الفاتيكان يحاكم خادماً سرب ملفات حول فساد الكنيسة
الفضيحة الجديدة التي تهز الكنيسة الكاثوليكية والمتعلقة بالفساد في دولة الفاتيكان، فقد تم الكشف عنها في مايو الماضي إثر اعتقال باولو جابرييلي الذي قام بتسريب وثائق الفساد.
- التصنيفات: اليهودية والنصرانية -
26/9/1433 هـ
بدأت السلطات في الفاتيكان محاكمة كبير الخدم السابق للبابا بنديكت السادس عشر بتهمة السرقة، بعد أن قام الخادم بتسريب ملفات تفضح "الشر والفساد المستشريان في الكنيسة"، حسبما أكد.
وأمر قاضي تحقيقات في دولة الفاتيكان أمس الأثنين الخادم باولو جابرييلي بالمثول أمام المحكمة عن اتهامات بالسرقة. وكان جابرييلي قد اعتقل في مايو الماضي بعد أن تبين أنه مسؤول عن تسريب الوثائق.
والفاتيكان دولة دينية صغيرة تقع في قلب إيطاليا ويرأسها بابا الكنيسة الكاثوليكية. وكانت قيادة الكنيسة الكاثوليكية قد عانت في أفرعها بأوروبا والأمريكتين من اتهامات بالفساد الأخلاقي تتعلق بالتغاضي عن قيام قساوسة كبار فيها بالتحرش والاستغلال الجنسي للأطفال، وذلك على مدار عقود متتالية، وهو ما دفع البابا إلى الاعتذار لكل من تضرر من هذه الاعتداءات.
أما الفضيحة الجديدة التي تهز الكنيسة الكاثوليكية والمتعلقة بالفساد في دولة الفاتيكان، فقد تم الكشف عنها في مايو الماضي إثر اعتقال باولو جابرييلي الذي قام بتسريب وثائق الفساد.
واتهم قاضي التحقيقات في الفاتيكان كذلك خبيراً في الكمبيوتر عمل في الجهاز الإداري للفاتيكان بالتورط في القضية. كما أمر أيضا بأن يواجه خبير الكمبيوتر كلوديو سكياربيلتي محاكمة على الرغم من أن التهم الموجهة له أقل من جابرييلي وتشتمل المساعدة والتحريض على الجريمة.
وقال الفاتيكان إنه من غير الواضح موعد انعقاد المحاكمة لكنها لن تكون قبل أواخر سبتمبر.
وقال المتحدث باسم الفاتيكان الأب فدريكو لومباردي إن البابا بصفته رئيس الفاتيكان يمكنه أن يتدخل في أي وقت لوقف المحاكمة أو إصدار عفو بحق جابرييلي. لكنه لا يعلم ما إذا كان البابا سيفعل ذلك. وإذا أدين جابرييلي -الذي عمل في منزل البابا الخاص حيث كان يقدم له الوجبات ويساعده في ارتداء ملابسه- فقد يواجه عقوبة السجن ست سنوات طبقاً لقانون الدولة الباباوية.
وطبقاً للوثيقة الصادرة عن قاضي التحقيقات فإن جابرييلي قال للمحققين إنه قام بهذا لأنه رأى "الشر والفساد مستشريان في الكنيسة" وكان يرغب في المساعدة في اجتثاثه "لأن البابا لم يكن على دراية كافية". ومبرراً تصرفه أبلغ جابرييلي المحققين أنه بعد أن بدأ تصوير الوثائق وتسربيها "وصلت إلى نقطة اللاعودة ولم يعد بإمكاني السيطرة على نفسي"؛ وواصل قائلا: "كنت متأكداً من أن صدمة -ربما باستخدام وسائل الإعلام- يمكن أن تكون شيئاً صحياً لإعادة الكنيسة إلى الطريق الصحيح".