مجازر اللحظات الأخيرة في عمر النظام السوري
ملفات متنوعة
تقرير إخباري خالد مصطفى
- التصنيفات: الواقع المعاصر -
مجزرة لنظام الأسد ضد المدنيين
يلفظ النظام السوري أنفاسه الأخيرة ويتمسك بأي قشة قبل أن يغرق في بحار من الظلمات، يعلم جيدًا أنه لن يخرج منها مجددًا، ويبتعد الموالون رويدًا رويدًا شاعرين بعمق المأساة مع توالي الانشقاقات المؤثرة، والتي كان آخرها مسؤول توريد السلاح بوزارة الداخلية ومدير كلية الدفاع وهما من أرفع المناصب ذات الحساسية البالغة والتي يمتلك أصحابها معلومات وفيرة ومهمة عن أدق تفاصيل التسليح والتدريب، وخطط المواجهة التي يعدها الأسد لمواجهة معارضيه، وهو ما يمثل كنزًا للمعارضة التي تحتاج إلى معلومات دقيقة عن نظام قمعي حديدي، حتى الغرب يشكو من قلة المعلومات المتوفرة لديه عنه، وبالتوازي مع ذلك بدأت دائرة الدبلوماسيين الذين يهربون من براثن النظام تتسع مع إدانات شديدة للنظام، وكشف عن كيفية حفاظه على عدد منهم حتى الآن دون انشقاق رغم الغضب العارم الذي يشعرون به جراء توالي المذابح التي يندى لها الجبين..
نظام الأسد من جهته ينفذ عمليات ومجازر عشوائية ازدادت قسوتها مؤخرًا عندما قتل 20 فلسطينيًا قرب موعد الإفطار، وهو أول قصف يتعرض له اللاجئون الفلسطينييون الذين كانوا يفضلون النأي بأنفسهم عن الصراع نظرًا لحساسية وتردي أوضاعهم، إلا أن هذه الجريمة التي أقدم عليها الأسد إن دلت على شيء فإنما تدل على أن النظام اتخذ قرارًا بتجاوز جميع الخطوط الحمراء وأنه لم يعد لديه أمل في البقاء ويسعى لخلط جميع الأوراق لقلب الطاولة على كل الأطراف.
يأتي ذلك مع تقدم ملحوظ للمعارضة في حلب التي اعتبرها النظام صراحة المعركة الحاسمة ومع ذلك لم يستطع حتى الآن أن يفرض سيطرته عليها أو يحقق انتصارًا واضحًا رغم تمتعه بتفوق جوي كبير حيث يستخدم طائرات ومروحيات حربية روسية متطورة لقصف المقاتلين من الجيش الحر، والمدنيين والمناطق السكنية للضغط على الثوار حتى يتخلوا عن مواقعهم ويرد النظام على هزائمه في حلب بتنفيذ عمليات إجرامية في مناطق أخرى، كما فعل في ريف دمشق وحلب حيث قام بعدد من الإعدامات الميدانية وقتل عددًا من المدنيين بطلقات نارية في الرأس والرقبة.
المجتمع الدولي من جهته ما زال يعتمد على الضغط دون التدخل، أو حتى الدعم المباشر بالمال والسلاح للثوار الذين يشكون من ضعف الإمكانيات في الوقت الذي تمد روسيا الأسد بأحدث الاسلحة.. موقف الموالين لنظام الأسد يزداد بعدًا عنه حيث قررت جماعة الجهاد الفلسطينية مغادرة دمشق وتوزع قياديوها على طهران والقاهرة وبيروت، وذكر مصدر مطلع أن هذا جاء بنصيحة من إيران، كما أرسلت روسيا سفنًا حربية جديدة لميناء طرطوس عليها عدد من مشاة بحريتها وسط أنباء عن إجلاء بعض معداتها من قاعدتها البحرية هناك تحسبا لأي تطورات تؤدي لانهيار نظام الأسد..
وكان كوفي عنان المبعوث الدولي والعربي قد أعلن فشل خطته وأعلن عدم تمكنه من السيطرة على الأوضاع وهي الورقة التي كان يراهن عليها الأسد وموالوه من أجل إطالة أمد الصراع والحصول على فسحة من الوقت لتوجيه ضربات عسكرية مؤثرة للثوار لإجبارهم على الرضوخ لمطالب النظام..
وسط هذا الزخم اشتد الخوف في أوساط الشعب السوري وهو يرى اقتراب النصر عنما خرجت مجموعة معارضة لتقوم بتشكيل حكومة انتقالية في معزل عن بقية المجموعات وفي وقت يحتاج فيه الشارع السوري للاتحاد لمواجهة شراسة النظام، وهو ما حدا بقيادة الجيش الحر الذي يخوض معارك مصيرية مع النظام لاستنكار الخطوة بشدة.
لا شك أن الفترة القادمة ستشهد محاولات لإشاعة الفرقة بين الثوار لكي تعطل انتصاراتهم أو تحقق مكاسب رخيصة على حسابهم وهو ما ينبغي الحذر منه والتركيز بشدة على المعارك على الأرض والتي لم تنتهي بعد؛ فالنظام لم يرفع بعد الراية البيضاء وليس من المنتظر أن يفعل ذلك قريبًا فهو على الأرجح سيكسر وينهار ولن يستسلم، مما يعني أن الأمر يحتاج لمزيد من العمل والصبر والجهاد، فالوقت مبكر للغاية على توزيع المغانم.