راحلون

منذ 2005-04-05


طال الطريق وملَّنا الترحالُ

وتغلَّقت في وجهنا الآمالُ

الراحلون إلى المدى المجهول لا

هادٍ ولا زاد ولا أبطالُ

خلف الظهور ديارنا وأماننا

تبكي على أيامنا الأطلالُ

هل ذقتم الإخراج من أوطانكم ؟

هل تعرفون الدمع كيف يُسالُ ؟

هذي قوافلنا يسير بها الأسى

وتحفُّها الأخطار والأهوالُ

بغداد نبراسُ الحضارة دُنست

قهراً وعاث بمجدها الأنذالُ

تبكي بلادُ الرافدين وملؤها

تلك الدماءُ وهذه الأوصالُ

الليل رعب والصباح مذابح

والوعر صعب والسهول قتالُ

يهمي رصاص القاذفات كأنه

وبل على هاماتنا هطّالُ

ويخرُّ بيتُ الآمنين بأهله

ويموت تحت سقوفه الأطفالُ

فلّوجة الأبطال صارت مأتماً

وعلى أساها تضرب الأمثالُ

البعدُ يا وطني عسير والهوى

بقلوبنا بَعْد النوى قتَّال

ما زلت أذكر في الطفولة مرتعي

نلهو وتحمل حُلمنا الآمالُ

صرنا أُسارى الذكريات فمالنا

إلا أسىً وتفكر وخيالُ

لَعِب النصارى في بقية شعبنا

فكأننا في كفهم صلصالُ

من لم يَمُتْ من قومنا عاش الأسى

وسقاه مرَّ كؤوسِه الإذلالُ

هل تعرفون عن الحصار وما الذي

صنعته في أعناقنا الأغلالُ

قد خاننا الأحباب يا لمصابنا

من عثرة الأحباب كيف تُقالُ ؟

هذي خيول الحرب تركض وحدَها

يا قوم أين الفارسُ الخيَّالُ ؟

سأعود يا أماه فاحتسبي دمي

إن سال فهو كرامة وجلالُ

سأعود كي تردَ المعالي أمتي

وتظلَّ تذكرُ صولتي الأجيالُ

ما حرَّكتني ثورة عربية

سقطت .. ولا صنم ولا تمثالُ

بل جئت للإسلام أنقذ أهله

شبلاً تتوق لعزمي الأشبالُ

سيَرى البغاة بأنني من أمة

أعلى عُلاها "مصعب" و "بلالُ"

لي في الجهاد معالم وعزائم

مثلَ الجبال .. فهل تُدك جبال ؟

هذي غصونُك أمتي قد أورَقت

وشدَت على أوراقها الآمالُ

إن غاب بدرُك واشتكى الساري الدُّجى

فغداً سيولدُ في السماء هلالُ



شوال 1425
  • 12
  • 0
  • 20,810
  • الشهري

      منذ
    [[أعجبني:]] الشكر الشخ محمد المقرن على الإبداعات المتميزة في شعره فهو شاعر وفق القمة الشاعر الشاب . اشأل الله له التوفيق والسداد وثبات إلى الممات . تقبل تحيتي وحترامي .
  • أم عاصم

      منذ
    [[أعجبني:]] حفظ الله أنامل الشيخ

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً