اقتحام الأقصى
ملفات متنوعة
{ <span style="color: maroon">وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ
حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِن اسْتَطَاعُواْ</span> }
[البقرة:217].
- التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -
وقف أول رئيس وزراء لدولة الكيان المسخ (بن غريون) في هيئة الأمم
المتحدة بعد اعتراف العالم بما يسمى بدولة إسرائيل ، فقال أمام العالم
كله: قد لا يكون لنا في فلسطين حق من منطلق سياسي أو قانوني، ولكن لنا
في فلسطين الحق من منطلق وأساس ديني ، في أرض الميعاد الذي وعدنا الله
وأعطانا إياها من النيل إلى الفرات، وأنه يجب الآن على كل يهودي أن
يهاجر إلى أرض فلسطين ، وأن كل يهودي لا يهاجر اليوم إلى إسرائيل بعد
إقامتها أن يعلم أنه مخالف للتوراة وأنه يكفر كل يوم بالدين اليهودي .
ثم قال: لا معنى لفلسطين بدون القدس، ولا معنى للقدس بدون الهيكل، ولا معنى لقيام دولة إسرائيل بدون فلسطين، ويبدو أن كل الوزراء الذين أتوا من بعده يؤكدون على أن القدس عاصمة أبدية لدولة إسرائيل كما يزعمون، وأنه لا مجال للحديث في أي مفاوضات عن تقسيم القدس، فالقدس عاصمة أبدية لدولة إسرائيل.
لذا فإن ما ذكرته القناة الثانية للتلفزيون الصهيوني بأن هناك خطة لأعضاء 30 منظمة صهيونية يخططون لاقتحام الأقصى من أجل احتلاله وإحكام السيطرة عليه، من أجل نسف خطة الانسحاب من قطاع غزة، يأتي هذا الإعلان منسجماً مع السياسة الصهيونية التي تخطط لتخريب وهدم بيت المقدس أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين عن طريق ما يسمى بإمناء الهيكل الذين يريدون بناء الهيكل على أنقاض المسجد الأقصى، هذا الهيكل الذي تم تصميمه في الولايات المتحدة الأمريكية على يد مستشارين هندسيين من يهود أمريكا، هذا الإعلان يؤكد على الخطة الخبيثة التي يقوم بها الاحتلال لتهويد بيت المقدس فقد أعلنت قوات الاحتلال الصهيوني عن بناء 3500 وحدة سكنية في مغتصبة جبل أبو غنيم جنوبي شرق مدينة القدس، وهذا يعد المرحلة الأولى، أما المرحلة الثانية فسوف تبلغ 17500 وحدة سكنية، وتقع عمليات البناء المذكورة في المنطقة المتبقية بين مدينة القدس وبيت لحم، وهذا يعنى عزل القدس نهائياً عن محيطها الفلسطيني، فتحصين القدس وتحويلها إلى قرية محصنة، والاستتار خلف أسوارها يتناسب وطبيعة اليهود الجبانة { لاَ يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلاَّ فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَآءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْقِلُونَ } [الحشر:14] .
هذه المخططات الصهيونية الخبيثة التي تعتبر أرض فلسطين هي أرض الميعاد التي وهبها الرب لليهود وأن القدس عاصمة أبدية لهم تنبع من العقيدة التلمودية المزيفة التي يروج لها اليهود.
ومن هنا نرى أن زعماء اليهود يحسبون ألف حساب للإسلام، ويخافون أن يتحرك هذا المارد الإسلامي ليقلب موازين الأمور لصالح المسلمين، لذلك تراهم دوماً يتهمونه بالإرهاب ويحرضون العالم عليه، يقول ابن غريون: نحن لا نخشى خطراً في المنطقة سوى الإسلام، ويقول شمعون بيرز: إنه لا يمكن أن يتحقق السلام في المنطقة ما دام الإسلام شاهراً سيفه، ولن نطمئن على مستقبلنا حتى يغمد الإسلام سيفه إلى الأبد " لذا فلا عجب أن يصرح زعماء الصهاينة اليوم: بأن حركة حماس هي العدو الاستراتيجي لهم وأن القضاء عليها أمر لا بد منه.
هذه طبيعة اليهود التي جبلوا عليها، وما هذا الإجرام الصهيوني الذي يمارسونه ليل نهار وصباح مساء بحق مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم أولى القبلتين وبحق الشعب الفلسطيني الأعزل، إلا استجابة لحقد قلوبهم الدفين على الإسلام والمسلمين { وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِن اسْتَطَاعُواْ } [البقرة:217].
لذا فإن الطريق إلى القدس ليس له إلا طريق واحد ولن تصل الأمة إليه إلا من خلاله، ولو عاشت آلاف السنين، هذا الطريق وضَّح الله عز وجل معالمه في القرآن الكريم فقال:{ يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ هَلْ أَدُلُّكمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ.تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } [الصف:10- 12].
فلا كرامة ولا عزة لهذه الأمة إلا إذا رفعت من جديد راية الجهاد وإن لم ترفعها فسوف تظل في ذيل القافلة لا وزن لها بل ستبقى عالة على الأمم الأخرى تستجدي منها قوتها ومعاشها ولو ملكت خزائن الأرض، قال صلى الله عليه وسلم:« إذا تبايعتم بالعينة، ورضيتم بالزرع وتبعتم أذناب البقر، وتركتم الجهاد في سبيل الله، سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم » رواه أبو داوود.
وقال صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل رضي الله عنه: « ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه؟ » قال معاذ قلت: بلى يا رسول الله، قال صلى الله عليه وسلم: « رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله » رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح.
فلا يمكن لهذه الأمة أن تعود إلى رشدها إلا إذا تخلَّصت من الداء العضال الذي أذلها كما أخبر الذي { لا ينطق عن الهوى . إن هو إلا وحي يوحى }، فقد جاء في الحديث الصحيح الذي رواه أبو داوود من حديث ثوبان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:« يوشك الأمم أن تداعي عليكم كما تداعي الأكلة إلى قصعتها » قالوا: أمن قلة نحن يومئذ يا رسول الله؟ قال: « كلا، ولكنكم يومئذ كثير ولكن غثاء كغثاء السيل وليوشكن الله أن ينزع المهابة من قلوب عدوكم ويقذف في قلوبكم الوهن » ، قيل وما الوهن يا رسول الله؟ قال: « حب الدنيا وكراهية الموت ».
الأمة اليوم بحاجة إلى عودة إلى الله عودة صادقة، بحاجة إلى رجال مؤمنين أمثال عمر بن الخطاب رضي الله عنه؛ فقد روي أنه لما دخل بيت المقدس مرّ بدايته على مخاضة ( بركة ماء ) فنزل رضي الله عنه من على ظهر الدابة، فلما رآه أبو عبيدة بن الجراح قال: يا أمير المؤمنين والله ما أحب أن القوم قد استشرفوك، لا أحب أن يراك القوم وأنت على هذه الحالة، فقال فاروق هذه الأمة: "يا أبا عبيدة لو قالها غيرك، لقد كنا أذل قوم فأعزنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله".
وهذا صلاح الدين الأيوبي الذي حرّر بيت المقدس من دنس الصليبيين سُئل يوماً: لماذا لم تُر مبتسماً؟! فقال: والله لن ابتسم والقدس في أيدي الصليبيين، فلن يحرر القدس اليوم إلا رجل العقيدة الذي استقر في قلبه مفهوم الولاء والبراء { يَـأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَآءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } [المائدة:51]
لن يحرر المسجد الأقصى إلا المؤمنون الواثقون بنصر الله المتيقنون بوعد الله { وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ مِنْكُمْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ } [النور:55]
فإخوان القردة والخنازير من بني صهيون مهما علوا ومهما سفكوا من دماء طاهرة ومهما حاولوا طمس معالم الحقيقة فهزيمتهم واقعة لا محالة .
إن مخططاتهم اليوم لاقتحام المسجد الأقصى سيكون وبالاً عليهم إذا ما فعلوا ذلك ولئن كانت انتفاضة الأقصى المباركة كانت بسبب دخول المجرم شارون باحات المسجد الأقصى، فإن اقتحام الصهاينة المستوطنين اليوم المسجد سيؤدي إلى تأجيج الانتفاضة وستكون حرباً مفتوحة بيننا وبينهم ستكون نهايتها بداية لزوال دولة الكيان المسخ { وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ } [يوسف:21]
ثم قال: لا معنى لفلسطين بدون القدس، ولا معنى للقدس بدون الهيكل، ولا معنى لقيام دولة إسرائيل بدون فلسطين، ويبدو أن كل الوزراء الذين أتوا من بعده يؤكدون على أن القدس عاصمة أبدية لدولة إسرائيل كما يزعمون، وأنه لا مجال للحديث في أي مفاوضات عن تقسيم القدس، فالقدس عاصمة أبدية لدولة إسرائيل.
لذا فإن ما ذكرته القناة الثانية للتلفزيون الصهيوني بأن هناك خطة لأعضاء 30 منظمة صهيونية يخططون لاقتحام الأقصى من أجل احتلاله وإحكام السيطرة عليه، من أجل نسف خطة الانسحاب من قطاع غزة، يأتي هذا الإعلان منسجماً مع السياسة الصهيونية التي تخطط لتخريب وهدم بيت المقدس أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين عن طريق ما يسمى بإمناء الهيكل الذين يريدون بناء الهيكل على أنقاض المسجد الأقصى، هذا الهيكل الذي تم تصميمه في الولايات المتحدة الأمريكية على يد مستشارين هندسيين من يهود أمريكا، هذا الإعلان يؤكد على الخطة الخبيثة التي يقوم بها الاحتلال لتهويد بيت المقدس فقد أعلنت قوات الاحتلال الصهيوني عن بناء 3500 وحدة سكنية في مغتصبة جبل أبو غنيم جنوبي شرق مدينة القدس، وهذا يعد المرحلة الأولى، أما المرحلة الثانية فسوف تبلغ 17500 وحدة سكنية، وتقع عمليات البناء المذكورة في المنطقة المتبقية بين مدينة القدس وبيت لحم، وهذا يعنى عزل القدس نهائياً عن محيطها الفلسطيني، فتحصين القدس وتحويلها إلى قرية محصنة، والاستتار خلف أسوارها يتناسب وطبيعة اليهود الجبانة { لاَ يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلاَّ فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَآءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْقِلُونَ } [الحشر:14] .
هذه المخططات الصهيونية الخبيثة التي تعتبر أرض فلسطين هي أرض الميعاد التي وهبها الرب لليهود وأن القدس عاصمة أبدية لهم تنبع من العقيدة التلمودية المزيفة التي يروج لها اليهود.
ومن هنا نرى أن زعماء اليهود يحسبون ألف حساب للإسلام، ويخافون أن يتحرك هذا المارد الإسلامي ليقلب موازين الأمور لصالح المسلمين، لذلك تراهم دوماً يتهمونه بالإرهاب ويحرضون العالم عليه، يقول ابن غريون: نحن لا نخشى خطراً في المنطقة سوى الإسلام، ويقول شمعون بيرز: إنه لا يمكن أن يتحقق السلام في المنطقة ما دام الإسلام شاهراً سيفه، ولن نطمئن على مستقبلنا حتى يغمد الإسلام سيفه إلى الأبد " لذا فلا عجب أن يصرح زعماء الصهاينة اليوم: بأن حركة حماس هي العدو الاستراتيجي لهم وأن القضاء عليها أمر لا بد منه.
هذه طبيعة اليهود التي جبلوا عليها، وما هذا الإجرام الصهيوني الذي يمارسونه ليل نهار وصباح مساء بحق مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم أولى القبلتين وبحق الشعب الفلسطيني الأعزل، إلا استجابة لحقد قلوبهم الدفين على الإسلام والمسلمين { وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِن اسْتَطَاعُواْ } [البقرة:217].
لذا فإن الطريق إلى القدس ليس له إلا طريق واحد ولن تصل الأمة إليه إلا من خلاله، ولو عاشت آلاف السنين، هذا الطريق وضَّح الله عز وجل معالمه في القرآن الكريم فقال:{ يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ هَلْ أَدُلُّكمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ.تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } [الصف:10- 12].
فلا كرامة ولا عزة لهذه الأمة إلا إذا رفعت من جديد راية الجهاد وإن لم ترفعها فسوف تظل في ذيل القافلة لا وزن لها بل ستبقى عالة على الأمم الأخرى تستجدي منها قوتها ومعاشها ولو ملكت خزائن الأرض، قال صلى الله عليه وسلم:« إذا تبايعتم بالعينة، ورضيتم بالزرع وتبعتم أذناب البقر، وتركتم الجهاد في سبيل الله، سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم » رواه أبو داوود.
وقال صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل رضي الله عنه: « ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه؟ » قال معاذ قلت: بلى يا رسول الله، قال صلى الله عليه وسلم: « رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله » رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح.
فلا يمكن لهذه الأمة أن تعود إلى رشدها إلا إذا تخلَّصت من الداء العضال الذي أذلها كما أخبر الذي { لا ينطق عن الهوى . إن هو إلا وحي يوحى }، فقد جاء في الحديث الصحيح الذي رواه أبو داوود من حديث ثوبان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:« يوشك الأمم أن تداعي عليكم كما تداعي الأكلة إلى قصعتها » قالوا: أمن قلة نحن يومئذ يا رسول الله؟ قال: « كلا، ولكنكم يومئذ كثير ولكن غثاء كغثاء السيل وليوشكن الله أن ينزع المهابة من قلوب عدوكم ويقذف في قلوبكم الوهن » ، قيل وما الوهن يا رسول الله؟ قال: « حب الدنيا وكراهية الموت ».
الأمة اليوم بحاجة إلى عودة إلى الله عودة صادقة، بحاجة إلى رجال مؤمنين أمثال عمر بن الخطاب رضي الله عنه؛ فقد روي أنه لما دخل بيت المقدس مرّ بدايته على مخاضة ( بركة ماء ) فنزل رضي الله عنه من على ظهر الدابة، فلما رآه أبو عبيدة بن الجراح قال: يا أمير المؤمنين والله ما أحب أن القوم قد استشرفوك، لا أحب أن يراك القوم وأنت على هذه الحالة، فقال فاروق هذه الأمة: "يا أبا عبيدة لو قالها غيرك، لقد كنا أذل قوم فأعزنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله".
وهذا صلاح الدين الأيوبي الذي حرّر بيت المقدس من دنس الصليبيين سُئل يوماً: لماذا لم تُر مبتسماً؟! فقال: والله لن ابتسم والقدس في أيدي الصليبيين، فلن يحرر القدس اليوم إلا رجل العقيدة الذي استقر في قلبه مفهوم الولاء والبراء { يَـأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَآءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } [المائدة:51]
لن يحرر المسجد الأقصى إلا المؤمنون الواثقون بنصر الله المتيقنون بوعد الله { وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ مِنْكُمْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ } [النور:55]
فإخوان القردة والخنازير من بني صهيون مهما علوا ومهما سفكوا من دماء طاهرة ومهما حاولوا طمس معالم الحقيقة فهزيمتهم واقعة لا محالة .
إن مخططاتهم اليوم لاقتحام المسجد الأقصى سيكون وبالاً عليهم إذا ما فعلوا ذلك ولئن كانت انتفاضة الأقصى المباركة كانت بسبب دخول المجرم شارون باحات المسجد الأقصى، فإن اقتحام الصهاينة المستوطنين اليوم المسجد سيؤدي إلى تأجيج الانتفاضة وستكون حرباً مفتوحة بيننا وبينهم ستكون نهايتها بداية لزوال دولة الكيان المسخ { وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ } [يوسف:21]