في ظل العدوان الصليبي: المعاقون في العراق يتجاوزون المليون !!!
ملفات متنوعة
- التصنيفات: أحداث عالمية وقضايا سياسية -
تركت الحروب التي خاضها العراق الكثير من الندوب على وجه المجتمع
العراقي، منها الظاهرة ومنها المخفية .. ندوبٌ مازالت شرائح كثيرة
تعاني منها، وظواهر مأساوية لم تجد لها طريقا إلى الظهور وتعريف
العالم بها، بسبب طغيان ملفات عراقية أخرى عليها، بحيث لم تترك لها
مجالا ليعرفها العالم.
من بين تلك الندوب، التي يعاني منها المجتمع العراقي، ظاهرة انتشار المعاقين في البلاد إلى الحد الذي وصل عددهم إلى المليون من بين نحو 27 مليون ساكن، بحسب إحصائيات إحدى الجمعيات الخاصة بهم .. معاقون يحاولون أن يكونوا جزءا فاعلا في المجتمع من خلال نشاطاتهم ومحاولة الاندماج في المجتمع.
وعلى الرغم من الانفتاح، الذي عرفه المجتمع العراقي بعد الاحتلال الأمريكي، وانتشار العشرات بل المئات من المنظمات والهيئات المستقلة، إلا أن بعض تلك المنظمات صارت تتاجر بقضية المعاقين، واتخذت منها مادة للربح على حساب معاناتهم ومآسيهم.
وفي هذا الصدد يقول المواطن محمد عبد الله (50 عاما)، وهو معاق فقد إحدى ساقيه في الحرب العراقية الإيرانية "لقد سمعنا عن الكثير من تلك المنظمات الإنسانية، التي دعت المعاقين وذوي الحاجات الخاصة لمراجعتها، من أجل توفير عمل لهم، أو توفير قطعة أرض سكنية أو ما شابه ذلك، وعندما راجعنا تلك الجمعيات تبين لنا بعد فترة أننا كنا ضحايا عمليات نصب واحتيال من قبل أشخاص لم يجدوا ما يتاجروا به إلا معاناتنا".
ويضيف "في منطقة الخضراء، غرب بغداد، سمعنا عن جمعية تعنى بشؤون المعاقين. وبعد أن راجعنا الجمعية قاموا بإصدار هويات خاصة بنا، مقابل مبلغ ثلاثة آلاف دينار عراقي، ووعدونا بتوزيع قطع أرض سكنية. وبعد فترة قاموا بأخذ مبلغ قدره 25 ألف دينار لتسهيل إجراءات تسجيل الأراضي السكنية، كما كانوا يقولون لنا، غير أننا وبعد تلك المبالغ، التي قدمناها لهم، اكتشفنا أن الجمعية الإنسانية قد اختفت، ولم يعد لها أي وجود".
ويقول محمد العبيدي عضو جمعية المعاقين العراقية إنه لا توجد إحصائية دقيقة بشأن عدد المعاقين العراقيين، "غير أن نسبتهم تبلغ من بين ذوي الاحتياجات الخاصة نحو سبعين في المائة، أغلبهم تعرضوا للألغام الأرضية، أو عمليات عسكرية مشابهة. ولكن لا توجد إحصائيات دقيقة بشأن عدد الذين تعرضوا للإعاقة في العاميين الأخريين من احتلال العراق، وجمعية المعاقين العراقية هي الوحيدة الآن التي تتولى رعاية شؤون المعاقين، غير أنها تعاني هي الأخرى من إعاقة في جزء كبير من عملها، بسبب عدم وجود تنسيق أو دعم حكومي، يتناسب مع ما تحتاجه تلك الشريحة المهمة من السكان".
وحيث ما تسير في شوارع العاصمة بغداد تشاهد الكثير من هؤلاء الذين فقدوا أحد أطرافهم، سواء في حرب الثمانينيات مع إيران، أو في الحرب التي أعقبتها، عام 1991، ثم في حرب احتلال البلاد في العام 2003، بعضهم امتهن التسول، بسبب عدم وجود جمعيات خاصة لرعاية مثل هذه الحالات، في حين أصر آخرون على أن يعملوا في أي عمل يكسبهم الرزق الحلال، من أجل أن يعيلوا عائلاتهم، لأنهم يرفضون المنة من أحد، كما يقول محمد حسن عبد، الذي فقد ساقه في حرب الخليج الثانية، وامتهن بيع السجائر على أحد الأرصفة في منطقة الإسكان غرب بغداد.
ويضيف عبد قائلا "لا أقبل أن أعيش عالة على أحد.. الراتب الذي خصصته لنا الحكومة لا يكفي لمعيشة أسبوع واحد، ولا أحد يهتم بنا. وبعد سقوط النظام كنا نتمنى أن نجد رعاية من النظام الجديد، أسوة بالموظفين العاملين في الدولة، الذين تحسنت رواتبهم، غير أن شيئا من ذلك لم يحصل، بل إن بعضنا أصبح متهما، لأنه شارك في حرب إيران، أو شارك في غزو الكويت، وكأن الأمر كان بيدنا".
جمعية المعاقين العراقية تقدم إعانات لعدد من هؤلاء المعاقين، غير أن هذا العدد لا يتجاوز الخمسين ألف معاق، من مجموع المليون أصيبوا بإعاقات تلازمهم طيلة الحياة، وهم الذين باتوا منتشرين في كل المدن العراقية، كما يقول موفق الخفاجي رئيس الجمعية.
ويضيف "نحن نقدم خدماتنا ورعايتنا لحالات العوق الجسدي والتخلف العقلي وحتى المنغولي، بالإضافة إلى ضحايا الحروب ومخلفاتها، حيث نقوم بتقديم المعونات الغذائية لعائلات المعاقين، وخاصة أولئك الذين لا يملكون راتبا، حيث بلغ عدد الذين شملتهم رعاية الجمعية نحو 55 ألف معاق، ولدينا فروع في كافة المحافظات العراقية، عدا محافظات كردستان، حيث توجد هناك منظمة "روشت"، التي بدنا الاتصال معها، من أجل تنسيق الجهود".
ويؤكد الخفاجي أن الجمعية لا تطالب السلطات أو المنظمات الإنسانية بأن تقدم لها الكماليات، بل "إننا نريد أن نوفر للمعاقين الأساسيات والضروريات، من مسكن ملائم، إلى راتب شهري يعيل المعاق وعائلته، إلى كراسي متحركة وما شابه"، كما قال.
المعاقون في العراق مشكلة أخرى من مشكلات تراكمت عبر عقود طويلة عاشها العراق في ظل حروب وحصار، غير أن ما هو أكبر من تلك المشكلة هو أن أعداد المعاقين في البلاد ترتفع يوميا، فالأوضاع الأمنية المتردية، وانتشار حقول الألغام في العديد من المدن، بالإضافة إلى انتشار مخلفات الحروب، كل ذلك يشكل خطرا يوميا يهدد العراقيين، فمن يتعداه الموت فإن شبح الإعاقة يتربص به.
من بين تلك الندوب، التي يعاني منها المجتمع العراقي، ظاهرة انتشار المعاقين في البلاد إلى الحد الذي وصل عددهم إلى المليون من بين نحو 27 مليون ساكن، بحسب إحصائيات إحدى الجمعيات الخاصة بهم .. معاقون يحاولون أن يكونوا جزءا فاعلا في المجتمع من خلال نشاطاتهم ومحاولة الاندماج في المجتمع.
وعلى الرغم من الانفتاح، الذي عرفه المجتمع العراقي بعد الاحتلال الأمريكي، وانتشار العشرات بل المئات من المنظمات والهيئات المستقلة، إلا أن بعض تلك المنظمات صارت تتاجر بقضية المعاقين، واتخذت منها مادة للربح على حساب معاناتهم ومآسيهم.
وفي هذا الصدد يقول المواطن محمد عبد الله (50 عاما)، وهو معاق فقد إحدى ساقيه في الحرب العراقية الإيرانية "لقد سمعنا عن الكثير من تلك المنظمات الإنسانية، التي دعت المعاقين وذوي الحاجات الخاصة لمراجعتها، من أجل توفير عمل لهم، أو توفير قطعة أرض سكنية أو ما شابه ذلك، وعندما راجعنا تلك الجمعيات تبين لنا بعد فترة أننا كنا ضحايا عمليات نصب واحتيال من قبل أشخاص لم يجدوا ما يتاجروا به إلا معاناتنا".
ويضيف "في منطقة الخضراء، غرب بغداد، سمعنا عن جمعية تعنى بشؤون المعاقين. وبعد أن راجعنا الجمعية قاموا بإصدار هويات خاصة بنا، مقابل مبلغ ثلاثة آلاف دينار عراقي، ووعدونا بتوزيع قطع أرض سكنية. وبعد فترة قاموا بأخذ مبلغ قدره 25 ألف دينار لتسهيل إجراءات تسجيل الأراضي السكنية، كما كانوا يقولون لنا، غير أننا وبعد تلك المبالغ، التي قدمناها لهم، اكتشفنا أن الجمعية الإنسانية قد اختفت، ولم يعد لها أي وجود".
ويقول محمد العبيدي عضو جمعية المعاقين العراقية إنه لا توجد إحصائية دقيقة بشأن عدد المعاقين العراقيين، "غير أن نسبتهم تبلغ من بين ذوي الاحتياجات الخاصة نحو سبعين في المائة، أغلبهم تعرضوا للألغام الأرضية، أو عمليات عسكرية مشابهة. ولكن لا توجد إحصائيات دقيقة بشأن عدد الذين تعرضوا للإعاقة في العاميين الأخريين من احتلال العراق، وجمعية المعاقين العراقية هي الوحيدة الآن التي تتولى رعاية شؤون المعاقين، غير أنها تعاني هي الأخرى من إعاقة في جزء كبير من عملها، بسبب عدم وجود تنسيق أو دعم حكومي، يتناسب مع ما تحتاجه تلك الشريحة المهمة من السكان".
وحيث ما تسير في شوارع العاصمة بغداد تشاهد الكثير من هؤلاء الذين فقدوا أحد أطرافهم، سواء في حرب الثمانينيات مع إيران، أو في الحرب التي أعقبتها، عام 1991، ثم في حرب احتلال البلاد في العام 2003، بعضهم امتهن التسول، بسبب عدم وجود جمعيات خاصة لرعاية مثل هذه الحالات، في حين أصر آخرون على أن يعملوا في أي عمل يكسبهم الرزق الحلال، من أجل أن يعيلوا عائلاتهم، لأنهم يرفضون المنة من أحد، كما يقول محمد حسن عبد، الذي فقد ساقه في حرب الخليج الثانية، وامتهن بيع السجائر على أحد الأرصفة في منطقة الإسكان غرب بغداد.
ويضيف عبد قائلا "لا أقبل أن أعيش عالة على أحد.. الراتب الذي خصصته لنا الحكومة لا يكفي لمعيشة أسبوع واحد، ولا أحد يهتم بنا. وبعد سقوط النظام كنا نتمنى أن نجد رعاية من النظام الجديد، أسوة بالموظفين العاملين في الدولة، الذين تحسنت رواتبهم، غير أن شيئا من ذلك لم يحصل، بل إن بعضنا أصبح متهما، لأنه شارك في حرب إيران، أو شارك في غزو الكويت، وكأن الأمر كان بيدنا".
جمعية المعاقين العراقية تقدم إعانات لعدد من هؤلاء المعاقين، غير أن هذا العدد لا يتجاوز الخمسين ألف معاق، من مجموع المليون أصيبوا بإعاقات تلازمهم طيلة الحياة، وهم الذين باتوا منتشرين في كل المدن العراقية، كما يقول موفق الخفاجي رئيس الجمعية.
ويضيف "نحن نقدم خدماتنا ورعايتنا لحالات العوق الجسدي والتخلف العقلي وحتى المنغولي، بالإضافة إلى ضحايا الحروب ومخلفاتها، حيث نقوم بتقديم المعونات الغذائية لعائلات المعاقين، وخاصة أولئك الذين لا يملكون راتبا، حيث بلغ عدد الذين شملتهم رعاية الجمعية نحو 55 ألف معاق، ولدينا فروع في كافة المحافظات العراقية، عدا محافظات كردستان، حيث توجد هناك منظمة "روشت"، التي بدنا الاتصال معها، من أجل تنسيق الجهود".
ويؤكد الخفاجي أن الجمعية لا تطالب السلطات أو المنظمات الإنسانية بأن تقدم لها الكماليات، بل "إننا نريد أن نوفر للمعاقين الأساسيات والضروريات، من مسكن ملائم، إلى راتب شهري يعيل المعاق وعائلته، إلى كراسي متحركة وما شابه"، كما قال.
المعاقون في العراق مشكلة أخرى من مشكلات تراكمت عبر عقود طويلة عاشها العراق في ظل حروب وحصار، غير أن ما هو أكبر من تلك المشكلة هو أن أعداد المعاقين في البلاد ترتفع يوميا، فالأوضاع الأمنية المتردية، وانتشار حقول الألغام في العديد من المدن، بالإضافة إلى انتشار مخلفات الحروب، كل ذلك يشكل خطرا يوميا يهدد العراقيين، فمن يتعداه الموت فإن شبح الإعاقة يتربص به.
Editorial notes: تعليق:
"والله لو أن بغلة تعثّرت في العراق لخفت أن يسألني الله تعالى عنها لِمَ لم أُسَوِّ لها الطريق" [عمر الفاروق رضي الله تعالى عنه]
"والله لو أن بغلة تعثّرت في العراق لخفت أن يسألني الله تعالى عنها لِمَ لم أُسَوِّ لها الطريق" [عمر الفاروق رضي الله تعالى عنه]
المصدر: بغداد - خدمة قدس برس