العبر من أخبار من سخر بسيد البشر ..

منذ 2006-01-31

قصص عجيبة .. فداك أبي وأمي

28/12/1426هـ

بسم الله الرحمن الرحيم

{ إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ }

الحمدُ للهِ وبعدُ،

هزّ خبرُ الاستهزاءِ بالنبي صلى اللهُ عليه وسلم في الجريدتين الدنماركية والنرويجية مشاعرَ المسلمين في جميعِ العالمِ، وهي ليست الأولى ولن تكون الأخيرةَ؛ سواء كانت من الكفارِ أو من أبناء جلدتنا، فالنبي صلى اللهُ عليه وسلم قد نيل منهُ في حياتهِ وبعد مماتهِ، وانتقم اللهُ لنبيهِ صلى اللهُ عليه وسلم لأن اللهَ قد قال: { إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ } [الكوثر:3]، وقال أيضاً: { إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ } [الحجر:95]. قال شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ في (الجوابِ الصحيح لمن بدل دين المسيح، 6/276): "وقد سمى أهلُ العلمِ بعضَ مَنْ كفاهُ اللهُ إياهُ مِنْ المستهزئين، وكانوا معروفين مشهورين عند الصحابةِ بالرياسةِ والعظمةِ في الدنيا فذكروهم ليعرف هذا الأمرُ العظيمُ الذي أكرم الله نبيه به..." .ا.هـ.

وقد سجل التاريخُ قصصاً ومشاهد لانتقامِ اللهِ لنبيهِ صلى اللهُ عليه وسلم. ومن بابِ التفاؤلِ بانتقامِ اللهِ من الرسامِ الدنماركي الذي سخر من النبي صلى الله عليه وسلم أذكرُ ما طالته يدي من ذلك، ولا بأس من مشاركةِ الجميعِ بما لديهم.

نبدأ بقصةٍ جاءت في الصحيحين وهي قصة الرجل الذي ادّعى على النبي صلى اللهُ عليه وسلم كذباً وزوراً أنه هو من كان يكتبُ، وقد بوّب لها البخاري في صحيحه في كتابِ المناقبِ: "باب علاماتِ النبوةِ"، ومسلم في كتابِ صفاتِ المنافقين وأحكامهم، وجعلت روايةَ الصحيحين في سياقٍ واحدٍ.

1- « عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ نَصْرَانِيًّا (عند مسلم: كَانَ مِنَّا رَجُلٌ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ) فَأَسْلَمَ وَقَرَأَ الْبَقَرَةَ وَآلَ عِمْرَانَ، فَكَانَ يَكْتُبُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَعَادَ نَصْرَانِيًّا، (وعند مسلم: فَانْطَلَقَ هَارِباً حَتَّىَ لَحِقَ بِأَهْلِ الْكِتَابِ. قَالَ: فَرَفَعُوهُ) فَكَانَ يَقُولُ: مَا يَدْرِي مُحَمَّدٌ إِلا مَا كَتَبْتُ لَهُ (وعند مسلم: قَالُوا: هَذَا قَدْ كَانَ يَكْتُبُ لِمُحَمَّدٍ، فَأُعْجِبُوا بِهِ) ,وَ‏فِي رِوَايَة الإِسْمَاعِيلِيّ: كَانَ يَقُول: مَا أَرَى يُحْسِن مُحَمَّد إِلا مَا كُنْت أَكْتُب لَهُ)، فَأَمَاتَهُ اللَّهُ فَدَفَنُوهُ (وعند مسلم: فَمَا لَبِثَ أَنْ قَصَمَ اللهُ عُنُقَهُ فِيهِمْ)، فَأَصْبَحَ وَقَدْ لَفَظَتْهُ الأَرْضُ (وعند مسلم: قَدْ نَبَذَتْهُ عَلَىَ وَجْهِهَا) فَقَالُوا: هَذَا فِعْلُ مُحَمَّدٍ وَأَصْحَابِهِ لَمَّا هَرَبَ مِنْهُمْ (‏فِي رِوَايَة الإِسْمَاعِيلِيّ: لَمَّا لَمْ يَرْضَ دِينهمْ) نَبَشُوا عَنْ صَاحِبِنَا فَأَلْقَوْهُ، فَحَفَرُوا لَهُ فَأَعْمَقُوا، فَأَصْبَحَ وَقَدْ لَفَظَتْهُ الأَرْضُ فَقَالُوا: هَذَا فِعْلُ مُحَمَّدٍ وَأَصْحَابِهِ نَبَشُوا عَنْ صَاحِبِنَا لَمَّا هَرَبَ مِنْهُمْ فَأَلْقَوْهُ، فَحَفَرُوا لَهُ وَأَعْمَقُوا لَهُ فِي الأَرْضِ مَا اسْتَطَاعُوا فَأَصْبَحَ وَقَدْ لَفَظَتْهُ الأَرْضُ، فَعَلِمُوا أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ النَّاسِ فَأَلْقَوْهُ (وعند مسلم: فَتَرَكُوهُ مَنْبُوذاً) ». أخرجهُ البخاري (3617)، ومسلمٌ (2781).

قال شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ في (الصارمِ المسلولِ، ص 233 ) معلقاً على القصةِ: "فهذا الملعونُ الذي افترى على النبي صلى اللهُ عليه وسلم أنه ما كان يدري إلا ما كتب له، قصمهُ اللهُ وفضحهُ بأن أخرجهُ من القبرِ بعد أن دُفن مراراً، وهذا أمرٌ خارجٌ عن العادةِ، يدلُ كلّ أحدٍ على أن هذا عقوبة لما قالهُ، وأنه كان كاذباً، إذ كان عامةُ الموتى لا يصيبهم مثل هذا، وأن هذا الجُرمَ أعظمُ من مجرد الارتداد، إذ كان عامةُ المرتدين يموتون ولا يصيبهم مثل هذا، وأن اللهَ منتقمٌ لرسولهِ صلى اللهُ عليه وسلم ممن طعن عليه وسبهُ، ومظهرٌ لدينه، ولكذبِ الكاذبِ إذا لم يمكن للناسِ أن يقيموا عليه الحد".ا.هـ.

سبحان الله! تأملتُ عبارةَ: « فَانْطَلَقَ هَارِباً حَتَّىَ لَحِقَ بِأَهْلِ الْكِتَابِ. قَالَ: فَرَفَعُوهُ »، فوجدتها تنطبقُ على الزنديقِ سلمان رشدي الذي رفع الغربُ من شأن روايتهِ التي قذف فيها النبي صلى اللهُ عليه وسلم، ودعموهُ بالمالِ لطباعتها ونشرها، فنسألُ اللهَ أن يكونَ مصيرهُ عبرةً كما في الحديثِ الآنفِ.


2- ذكر القاضي عياض في (الشفا، 2/218) قصةً عجيبةً لساخرٍ بالنبي صلى اللهُ عليه وسلم، وذلك أن فقهاءَ القيروانِ وأصحابَ سُحنُون أفتوا بقتلِ إبراهيم الفزاري، وكان شاعراً متفنناً في كثير من العلومِ، وكان يستهزىء باللهِ وأنبيائهِ ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فأمر القاضي يحيى بن عمرَ بقتله وصلبه، فطُعن بالسكينِ وصُلب مُنكسأً، ثم أُنزل وأُحرق بالنارِ. وحكى بعضُ المؤرخين أنه لما رُفعت خشبته، وزالت عنها الأيدي استدارت وحولته عن القبلةِ فكان آيةً للجميعِ، وكبر الناسُ، وجاءَ كلبٌ فولغ في دمهِ.


3- قال ابنُ كثيرٍ في (البدايةِ والنهايةِ، 14/286) عند أحداثِ سنة (761 هـ ) ما نصه: "وفي يوم الجمعةِ السادس عشر منه قُتل عثمانُ بنُ محمدٍ المعروف بابنِ دبادب الدقاق بالحديدِ، على ما شهد عليه به جماعةٌ لا يمكنُ تواطؤهم على الكذبِ، أنه كان يكثرُ من شتمِ الرسولِ صلى اللهُ عليه وسلم، فرُفع إلى الحاكمِ المالكي وادّعى عليه فأظهر التجابنَ، ثم استقر أمرهُ على أن قتلَ قبحهُ اللهُ وأبعدهُ ولا رحمهُ.

وفي يوم الإثنين السادس والعشرين منه قتل محمد المدعو زبالة، على ما صدر منه من سب النبي صلى الله عليه وسلم، ودعواه أشياء كفرية، وذكر عنه أنه كان يكثر الصلاة والصيام، ومع هذا يصدر منه أحوال بشعة في حق أبي بكر وعمر وعائشة أم المؤمنين، وفي حق النبي صلى الله عليه وسلم، فضربت عنقه أيضاً في هذا اليوم في سوق الخيل ولله الحمد والمنة.


4- كان لسببُ تأليفِ كتابِ (الصارمِ المسلولِ على شاتمِ الرسولِ) لشيخِ الإسلامِ ابنِ تيميةَ -رحمهُ اللهُ- قصةٌ ذكرها تلميذهُ ابنُ كثيرٍ في (البدايةِ والنهايةِ، 13/355) فقال: "واقعة عساف النصراني: كان هذا الرجل من أهل السويداء، قد شهد عليه جماعة أنه سبّ النبي صلى الله عليه وسلم، وقد استجار عساف هذا بابن أحمد بن حجى أمير آل علي، فاجتمع الشيخ تقي الدين بن تيمية، والشيخ زين الدين الفارقي شيخ دار الحديث، فدخلا على الأمير عز الدين أيبك الحموي نائب السلطنة فكلماه في أمره، فأجابهما إلى ذلك، وأرسل ليحضره، فخرجا من عنده ومعهما خلق كثير من الناس، فرأى الناس عسافاً حين قدم ومعه رجل من العرب فسبّوه وشتموه. فقال ذلك الرجل البدوي: هو خير منكم -يعني النصراني- فرجمهما الناس بالحجارة، وأصابت عسافاً ووقعت خبطة قوية، فأرسل النائب فطلب الشيخين ابن تيمية والفارقي فضربهما بين يديه، ورسم عليهما في العذراوية، وقدم النصراني فأسلم، وعقد مجلس بسببه، وأثبت بينه وبين الشهود عداوة، فحقن دمه.

ثم استدعى بالشيخين فأرضاهما وأطلقهما، ولحق النصراني بعد ذلك ببلاد الحجاز، فاتفق قتله قريباً من مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قتله ابن أخيه هنالك، وصنف الشيخ تقي الدين بن تيمية في هذه الواقعة كتابه الصارم المسلول على ساب الرسول".ا.هـ.


5- شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ في (الصارمِ المسلول) يذكرُ من التجاربِ بخصوصِ سب النبي صلى اللهُ عليه وسلم فيقول: "ونظيرُ هذا ما حدثناه أعدادٌ من المسلمين العدول أهل الفقه والخبرة عما جربوهُ مراتٍ متعددةٍ في حصر الحصونِ والمدائنِ التي بالسواحلِ الشاميةِ، لما حُصر فيها بني الأصفر في زماننا قالوا: كنا نحن نحصرُ الحصن أو المدينةَ الشهر أو أكثر من الشهرِ، وهو ممتنعٌ علينا حتى نكادُ نيأسُ منه، حتى إذا تعرض أهلهُ لسبّ رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم والوقيعة في عرضه، تعجّلنا فتحه وتيسّر، ولم يكد يتأخرُ إلا يوماً أو يومين أو نحو ذلك، ثم يفتحُ المكانُ عَنْوةً، ويكونُ فيهم مَلحمةٌ عظيمةٌ، قالوا: حتى إنا كنا لنتباشر بتعجيلِ الفتحِ إذا سمعناهم يقعون فيه، مع امتلاءِ القلوب غيظاً بما قالوه فيه.

اللهم أقرّ أعيننا وأسماعنا بالساخر بالنبي صلى اللهُ عليه وسلم.

عبد الله بن محمد زُقَيْل

بكالريوس من جامعة الإمام محمد بن سعودالإسلامية - قسم أصول دين

  • 7
  • 2
  • 22,008
  • سارة المنشاوي

      منذ
    [[أعجبني:]] اهتمام بعض المسلمين بالقضية [[لم يعجبني:]] عدم اهتمام الرؤساء و الملوك
  • فارس

      منذ
    [[أعجبني:]] موضوع المقالة [[لم يعجبني:]] عدم اضافةنماذج قريبة من زمانناأوبهاعقاب الله وليس المسلمين لمن سب النبى....باسثناء واحدة فقط
  • محمد عبد الله

      منذ
    [[أعجبني:]] هوما يتوافق مع يقيني التام بات الله منتقم لحبيبونا محمد صلى الله علية وسلم من كل ما أساءه له لذا نسأل لله ونقول اللهم من قام بالاساءة لحبيبونا محمد (صلى الله علية وسلم) بقول او رسمًًٍٍِِِ اللهم شُُل يديه ولسانه وأجعله عبرة لاعوانه [[لم يعجبني:]] هو الجهل التام بما قدمه هذا السفيه الدنماركي من خدمة الي دين الاسلام ودون ان يقصد وذا تتبرنا في كتاب الله لوجدنا الاساءة للانبياء والرسل ليس بالامر لجديدولقد قال قوم هود له انا لنراك في سفاهةوقال قوم نوح عليهما السلام له انا لنراك في ضلاضةومن هنا لا بدبنبغي علينا نحن المسلمين جميعا ان نعلم أن الكثير من الغرب لا يدري من هو محمد واتت لنا الفرصه لنرد علي هذه التسالات التي سوف يبداء يسأل عنها شعوب الغرب التي لا تعلم شي عن الاسلام وعن رسول الاسلام ومن هو وذا انني في ذات يوم التقيت بامراة اروبيه وتبلغ من العر فوق الستين وسالتني عن من هو اسمي وقلت لها محمد عبدالله وسالتني بعدها هل انا مسلم وان دل هذا فانما يدل علي انها لا تدري من هو رسول الاسلام وان كنت احمل اسم من هو رمز للاسلام . ومن هنا علي كل مسلم ان يسعي جاهدا ان يخبر هؤلاء بمن هو محمد(صلى الله علية وسلم) وبهذا سوف تجد الكثير منهم يدخل في الاسلام
  • ابو العلياء

      منذ
    [[أعجبني:]] اناللة وان للة راجعونولقد المنى والم كل حر سؤال الدهر اين المسلمون [[لم يعجبني:]] ليس النبى بحاجة للدفاع عنة ولا اثبات انتقام اللة لة فاللة غالب على امرة ولو كرة المشركون
  • ehab

      منذ
    [[أعجبني:]] حقا ان منتقم ممن سب نبيه لانها مسبة كفرية و الله غالب على امره ولكن اكثر الناس لا يعلمون
  • الزهراء

      منذ
    [[أعجبني:]] اللهم إنتقم من الدنمارك يا أأكرم الأكرمين مقاطعوووووون إلى الأبد
  • أبوداوود

      منذ
    [[أعجبني:]] جزيتم خيرا .. وطلبي منكم أن توصلواللغرب أحوال رسولنا الكريم وأيضأ توعية لعالمنا الإسلامي
  • nada

      منذ
    [[أعجبني:]] المقال ممتاز وان كان قليا من كثير في حق الحبيب فالنبي احبه الكل انسهم وجنهم الصغار والكبار النساء والرجال وانصفه زوي الراي من المشركين في تعظيمه ورفعه عن النقائص البشريه حتي الحيوان احب النبي والجمادمن سبح الحصى بين اصابعه من اشتاق اليهالجزع حتى انه طفل رضيع يبكي من فقدان امه الحبيب هو من كلم الضبيه التي وقعت في الشرك وهي تريد ان تزهب لترضع ابنها ولما فك اسرها بدات تقول اشهد انك رسول الرحمهالنبي الذى ازي من اهل الطائف وشتم وضرب بالحجاره ومع زالك سامح ولم ينتقم النبي الزى قال لاهل مكه اذهبواوانتم الطلقاء النبي الذى جمع اهل المدينه على الحب والاخاء وانتشلهم من الحروب والقتل النبي الذي كان يواسي الصغير حتي انه جلس يلاعب طفل لان عصفوره مات النبي الحبيب الزي عشقه اصحابه حتى انهم يفدونهم بحياتهم ونسائهم واموالهم وما عشقوه بقوه سلاح ولاكن باخلاقه النبي من عشقه اهل السماء واحبوه النبي هو ابو البشرالروحي ان صح التعبير الهم انا نحب نبيك فجعله يحبنا واحبنا [[لم يعجبني:]] لايوجد شيئ ولاكن لازم نقول انه قليل م كثيرمن القصص الي فيها اعزاز للنبي والدين
  • Mostafa Hassan

      منذ
    [[أعجبني:]] المقالة رائعة والله اسال ان تصيب كل من تكلم فى رسول الله بسوء [[لم يعجبني:]] المقالة جيدة والحمد لله
  • عطاالله السناني

      منذ
    [[أعجبني:]] بأذن واحد أحد هذا ما سوف يحدث لكل من أساء إلى حبيبنا رسول الله و قد يجتمع على هؤلاءلعنة سب الرسول و إهانة القرآن فيكون العقاب عقابين أدعوا الله أن يرينا فيهم عجائب قدرته

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً