وداعا أم الأخوات .. زينب الغزالي

منذ 2005-09-16
بسم الله نبدأ وعلى هدي نبيه صلى الله عليه وسلم نسير

كثيرٌ هم من تصدوا للدعوة والجهاد عبر التاريخ من رجال الأمة..

وقد سطّر التاريخ أسماءهم بمداد من ذهب خالص مخلوط بنور الإيمان.

ولكن..

قليلٌ هن من سطر التاريخ أسماءهن في دواوينه الطويلة..

ومنذ أيام، ودّعت الأمة بالدموع والأشجان امرأة بألف امرأة , شهد لها تاريخ الدعوة الحديث مواقف ومواقف , صدعت بالحق وأعلنت به في وقت قل فيه الناصر , ووقفت شامخة أمام طغيان الظلم في وقت جبن فيه كثير من الرجال , وحفلت حياتها الطويلة بالفداء والتضحية من أجل إعلاء كلمة الله , إنها مؤسسة جمعية الأخوات المسلمات , ورافعة لواء الدعوة النسائية في جماعة الإخوان المسلمين منذ فجر بزوغها , إنها الداعية التي بذلت الغالي والنفيس من أجل دينها , زينب الغزالي رحمها الله.

فقدت الأمة بفقدها داعية مجتهدة محبوبة ومربية واعية خبيرة , عاصرت مبدأ الصحوة الإسلامية , وكانت هامتها كهامات الجبال أمام طغيان الظلم الناصري وسجونه , فلم تهن ولم تكل , ولم تتوان عن حمل الدعوة إلى من بعدها مؤتسية في ذلك بأم عمار سمية وبآسية امرأة فرعون ومريم ابنة عمران , وغيرهن من نساء التاريخ اللائي صمدن أمام الفتن فم يرجعن ولم يهن , وقفت شامخة بدينها في السجون , وكانت لها فيها آيات أكرمها الله بها دلالة على فضلها ومكانتها رحمها الله , ولما خرجت من السجون ظلت مساندة لإخوانها ممن لازالوا بأقفاص البغي , فساندت أسرهم , وعاونتهم على تحمل مشاق الحياة , ولما هدأت العاصفة تفرغت لدعوتها فأفادت نساء أمتها , وخرجت الأجيال تلو الأجيال من الداعيات إلى الله عز وجل.

خُدِعَت في بداية حياتها مثلها مثل الكثيرات بدعوة هدى شعراوي , فلما تبين لها الحق , طرحت ما كانت عليه رغم عاطفتها نحو هدى شعراوي وتمسك الأخرى بها إلا إنها أبت إلا الإذعان للحق والانقياد له , خرجت من ظلمات هدى شعراوي إلى نور هدى الله رب العالمين , وظلت في طريق الحق صامدة صابرة محتسبة أكثر من خمسين عاماً , وسبحان الله كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بيننا وبينكم يوم الجنائز , فهاهي جنازة زينب الغزالي تشهد دموع آلاف المشيعين كما شهدت أشجان الملايين من أبناء الأمة في أصقاع الأرض.

فرحم الله زينب الغزالي وأسكنها فسيح جناته, وجعل دعوتها وتربيتها لأجيال الدعاة في موازينها كأمثال الجبال يوم يكون المرء أحوج ما يكون لعمل صالح.

إنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم , اللهم أجرنا في مصيبتنا واخلفنا خيراً منها يارب العالمين .
محمد أبو الهيثم
المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

  • 6
  • 0
  • 17,636
  • محمد

      منذ
    تلك هى الام التى نفخر بها وتلك هى المربيه الى يجب ان يتخذها الرجال والنساء كقدوه لهن ولهم على حد السواء فعلا امراه بملايين الرجال
  • الحسيني

      منذ
    [[أعجبني:]] أنها صمدت ووقفت أمام هذا الظلم و أعجبني هذة الشجاعة التي ماتت عند كثير من الجبناء .
  • نصر

      منذ
    [[أعجبني:]] السلام عليكم،نشكركم على هذه اللفتة الكريمة التي قل من تذكرها [[لم يعجبني:]] لم تذكروا تاريخ الوفاة
  • طارق جابر

      منذ
    [[أعجبني:]] رحم الله معلمة الرجال في زمن قل فيه الرجال.
  • أم تماضر

      منذ
    [[أعجبني:]] ياليت لو كان الكاتب كتب المزيد عن اعمالها وكتاباتها ... قرات لها أيام من حياتي ..تاثرت فيه كثيرا جدا وبكيت مرارا رحمها الله ولايزال الناصريون عندما تواجههم بهذا الكتاب يتهموها بالكذب أو الخيال الواسع . رحمها الله كنت أتمنى أن أعرف اكثر عن حياتها ونشأتها ...جزاك الله خيرا
  • املي في الله

      منذ
    [[أعجبني:]] اعجبتني الثناء عليهاوان كان مختصرا... [[لم يعجبني:]] ليتكم تكلمتم عنها باكثر من دالك لتكون قدوة لنا جميعا...انني قرات لها ايام من حياتي ومن يومها وانا احبها حبا كبيرا واجلها اجلال الصالحين وتمنيت ان امشي على خطاها في التضحية من اجل الحق...
  • yasser adel

      منذ
    [[أعجبني:]] مقاله طيبه وليست اهميتها باسلوبها ولكن بالخبر الذى صدمنى ووقع على كالبرق انها حقا امراه بالف امراه بل بالف رجل ممن نراهم لا يعرفون شيئا عن دينهم فرحمة الله عليكى
  • CHEKROUN BENYOUNES

      منذ
    [[أعجبني:]] رحم الله زينب الغزالي كل نفس دائقة الموت و اناللاه واليه راجعون
  • امة الله

      منذ
    [[أعجبني:]] جزاكم الله خيرا علي ما ذكرتوة عن الحاجة زينب بلا ادني تعصب فلقد انشرح صدري عندما قرات عنوان مقالكم و اهتمامكم بمن يصلح و يتصدي للفساد ايا كان هذا الشخص و مع من انها كانت واحدة من مصلحي الاخوان التي كان شعارها هو الاصلاح وجزاكم الله خيرا مرة اخري

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً