(علي السباعي).. لا نُدين بالولاء لأحد والليبرالية رأس بلا جذور في ليبيا

منذ 2013-01-08

موقع "البيان" حاور رئيس المؤتمر ورئيس تجمع الأصالة الليبي الشيخ الدكتور على السباعي حول التحولات السريعة التي يشهدها المجتمع الليبي وموقف التجمع من بعض القضايا الرئيسية التي دائماً في عالمنا العربي تكون حاسمة في وجهة الحِراك السياسي الإسلامي.


انعقد الاسبوع الماضي (مؤتمر تحديات ما بعد الربيع العربي) بحضور جمع كبير من العلماء والباحثين الإسلاميين من بلدان عربية مختلفة، وتحاور الجميع في أهم التحديات التي تواجه البلدان التي شملها ربيع الحرية، ومن أبرز التحديات التي طرحت، صراعات الهوية والتدخلات القبلية والطائفية وقضايا المرأة وغيرها، بدوره موقع "البيان" حاور رئيس المؤتمر ورئيس تجمع الأصالة الليبي الشيخ الدكتور على السباعي حول التحولات السريعة التي يشهدها المجتمع الليبي وموقف التجمع من بعض القضايا الرئيسية التي دائماً في عالمنا العربي تكون حاسمة في وجهة الحِراك السياسي الإسلامي.

السباعي الذي قابلته في مقهى فندق راديسون ثاني أيام المؤتمر كان يظهر حماسة كبيرة اتجاه هذه الظاهرة التي تشهدها ليبيا لأول مرة منذ أكثر من أربعة عقود، كتب هذا السياسي الثائر في بلد كان يعلق الإسلاميين فيه بالمشانق على صفحته الشخصية على صفحة الفيسبوك "بأنه استاذ مساعد في علوم الحاسب و المعلومات يريد من خلال ممارسة العمل السياسي أن يزيل النظرة التي رسخها النظام السابق حول كون الإسلاميين "إرهابيين" وَ "رجعيين" ونحو ذلك، فهو يستحضر سنوات من الغربة والخبرة ويريد أن يقدمها لبلده من خلال تجمع سياسي إسلامي لديه من المبادئ والقيم ما لا يختلف عليها مسلم في ليبيا.

- البيان: كيف ترى أثر المؤتمر والنظرة الشعبية والرسمية إليه كأول عمل سياسي في ليبيا الجديدة بهذه القوة؟

د. السباعي: الحمد الله ربّ العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى صحبة أجمعين، كما لا يخفى عليك أن هذا المؤتمر بهذا الحجم يعتبر مؤتمر أول وباكورة عمل لم تسبق ليبيا أن تتشرف باستضافة مثل هذا العمل، فمنذ 42 عاماً لم يسبق لليبيا أن تمكنت من احتضان هذا الكم الهائل من الدعاة والمفكرين والأكاديميين، وَوجود هذا المؤتمر سيكون له الأثر البالغ لأن الكثير من العلماء لهم أتباع من داخل ليبيا نفسها، سواء كان من السودان أو السعودية أو مصر أو غير ذلك.

التأثير الحمد الله جيد على المستوى الرسمي والشعبي، حيث تمت متابعته من قبل المؤتمر الوطني وَوزارة الأوقاف وأجهزة الحكومة المختلفة، وما طرح فيه كان مقبولاً والحمد الله الكثير من طلاب العلم حضروا المؤتمر وَوِرَش العمل والتقى بالعلماء وغير ذلك من الفعاليات التي تمت على هامش المؤتمر.

- البيان: نسمع الكثير عن قصص الجهاديين الليبيين في الخارج، كونكم حزب يطمح إلى السلطة، ما هو موقف الأصالة من جهاد الليبيين في الخارج؟

د. السباعي: الشباب الليبي بطبيعته شباب متدين ويرفض الظلم والضيم، لاعتبارين لاعتبار الدين واعتبار البداوة، الشعب الليبي عامته شعب بدوي وشعب قد خاض الحروب وجربها وتمرّس فيها ولا زالت روح الجهاد والثورة والحمية هي التي تدفعه لاسيما وإن رأى ظلماً بيّناً واضحاً يقع على إخوانهم هنا وهناك. ونحن في تجمع الأصالة لا نرى في ذهاب الشباب مطلقاً هكذا لسورية وكل مكان، فبلادنا تحتاج، إذا احتاج إخواننا في بلد ما، يذهب الناس الذين هم بحاجة لهم، سواء خبراء أو مدربين، أما الذهاب المطلق لا نرى فيه جذوا كبيرة.

- البيان: دائماً حينما تصعد الأحزاب الإسلامية إلى سُدّة الحكم تتصادم مع الغرب، لاختلافات عقدية في الغالب، كيف تتعاملون مع هذا الواقع؟

د. السباعي: المنطلقات التي ننطلق منها هي منطلقات مستمدة من الكتاب والسنة، ونحن نقدر بقدر المستطاع المصالح والمفاسد، وليس أضر على الأمة من أن يرى الإنسان نساء وأطفال فلسطين تمزقها الرشاشات والمدافع ونحن ننتظر خوفاً من التصادم مع الرؤى الغربية، هذا ظلم بيّن ترفضه جميع الشرائع والملل والنِّحل والقوانين، وهذا يحتم علينا الوقوف معهم وقوفاً مادياً ومعنوياً وبالسلاح وبشتى الوسائل.

- البيان: هل تعنى إجابتكم السابقة بأنكم ترفضون أي علاقات مع الكيان الصهيوني؟

د. السباعي: نعم نرفض أي علاقات مع الكيان الصهيوني، لأنه كيانٌ ظالم أُقيم على أرض مُغتصبة ولا نرى أن نقيم معه أي نوع من أنواع العلاقات.

- البيان: ما هي الرسالة التي يحملها أصالة للشعب الليبي؟

د. السباعي: الأصالة هي الأصالة نريد نحن الآن أن نعود بالشعب الليبي إلى أصالته، الشعب الليبي شعب أصيل فيه عادات وتقاليد كلها مستمدة من الكتاب والسنة، ونريد أن نزيل الغبش ونعود نحن والناس إلى الأصالة التي كان عليها أسلافنا والتقيد بنصوص الكتاب والسنة، وهذا لا يمنع من أن نعيش واقعنا ونستفيد من خبرات الشرق والغرب في تجديد مدارسنا وإعلامنا ومستشفياتنا ونحو ذلك، هذا لا يتصادم مع هذا، الالتزام بالقيم والأخلاق والمبادئ لا يعني التصادم مع الحضارة التي جاء بها الشرق والغرب، بل نستفيد منها وِفق هذه الرؤية.

- البيان: هل يوجد صراع هوية ثقافية في ليبيا مع الليبراليين؟

د.السباعي: لا تستطيع أن تقول أن هناك صراع ليبرالي إسلامي، بعض الرموز الليبرالية تقود تحالف هذا التحالف ليس من الضرورة أن يكون كل أفراده ليبراليين، إنما هم يرون أن هؤلاء الرموز روجوا لمشاريع تنموية ونهضوية ونحو ذلك فرؤوا أن ينقادوا خلفهم فقط، لا يوجد في ليبيا تيار ليبرالي مؤصل، يطرح أفكار ليبرالية، لا يجرؤ أحد أن يطرح مثل هذا الموضوع إطلاقاً.

- البيان: انطلقت أحزاب سلفية ومن توجهات إسلامية مختلفة في ليبيا بعد الثورة ما هي طبيعة علاقتكم بهم؟

د. السباعي: الحقيقة أنا شخصياً تربطني علاقة جيدة بكثير من قيادات ورموز العمل الإسلامي في ليبيا، وأحياناً تحدث خلافات لكن لا يصل الحال إلى التصادم، مازال بيننا وبينهم قنوات تواصل ومحبة ومودة، ومن بينهم الأخ سامي الساعدي وهو رئيس حزب الأمة الوسط وهم إخوة كرام.

- البيان: دائماً يُعاب على الإسلاميين ابتعادهم عن المشاركة في العملية التنموية وتركيزهم على الجوانب الدعوية، كيف سيتعامل تجمع الأصالة مع هذا الموضوع في ليبيا؟

د. السباعي: في قضية التنمية هو ما أوجبه علينا ديننا، المشاركة فيه من الواجبات ومن فروض الكفايات أن نقيم هذا البلد، لكن ما نمر به حالياً مخاطر تتعلق بالهوية، هناك مشاريع غربية يراد تمريرها في هذه الفترة، وكل جهودنا منصبة على أن تقوم النهضة وفق رؤية إسلامية لا تتصادم مع عاداتنا وقيمنا وديننا.

- البيان: الغرب دائماً يطرح قضية المرأة على أنها عنوان عريض من شروط تعاطيه مع الحكومات الناشئة في العالم العربي، بماذا تردون عليه؟

د. السباعي: أقول أن المرأة لم تكرم مثلما أكرمها الإسلام، ونحن نريد إكرام المرأة كما أكرمها الله جل جلاله، من حقها أن تمتلك، أن تتعلم، أن تعالج، أن تسافر، من حقها أن تقول رأيها، من حقها أن تفعل كل ما أحله الله للرجل، لها خصوصية نحن نحترم هذه الخصوصية، أما التيارات المدعات التي تدعي تكريم المرأة فهي تُهين المرأة في الحقيقة فها هي الدول الغربية تُهين المرأة تجدها كسلعة مهملة في قارعة الطريق.

- البيان: يوجد بلدان مجاورة لليبيا ساندت النظام السابق، كيف ستكون أُسس علاقتكم بها؟

د. السباعي: نحن الحقيقة بلد تستطيع تقول أنه بدأ من الصفر ونريد أن نكون علاقات مبنية على حسن الجوار والاحترام وتبادل الخبرات ونحو ذلك، وإن كان هناك من حسابات ونحو ذلك فهذه ينظر فيها في القضاء، إذا كان هناك إجرام أو قتل أو أموال منهوبة، فتسترد الحقوق إلى أهلها بالقضاء، هذا الأصل، في كل دول الجوار ليس لدينا عداوات مبيتة نحن نريد أن نكون مع جوارنا والمحيط الدولي والإقليمي لنا علاقات جيدة ومتينة تساعدنا على النهوض، والانتفاع المشترك هذا مما جرت عادة البشر به.

- البيان: جرى الحديث فيما سبق عن خلافات بين الأحزاب الإسلامية خلال تشكيل الحكومة الليبية السابقة، ما هي أُسس التحالف مع الآخرين في أصالة؟

د. السباعي: نتحالف مع من تجمعنا معه أهداف محددة أيٍ كان جنسه، المهم نحن عندنا أهداف وقيم نسعى إلى تحقيقها في بلادنا من تحكيم الشريعة ودفع الفساد وإقامة العدل وإقامة المؤسسات التي تخدم المواطنين كل من اتفق معنا في هذا نتحالف معه.

- البيان: تنسب الكثير من الأحزاب السلفية في مصر وتونس وليبيا على أنها امتداد للمدرسة السلفية الوهابية، وغيرها من المدارس الفكرية، تجمع أصالة لمن ينسب نفسه؟

د. السباعي: نحن الحقيقة عندنا مفتي عام هو الشيخ الصادق الغرياني، وقد كان حاضر في هذا المؤتمر وباركه وأيده، عندنا مرجعيات إسلامية وأكاديمية نثق بها، وعندنا باحثين أكاديميين وليس لنا أي ارتباط بالخارج سوى التعاون على البِرّ والتقوى، ليس لنا أي ارتباط فتوى أو تنظيم أو مرشد أو نحو ذلك، عندنا باحثين لديهم من الخبرة الشيء الكثير، والحمد الله سير الناس أن كل فتوانا أو ما نعتقده مستمد من الكتاب والسنة وعلماءنا الأجلاء مثل الشيخ الصادق الغرياني ونحوه.

- البيان: ما هو تأثيركم في الساحة السياسية الليبية؟

د. السباعي: النظام السابق، نظام القذافي لم يترك للعمل السياسي والثقافة السياسية أي أثر، فالناس تستطيع أن تقول أنهم أُمّيِّون في هذا الجانب، ومع ذلك والحمد الله حققنا نتائج طيبة لا بأس بها في فترة قصيرة من الزمن، يوجد من السلفيين في المؤتمر الوطني ما لا يقل من 25 إلى 30 عضو، ولدينا صوت وأثر طيب لا بأس به، ونسعى إلى الارتقاء بهذا المستوى وتطويره.


حاوره: أ. أحمد أبو دقة
 

المصدر: مجلة البيان
  • 0
  • 0
  • 3,421

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً