30 منظمة صهيونية وحاخامات يخططون للزحف نحو الأقصى وسلطات الاحتلال لم تعتقل أياً من المتطرفين

منذ 2005-04-09
العاشر من إبريل يوم الزحف الفلسطيني نحو القدس

تقرير- خاص بالرسالة - ذكرت القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي في نشرتها الرئيسية ليلة الأربعاء 16 /3 /2005 أن اجتماعاً لمتطرفين يهود عقد في إحدى القاعات فيما يسمى "حارة اليهود" الملاصقة للمسجد الأقصى في القدس القديمة، كشف خلاله عن خطة لأعضاء المنظمات اليهودية لاجتياح "واحتلال" المسجد الأقصى وإحكام السيطرة الإسرائيلية عليه تحت غطاء نسف ما أطلق عليه "خطة الانسحاب من قطاع غزة".

وأوضح التلفزيون الإسرائيلي أن هذا الشريط صور خلال اجتماع مغلق نظم "في الأيام الأخيرة" في القدس القديمة وناقش خلاله حاخامات وناشطون من اليمين المتطرف ينتمون إلى نحو 30 منظمة مختلف السيناريوهات الممكنة لهذه العملية، ووضعوا الخطط اللازمة في انتظار التنفيذ، بل وأعلنوا عن خطط تفصيلية باقتحام الأقصى من جميع الأبواب.

وقال أحد المشاركين في الاجتماع في الشريط "ينبغي احتلال باحة الحرم القدسي - جبل الهيكل حسب زعمهم الباطل - لإفشال خطة الانسحاب، وإذا توجه خمسون ألف شخص إلى "جبل الهيكل" ، فإن أبانا الذي في السماوات سيرى ذلك ولن يكون في وسع المؤسسات (الإسرائيلية) أن تبقى مكتوفة الأيدي".كما ناقش المشاركون في الاجتماع ما إذا كان ينبغي انتظار بدء الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة المقرر في تموز على مدى ثلاثة إلى أربعة أسابيع حتى يقوموا بتحريكهم .

العاشر من إبريل تاريخ الاقتحام

وأوضحت المعلقة في التلفزيون الإسرائيلي أن هذه الحركة تعتزم القيام " بتجربة عامة" بعد ثلاثة أسابيع في باحة المسجد الأقصى - الأول من نيسان العبري ويوافق العاشر من أبريل - وانها دعت آلاف المستوطنين إلى المشاركة في اقتحام الأقصى في هذا التاريخ. وأضافت المعلقة: أنه من أجل إنجاح خطة "اجتياح الأقصى" المعلن عنها فقد قررت المنظمات اليهودية المتطرفة التي تسعى إلى بناء "الهيكل" بالتأطر تحت سقف واحد، وأنها (المنظمات)ستقوم بتنظيم ومتابعة ونقل الآلاف الذين سيشاركون في"اجتياح" الأقصى .

وفي تعقيب على التقرير الذي نشرته القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي قال المدعو باروخ بن يوسف - رئيس حركة إقامة الهيكل - في تصريحات نقلتها القناة الاسرائيلية السابعة :نشر الخبر المذكور من الممكن أن يؤثر سلباً على الخطة التي كنّا نعدها، والتي كنّا نفضّل عرضها أولاً وجهاً لوجه "للربانيم" وسكان المستوطنات وأضاف: من جهة أخرى يمكن لمثل هذا النشر أن يساعد في نشر الفكرة وتعميمها على الجمهور والتجاوب معها.

وبحسب المتطرفين اليهود، فإن مثل هذا الاعتداء الذي سيثير بالتأكيد موجة غضب وعنف عارمة بين الفلسطينيين وفي العالم العربي والإسلامي برمته، سيؤدي إلى تجميد خطة الانسحاب من قطاع غزة وإجلاء المستوطنين الثمانية آلاف من هذه المنطقة.

وأعلن مفتى القدس والديار الفلسطيني الشيخ عكرمة صبري عن يوم استنفار عام لمواجهة الخطر الذي يتهدد المسجد الأقصى في العاشر من شهر نيسان (أبريل) القادم، أعلن النائب العربي في الكنيست الإسرائيلي محمد بركة عن يوم زحف لفلسطينيي 48 إلى الحرم القدسي، وذلك في نفس اليوم، وهو موعد أعلنه حاخامات يهود لاجتياح الحرم بأكثر من 10 آلاف متشدد يهودي.

وقال بركة "إن لجنة المتابعة العليا ستدعو جمهور المواطنين العرب في إسرائيل للتوجه إلى الحرم القدسي في اليوم الذي ينظم فيه اليمين الإسرائيلي اعتصاماً في المكان وذلك في العاشر من نيسان (أبريل) القادم، وأبدى بركة قناعته بأن جماهير غفيرة ستلبي هذا النداء.يُشار إلى أنه قبل أسبوعين فقط زار أعضاء لجنة المتابعة الحرم القدسي وحذروا في نهاية جولة أجروها في المكان من مستوى التدابير الأمنية غير الكافي في الحرم القدسي. وقالوا إنهم سيدافعون عن الأقصى بأجسادهم خلال اعتصام اليمين المقرر في العاشر من نيسان القادم.

صمت عربي

وانتقدت رابطة علماء فلسطين بشدة ما وصفته بتواصل الصمت العربي في ضوء تزايد التهديدات الصهيونية باقتحام باحات المسجد الأقصى المبارك ، تحت غطاء عرقلة خطة الانسحاب الصهيوني من قطاع غزة , داعية جماهير الشعب الفلسطيني إلى مواصلة الدفاع عن أولى القبلتين و ثالث الحرمين الشريفين، والتصدّي لأيّ محاولة صهيونية للمساس بالمسجد، وأعلنت الرابطة يوم العاشر من نيسان القادم ( يوم الزحف لنصرة الأقصى ) .

وجدّدت رابطة علماء فلسطين دعوتها لفصائل المقاومة إلى التحلّل من أيّ التزامٍ بالتهدئة أو الهدنة في حال واصل الصهاينة تهديداتهم باقتحام باحات المسجد الأقصى المبارك.

شدوا الرحال

من جانبها اعتبرت "مؤسسة الأقصى" لإعمار المقدسات الإسلامية، في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، أن صمت حكومة شارون وأجهزتها الأمنية على التهديدات، التي يطلقها المتشددون اليهود بهدم المسجد الأقصى المبارك، إنما هي ضوء أخضر من قبلها لتنفيذ هذا الاعتداء ضد المسجد الأقصى المبارك, داعية إلى تكثيف شدّ الرحال إليه والتواجد فيه على مدار الساعة، للصلاة وللرباط على ترابه المقدسي .

وذكرت مؤسسة الاقصى أنها وضعت كل إمكانياتها لتسيير أكبر عدد من الحافلات، عبر " مسيرة البيارق"، لنقل كل من يرغب في السفر إلى المسجد الأقصى، للصلاة والرباط فيه.

وطالبت مؤسسة الأقصى بالتوقف فوراً عن السماح لليهود بالدخول إلى المسجد الأقصى، مشيرة إلى أن صمت المؤسسة الصهيونية وأذرعها المختلفة حيال اجتماعات وتصريحات المنظمات اليهودية، وإعلانها الصريح بنيتها الاعتداء على المسجد الأقصى، هو بمثابة إعطاء الضوء الأخضر لهذه المنظمات للاعتداء على المسجد.

مفتي القدس: المخاطر المحيطة بالأقصى أكبر من طاقة الفلسطينيين

حذر مفتي القدس عكرمة صبري الحكومة الإسرائيلية من مغبة أي مس بالمسجد الأقصى المبارك ، محملاً إياها كامل المسؤولية عن وقوع أي عمل من هذا النوع.

وقال صبري " إن المسجد الأقصى أسمى من أن يخضع لمساومات ولا لاتفاقات ولا لمراهنات، ونرفض أن يكون الأقصى ضحية الصراع الإسرائيلي -الإسرائيلي، كما نرفض أي ربط بين موضوع الانسحاب الصوري من قطاع غزة و المسجد الأقصى المبارك".

وأوضح صبري أن المخاطر المحيطة بالمسجد الأقصى أكبر من حجم الفلسطينيين وطاقاتهم وقال:"نحن ننطلق من واجبنا الديني في الدفاع عن المسجد الأقصى ضمن إمكاناتنا، وهي أن نحشد ونتجمع في باحاته لصد أي هجوم متوقع أو محتمل، وهذه هي طاقتنا، ولا نستطيع لا سمح الله إذا أرسلوا طائرة أو صاروخاً إلى الأقصى أن نرده".

وأشار صبري إلى أن"الهيئة الإسلامية اجتمعت وأصدرت بياناً تطالب فيه الحكومة الإسرائيلية باتخاذ الاحتياطات اللازمة لمنع اقتراب أي مستوطن باتجاه المسجد الأقصى"، مضيفاً أن" الهيئة طالبت المواطنين جميعاً في فلسطين بشد الرحال إلى المسجد الأقصى بشكل دائم وبخاصة يوم الأحد 10 أبريل وهو الموعد الذي حدده المستوطنون لاقتحام الحرم الشريف".

وحول المخاطر المتوقعة إذا نفذ المتطرفون مخططاتهم، قال صبري إن لكل حادثة حديث، مضيفاً: " نحن لا نستطيع أن نحدد ماذا سيصبح لأن الشعب حينما ينتفض ويثور لا يستشير أحداً، وحينما اندلعت الانتفاضة في سبتمبر2000 ضد شارون لم يشاور الشعب أحداً، لذلك نحن نتوقع ثورة عارمة، لكن لا نعرف مداها".

وأضاف صبري أن الشريط الموجود في حوزة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية ( حول خطة اليمين الإسرائيلي للهجوم على الأقصى ) كفيل بأن تقوم تلك الأجهزة بملاحقة أولئك المتطرفين الذين يخططون للاعتداء. وكان رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع قد حذر من مغبة المساس بالمسجد الأقصى، مؤكداً أنه في حال نفذ المتطرفون تهديداتهم فإن ذلك سيترتب عليه عواقب خطيرة.

ردود فعل غاضبة

لقد عمّت الأراضي الفلسطينية إثر سماع هذه الأنباء موجة غضب عارمة وحذر وزير الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطيني يوسف جمعة سلامة، من تهديدات المتطرفين اليهود ومخططاتهم لاقتحام المسجد الأقصى والاعتداء عليه.

ودعا إلى عقد قمة لمنظمة المؤتمر الإسلامي لبحث الموقف. وحمل سلامة، في بيان صحافي، الحكومة الإسرائيلية مسؤولية أي اعتداء على المسجد الأقصى. وأكد أن المساس بالمسجد مساس بعقيدة جميع المسلمين في العالم، ويتنافى والشرائع السماوية، وكل القوانين والمواثيق والأعراف الدولية، التي تضمن حرية العبادة.

تحميل السطلة الإسرائيلية المسؤولية

وقال: إن ما تناقلته الأنباء عن محاولات وتهديدات المستعمرين باقتحام المسجد المبارك، في العاشر من شهر أبريل المقبل، لا يمسّ الشعب الفلسطيني فحسب، بل كل الشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم، ويهدد الاستقرار الإقليمي والدولي.وطالب الشيخ سلامة الحكومة الإسرائيلية بمنع هؤلاء المستعمرين من الوصول إلى المسجد، حتى لا يحدث هناك أيّ احتكاك مع المصلين، يؤدي إلى عواقب وخيمة لا يستطيع أحد التنبؤ بنتائجها.

كما يجب على سلطات الاحتلال ضمان حرية وسلامة وصول المسلمين إلى المسجد، لأداء الصلوات فيه بأمن واستقرار.

وأكد أن هذه التهديدات هي جزء من مسلسل المخططات الإسرائيلية ضد الحرم القدسي الشريف.

إسرائيل لم تعتقل أياً من المتطرفين

وأعرب عن استغرابه من أن السلطات الإسرائيلية لم تعتقل أحداً من المتطرفين اليهود حتى الآن للاشتباه بأنه يخطط لمثل هذه الجريمة، وتساءل: هل كانوا سيتصرفون على هذا النحو لو كانت المسألة عكسية، وكان الفلسطينيون هم الذين يهددون بتفجير كنيس يهودي؟
المصدر: جريدة الرسالة - فلسطين
  • 1
  • 0
  • 17,265

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً