سمية العصر
صالح بن علي العمري
- التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -
ياطيفَ فاطمةَ الرزانِ سلامُ |
يبكي عليك الطُهرُ والإسلام ُ |
|
يا درّة الأخلاقِ، يا نعش الندىُ |
تفديكِ منّا الروحُ والأجسامُ |
|
الصَبرُ في جَنْبِ العقيدةِ بلسمٌُ |
والجرحُ دون حياضها يلتامُ |
|
ولقد يموتُ الخائبون على الهوىُ |
ومصارعُ الهِمَمِ الجِسامِ جسامُ |
|
ها قد وُلدتِ من البلاءِ زكيّةًُ |
إن البلاءَ طهارةٌ ووسامُ |
|
أضحى هُتافُكِ يقظةً دينيةًُ |
فأُولو الصبابةِ سُجّدٌ و قيامُ |
|
وكأنَّ صوتَكِ نفثةٌ روحيّةٌُ |
تُحيي عظامَ المجدِ وهي رِمامُ |
|
سالتْ بأوردةِ الإباءِ فحُطِّمَتُْ |
هامُ الضلالِ، وزُلْزلتْ أقدامُ |
|
أسميّةَ العصرِ انتصرتِ، وإنماُ |
عُمْرُ الذين تجبّروا أيامُ |
|
جسدُ المجاهدِ للشظيّةِ واللَّظىُ |
وجسومُنا لقذى القبورِ طعامُ |
|
والقيدُ والسجنُ المؤجَجُ رفعةٌ |
فكلاهما لكِ حليةٌ و مقامُ |
|
وكتابُكِ الدامي بشارةُ نفرةٍُ |
فكأن سَبْكَ حروفِهِ ألغامُ |
|
ودموعكِ الحمراءُ موجٌ عاصفٌُ |
ونشيجُ صدرِكِ ثورةٌ وضِرامُ |
|
ودعاؤكِ المبحوحِ في غسقِ الدُّجىُ |
فوقَ العدوِ صواعقٌ و سهامُ |
|
هي أمّةٌ سقطت مبادئُها، وقدُْ |
أذِنَتْ بوَشْكِ هلاكِها الأيامُة |
|
جاءوا بثوب الكبرياء كأنهمُ |
زُمُرُ الملائكِ والشعوبُ سوامُ!! |
|
خرجوا رئاء الناسِ، حلفاً أبتراُ |
فهووا بوثبات الجهادِ وهاموا |
|
جاءوا لتحرير العبادِ من الهدى!! |
وهمُ عبيدُ الشهوةِ الأقزامُ |
|
جاءوا لتحقيق العدالةِ والرَّخا!!ُ |
وعلى يديهم تُنقضُ الأحكام!! |
|
جاءوا -فواعجبي- لحقنِ دمائنا!!ُ |
فجَرَتْ بها الأغوارُ والآكامُ!! |
|
وأتوا لإطلاقِ القيود فأُصمِتَتُْ |
فكأن يومَ أبي غريبٍ عامُ!! |
|
علموا بأنّكِ في عفافِكِ آيةٌُ |
جُلّى، يُضامُ الدينُ حينَ تُضامُ |
|
ففضَحْتِ مبدأهم، ودُسْتِ قناعَهمُ |
حتى اشمأزّتْ منهمُ الأنعامُ |
|
وأقمتِ في دربِ الكرامةِ والفداُ |
جيلاً عن الثارات ليسَ ينامُ |
|
في كلِّ رابيةٍ تَرَصّدُ ضيغمٍُ |
وبكلِّ فج ٍّ هجمةٌ وقَتامُ |
|
ورحلتِ والتأريخُ صاغكِ قدوةًُ |
يرنو لها الصوّامُ و القُوّام ُ |
|
والمسكُ يعبقُ من دمائكِ عاطراًُ |
وعليكِ من شجنِ القلوب زحامُ |
|
وقفتْ تُشيّعكِ المحاجرُ والحشاُ |
فكأن نعشكِ في السماءِ غمامُ |
|
والمرجفونُ تلفّعوا رُقعَ الونىُ |
وكساكِ فينا الصبرُ والإقدامُ |
|
أرأيتِ وجهَ الكفرِ فظّاً حينماُ |
يُهجا التُّقى، وتُقدّسُ الآثامُ !! |
|
أرأيتِ كيف الأرض يُسرقُ خيرُهاُ |
والطفلُ يوءدُ والقتيلُ يُلامُ |
|
أرأيتِ كيف العرض يُهتكُ جهرةًُ |
والجُرمُ عُرفٌ واللصوصُ كرامُ!! |
|
أرأيتِ حين تعطّلت خيلُ الفِداُ |
كيف استطال البغيُ والإجرامُ!! |
|
أرأيتِ قطعان النِّفاق تقاطرتُ |
وعمائمَ "الآياتِ" كيف تُسَامُ!! |
|
يا أمتي لن تبْلُغي قممَ العُلاُ |
إلا بشرعِ اللهِ حينَ يُقامُ |
|
هذي شعوبُكِ في العراءِ طريدةًُ |
يتضورونَ، كأنهمْ أيتامُ |
|
أسفي على أنّات ألفِ عفيفةٍُ |
والكونُ ينصتُ والمُنى أوهامُ!! |
|
أسفي على صرخاتهنّ ولم يُجبُْ |
إلاّ الصدى واللهوُ والأنغامُ!! |
|
أسفي على عرضٍ تدنّسَ طُهرهُُ |
وتمزّقتْ عن نوره الأكمامُ |
|
أسفي على هارونَ فوقَ جوادِهُِ |
وعُرى السياسةِ مصحفٌ وحُسامُ |
|
يتراعدُ النقفورُ من عزماتِهُِ |
والهندُ تشمخُ عزّةً والشامُ |
|
أسفي على المجدِ الذي دالتْ بهُ |
بعد التلاحمِ فُرْقةٌ و خِصامُ |
|
في ذمّة الرَّحمن آسية الرِّضاُ |
فبطيبِ ذكركِ طابتْ الأقلام ُ |
|
في ذمة الله الفؤادُ وأعظمٌُ |
وحشا بكل فضيلةٍ مُلْتامُ |
|
وترابها في الكرخِ روضٌ عابقُُ |
بردٌ على جُثمانها وسلامُ |
|
سيظلُ صوتُكِ للزمانِ، كأنماُ |
نادى بلالٌ فانتخى الضرغامُ |
|
فترقّبي ميلادَ فَجْرِكِ، إنماُ |
هذا المخاضُ ودونه الآلامُ |
|
كم فارسٍ هزَّ الوجودَ بموتهُِ |
لتقومَ مِنْ أشلائِهِ أقوامُُ!! |