شبيحة الإعلام

منذ 2012-09-02

الشبيحة كلمة عامية دارجة نعرفها في مصر ونطلقها على البلطجية والمجرمين الذين يمارسون نوعًا من الإرهاب والتخويف ضد الناس، انتشرت هذه الكلمة وذاع صيتها أثناء الثورة السورية بعد ظهور مجموعة من القتلة السفاحين يقاتلون جنبًا إلى جنب مع جيش بشار الدجال...


لا أتكلف اختراع المصطلحات أو نحتها لكن فرحت جدًا حين ابتكرت مصطلح: (شبيحة الإعلام) وأسرفت كثيرًا في استخدامه، إنه يشفي صدري حين أضغط بفمي على حروفه فيخرج ما في صدري من غضب واحتقار لهؤلاء الشبيحة.

الشبيحة كلمة عامية دارجة نعرفها في مصر ونطلقها على البلطجية والمجرمين الذين يمارسون نوعًا من الإرهاب والتخويف ضد الناس، انتشرت هذه الكلمة وذاع صيتها أثناء الثورة السورية بعد ظهور مجموعة من القتلة السفاحين يقاتلون جنبًا إلى جنب مع جيش بشار الدجال، مارس شبيحة سوريا دورًا بشعًا وارتكبوا مجازر ومذابح بحق المدنيين العزل وكلما شعروا بإمكانية نجاح الثورة ما يعني نهايتهم كلما ازدادوا جنونًا وشراسة.

حين تلتفت ببصرك وتدقق في المشهد المصري ستكتشف أن المشهد مليء بشبيحة من نوع آخر، جرائمهم ومذابحهم ومجازرهم ودورهم لا يقل عن شبيحة سوريا، إنهم يذبحون الوطن ويدفعونه للهاوية بكل قسوة، إنهم يكذبون ويلفقون ويشوهون، إنهم يقامرون بكل شيء، ليس لهم كلمة ولا عندهم مبدأ، يصوبون أقلامهم وفوهات برامجهم باتجاه قلب الوطن ومفاصله.

ضحاياهم بالملايين، لا يتورعون عن فعل وقول أي شيء في مقابل حفنة دولارات، لا حياء عندهم ولا مروءة لديهم لا توجد خطوط حمراء ولا مقدسات ولا حرمة ولا عزيز إلا الدينار والدرهم والخميصة، مارس شبيحة الإعلام المصري منذ قامت الثورة وإلى اليوم أبشع أنواع الزيف والدجل والكيل بألف مكيال.

التقيت على الطائرة بتاجر فلسطيني أردني متزوج من مصرية ومقيم بمصر ويجوب بلاد العالم طوال العام، قال لي ليس عندكم انفلات أمني عندكم انفلات إعلامي، شبيحة الإعلام الذين يصدق فيهم حديث الرويبضة ووعيد الله للمطففين، فيهم صفات النفاق من الكذب وخلف الوعد وخيانة الأمانة، يقدسون أحكام القضاء ويجرسون رئيس الجمهورية حين أعاد البرلمان ثم يمسحون بالقضاء الأرض حين حكم على الزعيم أو حكم على رئيس تحرير خرج عن حرية الرأي وولج في الأعراض..

يقدسون حرية الرأي حين يتعلق الأمر بسب الرئيس والتيار الديني، وينتفضون غضبًا إذا حاول واحد من هذا التيار أن يعبر عن رأيه، يتنكرون لأبجديات الديمقراطية ما دامت ستأتي بالإسلاميين، العري عندهم فن، والإباحية حرية، لكن التدين تشدد وإرهاب..

يصنعون أصنامهم من الحلوى فإذا جاعوا التهموها بلا حياء ولا خجل، يعبدون نتائج الصناديق ويقدسونها ثم يتهمون من صوتوا بالجهل، ينشروا الرعب الكاذب بين الناس ويزعزعون الاستقرار بدم بارد.

شبيحة الإعلام هم أحق بالملاحقة من البلطجية، شبيحة الإعلام أحق من يجب أن يوصف بالإرهاب وأحق الناس بقول ربنا: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ . أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَّ يشعرون} [البقرة:11،12].

كأني بهم هم من أخبر القرآن أنهم قالوا: {أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَـٰكِن لَّا يَعْلَمُونَ} [البقرة:13].

كأن الله قال فيهم: {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرُوُاْ الضَّلالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ . مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَّ يُبْصِرُونَ صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ} [البقرة:16،17].

نعم يارب: صم بكم عمي فهم لا يرجعون، أليس في أمثالهم نزل قول الله: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالا الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا} [الكهف:104]. ووالله لا زلت أري فيهم قول الله: {وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ . وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ} [النمل:49-50].

{فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ . فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُون . وَأَنجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ} [النمل:51-53].

شبيحة الإعلام بلطجية القلم والصورة أكبر خطر على مستقبل الوطن وأضر الناس على نسيجه الاجتماعي، إنهم يزيفون الحقائق ويغيبون الوعي ويمارسون بلطجة فكرية مدمرة
خذوا على أيديهم حتى تمضي السفينة في سلام.

خالد الشافعي
 
المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

خالد الشافعي

داعية مصري سلفي

  • 4
  • 0
  • 8,981

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً