الثورة السورية جعلت الحسابات عند (جنبلاط) تتعدل، لا أقول تتبدل نهائياً وإنما تعدلت، ووصل الأمر إلى حد كسر الجرة كما يقال بينه وبين النظام السوري مرة أخرى، لكن لم يكسر الجرة نهائياً بينه وبين حلفاء النظام السوري في الداخل اللبناني فهو يراوح ويقدم ويؤخر في الداخل اللبناني.

أما موقفه من النظام السوري فقد حسمه مرة أخرى، فبعد أن صالح النظام السوري بعد مساع كثيرة وكثير من الاعتذار للنظام عاد وكسر الجرة وقطع العلاقة بينه وبين النظام، لكنه لم يقطع العلاقة نهائياً بينه وبين حلفاء النظام السوري كونهم في لبنان والحسابات في هذه الحالة هي أدق.

أما (عون) فهو في حضن وجزء من مشروع الأقليات، أي تحكيم الأقليات في المنطقة وهذا يعني بشكل مباشر أنه يعتبر داخل كجزء في محور المحور الإيراني السوري الذي يضم الدول الأربعة التي ذكرت وبالتأكيد هذا منسجم مع خطط قوى دولية.

- نعم لكن هل متوقع أن يغير الآن بعد أن يرى الكرة ستكون في ملعب الشعب السوري وأن الثورة السورية ربما تحقق خطوات ونجاحات؟

(عون) أحرق المراكب، وليس بالسهولة أن يتراجع لكن البطريرك الراعي الذي يمثل الغطاء لمواقف (عون) خاصة على الصعيد الطائفي الماروني النصارى عموماً في لبنان، بدأ يعدل مواقفه بعد أن كان صريحاً ومحامياً عن النظام السوري، والآن بدأ يعدل مواقفه وهذا يعطي الغطاء والفسحة ويرفع الحرج نسبياً فيما لو تبدلت الأوضاع في المنطقة.

- كما تفضلتم فربما حزب الله يستبطئ عن أن يخطو الخطوات السورية ذاتها، ونصر الله في ندائه إلى أنصاره بعد أن حرقوا الدواليب في الطرقات أن يتراجعوا ربما كان دليلاً على ما تفضلتم به، لكن كثيراً ما كان يواجه أهل السنة في طرابلس من قبل علوي جبل محسن ولا يتخطى إلى الجانب الطائفي الشيعي، هل تتوقعون إذا ما حصل نوع من الصراع أن يدخل حزب الله داعماً للعلويين بقوة؟

هو كما ذكرت لكم هو جزء من المشروع الإقليمي وقد قدّموا وتعبوا وجهدوا لصالح هذا المشروع. يحاول قدر الاستطاعة النأي بنفسه عن أن يدخل بشكل مباشر في أي صراع قد يضعف هذا المشروع، ومن أهم وأخطر ما يضعف هذا المشروع أن يخسر بشكل نهائي الطوائف الأخرى وخاصة الطائفة السنية، على الأقل يحاول أن يخفف من حدة الصراع أو أنه كان يحاول احتواءها وكسبها ولم يستطع حاول أن لا يكون هناك من خصومة، ولن يستطيع، ويحاول الآن التخفيف من حدة التوتر وحدة الصراع بينه وبين الطائفة السنية على وجه الخصوص؛ لذلك هو يمد ويساعد أطرافاً عديدة كي يقاتل بها هذه الطائفة وأهل السنة خاصة في طرابلس والشمال، يستخدم الجيش ويستخدم مجموعات وجماعات علمانية أو لا تتسمى بالإسلام لكن مع هذا لم يستطع أن يحقق الإنجاز الهام في إزاحة هذه العقبة وهي طرابلس وأهل السنة عموماً.

احتاج إلى اختراق نفس الطائفة السنية عن طريق بعض المشايخ أو بعض السياسيين أو بعض المجموعات من أهل النفوذ هنا وهناك مثل بعض العائلات أو بعض أبضيات الأحياء، بالتأكيد هناك خلخلة في وضع الطائفة السنية وهذا له سنين وليس حديث عهد.

إلى الآن لم يحتج إلى أن يدخل في صراع مباشر، وإذا احتاج الأمر سيكون عنده هذا الخيار كضرورة لأنه يعني خسارة المشروع نهائياً أو الدخول في معركة دفاعاً عن آخر ورقة يلعبها؛ لأنه إذا سكت خسر المشروع فهو قد يضطر إلى دخول المعركة بشكل مباشر وإذا سقط النظام قد يحتاج إلى دخول المعركة من أجل تطويل عمره في لبنان.

- هل تعتبرون أن شعبية حزب الله في حركة التوحيد وغيرها من بعض حلفائه قد تآكلت أو في الطريق إلى ذلك؟

بالتأكيد كقاعدة شعبية، حركة التوحيد تقريباً لا قاعدة شعبية لها، خسرت لكن حركة التوحيد هي من ضمن الجماعات التي هي في حضن تنظيم حزب الله اخترقت بها السنة إضافة إلى تجمعات أخرى مثل جبهة العمل الإسلامي، وحركة التوحيد جزء من جبهة العمل الإسلامي، بالإضافة إلى مجموعات أخرى كما ذكرت، منها ما هو إسلامي ومنها ما هو شعبي، ومنها ما هو غير إسلامي، علماني أو غير مسلم أصلاً من طوائف أخرى. فهؤلاء كلهم يستعين بهم تنظيم حزب الله لتحقيق أجندته؛ فهذا الاختراق مع قوة راعية الذي هو تنظيم حزب الله والأحزاب الأخرى الحليفة للمحور فهي جزء من المحور الإيراني السوري ربما تستطيع بهذا الاختراق الهيمنة على المناطق التي ليست معها؛ فمعلوم مثلاً بأن أقلية في سوريا مثلاً حكمت سوريا، وأقلية حكمت كذلك في لبنان، فالممانعة والمقاومة السنية لهذا المشروع قد لا تتمكن من الانتصار؛ لا سمح الله قد تنهزم، تبقى رافضة لكنها عاجزة عن مقاومة المشروع؛ فهذا الاختراق ولو كانت نسبته قليلة كنسبة لكنه قد يكون كافياً لفرض الهيمنة.

- حتى الآن؟

الآن الحقيقة لا أخفيك؛ لأن وضع طرابلس غير مريح للسنة، فهناك شيعة مباشرة وهناك نصيريون وهناك أحزاب متعددة وهناك بعض السنة بالهوية يعملون مع هذا المشروع؛ فمعقل أهل السنة وهي طرابلس فيها اختراقات كبيرة فيها تجمعات متفرقة تشكل بالنتيجة قوة لا يستهان بها لصالح هذا المشروع ولصالح تنظيم حزب الله.

أخطر ما في الأمر أننا كأهل سنة نقاوم هذا المشروع ليس لدينا إمكانيات كافية ولا غطاء سياسي حقيقي، لا غطاء أمني ولا غطاء سياسي ولا غطاء مادي، على الأقل نقول لإخواننا ادعمونا مادياً حتى تقوى شوكتنا ونواجه هذا المشروع.

وبهذه المناسبة أنا أدعو إخواننا في الخليج عموماً والسعودية خصوصاً لعدم مد اليد لنا بشكل حقيقي؛ فالغيرة والمحبة والدعاء هذا لا يكفي، هو جيد لكنه لا يكفي وحده، فلا بد من تفاعل إيجابي فعلي تطبيقي يحدث أثراً على الأرض ونحن عناويننا موجودة وتاريخنا معروف في مواجهة مثل هذه المشاريع المشبوهة والحمد لله.

حققنا إنجازات كبيرة لكن هذه مشاريع مدعومة من دول وعندها غطاء سياسي وغطاء مادي وغطاء أمني. نحن كل ذلك غير متوفر لنا؛ فعلى الأقل ما يستطيعه إخواننا هو أن يدعموننا مادياً، فهم يخترقوننا بالمساعدات الاجتماعية وبالعمل الإعلامي، ونحن في المقابل في كل المجالات غير مدعومين بينما هم في كل المجالات عندهم دعم مطلق.

- تحدث أحد باحثي مركز كارنجي فسمى الشمال أو سمى طرابلس الضاحية الشمالية في إشارة إلى أن السلاح قد توفر للسنة هناك، ما رأيكم؟

والله في الحقيقة هذا ليس بصحيح؛ فالنظام السوري سحب السلاح من أيدينا بعد أن خرج الجيش السوري مع الوقت، للضرورة اشترينا بعض السلاح الفردي. والشعب اللبناني بشكل عام كله متوفر لديه السلاح الفردي، أما الذي عنده أجندة ويمتلك تنظيما ولديه مشروع وإمكانيات وأحزاب منظمة تعمل لهذا المشروع هو الطرف الآخر المسمى عندنا (الثامن من آذار) المحور الإيراني السوري، أما نحن نعم مع الوقت صار عندنا شيء من السلاح لكنه سلاح فردي وإمكانيات ضعيفة لكن رب العالمين ينصرنا لأن عندنا نحن عزيمة وتوكل على الله وإيمان بالله وإرادة وحق نحمله في مواجهة هذا المشروع.

- هل كانت إذن هذه المبالغة مقصودة أن يبالغ في قوة أهل السنة؟

هم تعودوا على ذلك، ويريدون إضعافنا ويريدون أن نكون ضعفاء حتى في الصورة؛ فنحن رفعنا الصوت على الأقل، هم لا يريدون أن تظهر أي صورة أي مظهر من مظاهر القوة. نحن أظهرنا من مظاهر القوة ورفعنا المعنويات وحاولنا أن نرفع الصوت وأن نقول عندنا وجع يؤلمنا فهم حتى هذا التألم ورفع الصوت به لا يريدونه واعتبروه بمثابة ضاحية شمالية.

الحقيقة فرق كبير جداً وليس عندنا أصلاً النية أن نسيطر على منطقة نجعلها مثل الضاحية خارجة عن الدولة. لسنا في هذا الوارد؛ نحن كل ما في الأمر نريد أن نكون أقوياء كي لا نُظلم، وأن يكون هناك نوع من التوازن وطبعاً من حقنا أن نكون أقوياء للدفاع عن أنفسنا، لا نريد أن نطغى ولا أن نظلم لكن بنفس الوقت هذا التوازن هو للمصلحة العامة.

- سؤال أخير يتعلق بالمقارنة بين اغتيال الشيخ خالد في السابق واغتيال الشيخين السنيين في هذا التوقيت، أي تشابه بين الصورتين وأي اختلاف؟

هو الحقيقة أنهم يتجهون إلى عمليات الاغتيال إذا خافوا من أن تنقلب الطاولة عليهم أو إذا وقف أحد في وجه مشروعهم، والآن هذا الحراك السني قد يقلب الطاولة على الفريق الآخر، وإذا تحطمت الحواجز وتكاتف الناس ورفعوا الصوت وتضافرت الجهود يمكن أن يمثل ذلك ضربة قاضية في مشروعهم لهزيمة طرابلس والشمال لصالح هذا المشروع، فهم الآن يستشعرون نوعاً من عض الأصابع ومن المشادة؛ فإذا ارتفعت الأصوات وارتفعت المعنويات وتضافرت الجهود أمل الهيمنة يتلاشى؛ لذا فهم يريدون كسر الإرادة بضربة قاضية وبضربة كسر عظم لعلهم يهيمنون وينتهون من موضوع المقاومة والممانعة السنية لهذا المشروع. أما الشيخ حسن المفتي السابق فكان في ذلك الوقت هناك محاولة لرأب الصدع ودعوة للاستقرار والحوار الوطني وربما ذاك الفريق كان لا يريد هذا، يريد أن يبقي الصراع والفتنة قائمة حتى يبقى هو مهيمناً على لبنان وأعني به النظام السوري.

- جزاكم الله خيراً وشكراً لكم.

جزانا وإياكم.

  • 0
  • 0
  • 4,785

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً