ما حال الإنترنت العربية؟

منذ 2005-03-27
إذا تحدثنا عن (السلبيّات) يمكننا القول إن الانترنت العربية ليست في أحسن أحوالها ...

وإذا نظرنا (بغير) عين الرضا فسنقول بأن كثيرا من المواقع الالكترونية التي تتحدث (بلساننا العربي) ما هي إلا شاهد خجول على مشهدنا الفكري الالكتروني الذي لا يسر الناظرين. ومما يزيد الروح ألما تنافسنا في إشاعة نتائج استخداماتنا السلبية لهذه التقنية لتتراكم (العورات على العورات) أمام العالم وكأننا قررنا تشييد نصب تاريخي لنقائصنا بوضع كل هذه البشاعة صورة عنا ولنا، والتي هي في نهاية الأمر وديعتنا للأجيال القادمة، فليتنا قدّرنا أي ذكرى تركناها لهم. نعم لقد استكثرنا وشجعنا على تشييد ورواج مواقع إنترنت تخصصت بكل أسف في عرض كل بضاعة هي اليوم سمة حضورنا الثقافي والفكري بين وأمام الأمم في هذا المنتدى العالمي. ومن هنا قد يحق لنا بعد الدهشة أن نطرح الأسئلة ونقول..، هل ولماذا غرف الدردشة الشعوبية، ومنتديات ومواقع الجنس العربية هي أكثر مواقعنا زوارا ومشاركين؟ لماذا ؟؟؟؟

وهل مواقع بث الإشاعات والتحريض والتكفير هي صورة ديننا وقيمنا وحضارتنا؟

ولماذا وهل المنتديات الحوارية التي خصصها بعضنا للنيل من أصول الدين، والتشكيك في الثوابت هي تعريف عرب آخر الزمان لمفهوم الحرية الفكرية؟

نعم تصيبك الحيرة حين تتجول - باحثا ومدققا - في دهاليز الشبكة العنكبوتية حين تجد عربا ومسلمين (لا عمل لهم) إلا (التسكع) ليل نهار في ممرات الإنترنت المظلمة يعرضون كل ما يدغدغ الغرائز بكل فنون الصوت والصورة، ويروّجون (الغلوّ) باسم النصح والإرشاد، أو (التطرّف) باسم الحرية والتنوير. لقد حيّر بعض (عرب هذا الزمان) فلاسفة التربية وعلماء الاجتماع والنفس حين انغمسوا باسم الدين أو الدنيا في ممارسات وسلوكيات لا نجد لها تفسيراً منضبطاً.

وبعض هذه السلوكيات ستظل اليوم - وكل يوم - موضوع النقاش والجدل خاصة فيما يتعلق بسلوك الإنسان الذي (يبدو سويا) في مجتمعه ثم ينقلب في بعض تصرفاته بشكل عكسي حينما يخلو بنفسه وهواه مع جهاز الإنترنت .

وسؤال ملح في هذه القضية يتمحور حول ماهية و(كيمياء) الدوافع والمبررات (الأخلاقية!!) التي يستلهمها بعض مستخدمي الإنترنت ممن يخالف قيماً إنسانية عليا في الشرع والعرف.

ومن جهة السلوك الجنائي للفرد الذي يوظف هذه التقنية سلبيا يبدو أن لا مجال أمام الباحثين اليوم سوى تطوير وتطويع بعض الفرضيات التي حاولت فهم وتفسير السلوك الشخصي (غير السوي) للفرد، وكنه دوافعه حين يغيب (الرقيب الاجتماعي) ليتعمّد ممارسة نشاطات يعدّها ضميره (الإنساني) شاذة.

وربما يُفضل أن لا تقتصر الجهود العلمّية على قطاع الشباب (المتهم أبدا)، فمازالت أسئلة كثيرة وكبيرة تتردد عن (سر انجذاب) بعض المستخدمين من (الكبار) نحو مواقع انترنت لا تعرض إلا الأفكار والقيم التي (تتصادم كليا) مع أصول ثقافتهم، ومراجعهم الفكرية.

والمشكلة الأبرز هنا لعلها تتعلق بمحددات البيئة الاتصالية الإلكترونية للفرد خاصة مع وضوح صعوبة (تفكيك) عناصر علاقات إنسانية هدفها اجتماعيّ وميدانها إلكتروني وفضائها مفتوح تنشأ عبر لوحة المفاتيح والشاشة بين كيانات(لمجهولين) يتبنون ويروجون أفكارهم عبر الشبكة دون أن ترى العيون العيون.

وربما يجدر بنا إن أردنا البدء بفحص بعض جوانب هذه العلاقات المتشابكة أن نعي أن عمر الانترنت في العالم العربي لا يكاد يتعدى العقد من الزمان إلا قليلاً، هذا إذا أخذنا في الاعتبار أن بعض الدول العربية التي بكّرت في استقدام واستخدام الإنترنت لم تشترك في الخدمة إلا في نهاية عام 1994 م وبشكل محدود، ثم تدرّج الاستخدام بشكل متواضع حتى كان عام 1999م حين باتت معظم الدول العربية خلا العراق والصومال وجيبوتي قريبة أو قادرة على توصيل الشبكة العالمية إلى مواطنيها عن طريق مؤسسات تجارية.

و يبقى الإشكال الكبير أمام (المخطط العربي) حقيقة أن كل (تحديات الإنترنت) السياسية والثقافية والاجتماعية (ظهرت جلية ومدوية) على الرغم من تواضع نسب استخدامات العرب للشبكة قياسا بالمستويات العالميّة، فمن بين سكان العالم العربي الذين يكادون يصلون إلى 300 مليون إنسان لا يتجاوز عدد مستخدميها العرب 14 مليون شخص في أكثر الإحصائيات التقديرية تفاؤلا.

إذاً ووفقا لما تقدم كيف سيكون حال الإنترنت العربية في قادم الأيام؟
  • 1
  • 0
  • 12,411
  • محب الصحابة_محمد

      منذ
    [[أعجبني:]] بسم الله الرحمن الرحيم اقول بأن وقت الانسان من ذخب فان لم ندركه ذهب وما العمر الا عبارة عن ثواني ودقائق تمضي وبمضيها ان لم يكتسب الانسان شيئا في الوقت المصرم ما يكون هذا الوقت الا هباء تعليقي بشكل اساسي متعلق بغرف الدردشة ولا اقول كلها لان هناك بعض الغرف في موقع "البال توك"مثلا هي غرفة رائعة ودعوية في ظاهرها ولا نزكي على الله احدا فهذه الغرف ما هي الا منبر من المنابر التي نسأل الله ان يقوي كل منابر الدفاع عن بيضة الاسلامولكن الاغلب من هذه الغرف هي غرف من ذلك النوع الذي ليس الا مضيعة للوقت وللعمر ومكانا لتفريغ الشهوات وليست الا اجتماعات لاناس جهلة يتحدثون في امور لا يفقهون بها شيئا يضيعون اوقاتهم في سماع الاغاني مثلا الاغنية وراء الاغنية او يقضون وقتهم في الحديث عن السياسة والخلافات التي شرذمت هذه الامة منذ عقود ويروجون بجعلهم لافكار الامة في امس الحاجة في الغنى عنها كالقومية والتي ماهي الا عصبية جاهليه والتحزب لهذا الحزب او ذاك وعندما يصبح مرجع البشر هواهم والقوانين الوضعية فانه ولا بد من ان يرى كل انسان من انه على حق فينتصر لرأيه وان كان رأيه مخالفا لشرع الله ورسوله عليه اجل الصلوات والتسليم. اقول في الختام لانني ان اردت الحديث لربما احتاج الى الكثير من الوقت للكتابة اقول بأننا امة اعزنا الله بالاسلام وقد كنا قوما اهل جاهليه تفتك بنا الحروب الاهلية وما داحس والغبراء الا مثالا على هذه العصبية العمياء كنا نرتكب الفواحش وكنا نفعل من الامور المنكرات الكثير الى ان بعث الله عبده ورسوله محمد عليه الصلاة والسلام فطرهر قلوبنا بالاسلام وخلقنا بخلق القران الكريم وربانا بسنته الطيبة ولم يهمل الاسلام الاخلاق النبيلة التي كانت موجدودة لدى العرب كالكرم والعزة وغيرها من القيم انما اكد عليها وعززها .هذا هو الاسلام الذي هجرناه والتفتنا الى تفائف الامور اقول كما قال البعض ان اضاعة الوقت علامة المقت.و قال الشافعي: صحبت الصوفية فما انتفعت منهم إلا بكلمتين : الوقت سيف ، فإن قطعته وإلا قطعك ، ونفسك إن لم تشغلها بالحق ، وإلا شغلتك بالباطل. واختم هذا التعليق بقول الحبيب محمد عليه الصلاة والسلام: نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ.صدق رسول الله
  • ساره

      منذ
    [[أعجبني:]] تصوير دقيق لحالنا في المستقبل من قراءة الحاضر [[لم يعجبني:]] أن مثل هذه القيادات الشابة التي تفهم واقعها لا تأخذ الزمام والفرصة لادارة الحياة العربية
  • مصطفى

      منذ
    [[أعجبني:]] حسن الإلمام بالموضوع من جميع النواحي [[لم يعجبني:]] عدم اقتراح الحلول و الاكتفاء بإعطاء السلبيات مع بعض التشاؤم

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً