موسم تغيير الأقنعة!
أثبت الشعب السوري تفوقه الرائع في التاريخ الإنساني الحديث على سائر شعوب الأرض، بالرغم من شجاعة الفلسطينيين والجزائريين والأفغان فإن السوريين هم الشعب الوحيد الذي صمد في وجه جيش خائن عرمرم من دون أي سند خارجي قريب أو بعيد!
لقد راهن الصليبيون والصفويون والصهاينة والبوذيون وسائر قوى الكفر في العالم راهنوا على أن تواطؤهم مع طاغية الشام سوف يهزم الثورة الشعبية السورية النبيلة، فهم جميعاً لا يؤمنون بأن النصر من عند الله، وقد جمع شتاتهم حقدهم اللئيم على الإسلام والمسلمين.
ولذلك تراهم اليوم في حالة شبه هستيرية وهم يتابعون الضربات الموجعة التي سددها الجيش السوري الحر ببنادقه وحدها وذخيرته الشحيحة إلى جيش النظام المدجج بترسانة أسلحة ثقيلة يجري تعزيزها صباح مساء من قبل روسيا وإيران على مرأى كهنة البيت الأبيض وتجار الشعارات في عواصم الغرب، التي تدعي أنها تؤيد الشعب السوري! فالعملية النوعية التي انتهت بمصرع زمرة من رموز القتل في رأس هرم العصابة أصابت النظام ومؤيديه في الداخل والخارج بفزع شديد! ثم جاء استيلاء الثوار على عدد من المنافذ الحدودية ليضيف مزيداً من الرعب في قلوب القوم كافة.
والمؤشر الآخر على التبدلات الاضطرارية في مواقف المجرمين يتبدى في مسارعة الكيان الصهيوني إلى الخروج من صمته المفضوح المرافق بضغوط هائلة لحماية عصابة بشار من السقوط، لكن تغيرات موازين القوى على الأرض السورية أنطق الشياطين الخرساء فراحت تهدد بتدخل عسكري في سوريا إذا نقل النظام أسلحته الكيميائية أو الصواريخ بعيدة المدى لحزب الولي الفقيه في لبنان!
وفي المقابل أرهبت انتصارات الجيش السوري الحر حكومة المالكي العميلة في العراق فأخذت تحشد زبانيتها عند حدود العراق مع سوريا فور ظهور بوادر تقدم الجيش السوري الحر، وتقرر بوقاحة إقفال حدودها في وجه المدنيين النازحين تحت وابل النيران الوحشية، وذلك لمنع دخول أي لاجئ سوري هارب من جحيم بشار شريك المالكي في خدمة المشروع الصفوي.
أما الغرب المنافق فهو اليوم يخطط لتأليف تحالف عسكري يتدخل في سوريا فور سقوط النظام لحماية المسيحيين والعلويين! هذا الغرب الذي تعامى عن مذابح الشعب السوري على يد العصابة القاتلة على مدى سنة ونصف سنة، مع جهره بأنه لن يتدخل عسكرياً تحت أي ظرف، وذلك لطمأنة النظام القاتل لكي يواصل نحر ألوف السوريين دون أن يخشى حتى تلويحاً كلامياً بالتدخل لكبح آلته الهمجية! والغربيون يدركون أنه لو كان لدى الأكثرية السورية من أهل السنة ذرة من الطائفية -بل حتى من ردة فعل مشروعة ضد سياسة طائفية رهيبة- لما توانوا عن الانتقام في الفترة الماضية المؤلمة. لكنه الغرب الدجال الذي تخفى وراء غباء الروس الذين جهروا بما يكتمه الأمريكيون والأوربيون فأعلن بوقاحة رفضه لحكم سوريا من قِبَل أهل السنة مهما كانت الظروف!
غير أن مطارق الجيش السوري الحر التي باغتت جميع الأعداء،أجبرت الجميع على إعادة قراءة الموقف، حتى موسكو التي تطوعت بتمثيل الدور الأكثر قبحاً في المسرحية الغربية المعادية للسوريين أخذت تتبرأ من سياستها الوضيعة فها هي تكلف سفيرها في فرنسا بالحديث الصريح عن قبول بشار بالتنحي عن الحكم ولكن بطريقة حضارية وبالرغم من تكذيبهم للسفير عاد في اليوم التالي يؤكد عرضه الذي يستحيل أن يكون رؤيته الشخصية!
إنها صدمة فاجعة لكل من لا يؤمنون بالغيب حق الإيمان، فتصوراتهم المبنية على عبادة المادة تجعلهم مذهولين من انتصارات الفئة التي تآمروا عليها جميعاً فمنعوا عنها حق التسلح للدفاع عن النفس! وهي البشائر العاجلة للمؤمنين باقتراب النصر الإلهي المؤزر بإذن الله تعالى.
- التصنيف:
- المصدر: