ساعات الحسم في سوريا
مع اقتراب الجيش الحر من السيطرة على مطار دمشق الدولي وفقدان النظام لأعصابه، بدأ الحديث يكثر عن قرب ساعات الحسم وزوال نظام الأسد خصوصاً مع شائعات هروب الأسد وكبار قادته إلى الخارج أو إلى الساحل السوري لتجميع العلويين وتشكيل دولة طائفية مؤقتة مقرها اللاذقية...
الجيش الحر
مع اقتراب الجيش الحر من السيطرة على مطار دمشق الدولي وفقدان النظام لأعصابه بتكثيف الغارات وضرب المدنيين بالقنال العنقودية والبرميلية لقتل أكبر عدد من المدنيين في محاولة للانتقام وإجبار المعارضة على التقهقر والابتعاد عن العاصمة، بدأ الحديث يكثر عن قرب ساعات الحسم وزوال نظام الأسد خصوصاً مع شائعات هروب الأسد وكبار قادته إلى الخارج أو إلى الساحل السوري لتجميع العلويين وتشكيل دولة طائفية مؤقتة مقرها اللاذقية...
لقد تمكن الجيش الحر من السيطرة على الطرق المؤدية لمطار دمشق الدولي وحصار قوات الأسد والاستيلاء على عدة مقرات أمنية قريبة من المطار وهو ما أدى لتوقف حركة الطيران ولجوء النظام لقطع الاتصالات عن معظم المناطق لكي يفقد الثوار الاتصال مع قواعدهم ومع ذلك استمرت المعارك بقوة في محيط المطار وانتشرت معلومات عن استعداد النظام لاستخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين والثوار كحلٍ أخير، وهو ما أدّى إلى تصريحات عالمية شديدة اللهجة بهذا الشأن بعد أن نقلت أجهزة استخبارات عديدة عن مصادر مطّلعة وجود مخاوف تتعلق بهذا الأمر مع تراجع قوات الأسد وفقدانها السيطرة على عدة مدن وتركيز قواتها على العاصمة وتحصين القصر الرئاسي..
كما تواردت أنباء عديدة عن استعداد دول غربية لتقديم أسلحة للمعارضة وعلى رأس هذه الدول أمريكا التي قيل أنها تريد ضمانات بشأن الأقليات في سوريا قبل الإقدام على هذه الخطوة.
الأمر المؤكد أن الجيش الحر حقق تقدماً كبيراً وأن قوات الأسد تشهد تراجعاً كبيراً ولكن المعارضة تحتاج للمزيد من السلاح النوعي حتى تستطيع حسم المعركة ضد جيش الأسد المجهز بأفضل أنواع الأسلحة، والتي تنهال عليه حتى الآن من إيران وروسيا عن طريق العراق الذي صنع جسرا جويا لهذا الغرض رغم الحظر.
ومن أهم أنواع السلاح الذي يحتاجه الجيش الحر لإنهاء معركة دمشق، الصواريخ التي تمكنه من كسر سلاح جو النظام لأن النظام يختبئ خلف طائراته لقطع خطوط المعارضة وحرق البيوت على رؤوس المدنيين واستخدام الحرب النفسية ضد المدنيين والثوار...
لقد جاء انشقاق المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية أو إقالته من منصبه، كما قالت مصادر مقربة من النظام، ليؤكد المخاوف بشأن استخدام النظام للسلاح الكيماوي حيث انتقد النظام تصريحات المتحدث بشأن الالتزام بعدم استخدام السلاح الكيماوي تحت أي ظرف وهو ما اعتبرته جهات رسمية سورية تجاوزا لاختصاصاته مما يعني إمكانية ذلك.
من الأمور التي لا تزال تشكل عقبة في سبيل إسقاط النظام هو اتحاد جبهة المعارضة على الصعيد العسكري وعلى الصعيد السياسي حيث توجد حتى الآن بعض الخلافات، وإن كانت بعض الكتائب المقاتلة أعلنت اتحادها بعد أن اقتربت بشدة من القصر الجمهوري وانهارت معنويات جنود النظام.
إن الدول العربية التي حرصت على تأييد المعارضة عليها واجب كبير في إمدادها بالسلاح اللازم الآن لحسم معركة دمشق التي ستكون فاصلة في مستقبل نظام الأسد، كما أن على الغرب أن يثبت حسن نواياه في دعم الحرية واختيار الشعب بدلاً من مشاهدته وهو يُذبح يومياً على أيدي الأسد ثم يكتفي بالاستنكار والشجب.
خالد مصطفى - 20/1/1434 هـ
- التصنيف:
- المصدر: