10 آلاف مستوطن يخططون لاقتحام الأقصى
ملفات متنوعة
- التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -
8-3-2005
جندي إسرائيلي يرافق عدداً من اليهود أثناء دخولهم المسجد الأقصى
كشفت "مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية" أن زعماء لمستوطنين يهود بدءوا في التنظيم لاقتحام جماعي يضم 10 آلاف مستوطن للمسجد الأقصى المبارك في إبريل 2005، وهو ما أثار ردود فعل غاضبة في الأوساط الفلسطينية والإسلامية.
وأعلن المستوطنون أنهم ينوون دخول جبل الهيكل (الحرم القدسي) -حسب ادعائهم- وتأدية الشعائر الدينية الخاصة بهم داخله.
وبدأ المستوطنون بتوزيع ملصقات إعلانية على المستوطنات الإسرائيلية، تدعو للمشاركة في هذا الاقتحام الجماعي للحرم القدسي في الأول من شهر نيسان العبري القادم الذي يوافق 10-4-2005، ورجحت مصادر صحفية إسرائيلية أن تنضم الجماعات اليهودية الداعية إلى بناء الهيكل الثالث المزعوم إلى هذه الحملة أيضاً.
ويقف وراء هذه الحملة المستوطن المتطرف "دافيد عبري" من مستوطنة "تفواح" الواقعة قرب مدينة نابلس شمال الضفة الغربية. وفي تصريح له للقناة السابعة الإسرائيلية الخاصة بالمستوطنين قال عبري: إنه يسعى "من خلال هذه الحملة إلى توثيق العلاقة الروحية مع جبل الهيكل -حسب زعمه- بشكل عملي من خلال تأدية الشعائر التعبدية".
وأضاف مدعياً أن الحرم القدسي "ملك للشعب اليهودي، هو حق لنا بل هو المكان الأكثر قدسية لنا".
وأوضح عبري أن نحو 70 ألف يهودي دخلوا الحرم القدسي خلال عام 2004 فقط، ولكن "بشكل متفرق"، وتابع قائلاً: "والآن ومن خلال هذه الحملة نسعى إلى إدخال 10 آلاف شخص في وقت واحد".
وأكد عبري أنه بإمكان آلاف اليهود الذين سيَصِلون إلى الحرم القدسي الصلاة داخله، وطالب بأن يتم فتح أبواب الحرم القدسي للمشاركين من المستوطنين اليهود في هذا اليوم، وأن لا يقتصر دخولهم من باب المغاربة فقط، كما هو معمول به اليوم.
وتسيطر الشرطة الإسرائيلية على مفاتيح باب المغاربة منذ الاحتلال الإسرائيلي للمسجد الأقصى عام 1967.
برعاية الشرطة الإسرائيلية
وتعليقاً على هذا المخطط الإسرائيلي قال الشيخ كمال الخطيب نائب رئيس الحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر الإثنين 7-3-2005: "نحن نعتبر أن هذه الدعوة لاجتياح واحتلال المسجد الأقصى تأتي في ظل الضوء الأخضر الذي تعطيه الشرطة الإسرائيلية باستمرار لدخول اليهود إلى الأقصى تحت رعايتها".
وأضاف: "بالتالي فإن مسئولية ما قد يقع ستتحملها الشرطة الإسرائيلية والحكومة التي وقفت وراء قرار إعادة السماح لليهود بالدخول إلى الأقصى يوم 23-6-2003".
وتابع الخطيب: "نحن نعتبر التهديدات الموجهة ضد المسجد الأقصى المبارك لا تتوقف عند هؤلاء المتطرفين الذين يصرحون بنواياهم، وإنما الأمر يتعدى ذلك لمن يعملون خلسة وفي الظلام، ويخططون لتنفيذ هذا الاعتداء".
صواريخ "لاو"
وأعرب الخطيب عن قلقه من احتمال قصف المسجد الأقصى بالصواريخ، وقال: "ما الذي يمنع أن يتم استخدام صواريخ لاو لقصف المسجد الأقصى المبارك؟ حيث إن هذه الصواريخ سبق أن أعلن عن سرقتها من بعض المعسكرات".
وأوضح أنه تم الإعلان في الصحف يوم الإثنين عن اكتشاف صواريخ كانت ستقصف بها قاعة للأفراح في منطقة "بردس حنّا" داخل الخط الأخضر على خلفية نزاعات بين عصابات يهودية إجرامية، وبناء على ذلك "فمن السهل التوقع أن تكون هذه الصواريخ قد وقعت في أيدي عصابات يهودية متطرفة تنفذ بها اعتداء ضد المسجد الأقصى المبارك".
يذكر أن متطرفاً يهودياً يدعى باروخ جولدشتاين كان قد هاجم الحرم الإبراهيمي أثناء صلاة الفجر يوم 25-2-1994 بسلاح آلي وقنابل يدوية؛ وهو ما أسفر عن استشهاد وإصابة عشرات المصلين. وحين حاول المواطنون نجدة المصلين قابلهم جنود يهود بإطلاق الرصاص الكثيف.
وفي أواخر عام 2004 أعلنت الحكومة الإسرائيلية رصدها لمبلغ 5 ملايين شيكل (1.2 مليون دولار) لهدم طريق باب المغاربة، وإقامة جسر بديل لتسهيل دخول اليهود والشرطة الإسرائيلية إلى المسجد الأقصى؛ الأمر الذي رفضته دائرة الأوقاف الإسلامية ومؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية، وحذّرت من عواقب تنفيذه.
يذكر أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي كانت قد سمحت يوم 20-8-2003 لمئات اليهود والسياح الأجانب بدخول باحات الحرم القدسي الشريف، وأعلن اللواء "ميكي ليفي" -قائد شرطة القدس- حينها أنه تم فتح أبواب الحرم القدسي أمام الزوار من غير المسلمين، مضيفاً أن "مئات اليهود والسائحين زاروا جبل الهيكل تحت حراسة أمنية مشددة، وأن أبواب الحرم ستكون مفتوحة أمام الزوار كما كان في السابق (أي قبل انتفاضة الأقصى نهاية سبتمبر 2000).
وفي 28-12-2004 وجه الشيخ "علي أبو شيخة" رئيس مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية نداءً إلى حراس المسجد الأقصى المبارك بأخذ الحيطة والحذر والمراقبة الشديدة لأبواب المسجد، وناشد "مسلمي الداخل الفلسطيني (عرب 48) تكثيف شد الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك، خاصة خلال العطلة الشتوية لطلاب المدارس، والتواجد اليومي في ساحات المسجد الأقصى المبارك"، معتبراً ذلك "إسهاماً في حماية المسجد الأقصى".
كما حذر سماحة الشيخ تيسير التميمي قاضي قضاة فلسطين في العديد من المناسبات من أن "المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين يتعرض لهجمة ومخطط إسرائيلي يهدف إلى الاستيلاء عليه بالكامل وتهويده وهدمه".
المصدر: موقع إسلام أون لاين