عزلة الأحرار
ملفات متنوعة
- التصنيفات: الدعاة ووسائل الدعوة -
لا يصح للداعية المسلم أن يكون سلبيا إزاء تحديات الجاهلية، وما ينبغي
له الرقود، إن هو إلا جهاد، وإنكار مستبين. معنى قررناه، ونهاية فرضت
نفسها، وختمت صحبتنا لأجيال المجاهدين.
ولكن التطبيق العلمي للقواعد العامة، يحتاج إلى مهارة، وحسن تقدير للظروف المتغيرة.
إن نداء الجهاد يجب أن لا يكون مبررا لاقتراف التهورات، وتجاهل حسابات الواقع .. مثلما أن سمت التأني يجب أن لا يكون مفوتا للفرص التي تضع نفسها أمام المجاهد.
حقيقة تبدهك حين تطالع سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، وتدرجه المرحلي في تكوين الصفوة المؤمنة من المهاجرين والأنصار الأولين، والانتقال بهم إلى مصارعة القوى المتربصة حسب أهميتها، وخطورتها، وكيفية كسره شوكة قريش كسرا أوليا، مكنه من التفرغ للقوى الأعرابية الصغيرة، وكيف استطاع بهدنة الحديبية أن يتخلص من يهود خيبر، ويؤمن ظهره، ليندفع نحو مكة، حيث كان الخطر الأكبر.
تجارة الشجاعة:
ونحن نلتذ اليوم بانتصارات السلف في الفتوح، وما أبدوه من جرأة الاقتحام، ولكن انتصاراتهم تلك ما كانت - بعد فضل الله - إلا ثمرة التقدم المستبين. ومثلما كانت خطب الحماس تُرَقِّص قلوبهم شوقا إلى الجنة، كانت وصايا أمراء المسلمين لقادة الجيوش تلح في الابتعاد عن التهور .. فيقول الأمير للقائد المتوجه إلى غزو الروم: " أنت تاجر الله لعباده ، فكن المضارب الكيس الذي إن وجد ربحا تجر ، وإلا احتفظ برأس ماله " ؛ فجعله كالتاجر الفطن اللبق صاحب الكياسة، وما كان يعيبه من شيء، طالما أنه ليس جبانا، وآية شجاعته أنه خرج مجاهدا، ولم يرقد.
مجاهدان وإقدامان:
إن الشجاعة ليست خروجا على إملاء العقل ، وإنما هي الخطو الموزون ، هكذا فهمها أبطال الفتوح، وهكذا فسرتها جموع الفقهاء الأقدمين ، فقال الغزالي - يلخص رأي أصحابه وأحلافه - : " ونعني بالشجاعة كون قوة الغضب، منقادة للعقل في إقدامها، وأحجامها " ، وورثوها من بعدهم، فما من داعية محدث إلا ويعرف مقدارها، وبها ميز الإمام البنا بين داعيتين ؛ فقال:
" رجل الجهاد فقط، غير رجل الجهاد المنتج الحكيم، الذي يؤدي إلى أعظم الربح بأقل التضحيات ".
ثم بها أيضا ميز عبدالوهاب عزام بين حركتين، وإقدامين فقال:
" ليس كل حركة بركة، ولا كل إقدام إحكام، ولا كل مضي إلى الخير ".
وميزان ذلك أن يحيط القادة بالأمور علما، وخبرا، ويقدروا كل مسيء قدره، وأن يخلصوا الفكر، والعمل، فإن كانوا كذلك، فدعوة الإقدام منهم جديرة بالإجابة، ودعوة الإحجام حرية أن تجاب، لا يضير دعوة تعمل على علم وهدى وإخلاص، أن تقف حينا للتروي والتثبت، بل يضيرها ألا تقفز هذا الحين، وعيب الدعوة في إقدامها على بيئة ، كعيبها في إحجامها وقد تبين لها الإقدام .. ومرد هذا الأمر إلى أن تكون الدعوة رشيدة مريدة، تقف بمشيئتها، وتسير بمشيئتها، لا مسيرة بهوى قاهر، أو بشهوة ثائر، أو جهل بما أمامها، ولا واقفة ضعفا، أو عجزا، أو جهلا، أو تلبدا.
إن دعوة تقف بإرادتها، حرة أن تسير بإرادتها. وما أجمل هذا الكلام عند من يفقهه، ما ضرني - أنا الداعية - لو احتفظت برأس المال في صفقة أرجح أنها خاسرة ؟!
سهم ووتر رشيد :
إنها ليست عزلة جبن، وما هو بالانسحاب، وإنما هو انتظار نستغله في التربية، أفيضير الأسد أن يسكن، ويتراجع، ويتوارى، ويقطع نفسه، ويتربص، ويتحفز، منتظرا لحظة التحرك؟
فذاك فقه الاعتزال.
قالوا اعتزلت فقلت عزلة رابض ****** متحفز للوثبة الشماء
إني لأرجو أن أحاول صادقا **** في صوغ ذاتي من تقى ومضاء
لأكون في الجلى إذا الداعي دعا **** سهما يصيب مقاتل الأعداء
وأجود بالنفس الزكية في رضا *****ربي وأرخص في الإله دمائي
فأنال إحدى الحسنيين كرامة ******* بالنصر أو بمنازل الشهداء
ما عزلة الأحرار إلا عزة ********* والصبر كل الصبر في اللأواء
وضجيج شذاذ للحج وعجيجهم ***** زبد يذوب وجمعهم كغثاء
استنطاق التجارب:
ومن لم يعظه منطق الفقيه، وتشبيه البليغ، وعظته التجارب.
قد يخفى الأمر قبل حدوثه، ويشتبه عليك نفعه، وضره، ولكنه إن حدث، وولى، وأدبر، عرفت ما فيه .
تبين إدبار الأمور إذا مضت ****** وتقبل إشباها عليك صدورها
لذلك تكون لك في دراسة الأحداث الموليات، وتاريخك السابق نعم العبر .. واستنطقها تروِ لك حديث من استعجل.
إن من صفة الداعية أن يكون صاحب حدس، يقيس به مستقبله على تجاربه الماضية، حتى لكأنه يطلع على الغيب، هكذا وصفوه.
وذو هاجس لا يحجب الغيب دونه **** تريه بطون المشكلات ظهورها
تعود إلى المأثور من فعلاته ************ فتأتمها في الأمر أو تستشيرها
لا تعدو تجاربك أن تكون نجاحا يغدو قائدا، وإماما لنجاح آخر، أو أن تكون إرهاقا، وتورطا يشير عليك بالترفق، والتروي.. إن لم تقدم لك تجاربك كل حاجتك، فإن لك في تجارب الآخرين تكميلا، تستطلع تاريخهم - ولو كانوا كفارا - تأخذ من تجاربهم ما يستوي فيه البشر، وتدع ما يقبحه الإسلام:
وبلوت أخبار الرجال وفعلهم ********** فملئت علما منهم وتجاربا
فأخذت منهم ما رضيت بأخذه ***** وتركت عمدا ما هنالك جانبا
ولا نظن أن في تجاربنا، وتجارب الآخرين غير درس يدعوك إلى أن لا تسبق قوتك، وأن لا تتجاهل واقع خصمك.
قد يكون الريث صونا:
المطلوب منك أن تصارع قدر الله، المتمثل بغلبة الانحراف اليوم، بقدر الله يجربه على يديك، في حدود ما تستطيع، على ضوء ما يمليه عليك الشرع، وتنصحك به التجربة .. فإن لم تصرعه فتلك حكمة الله تشاء ذلك، لعلها ستتضح لك يوما ما، أو لعلك ألممت بذنب، وخالطك نوع هوى، وعليك أن تطيل الصبر، وتستمر في صراعك من غير استعجال، وتجدد توبتك إلى الله، وتوكلك عليه من غير ظن سوء.
أنت تستعجل والأقدار تمشي بك هونا
فدع الأمر إلى ربك واطلب منه عونا
لا تضق بالريث ذرعا قد يكون الريث صونا
خل تدبير قضاياك لمن دبر كونا
إنه تذكير بالاتزان والتوكل، وليست هي دعاية لأن نلتذ بالراحة، ونخلد إلى الأرض. قديما، بادر الإمام البنا إلى نفي القعود ، كما نفى الاستعجال، فقال: " لقد خوطب المتحمسون منكم أن يتريثوا، وينتظروا دورة الزمان، وإني لأخاطب المتقاعدين أن ينهضوا، ويعملوا، فليس مع الجهاد راحة ، { والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين } [العنكبوت:69] ، وإلى الأمام دائما، والله أكبر " .
ونفى اليأس ، كما نفى استباق الأحداث فقال : " نحن لا نيأس، ولا نتعجل، ولا نسبق الحوادث، ولا يضعف من همتنا طول الجهاد، لأننا نعلم أننا مثابون متى حسنت النية، وخلصت الضمائر".
إيمان حتى النفس الأخير:
فنحن في انتصار طالما أننا نتقدم إلى الأمام، ونثبت قلوبنا على الحق ، وإن لم نصل ، المهم أن تبقى الدعوة حية، يرثها جيل آخر بعدنا . حسبنا أن نكون قد بلغنا الرسالة، وأدينا الأمانة، وأردنا الخير للناس، ولا يصح أبدا أن نحتقر أنفسنا، فحسب الذين يحملون الرسالات ويقومون بالدعوات، من عوامل النجاح ، أن يكونوا بها مؤمنين مخلصين، وفي سبيلها مجاهدين.
أما الوصول إلى الغاية، والحصول على النجاح الظاهر في هذه الحياة الدنيا، فليس هذا من وظيفة العبد القانت، إنما ذلك يرجع إلى الرب سبحانه وتعالى.
إنما نجاحنا في هذه الحياة الدنيا، أن لا نتزحزح قيد شعرة عن خطة الجهاد، ونظل مستمسكين بالعروة الوثقى ، والطريقة المثلى إلى آخر نفس من أنفاس حياتنا.
ولكن التطبيق العلمي للقواعد العامة، يحتاج إلى مهارة، وحسن تقدير للظروف المتغيرة.
إن نداء الجهاد يجب أن لا يكون مبررا لاقتراف التهورات، وتجاهل حسابات الواقع .. مثلما أن سمت التأني يجب أن لا يكون مفوتا للفرص التي تضع نفسها أمام المجاهد.
حقيقة تبدهك حين تطالع سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، وتدرجه المرحلي في تكوين الصفوة المؤمنة من المهاجرين والأنصار الأولين، والانتقال بهم إلى مصارعة القوى المتربصة حسب أهميتها، وخطورتها، وكيفية كسره شوكة قريش كسرا أوليا، مكنه من التفرغ للقوى الأعرابية الصغيرة، وكيف استطاع بهدنة الحديبية أن يتخلص من يهود خيبر، ويؤمن ظهره، ليندفع نحو مكة، حيث كان الخطر الأكبر.
تجارة الشجاعة:
ونحن نلتذ اليوم بانتصارات السلف في الفتوح، وما أبدوه من جرأة الاقتحام، ولكن انتصاراتهم تلك ما كانت - بعد فضل الله - إلا ثمرة التقدم المستبين. ومثلما كانت خطب الحماس تُرَقِّص قلوبهم شوقا إلى الجنة، كانت وصايا أمراء المسلمين لقادة الجيوش تلح في الابتعاد عن التهور .. فيقول الأمير للقائد المتوجه إلى غزو الروم: " أنت تاجر الله لعباده ، فكن المضارب الكيس الذي إن وجد ربحا تجر ، وإلا احتفظ برأس ماله " ؛ فجعله كالتاجر الفطن اللبق صاحب الكياسة، وما كان يعيبه من شيء، طالما أنه ليس جبانا، وآية شجاعته أنه خرج مجاهدا، ولم يرقد.
مجاهدان وإقدامان:
إن الشجاعة ليست خروجا على إملاء العقل ، وإنما هي الخطو الموزون ، هكذا فهمها أبطال الفتوح، وهكذا فسرتها جموع الفقهاء الأقدمين ، فقال الغزالي - يلخص رأي أصحابه وأحلافه - : " ونعني بالشجاعة كون قوة الغضب، منقادة للعقل في إقدامها، وأحجامها " ، وورثوها من بعدهم، فما من داعية محدث إلا ويعرف مقدارها، وبها ميز الإمام البنا بين داعيتين ؛ فقال:
" رجل الجهاد فقط، غير رجل الجهاد المنتج الحكيم، الذي يؤدي إلى أعظم الربح بأقل التضحيات ".
ثم بها أيضا ميز عبدالوهاب عزام بين حركتين، وإقدامين فقال:
" ليس كل حركة بركة، ولا كل إقدام إحكام، ولا كل مضي إلى الخير ".
وميزان ذلك أن يحيط القادة بالأمور علما، وخبرا، ويقدروا كل مسيء قدره، وأن يخلصوا الفكر، والعمل، فإن كانوا كذلك، فدعوة الإقدام منهم جديرة بالإجابة، ودعوة الإحجام حرية أن تجاب، لا يضير دعوة تعمل على علم وهدى وإخلاص، أن تقف حينا للتروي والتثبت، بل يضيرها ألا تقفز هذا الحين، وعيب الدعوة في إقدامها على بيئة ، كعيبها في إحجامها وقد تبين لها الإقدام .. ومرد هذا الأمر إلى أن تكون الدعوة رشيدة مريدة، تقف بمشيئتها، وتسير بمشيئتها، لا مسيرة بهوى قاهر، أو بشهوة ثائر، أو جهل بما أمامها، ولا واقفة ضعفا، أو عجزا، أو جهلا، أو تلبدا.
إن دعوة تقف بإرادتها، حرة أن تسير بإرادتها. وما أجمل هذا الكلام عند من يفقهه، ما ضرني - أنا الداعية - لو احتفظت برأس المال في صفقة أرجح أنها خاسرة ؟!
سهم ووتر رشيد :
إنها ليست عزلة جبن، وما هو بالانسحاب، وإنما هو انتظار نستغله في التربية، أفيضير الأسد أن يسكن، ويتراجع، ويتوارى، ويقطع نفسه، ويتربص، ويتحفز، منتظرا لحظة التحرك؟
فذاك فقه الاعتزال.
قالوا اعتزلت فقلت عزلة رابض ****** متحفز للوثبة الشماء
إني لأرجو أن أحاول صادقا **** في صوغ ذاتي من تقى ومضاء
لأكون في الجلى إذا الداعي دعا **** سهما يصيب مقاتل الأعداء
وأجود بالنفس الزكية في رضا *****ربي وأرخص في الإله دمائي
فأنال إحدى الحسنيين كرامة ******* بالنصر أو بمنازل الشهداء
ما عزلة الأحرار إلا عزة ********* والصبر كل الصبر في اللأواء
وضجيج شذاذ للحج وعجيجهم ***** زبد يذوب وجمعهم كغثاء
استنطاق التجارب:
ومن لم يعظه منطق الفقيه، وتشبيه البليغ، وعظته التجارب.
قد يخفى الأمر قبل حدوثه، ويشتبه عليك نفعه، وضره، ولكنه إن حدث، وولى، وأدبر، عرفت ما فيه .
تبين إدبار الأمور إذا مضت ****** وتقبل إشباها عليك صدورها
لذلك تكون لك في دراسة الأحداث الموليات، وتاريخك السابق نعم العبر .. واستنطقها تروِ لك حديث من استعجل.
إن من صفة الداعية أن يكون صاحب حدس، يقيس به مستقبله على تجاربه الماضية، حتى لكأنه يطلع على الغيب، هكذا وصفوه.
وذو هاجس لا يحجب الغيب دونه **** تريه بطون المشكلات ظهورها
تعود إلى المأثور من فعلاته ************ فتأتمها في الأمر أو تستشيرها
لا تعدو تجاربك أن تكون نجاحا يغدو قائدا، وإماما لنجاح آخر، أو أن تكون إرهاقا، وتورطا يشير عليك بالترفق، والتروي.. إن لم تقدم لك تجاربك كل حاجتك، فإن لك في تجارب الآخرين تكميلا، تستطلع تاريخهم - ولو كانوا كفارا - تأخذ من تجاربهم ما يستوي فيه البشر، وتدع ما يقبحه الإسلام:
وبلوت أخبار الرجال وفعلهم ********** فملئت علما منهم وتجاربا
فأخذت منهم ما رضيت بأخذه ***** وتركت عمدا ما هنالك جانبا
ولا نظن أن في تجاربنا، وتجارب الآخرين غير درس يدعوك إلى أن لا تسبق قوتك، وأن لا تتجاهل واقع خصمك.
قد يكون الريث صونا:
المطلوب منك أن تصارع قدر الله، المتمثل بغلبة الانحراف اليوم، بقدر الله يجربه على يديك، في حدود ما تستطيع، على ضوء ما يمليه عليك الشرع، وتنصحك به التجربة .. فإن لم تصرعه فتلك حكمة الله تشاء ذلك، لعلها ستتضح لك يوما ما، أو لعلك ألممت بذنب، وخالطك نوع هوى، وعليك أن تطيل الصبر، وتستمر في صراعك من غير استعجال، وتجدد توبتك إلى الله، وتوكلك عليه من غير ظن سوء.
أنت تستعجل والأقدار تمشي بك هونا
فدع الأمر إلى ربك واطلب منه عونا
لا تضق بالريث ذرعا قد يكون الريث صونا
خل تدبير قضاياك لمن دبر كونا
إنه تذكير بالاتزان والتوكل، وليست هي دعاية لأن نلتذ بالراحة، ونخلد إلى الأرض. قديما، بادر الإمام البنا إلى نفي القعود ، كما نفى الاستعجال، فقال: " لقد خوطب المتحمسون منكم أن يتريثوا، وينتظروا دورة الزمان، وإني لأخاطب المتقاعدين أن ينهضوا، ويعملوا، فليس مع الجهاد راحة ، { والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين } [العنكبوت:69] ، وإلى الأمام دائما، والله أكبر " .
ونفى اليأس ، كما نفى استباق الأحداث فقال : " نحن لا نيأس، ولا نتعجل، ولا نسبق الحوادث، ولا يضعف من همتنا طول الجهاد، لأننا نعلم أننا مثابون متى حسنت النية، وخلصت الضمائر".
إيمان حتى النفس الأخير:
فنحن في انتصار طالما أننا نتقدم إلى الأمام، ونثبت قلوبنا على الحق ، وإن لم نصل ، المهم أن تبقى الدعوة حية، يرثها جيل آخر بعدنا . حسبنا أن نكون قد بلغنا الرسالة، وأدينا الأمانة، وأردنا الخير للناس، ولا يصح أبدا أن نحتقر أنفسنا، فحسب الذين يحملون الرسالات ويقومون بالدعوات، من عوامل النجاح ، أن يكونوا بها مؤمنين مخلصين، وفي سبيلها مجاهدين.
أما الوصول إلى الغاية، والحصول على النجاح الظاهر في هذه الحياة الدنيا، فليس هذا من وظيفة العبد القانت، إنما ذلك يرجع إلى الرب سبحانه وتعالى.
إنما نجاحنا في هذه الحياة الدنيا، أن لا نتزحزح قيد شعرة عن خطة الجهاد، ونظل مستمسكين بالعروة الوثقى ، والطريقة المثلى إلى آخر نفس من أنفاس حياتنا.
المصدر: الإصلاح: العد د 260 . 3/ 11/ 1193 م.