أحداث سورية المسماة بغير اسمها
كان من الأحرى أن ينشغل الكل بتقوية الجيش الحر وتقوية المجاهدين في الداخل ليتمكنوا من إسقاط النظام، أين هي الوفود التي تجوب العالم غرباً وشرقاً لطلب الدعم للقضية السورية، وأين الضغط الإعلامي على بعض الدول لوقف هذه المجازر؟ أليس هذا أفضل من الظهور المتكرر على الشاشات والإدلاء بوصف الواقع؟!!
يتقن الغربيون (وبخبث) التلاعب بالمصطلحات وذلك لإبعادها عن مضمونها الحقيقي، مثل قولهم عن المنطقة العربية (الشرق الأوسط) لإبعاد الهوية العربية الإسلامية، وما يحدث في سورية في هذه الأيام يسميه الغرب حرباً أهلية أو هو يخشى أن تتطور إلى حرب أهلية، بينما هي في الواقع حرب بين أهل السنة ومن يساعدهم من الشرفاء وبين فرقة باطنية بأسمائها المتعددة، أو بالمصطلح الإعلامي هي (تطهير ديني) ضد أهل السنة، لأن الضحايا كلهم أو في الغالبية العظمى من أهل السنة سواء من الشهداء أو السجناء أو الجرحى أو المهجرين.
إن الذي يتابع الأحداث في المنطقة العربية سابقاً ولاحقاً يعلم أنه لو قتل عدد قليل من أي طائفة من الطوائف الأخرى (الأقليات) لقامت أوروبا ولم تقعد بحجة حماية الأقليات، ولو وقعت مجزرة واحدة في أي قارة من القارات لتحركت كل الدول الغربية، إذن ليس هناك مانع من قتل أهل السنة وتدمير مدنهم وقراهم، ويصبح الحديث في الإعلام ليس عن عدد القتلى من الرجال والنساء والأطفال ولكن عن عدد المجازر، مع أن كل مجزرة من هذه المجازرتكفي لأن يجتمع لها مجلس الأمن (مجلس الخوف) ولكن لا نسمع إلا شجباً وإدانة (ولعل هذه من مصطلحات الغرب التي لاتعني شيئا).
مع أنني لا أرغب كثيراً في الحديث على شيء اسمه المؤامرة ولكن الحقيقة تواجهنا هنا أليست هي مؤامرة على الشعب السوري السني؟!، وإلا كيف نفسر هذا التراخي وهذه المماطلة من (أصدقاء سورية) ومامعنى هذه اللقاءات دون نتيجة لوقف حمامات الدم، ونحن لا نتهم بعض الدول العربية أو بعض دول الجوار أنها شريكة في هذه المؤامرة ولكن ألم يأن لهذه الدول أن تدرك خطورة مايجري في سورية؟!، وأنه لابد من إزالة هذا النظام الذي يسبب القلق والمصائب لكل دول الجوار! نقول ليست شريكة ولكن ما معنى تصريح السيد أردغان يبشرنا بقرب النصر ولم تقدم تركيا الدعم العسكري اللازم للجيش الحر، وما معنى أن يصرح الجنرال رئيس بعثة المراقبين الدوليين بأن الوضع بعد سقوط النظام سيكون أسوأ من الواقع الآن، وما معنى أن تصرح أمريكا بمناسبة وغير مناسبة أنها لن تتدخل عسكريا.
إن مايجري في سورية واضح شديد الوضوح، إنها معركة كبيرة من معارك التاريخ، فلماذا لا يشارك فيها المخلصون والحريصون على الأوطان وعلى البلاد والعباد؟! إن بعض الصحف الغربية في بريطانيا وأمريكا بدأت في الحديث عن التقسيم في سورية، عن دويلة علوية، وهو حديث الذي لا مانع لديه من مثل هذه الدويلة، لأن موضوع تفتيت المنطقة (مرة ثانية) وارد عند الغرب فقد تحمس لتقسيم السودان رؤساء من أمريكا وممثلون سينمائيون، فهل نحن -لا قدر الله- أمام إسرائيل ثانية في المنطقة؟ قد يقال إن بطولات الشعب السوري ستفشل أي مخطط للتقسيم أو أي مخطط للعودة إلى الوراء أو للحلول الوسط التي ليست في صالح الشعب والثورة، نعم الشعب أهل لذلك ولكن أليس من السذاجة السياسية أن تسرع بعض الشخصيات لتتحدث بتفاؤل مفرط عن سقوط النظام بعد أيام، بينما النظام مازال يدك المدن والأحياء بالأسلحة الثقيلة!
وكان من الأحرى أن ينشغل الكل بتقوية الجيش الحر وتقوية المجاهدين في الداخل ليتمكنوا من إسقاط النظام، أين هي الوفود التي تجوب العالم غرباً وشرقاً لطلب الدعم للقضية السورية، وأين الضغط الإعلامي على بعض الدول لوقف هذه المجازر؟ أليس هذا أفضل من الظهور المتكرر على الشاشات والإدلاء بوصف الواقع؟!!
إذا هي حرب مكشوفة الهوية ولكن أصحاب الدبلوماسية الناعمة والسياسة الرخوة لا يحبون الحديث الصريح عن هذا الموضوع، والكاتب ميشيل كيلو ينصحنا بأن نبتعد عن هذا الموضوع لأنه يثير الحساسيات (وهي مثارة أصلاً) هو الآخر يريد أن يبعدنا عن حقيقة الصراع، وكثير من الخبثاء من الغربيين والشرقيين يحذرون من عودة الإسلام السياسي وهؤلاء مكشوف أمرهم، ولكن نقول للذين يحبون الحرية والعدل والحياة الإنسانية من الطوائف الأخرى: إن الإسلام هو خير للجميع المسلمين وغير المسلمين.
10/9/1433 هـ
- التصنيف:
- المصدر: