حجاب المرأة

منذ 2012-08-05

أبشري يا فتاة الإسلام، وقَرّي بحجابك عيناً، واعلمي أن المستقبل لهذا الدين، وأن العاقبة للمتقين ولو كره الكارهون، ولو كره الحاقدون.


الحمدَ لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم النبيين وآلة وصحبه أجمعين، وبعد:

قال الله تعالى : {وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} [سورة النور - 31].


فالحجاب: هو الستر، وهو حجب المرأة المسلمة عن أنظار الرجال الأجانب الذين ليسوا بمحارمها، قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله: "فإن الخمار ما تخمِّر به المرأة رأسها وتغطيه به كالغدقة، فإذا كانت مأمورة بأن تضرب بالخمار على جيبها كانت مأمورة بستر وجهها".

وقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا} [سورة الأحزاب -59].

قال ابن عباس رضي الله عنهما: "أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن يغطين وجوههن من فوق رؤوسهن بالجلاليب"، قال الشيخ ابن عثيمين: "وتفسير الصحابي حجة، بل قال بعض العلماء إنه في حكم المرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم".

وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تنتقب المرأة المحرمة ولا تلبس القفازين» [رواه البخاري].


قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: هذا مما يدل على أن النقاب والقفازين كانا معروفين في النساء اللاتي لم يحرمن، وذلك يقتضي ستر وجوههن وأيديهن.

وقال القاضي أبو بكر بن العربي: "قوله في حديث ابن عمر: «لا تنتقب المرأة المحرمة» وذلك لأن سترها وجهها بالبرقع فرض إلا في الحج، فإنها ترخي شيئاً من خمارها على وجهها غير لاصق به، وتعرض عن الرجال ويعرضون عنها".

وفي قوله صلى الله عليه وسلم: «المرأة عورة» (سنن الترمذي - 1173) دليل على مشروعية ستر الوجه.

قال الشيخ حمود التويجري: "وهذا الحديث دالّ على أن جميع أجزاء المرأة عورة في حق الرجال الأجانب، وسواءٌ في ذلك وجهها وغيره من أعضائها".


لا يحارب النقاب - غطاء الوجه - إلا جاهل أو مغرض، لنتدبر فهذه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في قصة الإفك، والحديث الذي أخرجه البخاري، ومسلم: «قالت عائشة: وكان صفوان بن المعطل السلمي ثم الذكواني من وراء الجيش فأدلج فأصبح عند منـزلي فرأى سواد إنسان نائم فأتاني فعرفني حين رآني، وكان يراني قبل الحجاب فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني فخمرت وجهي بجلبابي» (صحيح البخاري - 4750).

وعنها رضي الله عنها قالت: «كان الركبان يمرون بنا ونحن محرمات مع الرسول صلى الله عليه وسلم فإذا حاذونا سدلت إحدانا جلبابها على وجهها من رأسها فإذا جوزنا كشفنا» [رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه].

وعنها رضي الله عنها قالت: «رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسترني بردائه وأنا أنظر إلى الحبشة يلعبون في المسجد» [متفق عليه].

وأخرج الإمام البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: «خرجت سودة بعدما ضرب الحجاب لحاجتها وكانت امرأة جسيمة لا تخفى على من يعرفها فرآها عمر بن الخطاب فقال: يا سودة أما والله ما تخفين علينا فانظري كيف تخرجين» (صحيح البخاري - 4795)، وفي هذا الحديث دلالة واضحة على أن وجهها كان مستوراً وأنه رضي الله عنه لم يعرفها إلا بجسمها.


فأبشري يا فتاة الإسلام، وقَرّي بحجابك عيناً، واعلمي أن المستقبل لهذا الدين، وأن العاقبة للمتقين ولو كره الكارهون، ولو كره الحاقدون.

ومن أراد التوسع والتفصيل في هذه المسألة فليرجع إلى (مجموعة الرسائل في الحجاب والسفور) لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وللشيخين عبدالعزيز ابن باز، ومحمد العثيمين رحمهما الله، وكتاب الشيخ حمود التويجري رحمه الله "الصارم المسلول على أهل التبرج والسفور" وغيرها من الكتب.


وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آلة وصحبه أجمعين.

وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد إن لا إله ألا أنت أستغفرك وأتوب إليك.


ماجد بن خنجر البنكاني
 

المصدر: مجلة الدعوة
  • 5
  • 0
  • 12,801

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً