ضحايا بلا دماء

منذ 2005-12-13

ضحيتي ليست ككل الضحايا، وأسيري ليس ككل الأسرى، وأسلحة الدمار الشامل ليست ككل الأسلحة، وجيوشي فنانون وفنانات، ممثلون وممثلات، ليست لي بيوت دعارة فالإعلام في كل بيت، وليس لي مصنع أسلحة فالقنوات الإباحية على كل سطح، وليس لدي مواد كيماوية فالمواقع الجنسية في كل جهاز، وتأثيري فظيع، ونتائجي مائة بالمائة، فكم من شاب دمر وقته في مطالعتي، وكم من شيخ دمر عمره أمامي، وكم من امرأة دمرت مستقبلها ووقعت تحت تأثيري، وكم من أسرة هدمت، وكم من المحارم انتهكت، وكم من أسير لشهوته قضاها في الحرام بأسلوبي.

مجالات حبهم سائدة، وأعلامهم على البيوت مرتفعة، استباحوا حصوننا من الداخل فهدموها، وعلى المعاصي أقاموها، وعلى ( الإباحية) أسسوها.
مواقع إباحية دش، فيديو، ديسكو، معاكسات، تفحيط، مباريات، هَمّ بعض شبابنا...
سفور، مزيد من الحريات، الجري وراء الموضة، الخروج للأسواق، القصص والحكايات الغرامية، هَمّ بعض نسائنا...

ثم يأتي شاب ويشتكي من ماضيه الفظيع، وفتاة من مستقبلها المدمر، فحال بينهم وبين استقامة حاضرهم، ويأتي شاب أو فتاة ويقول: لا أستطيع ترك النظر إلى المواقع الإباحية والقنوات الفضائية وكلما تركتها عدت إليها!!! ولا أستطيع ترك العادة السيئة!!!

بل وأصبحت قضية مطروحة على الملأ تصوير العلاقة بين الرجل وزوجته، أو رؤيتهما ( الزوج والزوجة) للأفلام الإباحية أليس هذا عفن مطروح؟!!!

إنها سهام إبليس وأذنابه من أعداء الدين، سهام متعددة، ومتطورة، وتأثيرها ممتد، وثمرتها مستقبلية وقد تعتمد على أشياء هي في نظر البعض تافهة أو ليس تحتها طائل (نظرة) لكنها مسمومة التأثير.

فأين الدعاة والعلماء من تعدد وتطوير أساليب الدعوة لتكون خط الدفاع الأول عن المجتمع المسلم، فتكون ممتدة التأثير حتى ولو كانت ثمرتها مستقبلية، ولا نهمش أي وسيلة دعوية فقد تكون نافعة ورادعة ولنخاطب النفس والروح والجسد.

وأنت يا من ابتليت بشيءٍ من هذه المعاصي كبيرة كانت أو صغيرة ـ وكلنا ذاك العاصي ـ، ألا تفك الأسر وتخرج إلى حرية الطاعة، وتجاهد نفسك وتصبر وتصابر وترابط مع أهل الطاعة والصدق والخشية لله ـ عز وجل ـ وتجدد عهدك مع الله بتوبة نصوح قال تعالى: { يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ تُوبُواْ إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ يَوْمَ لاَ يُخْزِى اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَآ أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَآ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } [التحريم:8]

وقال سبحانه: { قُلْ لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُواْ فُرُوجَهُمْ ذلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ . وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَآئِهِنَّ أَوْ آبَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَآئِهِنَّ أَوْ أَبْنَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَآئِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُواْ عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَآءِ وَلاَ يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُواْ إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } [النور:30-31]، ولاحظ معي في هاتين الآيتين أنهما سدتا جميع مداخل كشف العورات أخذاً بمبدأ الوقاية خير من العلاج ثم ختمتا بـ { ذلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ } وبـ { وَتُوبُواْ إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }

وقال جل شأنه: { قُلْ يعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } [الزمر:53]

فخالِف أهل الشهوات فربك يريد أن يتوب عليك قال سبحانه { وَاللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً } [النساء:27]، واترك دواعي النفس والهوى { أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَـهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ } [الجاثية:23]
واخرج من ذل الشهوة وظلمة المعصية إلى عز التقوى ونور الطاعة، واعلم أنك في جهاد حتى يأتيك الأجل وأنت في عبادة ربك ومولاك { وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ } [الحجر:99].


نسأل الله الصدق في القول، والإخلاص في العمل اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان آمين.

المصدر: صيد الفوائد
  • 6
  • 0
  • 35,528
  • احمد حجازى

      منذ
    [[أعجبني:]] شفافية الداعية عند تحليله لألعن الاوبئة التي اثبطت همة الامة وشبابها العاثر...!! ليت القلوب تفتح ابوابها لنسائم التوبة... ليت العيون تكتب بعبراتها صحائف الغفران... الرؤية الشاملة للكاتب في كتاب الله قد ساعده كثيرا لابراز ما يتحث عنه وهذا من ذكاء الداعية ونباهته [[لم يعجبني:]] الخروج الي الاسواق....عبارة مطلقة وان كنت اعلم ما يرمي اليه الكاتب ، لكن القراء ليسوا علي درجة واحدة من سلم الفهم. ليس الخروج للاسواق محرم اذا توافرت فيه مقومات العفة والفضيلة والحياء وغير ذلك غير مطروح للمناقشة...جزاكم الله خيرا.
  • عبد

      منذ
    [[أعجبني:]] بارك الله فيك
  • نون

      منذ
    [[أعجبني:]] سلاسة الموضوع ياليت الجميع يقرأه
  • محمد حسن سليم

      منذ
    [[أعجبني:]] المقاله تتحدث عن موضوع فى غايه الاهميه وهو موضوع المواقع الاباحيه . وانا اعتقد ان هذه المواقع ومعها مواقع الدردشه وخصوصا تلك المواقع التى تجد فيها الفتيات وقد جهزن كاميراتهن صوب الشباب اعتقد ان تلك شبكه مخطط لها تخطيطا محكما للايقاع بالشباب فى فخ البعد عن الله والعيش تحت سيطره الشهوات والسيطره على عقولهم حتى لايستطيعواان يفكروا فى المستقبل ولا بكيفية النهوض بدينهم واوطانهم وانما بكيفية الحصول على المال للصرف على لذاته وشهواته وحسب [[لم يعجبني:]] المقاله ممتاذه وننتظر المذيد انشاء الله

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً