حميدان التركي.. وضحية جديدة لأمريكا
ملفات متنوعة
- التصنيفات: أحداث عالمية وقضايا سياسية -
الرياض:
23/5/1426هـ -30/06/2005 م
أصدرت عائلة طالب الدكتوراه السعودي، المبتعث لتحضير الدراسات العليا
في الصوتيات من جامعة دنفر بولاية كلورادوا في الولايات المتحدة
حميدان التركي، بياناً أوضحت فيه ملابسات وظروف اعتقال ابنهم، حيث
اعتقل للمرة الأولى وزوجته السيدة سارة الخنيزان في نوفمبر 2004 م،
وذلك بتهمة مخالفة أنظمة الإقامة والهجرة.
وأشارت عائلة التركي في بيانها إلى بطلان دعاوى اعتقال حميدان من جانب السلطات الأمريكية، وسعي مكتب التحقيقات الفدرالي F.B.I لإلصلاق تهم غير حقيقية لابنهم، مؤكدة هشاشة الدعوى المقامة ضد حميدان التركي.
وقد جاء نص البيان على النحو التالي:
بيان من عائلة التركي بخصوص اعتقال الابن حميدان وزوجته سارة الخنيزان
"حميدان بن علي التركي - 36 سنة - طالب الدكتوراه السعودي المبتعث من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في قسم اللغة الإنجليزية لتحضير الدراسات العليا في الصوتيات والحاصل فيها على الماجستير بامتياز مع درجة الشرف الأولى من جامعة دنفر بولاية كلورادوا في الولايات المتحدة.
تم اعتقاله للمرة الأولى وزوجته السيدة / سارة الخنيزان في نوفمبر 2004 م، وذلك بتهمة مخالفة أنظمة الإقامة والهجرة ولم يكن الاعتقال من قبل سلطات الهجرة فقط بل كان معهم أعضاء من مكتب التحقيقات الفدرالي F.B.I، وكانت طريقة الاعتقال كما لو كانت لإرهابيين أو مجرمين خطيرين، حيث تقدمت مجموعة مكونة من 30 من مكتب التحقيقات الفدرالية واقتحموا البيت بطريقة تشي بأن ثمة خطراً كبيراً يهدد الأمن، وبادروا بتوجيه السلاح إلى رأس زوجته وطلبوا منها إخبارهم عن مكان سلاح زوجها -مع علمهم بأنه ليس لديه أية أسلحة-.
وقد تم إطلاق سراحهم بكفالة قدرها 25.000 دولار، كما اعتقلت خادمتهم الإندونيسية لنفس المشكلة وتم استجوابها بخصوص تعامل العائلة معها، فأفادت بأن تعاملهم كان طيباً للغاية لدرجة قالت معها بأنها تشعر كما لو كانت واحدة منهم، وواصلت السلطات الأمريكية التحقيقات مع الخادمة وبنفس طويل، فقد تم سؤالها عن ما إذا كانت تعرضت لأي تحرشات جنسية فأفادت بالنفي القاطع، وقد ثبتت كافة أقوالها لدى السلطات الأمريكية، إلا أن السلطات الأمريكية تحفظت على الخادمة منذ ذلك الوقت وحتى تاريخ كتابة هذا البيان، لأسباب تدعو إلى التمعن في أبعادها المحتملة، خاصة أنه لم يثبت عليها أي مخالفة؟!
وفي الثاني من يونيو 2005 م تم اعتقال الزوجين مرة أخرى و تم توجيه تهمة إساءة التعامل مع الخادمة واحتجازها في منزلهم واحتجاز أوراقها الثبوتية وتعرضها لتحرش جنسي !! في مناقضة لكل الاعترافات التي أدلت بها مسبقاً مما يعني قطعاً أن الخادمة قد تعرضت لما دفعها إلى تغيير أقوالها بشكل دراماتيكي، وهنا نتساءل عن سر احتجاز السلطات الأمريكية للخادمة طيلة هذه المدة لديهم؟
وقد يكون مهماً التنبيه إلى بعض القضايا المتعلقة بالخادمة الإندونيسية لكي يتضح للجميع هشاشة الدعوى المقامة ضد الأستاذ حميدان التركي، فالخادمة لا تتحدث الإنجليزية ولا تكتبها ولذا فقد طلبت من أسرة التركي الاحتفاظ بأوراقها الثبوتية مع أوراقهم مثل أي عائلة أخرى، وقد تصرفت كما لو كانت عضواً في العائلة وهي كذلك، وفي هذا الاتجاه طلبت منهم حفظ رواتبها لأنها لا تحتاج إليها حيث أنها تسكن معهم، وتأكل و تشرب معهم، وتقوم الأسرة بشراء الملابس لها وجميع ما تحتاجه، حالها في ذلك حالة غالبية العائلات في المملكة العربية السعودية حيث يحفظون رواتب خادماتهم لحين طلبها لتحويلها لبلادهم في أوقات تختارها الخادمات أو عند السفر النهائي.
وشيء آخر نشير إليه وهو أن الخادمة تعاني من الرهاب الاجتماعي والثقافي من المجتمع الأمريكي مما جعلها لا تخرج إلا بصحبة العائلة.. وهنا نعاود التذكير بإلحاح السؤال: ما الذي جعلها تغير أقوالها و تقلب الحقائق خلال فترة احتجاز السلطات الأمريكية لها ؟؟
والمتأمل يدرك أن الحكومة الأمريكية تبدي حرصاً متزايداً على تحسين الصورة الذهنية لأمريكا لدى الدول العربية والإسلامية، وهذا شيء نثمنه كما يقدره الآخرون، و لكن الحقيقة المرة تعكس لنا ولغيرنا أن ثمة جهوداً تبذل من قبل بعض الأطراف الأمريكية في الاتجاه المعاكس، الشخصية،جد أن بعض موظفي مكتب التحقيقات الفيدرالي يسعون جاهدين وبحماس مفرط أحياناً لتشويه تلك الصورة الذهنية والإساءة للعلاقات المتميزة، مما جعل الكثير من العرب والمسلمين والسعوديين على وجه التحديد يفكرون أكثر من مرة عند شروعهم في التفكير في الدراسة أو العمل في أمريكا، أو حتى الزيارة السياحية لكي لا يتعرضوا للاعتقال والإهانة، وربما توجيه التهم المختلقة لهم ومن ثم تشويه سمعتهم في الإعلام الأمريكي!! وفي نفس السياق طلبت السلطات الأمريكية كفالة مالية باهظة جداً مقابل إطلاق سراح حميدان وزوجته تجاوزت نصف مليون دولار أمريكي ( حميدان 400.000 دولار و زوجته 150.000 دولار )!!
كما قامت السلطات كذلك بإحضار زوجة حميدان للمحكمة بدون السماح لها بوضع غطاء وجهها ولا حتى حجاب يغطي شعرها، في امتهان بغيض لقيم الإسلام وعنصرية مقيتة ضد العرب والمسلمين، بل وانتهاك لمبادئ الديموقراطية الغربية ذاتها والتي تضمن للإنسان حقه المطلق في الاختيارات الشخصية، فعلام تدل تلك المشاهد، بدءاً من طلب الكفالة الباهظة إلى عدم احترام حريتها في ارتداء حجابها؟؟*
السلطات الأمريكية هي وحدها فقط هي من تملك القدرة على الإجابة على تلك التساؤلات التي لا تشغل الرأي العام السعودي بل العربي والإسلامي، بل القضية أضحت قضية رأي عام عالمي، حيث طارت بها الصحف وغربت بها الفضائيات وشرقت بها الإنترنت!
وقد مكثت زوجة حميدان في السجن 12 يوماً إلى أن قامت عائلة حميدان التركي بدفع مبلغ الكفالة المطلوب الكفالة المطلوب لإخراجها، وطوال تلك الفترة بقي أولادهم الخمسة (أكبرهم في سن 17) في المنزل بدون رعاية ولا نفقة حيث جمدت أرصدتهم، ومما يبعث على الحزوأباهم. والاستغراب القاتل أنه تم مضايقة كل من يحاول التقرب إلى الأولاد ومساعدتهم في ظرف فقدوا فيه أمهم وأباهم ... فمن يتحمل مسؤولية ترويع عذوبة الطفولة وتكدير صفاءها وخدش مشاعرها!!
كما أن عائلة التركي ترغب في توضيح أن ابنها الأستاذ حميدان التركي يعول زوجته وولده وبناته الأربع، فضلاً عن الصرف على الخادمة، مما جعله يقوم بشكل قانوني بتحويل فيزته من فيزة طالب إلى فيزة تمكنه من العمل التجاري الذي يساعده على تغطية مصاريفه، وحيث أن مجال الترجمة والنشر كان من أقرب المجالات إلى تخصصه، فقد أنشأ مشروعاً مرخصاً كدار للترجمة والنشر حيث قام بترجمة العديد من أمهات الكتب الإسلامية في العقيدة والفقه وغيرها، كما كان من المبادرين إلى ترجمة الكتب التي تحارب الإرهاب والعنف والفكر المتطرف، وقام بنشرها وتوزيع العديد منها مجاناً لتوضيح الصورة الصحيحة للإسلام كدينٍ وسطيٍ عالمي وجلي أن ذلك يعين على تحقيق أهداف الحوار الثقافي الحضاري ونجاح برامجه وفعاليته، وللإطلاع على إصدارت الدار بإمكانكم زيارة الموقع التالي: www.al-basheer.com.
ونود التأكيد على أن أسرة حميدان لا تزال تعاني إثر فرض السلطات الأمريكية الإقامة الجبرية على زوجة حميدان ومنعها من الخروج حتى لفناء بيتها! كما أن حميدان لا يزال رهن الاعتقال، وذلك لعدم توفير المبلغ المطلوب لكفالته حتى هذه اللحظة.
ونختم بشكر جميع من تعاطف مع قضيتنا، ونخص بالذكر وبكل امتنان سفارة حكومة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ورعاه، والتي أولت الموضوع جلّ عنايتها، كما نشكر وبكل تقدير جميع من ناصرنا بدعائه أو بقلمه أو وجاهته أو ماله ممن لا يحبون الظهور ولا يرجون إلاّ رحمة الرب الغفور، هذا مع إيماننا المطلق بأن العدالة والحق ينتصران ولو بعد حين، وهي سنة الله تعالى في أرضه وخلقه، ولن تجد لسنة الله تبديلاً.
والسلام عليكم و رحمة الله وبركاته ،،،
عائلة التركي www.homaidanalturki.com