رانية وبهاء .. وقصة اعتقال !
منذ 2005-05-11
18/3/1426 هـ -27/04/2005 م
لقد قرّرنا إجراء حوار معها، لكننا لا نعلم إن كنا مصيبين أم مخطئين فيما فعلنا، فقد فتحنا لها الجروح. نادية شقيقة الأسيرين بهاء ورانية وليد ذياب، تحدثت لشبكة (الإسلام اليوم) عن معاناة شقيقيها بكل حرقة وألم.. ألم الفراق الذي فرضه الاحتلال، وألم النسيان لهذا الملف -ملف الأسرى- من قبل البعض، صدق من قال: إن اللسان يعجز أحياناً عن التعبير، هذا ما نشعر به الآن، لذلك سنترككم مع هذا الحوار.
- متى تم اعتقال رانية وبهاء؟ نرجو أن تحدثينا عن ظروف اعتقالهما؟
- اعتقل بهاء بتاريخ 19/3/2003 حوالي الساعة الرابعة، في البداية سمعنا صوت حجارة تُقذف على الباب، ثم صوت الجنود يصرخون بأعلى صوتهم افتح الباب، جيش ( كالعادة) خرجت والدتي لفتح الباب، وبدأنا نحن بارتداء ثيابنا لنتدفّأ من البرد الشديد، وخلال أقل من عشر ثوان كانت ساحة البيت قد امتلأت بالجنود، لا تدري أسقطوا مع أمطار السماء أم ماذا؟؟
وتجمهروا حول إخوتي وحولي صارخين بي إذا كان أحد هناك في البيت أم لا -غيرنا-، وإن كان أحد لم نخبرهم عنه فسوف يقتلونه، فأجبتهم ببساطة: إن وجدتم أحداً اقتلوه!! وساروا بنا لبيت جدتنا حيث جمعونا في غرفة واحدة، وأخذوني معهم لكي يفتشوا البيت؛ لأنني استطعت التفاهم معهم عن طريق اللغة الإنجليزية بحجّة أنهم لا يتحدثون إلا العبرية فقط! ودخلوا البيت ومعهم أخي الصغير ليفتشوه فطلبت رانية أن يسمحوا لها بأن تدخل وتحضر سترتها فوافقوا بعد تردّد ثم حضر الكابتن، وطلب من والدتي بأن تدخلنا إلى البيت، ثم تسمي أسماء بناتها، وطلب منها هويتي وهوية رانيا، وعندما لم تستطع الوالدة أن تجد هوية رانيا، طلبت من الكابتن أن يسمح لرانية بأن تحضر هويتها بنفسها، ودخلوا الغرفة بينما بقيت مع أختي الصغيرة وأخي الصغير في المطبخ والجنود حولنا، أذكر بأنني حضنت رانية بقوة، وهمست في أذنها بأن تكون شجاعة، وبأن الله معها، وألاّ تخاف منهم، وقد وصتني على الوالدة، وهمت بالخروج معهم لكن أمي أخذت تصرخ فعادت إليها مرة أخرى، والجنود يصرخون عليها والمجندة تشدها من ذراعها، وأخذت رانية تواسي والدتي وتشد من أزرها، ثم أخرجوا رانية بالقوة من البيت، وحاولت أمي اللحاق بها فلم يسمح لها الجنود الواقفين على الباب وبعدها انهارت. هل هناك تهم واضحة وُجّهت لهما؟ بخصوص بهاء وُجّهت له تهمة الانتماء لسرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي-، أما رانية فقد كنا نجهل سبب أخذها في ذلك اليوم، وحتى بعد يومين اكتشفت بأنهم وجهوا لها تهمة تنفيذ عملية استشهادية، وقد ساعدنا مكتب الشكاوي مشكوراً؛ إذ عندما اعتقل بهاء في اليوم الثاني طمأنونا بأنه في معتقل (سالم)، ورانية في نفس اليوم الذي أُخذت فيه صباحاً حوالي الساعة 10.00 أعلمونا بأنها في سجن الجلمة، وزار بعدها الصليب الأحمر بهاء في عاشر يوم من اعتقاله، وقد أخبرني بهاء بأنه لولا تدخل الصليب الأحمر في آخر فترة قضاها بهاء في مركز بيت حتكفا للتحقيق لكان قد مات من شدة المعاناة التي كان يعانيها في الزنازين، وكذلك الأمر مع رانية فقد زارها الصليب وطمأننا عنها بعد ثلاثة عشر يوماً من الاعتقال على ما أذكر.
- هل قدم الاحتلال الصهيوني دليلاً قاطعاً على هذه التهم، أم أنها مجرد تلفيق؟
- بصراحة لا توجد أي براهين قوية على هذا، إلا أن الضغط النفسي على المعتقلين في الزنازين والتعذيب والحرمان من النوم والضرب والعصافير يكون سبباً لقول أي شيء لينتهي المعتقل من مرارة الزنازين والتحقيق.
- هل عُقدت محاكمة لكل منهما وكيف تصفي أجواءها؟
- عقدت لهما معاً في نفس اليوم، وتحديداً في 14/6/2004م، وكانت المرة الأولى التي يرى فيها بهاء ورانيا بعضهما بعد عملية الاعتقال لكليهما، وقد كان بهاء لا يعلم في البداية بأن رانية قد تم اعتقالها، إلا بعد مرور شهرين حين أخبره أحد الأسرى بذلك، أما عن أجواءها فقد كانت تجرى المحكمة في معتقل سالم بعد عناء طويل والشمس تحرق رؤوس العباد حتى يسمحوا بإدخال الناس لساحة المعسكر، وبعد الانتظار للتفتيش كانوا يسمحون ثانية للناس بالدخول لصالة المحكمة، حيث ينتشر الجنود هناك وممنوع أن يصدر أحد أي همسة أو صوت حتى يأذن القاضي بذلك، كما يُمنع أهالي الأسرى الذهاب إلى الاستراحة ومحادثة أبنائهم، وإذا فعلوا ذلك قليلاً يصرخ عليهم الجنود، ويمنعونهم من مواصلة حديثهم، وأحياناً في جلسات المحاكم لم نكن نرى بهاء إلا لدقائق معدودة جداً، ويأخذونه دون أن نسمع صوته، حتى في يوم المحكمة بالذات لم يسمحوا لنا بأن نودع بهاء بعد أن نطق القاضي بحكمه، فقد سحبوه بسرعة من غرفة المحكمة، وكان من المقرر أن يسمحوا لرانية بأن تحدث بهاء، وأن نودع الاثنين معاً، لكنهم غدروا بنا بالضبط، وحُكِم على بهاء الذي كان من المقرر أن يُحكم من (10-15) سنة بـِ( 8) سنوات، ورانيا كان من المقرر أن يحكم عليها (7) سنوات خُفّضت لـِ(5) سنوات فقط وسنتان مع وقف التنفيذ.
- هل لمستم شيئاً من النزاهة في هذه المحكمة؟
- لا، ولا بأي شكل من الأشكال، إذ بعد المحاكمة بأربعة شهور سمحوا بزيارة رانية، وحينها أخبرت رانية الوالد والوالدة بأن في لائحة الاتهام أموراً لا تدري من أين أحضروها، وكذلك الأمر مع بهاء.
- هل تزورون رانية وبهاء بشكل عادي وطبيعي حالياً؟
- بخصوص رانية -الحمد لله- فالوضع جيد بالنسبة لها، إلا أن العائلة تتأخر عن زيارتها أحياناً بسبب تأخير سلطات الاحتلال بالتصاريح، وهذا الأمر بالفعل ينطبق على الوضع مع بهاء الذي حُرم للشهر الثاني على التوالي من الزيارة بسبب تصريحه المنتهي والذي يتلكؤون في إخراجه لهم.
- حدثتِني سابقاً عن سوء الزنزانة التي تمكث فيها رانية، أرجو أن توضحي لي ذلك؟
- بخصوص رانية الزنازين تحت الأرض لا تدخلها أشعة الشمس نهائياً، يوجد طاقة قديمة عميقة في الحائط لكنها لا تدخلها أشعة الشمس، الأسرّة قريبة من بعضها البعض، والحمام قديم ورائحته النتنة تعبق في الزنزانة، بالإضافة إلى عدم وجود باب له، ناهيك عن قذارة الزنزانة والجدران وانتشار الصراصير والجرذان بصورة غير طبيعية، ومياه المجاري التي تفيض بين الحين والآخر.
قبل فترة تم نقل رانية من قسم إلى قسم آخر في الزنزانة، ويبدو أنها مصبوغة بدهان أبيض اللون ولوجود الرطوبة عندما يلتصق ظهر الإنسان بالحائط يخرج أبيض، بخصوص الطعام يُقدّم من إدارة السجن، ويتم تحسينه عن طريق الأسيرات، وإن لم يوجد فيتم شراء الطعام من الكنتينا إن كانت الكنتينا مملوء بالأغذية، فحسب قول رانية لم يكن هناك شيء يؤكل سوى الشاي والخبز أحياناً؛ لأن الكنتينا لا يمتلئ بالأغذية إلا يوم الأحد فقط، وهذا الأمر ينطبق على بهاء في سجن مجدو بعد أن تم تحويله إلى سجن مركزي، حيث أخبرنا بهاء بأن الشباب جائعون، ولا يوجد طعام سوى (البيجله) في الكانتينا، ناهيك عن تكاثر الجرذان بطريقة أيضاً مقززة، ولا يوجد عيادات طبية تشرف على المرضى .
لقد قرّرنا إجراء حوار معها، لكننا لا نعلم إن كنا مصيبين أم مخطئين فيما فعلنا، فقد فتحنا لها الجروح. نادية شقيقة الأسيرين بهاء ورانية وليد ذياب، تحدثت لشبكة (الإسلام اليوم) عن معاناة شقيقيها بكل حرقة وألم.. ألم الفراق الذي فرضه الاحتلال، وألم النسيان لهذا الملف -ملف الأسرى- من قبل البعض، صدق من قال: إن اللسان يعجز أحياناً عن التعبير، هذا ما نشعر به الآن، لذلك سنترككم مع هذا الحوار.
- متى تم اعتقال رانية وبهاء؟ نرجو أن تحدثينا عن ظروف اعتقالهما؟
- اعتقل بهاء بتاريخ 19/3/2003 حوالي الساعة الرابعة، في البداية سمعنا صوت حجارة تُقذف على الباب، ثم صوت الجنود يصرخون بأعلى صوتهم افتح الباب، جيش ( كالعادة) خرجت والدتي لفتح الباب، وبدأنا نحن بارتداء ثيابنا لنتدفّأ من البرد الشديد، وخلال أقل من عشر ثوان كانت ساحة البيت قد امتلأت بالجنود، لا تدري أسقطوا مع أمطار السماء أم ماذا؟؟
وتجمهروا حول إخوتي وحولي صارخين بي إذا كان أحد هناك في البيت أم لا -غيرنا-، وإن كان أحد لم نخبرهم عنه فسوف يقتلونه، فأجبتهم ببساطة: إن وجدتم أحداً اقتلوه!! وساروا بنا لبيت جدتنا حيث جمعونا في غرفة واحدة، وأخذوني معهم لكي يفتشوا البيت؛ لأنني استطعت التفاهم معهم عن طريق اللغة الإنجليزية بحجّة أنهم لا يتحدثون إلا العبرية فقط! ودخلوا البيت ومعهم أخي الصغير ليفتشوه فطلبت رانية أن يسمحوا لها بأن تدخل وتحضر سترتها فوافقوا بعد تردّد ثم حضر الكابتن، وطلب من والدتي بأن تدخلنا إلى البيت، ثم تسمي أسماء بناتها، وطلب منها هويتي وهوية رانيا، وعندما لم تستطع الوالدة أن تجد هوية رانيا، طلبت من الكابتن أن يسمح لرانية بأن تحضر هويتها بنفسها، ودخلوا الغرفة بينما بقيت مع أختي الصغيرة وأخي الصغير في المطبخ والجنود حولنا، أذكر بأنني حضنت رانية بقوة، وهمست في أذنها بأن تكون شجاعة، وبأن الله معها، وألاّ تخاف منهم، وقد وصتني على الوالدة، وهمت بالخروج معهم لكن أمي أخذت تصرخ فعادت إليها مرة أخرى، والجنود يصرخون عليها والمجندة تشدها من ذراعها، وأخذت رانية تواسي والدتي وتشد من أزرها، ثم أخرجوا رانية بالقوة من البيت، وحاولت أمي اللحاق بها فلم يسمح لها الجنود الواقفين على الباب وبعدها انهارت. هل هناك تهم واضحة وُجّهت لهما؟ بخصوص بهاء وُجّهت له تهمة الانتماء لسرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي-، أما رانية فقد كنا نجهل سبب أخذها في ذلك اليوم، وحتى بعد يومين اكتشفت بأنهم وجهوا لها تهمة تنفيذ عملية استشهادية، وقد ساعدنا مكتب الشكاوي مشكوراً؛ إذ عندما اعتقل بهاء في اليوم الثاني طمأنونا بأنه في معتقل (سالم)، ورانية في نفس اليوم الذي أُخذت فيه صباحاً حوالي الساعة 10.00 أعلمونا بأنها في سجن الجلمة، وزار بعدها الصليب الأحمر بهاء في عاشر يوم من اعتقاله، وقد أخبرني بهاء بأنه لولا تدخل الصليب الأحمر في آخر فترة قضاها بهاء في مركز بيت حتكفا للتحقيق لكان قد مات من شدة المعاناة التي كان يعانيها في الزنازين، وكذلك الأمر مع رانية فقد زارها الصليب وطمأننا عنها بعد ثلاثة عشر يوماً من الاعتقال على ما أذكر.
- هل قدم الاحتلال الصهيوني دليلاً قاطعاً على هذه التهم، أم أنها مجرد تلفيق؟
- بصراحة لا توجد أي براهين قوية على هذا، إلا أن الضغط النفسي على المعتقلين في الزنازين والتعذيب والحرمان من النوم والضرب والعصافير يكون سبباً لقول أي شيء لينتهي المعتقل من مرارة الزنازين والتحقيق.
- هل عُقدت محاكمة لكل منهما وكيف تصفي أجواءها؟
- عقدت لهما معاً في نفس اليوم، وتحديداً في 14/6/2004م، وكانت المرة الأولى التي يرى فيها بهاء ورانيا بعضهما بعد عملية الاعتقال لكليهما، وقد كان بهاء لا يعلم في البداية بأن رانية قد تم اعتقالها، إلا بعد مرور شهرين حين أخبره أحد الأسرى بذلك، أما عن أجواءها فقد كانت تجرى المحكمة في معتقل سالم بعد عناء طويل والشمس تحرق رؤوس العباد حتى يسمحوا بإدخال الناس لساحة المعسكر، وبعد الانتظار للتفتيش كانوا يسمحون ثانية للناس بالدخول لصالة المحكمة، حيث ينتشر الجنود هناك وممنوع أن يصدر أحد أي همسة أو صوت حتى يأذن القاضي بذلك، كما يُمنع أهالي الأسرى الذهاب إلى الاستراحة ومحادثة أبنائهم، وإذا فعلوا ذلك قليلاً يصرخ عليهم الجنود، ويمنعونهم من مواصلة حديثهم، وأحياناً في جلسات المحاكم لم نكن نرى بهاء إلا لدقائق معدودة جداً، ويأخذونه دون أن نسمع صوته، حتى في يوم المحكمة بالذات لم يسمحوا لنا بأن نودع بهاء بعد أن نطق القاضي بحكمه، فقد سحبوه بسرعة من غرفة المحكمة، وكان من المقرر أن يسمحوا لرانية بأن تحدث بهاء، وأن نودع الاثنين معاً، لكنهم غدروا بنا بالضبط، وحُكِم على بهاء الذي كان من المقرر أن يُحكم من (10-15) سنة بـِ( 8) سنوات، ورانيا كان من المقرر أن يحكم عليها (7) سنوات خُفّضت لـِ(5) سنوات فقط وسنتان مع وقف التنفيذ.
- هل لمستم شيئاً من النزاهة في هذه المحكمة؟
- لا، ولا بأي شكل من الأشكال، إذ بعد المحاكمة بأربعة شهور سمحوا بزيارة رانية، وحينها أخبرت رانية الوالد والوالدة بأن في لائحة الاتهام أموراً لا تدري من أين أحضروها، وكذلك الأمر مع بهاء.
- هل تزورون رانية وبهاء بشكل عادي وطبيعي حالياً؟
- بخصوص رانية -الحمد لله- فالوضع جيد بالنسبة لها، إلا أن العائلة تتأخر عن زيارتها أحياناً بسبب تأخير سلطات الاحتلال بالتصاريح، وهذا الأمر بالفعل ينطبق على الوضع مع بهاء الذي حُرم للشهر الثاني على التوالي من الزيارة بسبب تصريحه المنتهي والذي يتلكؤون في إخراجه لهم.
- حدثتِني سابقاً عن سوء الزنزانة التي تمكث فيها رانية، أرجو أن توضحي لي ذلك؟
- بخصوص رانية الزنازين تحت الأرض لا تدخلها أشعة الشمس نهائياً، يوجد طاقة قديمة عميقة في الحائط لكنها لا تدخلها أشعة الشمس، الأسرّة قريبة من بعضها البعض، والحمام قديم ورائحته النتنة تعبق في الزنزانة، بالإضافة إلى عدم وجود باب له، ناهيك عن قذارة الزنزانة والجدران وانتشار الصراصير والجرذان بصورة غير طبيعية، ومياه المجاري التي تفيض بين الحين والآخر.
قبل فترة تم نقل رانية من قسم إلى قسم آخر في الزنزانة، ويبدو أنها مصبوغة بدهان أبيض اللون ولوجود الرطوبة عندما يلتصق ظهر الإنسان بالحائط يخرج أبيض، بخصوص الطعام يُقدّم من إدارة السجن، ويتم تحسينه عن طريق الأسيرات، وإن لم يوجد فيتم شراء الطعام من الكنتينا إن كانت الكنتينا مملوء بالأغذية، فحسب قول رانية لم يكن هناك شيء يؤكل سوى الشاي والخبز أحياناً؛ لأن الكنتينا لا يمتلئ بالأغذية إلا يوم الأحد فقط، وهذا الأمر ينطبق على بهاء في سجن مجدو بعد أن تم تحويله إلى سجن مركزي، حيث أخبرنا بهاء بأن الشباب جائعون، ولا يوجد طعام سوى (البيجله) في الكانتينا، ناهيك عن تكاثر الجرذان بطريقة أيضاً مقززة، ولا يوجد عيادات طبية تشرف على المرضى .
المصدر: موقع الإسلام اليوم - إبراهيم الزعيم
- التصنيف:
رانية عريبي
منذرنا الهنيني
منذابو القسام
منذكريم
منذ