د.العبدة: النظام السوري يضعف كثيرا على الأرض والطيران حصنه الأخير.. ثمة تفاوت كبير في قوة الكتائب بين المحافظات..

منذ 2012-12-26

دعا المفكر الإسلامي د.محمد العبدة الكتائب السورية إلى الوحدة وتكوين ذراع سياسي لها يمكنها من تحمل مسؤوليتها السياسية في تلك المرحلة من الثورة السورية.


دعا المفكر الإسلامي د.محمد العبدة الكتائب السورية إلى الوحدة وتكوين ذراع سياسي لها يمكنها من تحمل مسؤوليتها السياسية في تلك المرحلة من الثورة السورية. وأكد المفكر السوري في حواره مع موقع "المسلم" أن الكتائب السورية المسلحة واعية تماماً إلى فكرة عدم وجود ميليشيات بعد إطاحة نظام بشار، ومدركة لطبيعة الوضع السوري. واستبعد فضيلته إنشاء دولة علوية سورية على الرغم مما قد يمهد لها على الأرض من تباين سيطرة المعارضة السورية على الأرض ما بين الشمال الغربي والجنوب..

نص الحوار:

حوار: أمير سعيد

- ما هو تقديركم للموقف في ظل تشكيل ائتلاف المعارضة؟

- بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله. الائتلاف بغض النظر عن تشكيله يمثل تجمعاً ينزع عن دول العالم حجة عدم توحد المعارضة بما يتذرع به لعدم تسليحها..الآن هناك واجهة للمعارضة تتكون من كافة التيارات، ويبقى أن تبرهن الدول على جديتها على الاعتراف بها ومساندتها من أجل الإطاحة بحكم بشار الأسد وتحقيق آمال الشعب السوري.

- ميدانياً: كيف تشاهدون الوضع في سوريا ؟

- أعتقد أنَّ الكتائب في مجملها تحقِّق انتصارات على أرضها في كلِّ يوم، ولكن هناك مشكلة رئيسية في سوريا ظهرت في الأشهر الأخيرة وهي مشكلة الطَّيران، فالإخوة الشباب الثوار يحرِّرون بلداً بكاملها، فمثلاً حارم القريبة من الحدود التركية تم تحريرها فعلاً فأول يوم حرَّروا القلعة -قلعة حارم - وحرَّروا الحاجز الكبير عند حارم، وأصبحت البلدة تحت سيطرتهم، ثاني يوم قُصفت البلدة قصفاً شديداً، وتخيَّروا أن يكون القصف يوم الجمعة، قصفوا المسجد في صلاة الجمعة، فهذه القضية أعتقد أنَّها القضية النهائية والأخيرة في قضية سورية، النِّظام لا يملك الآن إلا الطيران، حتى الطيران الهليكوبتر أصبح قليلاً؛ لأن الثوار يبدو أن عندهم أسلحة يمكن أن يصيبوا بها الهليكوبتر بسهولة، فهذا هو الوضع الميداني، الدولة لا تملك الآن عدداً كبيرًا من الجنود ، أو ضباطاً على الأرض، سمعت من بعض الضباط أنَّهم لا يملكون أكثر من خمسين ألف مجندًا، وبالتالي هم الآن ليس عندهم إلا الطيران، فجنود الجيش النظامي عددهم قليل جداً، ولا يستطيعون السيطرة على المناطق، وهذا الوضع جعلنا كل يوم نسمع بانتصارات، أقصد استيلاء على حاجز، استيلاء على منطقة، استيلاء على قلعة، هناك تقدُّم حتى في منطقة اللاذقية وريف اللاذقية، وهي منطقة خطيرة لأن فيها نصيريين، ومع ذلك نرى فيها بعض الانتصارات في بعض القرى.

- لكن! هل هناك تفاوت بين المحافظات السورية المختلفة من حيث قوة الفعل التحريري؟

- طبيعي هناك تركيز الآن وبقوة في إدلب في الشمال الغربي، أما حوران ودرعا فمع أنَّ الثُّوار هناك يملكون أسلحة لا بأس بها، لكن يبدو لي كما قيل: إنَّ الجيش أصلاً من قديم لديه تركيز فيها؛ لأنه قريب من الحدود، وقطاعات الجيش الأساسية في المنطقة هناك، فبين كل قرية وقرية ترى معسكراً، فيبدو أنَّ الأمور صعبة في حوران ودرعا، ولم تنشأ في حوران كتيبة كبيرة كما في محافظة إدلب، تستطيع هذه الكتيبة توجيه ضربات نوعية للعدو كما يحدث في إدلب.

- البعض حاول تفسير ذلك بأنَّ النظام ربما يحاول التَّراجع من الشمال للحفاظ على دولة علوية فقط، ويرى في ذلك مسألة مرحلية حيث أنَّه إذا هزم في مناطق معينة يأرز إلى أخرى، أو يتراجع إلى أخرى، مكوِّناً في الأخير دولة علوية، فهل هذا الأمر صحيح؟ قيل: إنَّ الانتصارات في الشمال سببها بعض الانسحابات المقصودة لحماية مناطق أخرى؟

- فكرة دولة علوية ليست بعيدة، وهذه الفكرة قديمة جديدة يتكلمون عنها من قديم، وربما يفكرون أخيراً بهذا الأمر، لكن أعتقد أنها لن تنجح لأنَّ المدن الساحلية القريبة منهم: طرطوس، وبانياس، واللاذقية مدن سنية، حتى طرطوس في الأصل سنية، لكن في عهد حافظ الأسد نزل العلويون إلى طرطوس، ونزلوا إلى اللاذقية -اللاذقية أكبر المدن الساحلية السورية- وكانت مقسمة بين المسلمين السنة والنصارى، وليس للنصيرية فيها وجود، ولكن وجودهم في اللاذقية وطرطوس جديد، بعد الأب حافظ الأسد.

- تقصدون نزلوا من الجبال؟

- من على الجبال طبعاً، هم محصورون في الجبال.

- من زمن ابن تيمية؟

- نعم،هذا من أيام ابن تيمية رحمه الله فقد كانوا أيام ابن تيمية في جبال كاسروان في لبنان، يبدو أنَّهم انحسروا بعد ذلك في الشمال، مع العلم بأنه يوجد في الشمال الغربي من هذه الجبال قرى سنية كثيرة، ولما لم يقم عقلاء الطائفة العلوية بمعارضة ما يفعله بشار وزمرته الضباط فكلهم شركاء في القتل، وضللهم بشار والنظام بقولهم: هذه معركة فاصلة، إذا لم تقاتلوا ستذهبون، فظنَّوا أنَّه لا بد لهم أن يدافعوا عن أنفسهم، فهم مشتركون في القتل، وبالتالي الثورة والثوار يعرفون من الذي يقتل من الشَّبيحة، ومن الذي يُجرم في قتل الأطفال، ولذلك لن يتركوا لهذه الطائفة أن تقام لهم دولة أبدًا، أعتقد أنهم بالتأكيد يفكرون في هذا، لكن! لاأعتقد أن تكون الفكرة ناجحة على أرض الواقع.

- حصل خلاف في القرداحة. هل تتوقَّعون تكراره داخل الطَّائفة؟

- لا، لأنَّ ما حدث في القرداحة معروف، فهو خلاف بين عائلتين عائلة الخيِّر-وهي عائلة مشهورة جداً من النَّاحية العلميَّة- وبيت الأسد، ولم يمتد إلى القرى الأخرى، على ما أظن.

- قابلتم أطرافاً وقيادات ميدانية على أطراف الحدود، بماذا نصحتموهم؟

- في الحقيقة نعم قابلنا قيادات ميدانية،وكان التركيز على نقطتين:

النقطة الأولى: نصائح وتوجيهات، كالاتحاد، والتعاون، والتنسيق فيما بينهم، وهذا مهم جداً جداً، وركزنا على هذا الموضوع، وتكلمنا كثيراً فيه، وطبعاً وعدونا بالتطبيق، ويوجد نوع من التنسيق بينهم ، لكن أطلب منهم أكثر من هذا، تنسيق لا يصل إلى درجة الوحدة فقط بل الاتحاد، بحيث تكون هناك قيادة مشتركة تشاورية تنسيقية فيما بينهم.

النقطة الثانية: الثورات تحتاج دائماً إلى ذراع سياسي يتحدَّث باسمها، ويفاوض باسمها، فالقتال وحده فقط لا يكفي، لأنَّه في النهاية سيكون هناك نصر إن شاء الله ، لكن بعد النصر، من الذي يستثمر هذا النصر ويستفيد من هذه الجهود المباركة، لمصلحة الإسلام والمسلمين، فكان لا بد من تكوين ذراع سياسي يتحدَّث باسم هذه الثورة، وهذا الحراك العسكري الكبير لابد أن يكون فيه فائدة للمسلمين في المستقبل، هذا ما ركزت عليه في لقائي معهم.

- بالمناسبة للإعلام الغربي يحاول الآن التَّسويق لقضية التَّطرُّف إلى الحدِّ الذي يصل إلى الزَّعم بأنَّ تنظيم القاعدة يقاتل في سوريا، فهل التنظيم موجود فعلاً، وإذا كان موجوداً فهل هو موجود بقوة مؤثِّرة على الأرض؟

- هو موجود، لكن ليس بقوة كما يصورها الإعلام الغربي، هو جزء بسيط من الحراك العسكري أو القتالي، لكن معروف أن نسبته ضئيلة لمجموع الكتائب العام، هناك كتائب بالآلاف مثل: أحرار الشَّام، وصقور الشَّام، وأنصار الإسلام، أما هم طبعاً عندهم جبهة لكنَّهم محصورون في هذه الجبهة، معروفون طبعاً.

أمريكا والغرب وقد قلتُ هذا في إحدى القنوات التلفزيونية: إنَّه لو دخل واحد من القاعدة فقط، لقال الغرب يوجد إرهاب، ويستغلون ذلك لعدم المساعدة، وعدم تقديم أي نوع من العون للثورة في سوريا، بحجة أنَّه هناك قاعدة أو إرهاب، دائماً الغرب هكذا، الحقيقة هي حجة، وهم يعلمون، والناس يعرفون، كل الناس يعرفون أنَّ هناك جبهة صغيرة موجودة في الداخل، فعلاً هي فكر القاعدة، ولكن أين هي بالنسبة لمجموع الحراك في الشمال والجنوب والشرق والغرب ؟! إذن هم جزء موجود في الشمال، وليس كبيراً أبداً، وطبعاً يُنصحون دائما ويقال لهم: لا تفعلوا أشياء تخرِّب العمل الجهادي، وقد يستجيب بعضهم، وقد لا يستجيب البعض.

- بناء على ما ذكرتم من التنسيق بين الفصائل، أو إقامة ذراع سياسي لها، المراقب من الخارج سيجد أن هناك انسداداً في الأفق، فهناك مجموعات تقاتل في الداخل متدينة إلى حد ما، وهناك مجلس وطني مختلط، والغرب يراقب ويقول: هل سنسلم سوريا إلى جماعات إسلامية على تخوم ما يسمى بإسرائيل؟ بالتالي الجميع لا يقبل أن تسلم هذه الفصائل الحكم في سوريا، فما المخرج من ذلك؟

- لما طلبت أن يكون هناك ذراع سياسي، من أجل أن يكون للثورة دور كبير في المخرج من هذا الموضوع، وذلك عندما لا يكون إقصاء لأحد من رجال الثورة، ولكن عندما يكون من يتحدث باسم الثورة حقيقة على أرض الواقع، ومن الرجال الوطنين، فلا مانع من المشاركة، ونخرج من هذه الورطة، ومن هذا القتل، فوجود حكومة أو مجلس يجمع بين من يمثل حقيقة أرض الواقع و يمثل الداخل، وكذلك من الوطنيين والمعارضين الذين لا يحملون أيديولوجية، أو فكراً مضاداً للدين والإسلام، فلو اجتمع في مجلس أناس من الوطنيين الذين فعلاً خرجوا في المظاهرات، وناضلوا، وسجنوا من الناس الذين لا نستطيع أن نقول عنهم هم يمثِّلون الجماعات الإسلامية أو لا، فلنقل يمكن يكون تشكيلة من هذا القبيل لإدارة البلاد مؤقتاً إلى أن تأتي انتخابات فيما بعد، ودستور جديد إلخ.

- لعل الدول المحيطة والغرب وأوروبا والولايات المتحدة وتركيا، حتى وبعض الدول العربية تتخوَّف من أن الجيش الحر بتكوينته الحالية كمظلة لكتائب مختلفة من الجماعات الإسلامية وغيرها، ستكون هي أساس العمل، ستكون هي قوام الجيش القادم، فهل تقبل إسرائيل ويقبل الغرب والدول المحيطة بسورية أن يكون هناك جيش إسلامي بجوارهم ؟

- لا أعتقد أنه عندهم مشكلة مع الجيش الحر، يعني الجيش الحر بقيادته التقليدية، أو بقيادته التي هي فيه الآن، وهناك محاولات لتكوين قيادة جديدة من الضباط المنشقين فيه، وعموم هؤلاء الضباط وطنيون ومتدينون، وفيه أناس عادييون جداً، قد لا يصلون، لكنه انشق وطنية، أقصد بشكل عام الضباط المنشقون للجيش الحر الآن مقبولون (خارجياً)، فلا حساسية من أن يُشكَّلَ جيشٌ جديدٌ في سورية قوامه الجيش الحر، طبعاً هناك قضية مطروحة، الشباب الذين قاتلوا، وبما أنَّهم حملوا السلاح، وتدربوا على حمله، لماذا لا ينضوون إلى الجيش الحر، بعضهم يقول لا، هؤلاء الشباب يرجعون إلى أعمالهم، ويتكوَّن جيش من الذين يريدون الخدمة من جديد، وإنشاء جيش من جديد، وأنا شخصياً أفضِّل أنَّ يرجع غالب الشباب الذين قاتلوا إلى أعمالهم السابقة، ومن كان بالجيش يرجع للجيش طبعاً؛ إذا كان جندياً أو ضابطاً، أو فيما بعد ينضمون من خلال دورات تدريبية عسكرية، أو أرى أنه يلزم انضمامهم عندما يكون هناك جيش، ويصير فيه كل سنة قبول لدورات ضباط وصف ضباط، حتى يكون جيشاً وطنياً فعلاً.

الجيش السوري في فترة حافظ وبشار أصبح حقيقة أكثره وخاصة الضباط الكبار نصيريون، لهم فلل وقصور بنوها من الرشاوي والتَّهريب، وكذا لا يوجد شيء اسمه عسكرة، ولا قتال مع "إسرائيل" طبعاً، وبالتالي هناك قرية علوية يسمونها "بين القصرين" سمِّيت بذلك لأنَّ أحد الضباط الكبار عنده قصران: واحد في طرف القرية الأول، والثاني في طرف القرية الآخر، هكذا كان الضباط عندهم ملايين ومليارات، من الرشاوى والفساد وتهريب المخدرات، فما بقي هناك جيش بمعنى الجيش القتالي، فإنشاء جيش جديد من الشباب المخلصين المتدينين واجب، بحيث يكون فعلاً جيشاً حقيقياً للدفاع عن الوطن ومقدراته.

- هذه الفكرة عند التطبيق تصطدم بأن المشكلة لا تتعلق بمجموعات شبابية، وإنما تتعلق بكتائب كبيرة أصبحت تمثل ما يشبه الجيش الموازي، لها قادتها، وقادة لسراياها، وهؤلاء لا يمكن أن ينخرطوا في جيش جديد، إذا كان يمثل نسبة كبيرة الآن من القوة القتالية في سورية، فكيف يقبل هذا الكيان أن ينضوي كجندي في جيش؟

- أنا أقول ينضمون للجيش الجديد من خلال دورات تأهيلية، دورة تأهيلية للضباط، ودورة تأهيلية لصف الضباط، وحتى دورة تأهيلية للجنود.

البعض ميدانياً يقول: أنا أستولي بكتائبي على عدة قرى أو مدن أو ما إلى ذلك، فكيف أُسْلم العنان لقائد عسكري يقيم في تركيا ولم يقاتل؟ صحيح هذا الكلام قيل، ولكن! ما الحل؟

- والبعض قفز أو سيقفز من السفينة في آخر لحظة، لعل الانشقاقات ستزيد بين الألوية والعمداء في آخر الوقت، عندما يقترب النظام من السقوط تماماً؟

- يعني هل البديل نعمل في سورية كميليشيات مثلاً، هذا خطأ جسيم، وهم يدركون هذا، ويقولون أنهم سيمنعون حدوث مثل هذا بعد سقوط النظام، لن تكون هناك ميليشيات مخيفة، إذن الحلُّ هو أن يكون لهم جانب سياسي، يشاركون في الحياة السياسية، حتى يكون لهم دور فعَّال فيها، لا يكونون بعد جهودهم العظيمة مهمَّشين، ومن أراد من الشباب الدخول في الجيش، يدخل فيه عن طريق دورات تأهيلية، ويكونون مقدَّمين على غيرهم في القبول، يجب أن يعي الضباط المنشقون حقيقة هامَّة جداً: لن تعود سوريا إلى حكم العسكر مرَّة ثانية، سواء انشقوا أم لا.

- لكن المشكلة مثلاً في ليبيا، أعتقدلم تنته بعد فيما يخص مسألة الميليشيات، وأريد بهذه المناسبة أن أسأل عن الحالة الأفغانية إلى أي مدى تقترب الحالة السورية من الحالة الأفغانية، وهل يمكن أن نشاهد مشهداً لفصائل كما كان حكمتيار ورباني و.. نراها مجدداً في سوريا بعد إسقاط النظام؟

- لا أعتقد، لأنَّني سمعت منهم أنَّهم متَّفقون، حتَّى يقول ذلك بعض المتشدِّدين منهم، وأنَّه لن يكون قتال مستقبلاً فيما بينهم، أو مع المدنيين من الشعب السوري، لن يكون هناك قتال أو حمل سلاح ضد مسلم، مهما كانت الأخطاء، هكذا يقولون مهما كانت الأخطاء لن نحمل السلاح ضد مسلم بعد سقوط النظام، أظنُّ أنه لن يكون هذا في سورية مثل أفغانستان، أفغانستان فيها قضية قبلية خطيرة جداً، الضباط المنشقون تأتيهم وساوس أنهم سيهمَّشون، مع أنهم قاتلوا، وكانوا السبب الحقيقي في سقوط النظام، فما داموا متفقين على عدم الاقتتال فيما بينهم وترك الخلاف، ويرغبون في المشاركة السياسية، فلا مانع من ذلك بشرط عمل دورات تأهيلية تؤهلهم للدخول في عالم السياسة، ومن شارك من الشباب المدنيين في القتال، ويرغب في الدخول في الجيش، أيضا يدخل دورة تأهيلية عسكرية تؤهله للدخول في هذا المجال، بحيث يكون لكلا الطرفين دور مشرِّف في مستقبل سورية، فيكون الجيش القادم جيشاً نظيفاً، وفيه من العناصر المتدينة والعناصر الوطنية المخلصة.

- مشكلة تفاوت الرُّتب في الجيش نفسه، فهل يكون العقيد: رياض الأسعد، أم اللواء: مصطفى الشيخ، أم الرائد: حسين هرموش إذا كان على قيد الحياة، هل من بدأ هذا الانشقاق منذ البداية أحق بقيادة الجيش أم رتبة لواء أتى في آخر لحظة قبل سقوط النظام بأيام؟

- هذه قضايا الجيش الحر يحلُّها بنفسه، الآن هم حاولوا أن يكون أعلاهم رتبة هو القائد، وأظنُّ اسمه: محمد علي، أو محمد الحاج من درعا لكنه لم ينجح، وهناك ضباط برتب عالية جيدون، وهناك ضباط انشقوا وليس لهم دور فعال، إذن الجيش هو سيحلُّ هذا الموضوع بطريقته الخاصة، وهم يقدرون المصلحة في ذلك، ولا أظنُّ أن يحدث خلاف يفسد أهداف الثورة بعد سقوط النظام.

- زرتم مصر، وألقيتم عدة محاضرات، وشاركتم في بعض الندوات حول سورية، إلى أي مدى وجدتم تفاعلاً مع القضية السورية؟ وما الذي تريدون قوله للدول العربية لا سيما مصر ودول الربيع فيما يخص القضية السورية؟

- أما التفاعل من جهة الحضور، في المحاضرات والمساجد وغيرها، كان تفاعلاً جيداً جداً، لا شكَّ النَّاس متألمون متفاعلون مستعدون للمساعدة بأي شكل من الأشكال، هذا ما لاحظته من خلال المحاضرات والدروس، الحقيقة كنَّا نتمنَّى أن يكون لمصر دور أكبر مما هو عليه الآن، دور أكثر قوة وفعالية لبلد مجاور قريب إسلامي عربي شقيق، يكون دوراً أكبر، يكون الكلام أقوى، والموقف أقوى مما هو عليه الآن؛ لتعرف إيران أن مصر بثقلها مع الشعب السوري، ومع الثورة السورية، صحيح قيل هذا الكلام، أنَّها مع الشعب السوري، ومع الثورة السورية، لكن كموقف سياسي كنَّا نتمنَّى أن يكون أقوى من ذلك.

- لعل دول الربيع أكثر تعاطفاً رسمياً مع القضية السورية من غيرها أليس كذلك؟

- تونس في البداية كانت متعاطفة بشكل قوي، لكن أشعر أنها فترت تماماً ، الدولة المتعاطفة فعلاً بالمال والسلاح هي ليبيا.

- لماذا؟

- لأنَّ مصيبتهم في القذافي كمصيبة أهل الشام بالأسد، فهم يشعرون بشعور الشعب السوري تماماً.

- هل هناك تشابه شعبي بين سورية وليبيا؟

- لا أظنُّ، فالشعب الليبي لا يزال فيه عفوية وفطرة، وقد فوجئنا بمدى عفويته وفطرته، كنا نظنُّ أنَّ القذافي خرَّب كلَّ شيء يتعلَّق في الدين والأخلاق، كما فعلت عائلة الأسد في سورية، تصوَّر طوال الثورة على القذافي، لم نر بنتاً واحدة إلا نادراً غير محجبة، والشباب الإسلامي بكثرة، وبقوة متدين، فسبحان الله! طبعاً دول الخليج خاصَّة السعودية وقطر متعاطفين من البداية مع الثورة، لكن أحياناً نحسُّ بفتور، ولا ندري ما الأسباب في ذلك.

هناك شعوران متضاربان، ربما يحكمان المزاج الرسمي لدى بعض الدول العربية، الشعور الأول: هل ستتوقف موجة الربيع العربي عند عتبة سورية، وبالتالي تُقدم الدول العربية بقوة لإسقاط النظام الأسدي؟

الشعور الثاني: هل سيستمر بعد سورية إلى غيرها، فتخاف على نفسها، فتحجم عن مساعدة الشعب السوري، حتى لا يصل الدور عليها. برأيك أيهما يغلب الآخر؟

أعتقد بشكل عام أنَّ نظم الحكم في البلاد العربية على نوعين:

النوع الأول: نظم حكم جمهورية دكتاتورية، وهذه الدول ستأتيها رياح التغيير بشكل كامل وأكيد، عاجلاً أو آجلاً.

النوع الثاني: نظم حكم ملكية، مثل: دول الخليج لا شك أنَّها ستُغيِّر بطريقة المطالبة بالإصلاح، وبطريقة سلمية، فالمفروض أن المسلمين أو الناس يعرفون ويميِّزون، كان هناك ظلم شديد جداً في ليبيا، وكان أيضاً ظلم في تونس، ولذلك تم تغييرها بقوة وعنف، أما في الدول الملكية هناك أخطاء طبعاً ويوجد فساد مالي، وأشياء لا ترضي جمهور الأمة، ولا ترضي جمهور العلماء، لكن طريق الإصلاح والمطالبة بالإصلاح بطريقة سلمية أفضل، في البلاد التي يحكمها النظام الملكي.

- نشكر لكم هذا الحوار الطيب، وجزاك الله كلَّ خير.

- جزانا وإياكم.. شكراً لكم
 

  • 0
  • 1
  • 4,193

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً