لا تنسوا الصفقات الأخرى

منذ 2005-04-09
القدس في خطر.. هذه الصرخة التي وجهتها منذ مدة طويلة وركزتُ عليها خلال الأعداد الماضية في هذه الزاوية، كما ركزت عليها "البيادر" من خلال المواضيع المختلفة التي نشرت والتي كلها تشير إلى أن القدس باتت على قاب قوسين أو أدنى من التهويد الكامل.

صرخت في زاويتي مناشدة كل من له ضمير حي لأن يسارع من أجل انقاذ القدس مما هي فيه، ولكن لا حياة لمن تنادي. سبق ونشرت في العدد 872 عن مخططات للاستيلاء على أراضي وعقارات في القدس وقلت في حينها: " عصابات أعطيت الضوء الأخضر منذ أن وطأ الاحتلال أرض القدس، لتزييف الوثائق والحجج والملكيات لأراضي وبيوت وعمارات، لنستيقظ في يوم من الأيام فنجد أن عقارات المواطنين الفلسطينيين في القدس قد تحولت ملكيتها بين ليلة وضحاها إلى بنـي إسرائيل.

بعض هذه الوثائق أبرزت وسيطروا من خلالها على أراض وبيوت في القدس، وبعضها الآخر تم كتمانها لتبرز في الوقت المناسب وبخاصة عندما يتم التفاوض حول مصير القدس، ليظهروا للعالم بأنهم هم الأحق بالقدس كونهم الذين يمتلكون الأوراق الثبوتية لمعظم عقاراتها وأراضيها" .. وظنّ العديد ممن لا يعرفون شيئاً عما يدور في القدس عند قراءتهم لهذا الموضوع أنني أهذي أو أنني أهول الأمور وبأن ما أقوله لا أساس له من الصحة.

وليست هذه هي المرة الأولى التي أشير فيها بهذه الصراحة وبكل هذا الوضوح إلى محاولات حثيثة من قبل الاحتلال الإسرائيلي للاستيلاء على عقارات وبيوت وأراضي القدس، ولكن للأسف لم يرف للعديد جفن واستمرت المؤامرات لتتكشف بعض الحقائق مؤخراً، ربما لتقرع ناقوس الخطر أن كان هناك من يسمع..

تكشّفت صفقة بيع عقارات وممتلكات تابعة للكنيسة الأرثوذكسية، وقامت الدنيا ولم تقعد - فمن يستطيع السكوت على مثل هذا الأمر!! - وبدأت لجان التحقيق للبحث في هذا الموضوع المخزي. هل تعلمون يا سادة بأن مجلة "البيادر" سبق ونشرت حول هذه الصفقة منذ سنوات، ولكن لم يصدق ذلك أحد!! ولم يسارع أحد إلى تقصي الحقائق ومعرفة حقيقة ما يجري داخل البطريركية الأرثوذكسية من تسريب للممتلكات، كان من كان وراءها!! نعم لم يصدق أحد ما نشر في"البيادر" وصُمَّت الآذان وأغلقت العيون لئلا ترى أو تسمع ما نشر فيها، ولكنها وللأسف فتحت كل الآذان وكل العيون عندما نشرت صحيفة عبرية هذا الخبر.

أليس هذا بأكبر عار لنا أن نصم الآذان عما يكشفه أبناء جلدتنا ونفتحها على مصراعيها عندما تُكشف من قبل الاحتلال، مهما كان هدفه من وراء نشر هذا الخبر!!

ماذا حدث لكم يا سادة؟! وإلى أين وصلت بنا الأمور؟!!

ولعلمكم يا أيها المستبسلون الآن من أجل حماية عقارات الكنيسة من البيع.. لعلمكم أن هذه ليست هي الصفقة الوحيدة التي تمت في القدس فهنالك صفقات أخرى غيرها، أن كانت بعلم أصحابها أو عن طريق التزييف والخداع، وأن هنالك الكثير من البيوت والعقارات والأراضي تم تسريبها إلى الشركات اليهودية بصورة أو بأخرى..

فأين أنتم من هذا الذي يحدث، وأين لجان التحقيق من أجل كشف حقيقة ما يجري في القدس المحتلة من أمور تهدف إلى تهويدها بالكامل..

القدس في خطر، وكما سبق وقلت في مقال سابق سنستيقظ ذات يوم لنجد بأن القدس الشريف، عاصمة دولتنا العتيدة التي نتغنى بها، سيتم استبدالها بـ "ابو ديس الشريف" هذا إن حصلنا عليها أيضاً!!

ولتعلموا بأن كل فرد من أفراد شعبنا، وكل مسؤول فيها، وكل مواطن عربي، وقائد عربي، الجميع يتحملون مسؤولية ما يجري في القدس الشريف وممتلكاتها وأراضيها ومقدساتها!! فماذا تنتظرون يا سادة لتتحركوا، ليس فقط من أجل صفقة الكنيسة الأرثوذكسية، ولكن للكشف عن الصفقات الأخرى التي تتم، وعن عمليات التزييف والخداع التي تجري كل يوم على مرأى ومسمع من الجميع..

فماذا تنتظرون لتتحركوا من أجل حماية القدس ومقدساتها؟!! ألم يؤثر فيكم حتى خبر النية لتفجير المسجد الأقصى؟! هل تنتظرون لأن تستيقظوا ذات يوم وقد أصبح هذا المسجد كومة من الحجارة وأنقاض تتناثر هنا وهناك؟!!

ماذا جرى لكم وأين أنتم يا كل العرب؟!! القدس في خطر، والخطر أعظم بكثير مما تتصورون!! لا تنتظروا كارثة من أجل أن تتحركوا ومن ثم تنامون الليل الطويل كما سبق وحدث عندما تم الاستيلاء على جبل أبو غنيم وغيره وغيره وغيره، وكما يحدث الآن..

استيقظوا يا نيام فالقدس في خطر!! ولا تجعلوا صفقة الكنيسة الأرثوذكسية المخجلة، التي كشفت الآن بهدف إلهائكم بها فقط،تجعلكم تنسون حقيقة الأمور الأخرى الكثيرة التي تجري في القدس. وهل تساءلتم يا سادة لماذا كشفت فقط صفقة الكنيسة ولم تكشف الصفقات الأخرى؟!

ومرة أخرى أقول:اللهم اشهد، إني بلغت !!
  • 0
  • 0
  • 13,915
  • ابو صهيب النوبى

      منذ
    [[أعجبني:]] حماس الفتيات والغيرة على دينهن [[لم يعجبني:]] قولها اننا كلنا مسؤولون عن ما يحدث نحن لاقوة لنا ما علينا الا التمسك بديننا ونحاول ان ننهى خلافاتنا مع بعضنا البعض والنصر له اسباب

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً