د.ممدوح حنا: كلفت من الكنيسة بإعادة (الشماس) للمسيحية فأسلمت
منذ 2013-01-20
هو استشارى المخ والأعصاب ومدير مستشفى الخانكة سابقاً وخادم فى الكنيسة، يؤكد لـ(المصريون) أنه ذهب إلى الأزهر الشريف بإرادته الحرة ليصبح اسمه أحمد محمد أحمد مصطفى وكان في طريقه لإقناع (محمد الشماس) بعودته للمسيحية ولكن تغير مساره تماماً..
- نعانى من التهديد والتشريد فى الشوارع ولا أحد يحمينا.
- أهلي أعلنوا الحداد وارتدوا السواد ولطخوا صورتي بالهباب.
- (الاختطاف القصري) رابطة قبطية لخطف البنات اللاتي تحولن للإسلام.
- ميليشيات الكشافة أنشأها البابا شنودة بحجة حفظ النظام داخل الكنيسة.
- انتخبت د. مرسي للرئاسة فقالوا أني قريب من التيارات الإسلامية.
- أطالب الدولة ود. مرسي بحمايتي والوقوف ضد المتطرفين.
- أشهرت إسلامي في الأزهر أمام الشيخ د. سعيد عامر وكنت رقم سبعة.
د. ممدوح حنا وهبة منصور سابقاً؛ (د. أحمد محمد أحمد مصطفى الاسم الحالى له بعد أن أشهر إسلامه فى مشيخة الأزهر يوم الخميس الماضى بتاريخ 2-1-2013).
وهو استشارى المخ والأعصاب ومدير مستشفى الخانكة سابقاً وخادم فى الكنيسة، يؤكد لـ(المصريون) أنه ذهب إلى الأزهر الشريف بإرادته الحرة ليصبح اسمه أحمد محمد أحمد مصطفى وكان في طريقه لإقناع (محمد الشماس) بعودته للمسيحية ولكن تغير مساره تماماً، وعدل عن نيته؛ بل واعتنق الإسلام عن قناعة وإرادة حرة وأشهر إسلامه وسط الكثير من الصعوبات التي واجهها.
وحول تفاصيل إسلامه كان لـ(المصريون)، معه هذا الحوار:
- حدثنا عن سبب اعتناقك الدين الإسلامى؟
كنت رجلا مسيحيا متديناً، وناشطاً أدافع عن القضايا المسيحية، وخادماً للكنيسة، وواعظاً أتلقى أوامر وأنفذها بدون مناقشة، وقد تم تكليفي بإرجاع (محمد الشماس) وهو (أشرف قسطنطي سابقا) إلى الديانة المسيحية، وأن أقنعه بالعودة للكنيسة مرة أخرى، خاصة أننى دكتور وتخصصي مخ وأعصاب ودارس لعلم النفس، فيسهل عليّ مناقشته وإقناعه، وأن أجعله يتحدث عبر فيديو بأن هناك جماعات سلفية ضغطت عليه ليدخل الإسلام، وبأنه لم يترك الدين المسيحي حتى الآن، مقابل أن يعيدوا له أبناءه، وأن يطلب المبلغ الذى يريده نظير التنازل عن القضايا التى رفعها ضد الكنيسة ويترك البلاد ويهاجر.
- وماذا بعد أن قابلته؟
حينما قابلته رأيته متمسكًا بموقفه ولا يريد أن يترك الإسلام ومتشبثاً برأيه، فعدت لهم وقلت: "إنه عنيد وتعبني" و"دماغه ناشفة"، ولن يتراجع عن موقفه، وطلبوا مني مناقشته مرة أخرى، وفعلا عدت له وبعد كثير من الحوارات بيني وبينه حول أمور كثيرة منها (الوحدانية) فى الإسلام والإنجيل والتوراة، والوحدانية فى الإسلام (لم يكن له كفواً أحد) وهى وحدانية بسيطة وليست مركبة، وتحدثنا عن بعض العقائد الأخرى تم طرحها فى الإنجيل والقرآن، وهكذا أمور كثيرة تحدثنا فيها، إلى أن وجدت نفسي أصدقه، وأقتنع بكلامه ولا أقنعه، إلى أن وصلني يقين بأن الإسلام هو الدين الصحيح، ومع الوقت اكتشفت أن القيادات المسيحية لا تهتم إلا بالطقوس التي بعضها غير وارد فى الإنجيل، وذلك على حد تعبيره، وبدأت أسأل نفسي: أيهما الدين الحق؟ وأبحث وأدرس إلى أن رأيت عقلي يوجهني للدين الإسلامي، ولم أتردد فى أن أعلن عن رغبتي فى اعتناق الإسلام.
- ولمن اعترفت فى البداية أنك تريد أن تعتنق الإسلام؟
اعترفت لمحمد الشماس عن رغبتي فى الإسلام وطلبت منه أن يساعدني في إشهار إسلامي، فوجئت بأنه رفض وطلب مني التفكير طويلاً وبشكل جدي، وعدت مرة أخرى بعد فترة وطلبت منه أن يساعدني فى دخولي للإسلام، ولكنه رفض مرة أخرى، وقال لى: الإسلام ليس قطارا تركبه فى محطة وتنزل منه فى المحطة الأخرى، فعدت للتفكير طويلاً إلى أن عدت له مرة ثالثة، وأكدت له أنني مقتنع بما أقوله وثابت على موقفي.
- متى أشهرت إسلامك؟
يوم الخميس بتاريخ 2-1 -2013، حيث توجهت لمشيخة الأزهر وقابلني الشيخ سعيد عامر، قابلني بابتسامة مطمئنة، وسألني: لماذا؟ وكيف؟ ومتى؟ إلى أن وثق من جديتي فى اعتناق الإسلام، ونطقت بالشهادة وأخذت ورقة رسمية تثبت بأني مسلم وبأن اسمى (محمد أحمد مصطفى).
- ما هي أهم الانتقادات التي وُجهت لك بعد إشهارك للإسلام؟
أعلم بأني سأواجه طوفان من الانتقادات والشتائم والاتهامات والافتراءات والتي بالفعل بدأت فقرأت ما قاله عني (سامح فوزي) عضو مجلس الشورى، وما قاله عني من كلام أوصفه بأنه كالكتابة على الماء والنقش على الحجر وليس صحيح؛ فهو اتهمني باتهامات باطلة نشرت على صفحات الجرائد في الفترة الأخيرة بعد أن أشهرت إسلامي، وقال أني أبغي الفتنة والإثارة والتهييج بل وطالب الشعب المصري مسلميه ومسيحييه بأن يرفعوا ضدي بلاغات تتهمني بإثارة الفتنة والكراهية والعداوة.
ورغم أن سامح فوزي يدعي أنه يدافع عن الأقباط إلا أنه تجاهل مليشيات البابا شنودة، وهي مليشيات أنشأها البابا شنودة بحجة حفظ النظام والترتيب داخل الكاتدرائية، لكن مع الوقت فوجئنا بأن هؤلاء الشباب مفتولي العضلات يقومون بأعمال غير مبررة على الإطلاق مثل التعدي على الناس داخل الكاتدرائية خاصة لو كانوا متظاهرين مثلما حدث مع (جماعة أقباط 38) وهم كانوا ينادون بتطبيق لائحة 38 الخاصة بالأحوال الشخصية للأقباط في أمور الطلاق والزواج التي تحتوي على 13 سبباً للطلاق ولم تطبق، وكانت مظاهراتهم سلمية داخل الكاتدرائية وفوجئوا بإطلاق الكلاب الشرسة عليهم وعقرتهم وهربوا وهم مجروحين مهانين مما حدث معهم، ورأيت بعيني أحد الأقباط يحمل كفنه وفوجئنا بأنه تم اختطافه وتخبئته وحاولت أن ألتقي به ولكنه رفض الظهور على الإعلام خوفا من بطش الكشافة.
- هل واجهتك صعوبات حينما ذهبت لمشيخة الأزهر؟
بالتأكيد لم أستطع الدخول في المرة الأولى، فحينما توجهت لإشهار إسلامي فوجئت بأناس من أهلي ومن الكنيسة ينتظروني بالأسلحة على باب الأزهر فرجعت واختبئت في أكثر من مكان إلى أن استطعت الدخول من باب خلفي لمشيخة الأزهر كي أشهر إسلامي. والآن أصبح تنقلي من مكان لآخر يتم بصعوبة بالغة، وحينما سجلت حلقة مع الشيخ خالد عبد الله لقناة الناس كنت مرتديا عقال وجلباب خليجي كي لا يعرفني أحد فيقتلني.
- وماذا بعد أن ذهبت لمشيخة الأزهر؟
قابلني الشيخ الدكتور سعيد عامر وقابلني بابتسامة وسألني: لماذا؟ وأين؟ ومتى؟ وكيف؟ وحين تيقن من رغبتي في الإسلام قمت بالشهادة أمامه، وأعطاني شهادة بيان إشهار الإسلام باسمي الإسلامي الجديد (أحمد محمد أحمد مصطفى) بدلا من (ممدوح حنا وهبه منصور)، ولو دققتي النظر في شهادة الإشهار لرأيتي أني رقم سبعة ومعنى هذا أنه سبقني في هذا اليوم ستة أشخاص مسيحيين للإسلام.
- وهل تأثر وضعك وعملك؟
بالطبع فعملي توقف ودخلي انقطع وزوجتي استولت على أموالي وتبرأت مني عائلتي، وبدأت رحلة العذاب في الشوراع والتخفي والمعاناة فليس لي مكان ولا أستطيع اللجوء لأي فندق، أو أن ألجأ لأصدقائي القدامى فكلهم تنكروا لي، فليس لي مورد بعد أن أخذت زوجتي كل ما أملك.
وأنا من عائلة متعصبة فيها قسيسين ورهبان وخدام في مصر وخارج مصر وكان لي دور فعال داخل الكنيسة التبشير والكرازة وعقد المؤتمرات والتنصير، فحركة التنصير قائمة داخل مصر وخارجها عن طريق قنوات قبطية منها: قناة الحياة القبطية، وقناة الطريق، وقناة الفادي، ودورهم هو الاتصال بالناس وتشجيعهم على ترك الدين الإسلامي.
وهناك رابطة تدعى رابطة (الاختطاف القصري) لشخص يدعى (إبرام لويس) مهمتها جذب وخطف البنات اللاتي تحولن للدين الإسلامي والتأثير عليهم بالإقناع والحوار والاتصال للعودة للمسيحية وتعاونها واحدة اسمهـا (جيهان منصور) تقول أنها صحفية.
- وما هو دورك داخل الوسط الكنسي قبل الإسلام؟
كان لي نشاط وهو الحد من ظاهرة دخول الشباب المسيحي من الجنسين ذكور وإناث للإسلام، ودليل كلامي أنه نُشر لي محاضرة كاملة مدتها ساعة في حوار متصل مع أبو العز توفيق نُشرت على الموقع الإلكتروني (الأقباط متحدون) عنوانها: (كنت أحذر العائلات القبطية من ترك أبنائهم للمسحيية ودخول الإسلام) وأوصيهم بالحنان على الأبناء كي لا يتركون دينهم.
- ما هو رد فعل أبناءك وأهلك تجاهك الآن؟
أهلى تلقوا فىّ العزاء وأقاموا جنازة لمدة ثلاثة أيام وارتدوا الأسود وأعلنوا وفاتى، وأسرتى مكونة من زوجتى وأربعة أبناء (ثلاثة أولاد وابنة)، وكلهم ضد موقفي ورافضين أن أتحول للإسلام، وبالفعل تركت البيت ومن يومها وأنا فى الشارع من مكان لآخر مُطارَد ومُهدَد.
- وماذا كان موقف الكنيسة؟
اتهموني بأنني معروف باتجاهي للتيار الإسلامي، وأنني انتخبت الدكتور مرسي لرئاسة الجمهورية، رغم أن التيار الإسلامي سياسي وليس ديني، وانتخابي للدكتور مرسي كان لاقتناعي بأنه الأصلح، وبأن حزب الحرية والعدالة حركة سياسية ومن حقه أن يأخذ الفرصة لإدارة البلاد، رغم أنني كنت مسيحيا حينما انتخبته، وكون سني 63 عاما فهذا لا يعيبني، وليس هناك أي ضغوط جعلتني أعتنق الإسلام.
ولو أن الكنيسة توصلت إليّ فسيفعلون معي الأفاعيل أو سيرسلوني إلى أهلي لقتلي لأني مطلوب منهم كي يتخلصوا مني، وهم بالفعل أعلنوا وفاتي وأخذوا عزائي ولطخوا صورتي بالسواد وارتدوا السواد.
- قالوا أنك قريب من التيار الإسلامي وهذا هو سبب إسلامك؟
كل هذه اتهامات باطلة فأنا بالفعل قمت بتأييد د. محمد مرسي في انتخابات الرئاسة وكنت مسيحياً وقتها وكان مبدأي حينها أن حزب الحرية والعدالة حركة سياسية ولها قاعدة شعبية عريضة فلماذا لا نعطي فرصة لهم في إدارة البلد. وقلت هذا الكلام في حلقة مع الإعلامي وائل الإبراشي وبالفعل انتخبت د. مرسي، وهل تأييدي له مسبة وعار؟! فلم أكن قريبا من أي تيارات إسلامية؛ بل بالعكس كان دوري في الكنيسة هو مكافحة دخول المسيحيين للإسلام.
- هل هناك أي شيء آخر تريد أن تقوله؟
نعم نحن نسير فى طريق الله ولا نسعى لأي فتن ولا إثارة، وأطالب الرئيس مرسي بحمايتنا، فنحن مطاردون فى الشوارع ونتعرض لتهديدات بالقتل وليس لنا مأوى، ونحن لا نسعى لفتنة وكل ما نريده أن نعيش فى أمان. وأتهم قيادات الكنسية بعينها بأنهم يسعون لتصفيتنا خاصة بعد تصريحاتهم الأخيرة لإحدى الصحف بأننا نسعى لفتنة وعلى كل مسلم ومسيحى أن يتقدموا ببلاغات ضدنا لدى النائب العام مما جعلنا نشعر بنيتهم فى تصفيتنا.
وأنا مواطن عادي مثل أي مواطن مصري وخروجي من المسيحية لن ينتقص من المسيحية شيئاً ولن يزيد الإسلام في شيء ولكني أطالب بالأمان وبحماية الدولة لنا لأننا في الشارع.
حوار- مروة حمزة
14- يناير- 2013 م
- التصنيف: