رسالة إلى مكلوم

منذ 2005-04-01
أيها المكلوم ... هون على نفسك , فإني اسألك بعض الأسئلة :

ألم يقدّر الله مقادير الخلق قبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة ؟

( فأين الإيمان بالقضاء والقدر ) .

ألم ينزل قول الله سبحانه وتعالى بعد غزوة أحد { منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة } ؟

حتى قال ابن مسعود ( ما كنت أظن أن أحداً من أصحاب محمد يريد الدنيا حتى نزلت هذه الأية )

فلمَ الاستغراب في عصرنا هذا من بعض الممارسات التي قد تصدر ممن نثق بهم ونحترمهم ؟

كنا نتحدث في الرخاء عن الإبتلاء ... حتى إذا صار واقعاً ملموساً نسينا ما كنا نحدث به الناس , فهلاّ تذكرنا « يُبتلى الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل »

قد يفسد البعض علينا الدنيا ولكن لا يستطيع أن يفسد علينا الآخرة ... لأن طريقها المحراب , والمصحف , والذكر , وسلامة الصدر , وحب الآخرين والتجاوز عنهم , كل هذه يمكن أن أزاولها في غرفتي وداخل بيتي حيث لا يعلم بها إلا الله , فما يضرني لو زهد فيّ الناس فإن الأهم أن يرضى عني ربهم الكريم الرحيم .

احذر أن تنسى الوقوف بين يدي الله يوم القيامة فإن السعيد من أُتي كتابة بيمينه ... أما الدنيا وبهرجتها وما يدور في فلكها فمآلها إلى زوال , ولو كانت تساوي عند الله جناح بعوضة ما سقى منها كافر شربة ماء ..

ضع لبنة صالحة في بناء قوي متماسك ولا تنتظر شكراً من أحد ..

واعلم أن كل حسنة نمت من بذرة بذرتها تصب في ميزان حسناتك فهنيئاً لمن سن سنة حسنة وإن لم يستمتع بثمرتها , فما عند الله خير وأبقى .

اعلم أن الأيام ليست يوماً واحداً , فالليل يتلوه النهار وإن مع العسر يسرا ولن يغلب عسر يسرين , ولكما اشتدت ظلمة الليل بزغ الفجر , وعند الصباح يحمد القوم السُرى ..

اشتدي أزمة تنفرجي

قد آذن ليلكِ بالبلجِ



{ ألم . أحسب الناس أن يُتركوا أن يقولوا آمنّا وهم لا يفتنون }

فحمد الله على كل شيء فإن الرسول صلى الله عليه وسلم أوذي فصبر وعثمان قُتل على مصحفه , وجلد ابن حنبل , وسُجن شيخ الإسلام إبن تيمية , بل قُتَل الأنبياء وهم خير عباد الله .

فياليت شعري .. هل نعي هذا الكلام ...

أسأل الله لنا ولكم الثبات .
  • 3
  • 0
  • 11,028
  • خالد العوفي

      منذ
    [[أعجبني:]] كانك تحدثني..الله الله ربي لا اشرك به شيئا
  • ناصر

      منذ
    [[أعجبني:]] بارك الله فيك يا شيخ خالد على طيب المقال الرائع والمميز ..

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً