بشار .. أفسد علينا حياتنا
بشار مات من الداخل وانتهى، ولا أفهم ما الذي يُحرّك أطرافه، كما يبدو أنه قد نفذ وصايا ميكافيللي بكل حرفية، إذ ارتكب مجازر فظيعة كان معظم ضحاياها من الأطفال والنساء.
بشار مات من الداخل وانتهى، ولا أفهم ما الذي يُحرّك أطرافه، كما يبدو أنه قد نفذ وصايا ميكافيللي بكل حرفية، إذ ارتكب مجازر فظيعة كان معظم ضحاياها من الأطفال والنساء.
ذاك الوحش أفسد علينا حياتنا، أفسد الله عليه حياته ومماته، ولولا احترامي للقارئ الفاضل لسطرت فيه أبشع الأوصاف، التي في مجملها أنقى من أن تلحق به وبزبانيته، فقد مات من الداخل وانتهى، ولا أفهم ما الذي يُحرّك أطرافه!
أهي روحٌ التبسها الشيطان فأوهمه أن ما يقوم به حلال، وأن جرائمه مباحة؟!
أو أن الخوف على ذاته المريضة أوحت له فعل ذلك من باب "يا روح ما بعدك روح"؟!
أم يعتقد أنه قادرٌ على البقاء، وأن شياطين الأرض تدعمه، وأن النصر له لا مُحال؟! أم أنه لم يتوقف في حياته عند قول الله تعالى: {إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا} [النِّساء: من الآية 96]، أو لعله لم يتوقف عند معاني الآيات القرآنية الكريمة التي تدعو للخير والعدل والرحمة وكل الفضائل البشرية.
فمن أفعاله نجده قد قدّس الوصايا الهمجية لكتاب (الأمير) الذي ينصح الحكام بقوله: "إن عليهم إما أن يعطفوا على الناس، أو يقضوا عليهم، فالناس في وسعهم الثأر للإساءات الصغيرة، أما الإساءات الخطرة بالغة الخطورة فهم أعجز من أن يثأروا لها، ولذا إن أردتم الإساءة إلى إنسان فيجب أن تكون هذه الإساءة على درجة بالغة لا تضطروا بعدها إلى التخوّف من انتقامه".
ويبدو أن بشار نفذ وصايا كتاب الأمير بكل حرفية، إذ ارتكب مجازر فظيعة كان معظم ضحاياها من الأطفال والنساء، قُطّعت أجسادهم ومثل بها، ومنها مجزرة "كرم الزيتون" وَ"الحولة" وأخيراً وفي مساء اليوم السادس من يونيو قام شبيحته بالهجوم على قرية "القبير" بريف "حماة" وقاموا كما ذكرت جريدة "الشرق" السعودية: "بقتل معظم سكانها مُخلِّفين نحو مئةَ شهيد تقريباً، قتل سبعون منهم بالسكاكين وثلاثون أحرقوا أحياء، وبين الضحايا 22 طفلاً بعضهم لا يتعدّى عمره الأشهر، و25 امرأة، وهناك 15 مفقوداً بينهم فتيات ونساء وأطفال فيما حُملت بعض الجثث إلى القرى العلوية للاحتفال بها وسُحِلت في الشوارع والساحات"..
وكيف لا يفعل بشار ما فعل وقد قال "ميكافيلي" إن الناس: "لن يستطيعوا أن ينسوا أهلهم واسم مدينتهم أو أعرافها إلا إذا مزقهم شرّ ممزق..
ولذا فإن أضمن سبيل هو.. تدميرها تماماً، كما على الحاكم أن يتخذ التدابير اللازمة لارتكاب فظائعه، فوراً ومرة واحدة..".
وكيف لا يفعل هذا المجرّم الأفاق تلك الأفعال الإجرامية وقد نصح "ميكافيلي" من أراد البقاء في الحكم بقوله: "من الضروري لكل أمير يرغب في الحفاظ على نفسه أن يتعلّم كيف يبتعد عن الطيبة والخير...".
ألستم معي أن بشار ومستشاريه هم تلامذة نُجباء لميكافيلي، فقد فاق تطبيقهم الدموي لوصاياه كافة السفاحين الذين عرفناهم أو نقل لنا التاريخ جرائمهم!.
ثم إن كان بشار هذا أعمى البصر والبصيرة، فأين زوجته وأين قلب الأم فيها، وأين تلك المشاعر الفياضة تجاه كل طفل يبكي أو يتألم، وتجاه الإنسانية بشتى معانيها، ثم ألا تخاف على أطفالها -الذين لا ذنب لهم- من القتل؟! أو على أجسادهم من الطعن؟! أو على جلودهم من السحل؟! ألا تخشى من رجل وجد أسرته الصغيرة والكبيرة بكامل أفرادها قتلوا ومثل بأجسادهم، أم أنها تلقت ضمانات مؤكدة من أن القتل سيشمل الأسر بكامل أفرادها؛ بل القرى بأكملها، وأن شبيحة -زوجها- المتعطّشين لدماء الأبرياء تم اختيارهم بعناية وبعد أن تلقّوا تدريبات قتلت فيهم كل المشاعر السوية، ثم كيف لها أن تنام وتتحرك بعيدا عن أطفالها..
وهل تضمن سلامة نوايا من حولهم وحولها؟! وكيف لها أن تطعم أولادها دون خوف من أن أحدهم قد سمَّمه؟! ثم كيف تفسر لهم تغيير نمط حياتهم، ويا ترى أي نوع من القصص تقص على أطفالها قبل نومهم؟! وبعد هذا وذاك أنصح زوجها بشار بكتابة وصيته وتوثيقها عاجلاً غير آجل، فإن لم يمت بيد شعبه، آمل أن يقضي الله سبحانه عليه ويخلّص شعبه من شرّه إنه ولي ذلك والقادر عليه.
ولأن العالم بأسره يرى ما نرى لا أعتقد أننا سنُلام لو أعلنا وقوفنا كشعب سعودي بجانب الشعب السوري فقد قتل بشار الرُّضع والأطفال والنساء والشيوخ والرجال، ولا أعتقد أن أحداً من العالم سيُوجه لنا اللوم لو نظمنا تبرعات وطنية برعاية رسمية، ومن هنا أتطلّع كغيري لحكومتنا الرشيدة الخيرة لعلها تفسح لنا المجال كمواطنين فندعم أهل سورية الأشاوس مادياً، ولنكن بحق مؤيدين لسياستها المُعلَنة وخيارها الوقوف مع الحق منذ البداية، فقد كانت السعودية من أوائل الدول التي أعلنت للعالم تأييدها للمناضلين من أهل سورية ضد سياسة أدمنت قتل وسحل وسلخ أجساد الأطفال والنساء والرجال.
2012-06-10 م
- التصنيف:
- المصدر: