الفاشية الليبرالية
هؤلاء الفاشيون الجدد لا يعوون حقيقةً معنى السلطة المنتخبة، فيعترضون على الانتخابات عموماً طالما أتى الصندوق بغيرهم فيكفرون بصنمهم العجوة، فيكفروا بديموقراطيتهم عملياً ويهاجمون اختيار الشعب لأنهم لم يأتوا بالصندوق ويشككون في نزاهة الانتخابات.
يحرقون مقراتك ثم يتهمونك بالفاشية.
يقتلون أبنائنا وأخوتنا ثم يتهمونك بالفاشية.
يضربون أبنائنا حتى أصيب البعض بالشلل ويتهمونك بالفاشية.
يحاصرون جريدة ثم يتهمونك بالإقصاء والفاشية.
يتحدث أحدهم دائماً أن الديوقراطية هي الحل ثم يطالب بمنع الأميين من التصويت وناقص يقولك -أهل الحل والعقد- وعند حديثك عن الشورى، أو أدنى حديث عن مذهب وضعي يتهمونك بالفاشية.
يصادرون على رأيك ويهاجمونك ثم يتهمونك بالفاشية.
وأن تعجب فعجب أنهم يدعون الليبرالية ثم يضعون يدهم في يد اليسار فيتواطئ الفرقاء -فرقاء في كل شئ- إلا الأقصاء والفاشية.
أبناءالبلاشفة، ومن يرفعون المطرقة والسندان، ومن لايرتوون إلا بدم؛ ويكفيك الجيش الأحمر ومذابح السفاح لينين، وزعيمهم المصري جمال وما أراقه من دماء جالب الهزائم والمظالم، ويكفيك مذابح طرة وكمشيش وكرداسة فهولاء هم أهل الفاشية والإقصاء على الحقيقة. ولكنه جد جديد وهو أن ينضوي من يدعي الليبرالية تحت لواء الفاشية فسمعنا تصريحات الأسواني في منع الأميين من التصويت.
وما نسمعه من سب الأخوان وقتل للأخوان وحرق لمقراتهم ومحاصرة لجريدتهم وحرق مقر لحزب النور، وما نسمعه من عبارات مثل (على جثثنا) و(نكمل بكل الطرق)، وما سمعناه من عبارة (لن نسمح بالاستفتاء)، فأنت في دولة محترمة في العالم أنت رافض الدستور تخرج تصوت بـ(لا) أما أن تمنع الاستفتاء فما عهدنا ذلك في أي دولة محترمة أو نخبة تدعي الليبرالية.
وهذا ليس بجديد على أبناء اليسار الإنقلابيين على كل إرادة وكفي لينين وجمال فذا ينقلب على برلمان وذا يحل الأحزاب ويلقي بمعارضيه في السجون. فليس جديداً أن يطالب يساري بإطالة أمد العسكر ولكنه جديد على من يدعي ليبرالية فطالبوا بإطالة أمد العسكر طالما جاء الإسلامي ولو بأليات الديموقراطية. ويعتصمون أمام الاتحادية ويرفضون الاعتصام أمام الدستورية بل يطالبون بفضه منتهى الأقصاء والفاشية.
هؤلاء الفاشيون الجدد لا يعوون حقيقةً معنى السلطة المنتخبة، فيعترضون على الانتخابات عموماً طالما أتى الصندوق بغيرهم فيكفرون بصنمهم العجوة، فيكفروا بديموقراطيتهم عملياً ويهاجمون اختيار الشعب لأنهم لم يأتوا بالصندوق ويشككون في نزاهة الانتخابات، بل ويفرحون عند حل السلطة المنتخبة الوحيدة في وقتها، بل رأينا احتفالهم بفض الجيش للاعتصام في العباسية ويباركون ذلك إقصاءً للإسلاميين، فرأينا أبناء البلاشفة يهللون العسكري (ينتصر على السلفيين) ثم رأينا الفاشيين الجدد ممن يدعون ليبرالية يهللون أيضاً (الجيش يحرر العباسية).
إنها الفاشية الليبرالية.
وما فاشيتهم ببعيدة عن فاشية أمريكا والغرب واستخدامهم مصطلح حرب الإرهاب حتى قال بوش يجب على كل بلد أن يتخذ قراراً إما أنكم معنا وإما أنكم مع الإرهابيين، فأمريكا تدعى الحرية والليبرالية والديموقراطية ولكن الحرب لغتهم والإقصاء لمن عادانا والويل والثبور. وعندنا من استوردوا الليبرالية ويدعى ليبرالية وديموقراطية ولكن الإقصاء والويل لغيرهم والثبور، إنها الفاشية الليبرالية.
وما زالوا بليبراليتهم يكفرون.
عمر حسن عبد الحميد
- التصنيف: