فرانس24: الجيش المالي يقتل الناس على "اللحية"
قال تقرير نشره تلفزيون "فرانس24" إنه من الأفضَل للرِّجال في شَمَال مَالي أن يقُومُوا بحَلقِ لحَاهُم هَرَباُ مِنَ مُلاحقات الجيش المَالِي، الذي بَدَأَ يتقدَّمُ بدَعمٍ منَ الجيشِ الفَرنسيّ في تلك المُدن، بدَافع البحثِ عن إسلاميّين.
البيان/ متابعات:
قال تقرير نشره تلفزيون "فرانس24" إنه من الأفضَل للرِّجال في شَمَال مَالي أن يقُومُوا بحَلقِ لحَاهُم هَرَباُ مِنَ مُلاحقات الجيش المَالِي، الذي بَدَأَ يتقدَّمُ بدَعمٍ منَ الجيشِ الفَرنسيّ في تلك المُدن، بدَافع البحثِ عن إسلاميّين.
و ذَكَر التَّقرير أنَّ مُراسلَ القنَاة شاهَدَ جُنوداً من الجيش يجُرُّونَ عَجوزاً طاعناً في السنّ بسبب لحيتِه الكثيفة في مدينة (ديابالي)، وقال أيضا : " لونُ وجهِ هذا العجوز يزدادُ احمرارا تحت تأثير الضَّربات بحزامِ الجنديّ ... العجوز المرتدي جلبابا بنيَّة الهربِ رُعباً حافيَ القدمين من عنف العسكري المالي وتهديداته بقتله قبل أن يتدخل جنود آخرون ويفصلون بينهما".
و أُفيدَ أن الصحافَةَ غيرُ مرغوبٍ بوجودها في تلك المناطق، حيث كان الجيش يرفض وجود الصحفيين، و تشير القناة أيضا إلى وقوع عمليات تصفية دامية بحق مدنيين.
كان العجوز الجريحُ جالساً عند عتبة داره المتواضعة، فرحا بنجاته من موت رآه بأم العين "جروح الرأس لم تعد تؤلمني، الألم من جروح الجسد، أشكر الله الذي أنقذني"، ويضيف العجوز: "كنت خارجا للتو من زيارة لصديق، وخلال سيري على الطريق العام اعترضني جندي، وطلب أوراقي الثبوتية فقدمتها له، فجأةً تحوَّلَ الجندي إلى شخص عنيف وأخذ يصرخ: (مالي ولهويتك أنت إرهابي وسأقتلك)".
و يضيف الكهل: "انهالَ الجنديُّ بعد ذلك عليّ بالضرب بالعصا التي كنت أحملها والتي انتزعها من يدي وبحزامه حتى نفر الدم من رأسي".
ويتابع العجوز قصتَهُ: "في البداية لم أفهم ما يحدث لي، فأنا أقيم في ديابالي منذ 40 سنة، ماشيتي وأولادي هنا ... الجندي الذي اعتدى عليّ غريب عن المدينة ... اعتقدَ بأنني من الإسلاميين، ربما بسبب لون بشرتي الفاتح قليلا أو بسبب اللحية التي أحملُها".
حين وصلتُ إلى مسرح الاعتداء يقول مُصوِّر فوتوغرافي حضر الموقف، كان الوضع متوترا "الجندي يصرخ ويهدد صحافية بيضاء البشرة طلبت منه التوقف عن ضرب العجوز" تقدمت يضيف المصور وقلت للجندي "يا ريس هذا العجوز هو والد زوجتي".
و يضيف أيضا: "انتزع الجندي آلة التصوير من يدي ورفع حزامه في وجهي مهددا" في تلك اللحظة بدأ العجوز في الركض صوب مركز للجيش، وتدخَّلَ عدد من الجنود حاولوا تهدئة زميلهم، ويؤكد المصور: "لو كان المعتدي مسلحا لما تردد لحظة في إطلاق النار على العجوز"، مضيفا: " كانت أنفاس الجندي مشبعة برائحة الخمر، كان ثملا للغاية".
في هذا الوقت نقل الخبر إلى أولاد العجوز الذين شدوا الخطى إلى المركز العسكري، بلال -26 عاما- نجل العجوز لم يصدق عينيه حين رأى الدماء تسيل على وجه والده، ترك بلال يصطحب والده إلى المستوصف حيث تلقى العجوز الإسعافات الأولية، في المستوصف استعاد العجوز هدوءه وطلب من الحشد الذي التف حوله والذي أخذ يطالب بالانتقام الهدوء والتروي.
قصة العجوز كانت نهايتها طيبة، ولكن من يعرف حجم عمليات التصفية وعدد الجثث التي ألقيت في الآبار في المناطق المالية الشاسعة المستعادة، حيث لا وجود لشهود أو مراقبين.
- التصنيف: