تدنيس المصحف أطاح بالإعلام الأميركي قبل أن يصيب مشاعر المسلمين
ملفات متنوعة
- التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -
بينما كانت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) تعترف اليوم بتدنيس
جنودها في قاعدة غوانتانامو للمصحف الشريف والإساءة إليه موجهة صفعة
كبيرة لمشاعر المسلمين، كانت من جهة أخرى توجه لطمة قوية للإعلام
الأميركي وتدق مسماراً جديداً في نعش مصداقيته.
ويقول المراقبون إن ما اعترفت به الإدارة الأميركية اليوم هو نفس الأمر الذي انبرى قادتها قبل نحو شهر لتكذيبه جملة وتفصيلاً، دافعين بذلك مصداقية مجلة نيوزويك الأميركية ذائعة الصيت والتي كانت أول من نشر تقارير عن هذه الانتهاكات إلى الهاوية بعد أن أجبروها على ما يبدو للاعتذار علناً والاعتراف بأنها جانبت الصواب ولم تتحر الدقة والمصداقية في مصادرها التي استقت منها أخبارها.
وباعتراف البنتاغون اليوم بصحة ما اضطرت المجلة إلى تكذيبه سابقاً، لا يعيد لنيوزويك مصداقيتها أو ثقة قراءها بها -حسب المحللين- الذين يرون أن ما جرى اليوم يعزز قناعة بدأت تتولد لدى الرأي العام العالمي بأن الإعلام الأميركي ليس أفضل حالاً من مثيله في كثير من دول العالم التي تتحكم أنظمتها بسعة فتحة أفواه إعلامييها.
صحيفة فرنسية لم تنتظر نشر اعتراف البنتاغون اليوم، لتكشف أن إقرار نيوزويك "بكذبها" هو "الكذب بعينه" وأن الصحيفة تراجعت عن الحقيقة بعد أن صعب على الحكومة الأميركية في المرحلة الأولى تحمل تبعاتها.
وقالت لوموند إن ما نشرته نيوزويك لم يكن جديدا مشيرة إلى شهادات العديد ممن أفرج عنهم من المعتقلات الأميركية في كوبا والذين أكدوا صحة ما جاءت به المجلة، غير أن الصحيفة الفرنسية لم تغفل الإشارة إلى أن اعتذار نيوزويك يأتي في لحظة تشديد الرقابة على الصحافة الأميركية منوهة إلى إقالة عدة صحفيين بسبب تحقيقات قيل إنها مزورة.
ويُجمع الكثير من المراقبين على أن ما حدث مع نيوزويك يعيد للأذهان حوادث أخرى مع وسائل إعلام أميركية لدى الكشف عن فضائح الجنود الأميركيين في سجن أبو غريب في بغداد والتي كذبتها الإدارة الأميركية في البداية، ثم عادت لتظهر بمظهر من يقر بالحقيقة بعد نشر وسائل الإعلام لصور تثبت وقوع الفضائح.
ولا يستبعد المراقبون أن تكون الإدارة الأميركية هي نفسها المصدر الأول لتسريب هذه الفضائح لوسائل الإعلام، وذلك لقياس ردة فعل الرأي العام على أساس سياسة بالون الاختبارات.
بل إن بعض المراقبين يعتقدون أن الإدارة الأميركية لجأت للاختباء وراء وسائل الإعلام لتوجيه الإهانات -التي لا تقوى على توجيهها بشكل مباشر- لخصومها، مشيرين إلى نشر بعض وسائل الإعلام الأميركية صورا لإساءات ارتكبها الجنود الأميركيون في مساجد العراق، والصور التي نشرت مؤخراً للرئيس العراقي المخلوع صدام حسين وهو في ثيابه الداخلية أثناء وجوده بالمعتقل الأميركي بالعراق.
ولم تتردد السلطات الأميركية الادعاء بجهلها بكيفية التقاط الصور، رغم صرامة القيود المفروضة على مقر المعتقل والتي يستحيل معها على أية مؤسسة إعلامية مهما بلغت قوتها أن تخترقها.
وبحسب المراقبين فإن الإدارة الأميركية وإن استطاعت في الوقت الراهن تطويع إعلامها بيدها، إلا أنها على المدى البعيد تضرب بما يعرف بالحرية الأميركية في الصميم مما يفقد الإعلام الأميركي مصداقية وثقة الملايين في العالم والتي اكتسبتها خلال سنين طويلة.
ويقول المراقبون إن ما اعترفت به الإدارة الأميركية اليوم هو نفس الأمر الذي انبرى قادتها قبل نحو شهر لتكذيبه جملة وتفصيلاً، دافعين بذلك مصداقية مجلة نيوزويك الأميركية ذائعة الصيت والتي كانت أول من نشر تقارير عن هذه الانتهاكات إلى الهاوية بعد أن أجبروها على ما يبدو للاعتذار علناً والاعتراف بأنها جانبت الصواب ولم تتحر الدقة والمصداقية في مصادرها التي استقت منها أخبارها.
وباعتراف البنتاغون اليوم بصحة ما اضطرت المجلة إلى تكذيبه سابقاً، لا يعيد لنيوزويك مصداقيتها أو ثقة قراءها بها -حسب المحللين- الذين يرون أن ما جرى اليوم يعزز قناعة بدأت تتولد لدى الرأي العام العالمي بأن الإعلام الأميركي ليس أفضل حالاً من مثيله في كثير من دول العالم التي تتحكم أنظمتها بسعة فتحة أفواه إعلامييها.
صحيفة فرنسية لم تنتظر نشر اعتراف البنتاغون اليوم، لتكشف أن إقرار نيوزويك "بكذبها" هو "الكذب بعينه" وأن الصحيفة تراجعت عن الحقيقة بعد أن صعب على الحكومة الأميركية في المرحلة الأولى تحمل تبعاتها.
وقالت لوموند إن ما نشرته نيوزويك لم يكن جديدا مشيرة إلى شهادات العديد ممن أفرج عنهم من المعتقلات الأميركية في كوبا والذين أكدوا صحة ما جاءت به المجلة، غير أن الصحيفة الفرنسية لم تغفل الإشارة إلى أن اعتذار نيوزويك يأتي في لحظة تشديد الرقابة على الصحافة الأميركية منوهة إلى إقالة عدة صحفيين بسبب تحقيقات قيل إنها مزورة.
ويُجمع الكثير من المراقبين على أن ما حدث مع نيوزويك يعيد للأذهان حوادث أخرى مع وسائل إعلام أميركية لدى الكشف عن فضائح الجنود الأميركيين في سجن أبو غريب في بغداد والتي كذبتها الإدارة الأميركية في البداية، ثم عادت لتظهر بمظهر من يقر بالحقيقة بعد نشر وسائل الإعلام لصور تثبت وقوع الفضائح.
ولا يستبعد المراقبون أن تكون الإدارة الأميركية هي نفسها المصدر الأول لتسريب هذه الفضائح لوسائل الإعلام، وذلك لقياس ردة فعل الرأي العام على أساس سياسة بالون الاختبارات.
بل إن بعض المراقبين يعتقدون أن الإدارة الأميركية لجأت للاختباء وراء وسائل الإعلام لتوجيه الإهانات -التي لا تقوى على توجيهها بشكل مباشر- لخصومها، مشيرين إلى نشر بعض وسائل الإعلام الأميركية صورا لإساءات ارتكبها الجنود الأميركيون في مساجد العراق، والصور التي نشرت مؤخراً للرئيس العراقي المخلوع صدام حسين وهو في ثيابه الداخلية أثناء وجوده بالمعتقل الأميركي بالعراق.
ولم تتردد السلطات الأميركية الادعاء بجهلها بكيفية التقاط الصور، رغم صرامة القيود المفروضة على مقر المعتقل والتي يستحيل معها على أية مؤسسة إعلامية مهما بلغت قوتها أن تخترقها.
وبحسب المراقبين فإن الإدارة الأميركية وإن استطاعت في الوقت الراهن تطويع إعلامها بيدها، إلا أنها على المدى البعيد تضرب بما يعرف بالحرية الأميركية في الصميم مما يفقد الإعلام الأميركي مصداقية وثقة الملايين في العالم والتي اكتسبتها خلال سنين طويلة.
المصدر: رانيا الزعبي - موقع الجزيرة دوت نت