أماه عذرا .. فهذا يوم عيدك

أمَّاهُ عُذْرًا....
فَهَذا يَومُ عِيْدِك...!!!

تَذَلّلتِ الكلماتُ وأنْخَتْ مَطَاياها بِبَابِك
وَ جَاءَت الأحْرفُ خَجْلى تَتَهَاوى بِمِحرَابِك

تَئِنَّ أنِينَ طِفلِِ مَكْلومِ الفُؤاد
يَبْكي شَاكِيًا سُوءَ أفعالِ العِباد

يَقُولون: ... الأمُّ مَدْرَسَة...
فلها يَومَ عِيدٍ في غَيْرِه تُنتُسى

بِدَعٌ تَبِعناها
وَ قُيودٌ وَضَعنَاها
حُقُوقٌ نَسَيْنَاها
وَ بِكُلِّ جَهْلٍ تَوَارَثْنَاها

أيَكُونُ نَصِيبُ الأمِّ مِنَّا يَومُ عِيْد
تِلكَ التِي حَمَلت وَ أرْضَعَتِ الوَليد
وَ تَفَانَتْ بِبَذْلِ الرُّوحِ سُقْيًا لِلحَصِيد

وَ نأتِي بِكُلِّ جَهْلٍ لِنَقُول:
اليَومُ عِيْد.....!!!

بِمَعْسُولِ الكَلامِ نَأتِي .... مَع هَديَّة
جَذَّابَة الشَّكْلِ .... مُعَطَّرةً نَدِيَّة
قَسَاوَةُ القَلبِ فِيها سَجِيَّة
وَ فُنُونُ الهَجْرِ وَاضِحَةٌ جَلِيَّة

أأُخَيَّ .. دَعْكَ مِنْ هَذَا الهُرَاء
وَ اسْعَ لِلأمِّ بِرًّا فِي كُلِّ حِين
وَ انْبذْ فُنُونَ البِدَعِ عَلى سَواء
و قَبِّلْ يَدَ الأمِّ .. وَ مَرِّغِ الجَبِيْن

أمَّاهُ .. عُذْرًا
أبْكَتْنِي الكَلمَاتُ المُحْتَرِقَةُ بِدَمْعِي
أسْكَتَتْنِي العَبَرَاتُ المُخْتَنِقَةُ بِذَنْبِي

لَكِ اللهُ يَا أمِّي.....
كَمْ عَانيتِ وكَم تُعانِي
أثُمَّ نُكَافِئُكِ بِيَومِ عِيْد....!!!

أمَّاهُ....

ما أحْبَبْتُ يومًا سواكِ....
و لا شَمَمْتُ عطرًا كَشَذَاكِ

فَمَتَى ألقَاكِ يَا قرَّة عيني
يَا شَمعَةً تَحْتَرقُ لِتُضِيءَ أيَّامِي
لَكَمِ اشْتَقْتُ إليكِ ........

لَكَمِ اشْتَقْتُ لِحُضْنِكِ الدَّافِئ
يَا رَوْعَةً مَا مِثْلها القَمَرُ حُسْنًا
وَلا يُضَاهِيْهَا البَحْرُ حَنَانًا
أمِّي.... وَهَلْ فِي الكُونِ مِثْلُ أمِّي