هل الرافضة تؤمن حقاً بأركان الإيمان الستَّة؟!

منذ 2013-02-03

إن علماء الرافضة الشيعة الجعفرية الإثني عشرية لا يؤمنون بأركان الإيمان على الحقيقة مطلقاُ. ولربَّما يستغرب أحد هذا الجزم المُطلق، تجاه أولئك الشيعة، لكن من خلال الشرح والتفصيل، والتوضيح والتبيين، سيتضح جلياً أنَّهم من أبعد الناس حقاً عن الإيمان بأركان الإيمان الستَّة؟


مِمَّا هو معلوم عندنا أنَّ أركان الإيمان ستَّة: الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وبالقدر خيره وشره.

لكنَّ علماء الرافضة الشيعة الجعفرية الإثني عشرية لا يؤمنون بأركان الإيمان على الحقيقة مطلقاُ.

ولربَّما يستغرب أحد هذا الجزم المُطلق، تجاه أولئك الشيعة، لكن من خلال الشرح والتفصيل، والتوضيح والتبيين، سيتضح جلياً أنَّهم من أبعد الناس حقاً عن الإيمان بأركان الإيمان الستَّة؟


الركن الأول: الإيمان بالله:

الإيمان بالله يقتضي الإيمان بوجوده وربوبيته وأنَّه الإله المعبود فقط دون كل من سواه، وكذلك نؤمن بأسماء الله وصفاته على الوجه اللائق به عزَّ وجل.

لكنَّ الروافض يُخالفوننا في ذلك فهم يعتقدون أنَّ أصل قبول الأعمال هو الإيمان بإمامة الاثني عشر وولايتهم، فليس قبول الأعمال متعلقاً بتوحيد الله عز وجل، ولذلك فإنَّهم يعتقدون أنَّ الأئمة هم الواسطة بين الله والخلق، حتى صاروا يعبدونهم ويدعونهم رغبًا ورهبًا، بل يعتقدون أنَّ لأئمتهم الحق في التشريع والتحليل والتحريم.

وتأمَّل تفسيرهم لقوله تعالى: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ} [الزمر: 65]، فلقد جاء في الكافي (أصول الكافي: 1/427 رقم (76)) -وهو أصح كتاب عندهم في الرواية- وفي تفسير القمي (تفسير القمي: 2/251) -عمدة تفاسيرهم- تفسيرها بما يلي: "يعني إن أشركت في الولاية غيره". فأي إيمان بالله تعالى فيه شرك بربوبيَّته وألوهيَّته والعياذ بالله؟!


الركن الثاني: الإيمان بالملائكة:

يؤمن أهل الإسلام أنَّ الملائكة عباد مكرمون، وأنَّ الله خلقهم من نور، وأنَّهم لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون.

أمَّا الملائكة عند هؤلاء الرافضة، فمقتضى إيمانهم بهم أن يعتقدوا بأنَّ الملائكة خلقوا من نور الأئمة!! وهم خدم للأئمة!! ومنهم طوائف قد كلفوا -بزعمهم- للعكوف على قبر الحسين!!

تقول أخبارهم: "خلق الله من نور وجه علي بن أبي طالب سبعين ألف ملك يستغفرون له ولمحبيه إلى يوم القيامة" (كنز جامع الفوائد: ص334، بحار الأنوار: 23/320). وأحيانًا يقولون: "خلق الله الملائكة من نور علي" (المعالم الزلفى: ص 249)، وكأنه لا وظيفة للملائكة إلا أمر أئمتهم الاثني عشر، أو كأنهم ملائكة الأئمة لا ملائكة الله! بل عندهم حياة الملائكة موقوفة على الأئمة والصلاة عليهم، لأنه "ليس لهم طعام ولا شراب إلا الصلاة على علي بن أبي طالب ومحبيه، والاستغفار لشيعته المذنبين" (بحار الأنوار: 26/349) فهل هذا إيمان بالملائكة على ما يريد الله تعالى ورسوله صلَّى الله عليه وسلَّم؟!


• الركن الثالث: الإيمان بالكتب:

ادعت الشيعة الروافض أن الله سبحانه أنزل على أئمتها كتبًا من السماء، مثل ما أنزل كتبه على أنبيائه! كما زعمت الرافضة أن لدى الأئمة الاثني عشر الكتب السماوية التي نزلت على جميع الأنبياء فهم يقرؤونها ويحتكمون إليها. ويرون أنَّ القرآن الكريم مُحرّف وهنالك آلاف الروايات عن أئمَّتهم في القول بتحريف القرآن وأنَّه ناقص كما في كتاب ( فصل الخطاب في إثبات تحريف كلام رب الأرباب) للنوري الطبرسي قبَّحه الله.

كما تدعي كتب الشيعة نزول مصحف على فاطمة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولقد جاء في الكافي: "عن أبي بصير قال: دخلت على أبي عبد الله... ثم ذكر حديثًا طويلاً في ذكر العلم الذي أودعه الرسول صلى الله عليه وسلم عند أئمة الشيعة -كما يزعمون- وفيه قول أبي عبد الله: "وإنّ عندنا لمصحف فاطمة عليها السّلام. قلت: وما مصحف فاطمة عليها السّلام؟ قال: مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرّات ما فيه من قرآنكم حرف واحد" (أصول الكافي: 1/239)، فهذه الأسطورة التي يرويها "ثقة الإسلام عندهم" بسند صحيح عندهم كما يقرره شيوخهم (انظر: الشّافي شرح أصول الكافي: 3/197).

بل تدعي الشيعة بأن عند الأئمة الاثني عشر كل كتاب نزل من السماء وأنهم يقرؤونها على اختلاف لغاتها، وعقد صاحب الكافي بابًا لهذا الموضوع بعنوان: "باب أن الأئمة عندهم جميع الكتب التي نزلت من عند الله عز وجل وأنهم يعرفونها على اختلاف ألسنتها" وضمنه طائفة من رواياتهم (أصول الكافي: 1/227).


الركن الرابع: الإيمان بالرسل:

ضلال الشيعة في هذا الركن يتمثل في عقائد متعددة كقولهم بأن الأئمّة يُوحى إليهم!! بل قالوا: "إنّ الأئمّة عليهم السّلام لا يتكلّمون إلا بالوحي"(بحار الأنوار: 17/155، 54/237).

بل إنَّهم قالوا بعصمة أئمَّتهم، وضرورة اتباع قولهم، فهم أعطوهم بهذا معنى النبوة!

بل يرون أنَّ أئمَّتهم أنَّهم أفضل من الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام!

ففي بحار الأنوار للمجلسي عقد بابًا بعنوان "باب تفضيلهم عليهم السّلام على الأنبياء وعلى جميع الخلق وأخذ ميثاقهم عنهم وعن الملائكة وعن سائر الخلق، وأنّ أولي العزم إنّما صاروا أولي العزم بحبّهم صلوات الله عليهم" (انظر: بحار الأنوار: 26/267).

وقد ألّف بعض شيوخهم القدماء والمعاصرين في هذا المذهب مؤلّفات: مثل كتاب تفضيل علي عليه السّلام على أولي العزم من الرّسل، كلاهما لشيخهم هاشم البحراني، المتوفّى سنة 1107، وكتاب تفضيل الأئمّة على غير جدّهم من الأنبياء لشيخهم محمّد كاظم الهزار، وكتاب وتفضيل أمير المؤمنين علي على من عدا خاتم النّبيّين/ لمحمّد باقر المجلسي المتوفّى سنة 1111هـ.

ويرون أنّ الأئمة ليسوا بأفضل من الأنبياء فحسب؛ بل ما استحق الأنبياء ما هم فيه من فضل –بزعمهم- إلا بسبب الولاية. قال إمامهم "ما استوجب آدم أن يخلقه الله بيده وينفخ فيه من روحه إلا بولاية علي عليه السّلام وما كلَّم الله موسى تكليمًا إلا بولاية علي عليه السّلام!! ولا أقام الله عيسى ابن مريم آية للعالمين إلا بالخضوع لعليّ عليه السّلام"، ثم قال: "أجمل الأمر ما استأهل خلق من الله النّظر إليه إلا بالعبوديّة لنا !".

فهم يجعلون الأئمة كالأنبياء والرسل الذين يقيم الله بهم الحجة على خلقه فهم يحتاجون للمعجزات لإثبات رسالتهم كما يحتاج الأنبياء. بل هم في الفضل، ووجوب الطاعة، وتحقق المعجزات قد يصلون إلى مرتبة أفضل الرسل والأنبياء أو أعظم.


الركن الخامس: اليوم الآخر:

لهم في هذا الركن العظيم أقوال منكرة، وبدع كثيرة.

فإنَّهم قد أوَّلوا آيات القرآن في اليوم الآخر أوّلوا معناها بأنَّها الرجعة، وهذه حيلة ماكرة من واضعي هذه النصوص لإنكار أمر اليوم الآخر بالكلية، وأقل ما فيها أنها تصرف قلوب الشيعة، عن ذلك اليوم، أو تمحو معاني اليوم الآخر من نفوسهم، لأنهم لا يقرؤون في آيات اليوم الآخر إلا تأويلات شيوخهم له بالرجعة.

ويقولون بأن أمر الآخرة للإمام، فلقد قال صاحب الكافي في أخباره: "الآخرة للإمام يضعها حيث يشاء ويدفعها إلى من يشاء جائز له ذلك من الله" (أصول الكافي: 1/409).

وإن سئلوا : لم يكون أمر الآخرة للإمام؟

فإنَّهم يرون أنَّ هذا فرع عن تصورهم لأمر الجنة والنار، إذ يقولون: "لولا الأئمّة ما خلقت الجنّة والنّار"، قال ابن بابويه: "ويجب أن يعتقد أنّه لولاهم لَمَا خلق الله سبحانه السّماء والأرض ولا الجنّة ولا النّار، ولا آدم ولا حوّاء، ولا الملائكة، ولا شيئًا ممّا خلق" (الاعتقادات: ص106-107). و"إنّ الله خلق الجنّة من نور الحسين" (المعالم الزلفى: ص249، وانظر: نزهة الأبرار، ومنار الأنظار في خلق الجنّة والنّار/ لهاشم البحراني أيضًا: ص395). ومرة يقولون بأنّ الجنّة هي من مهر فاطمة في زواجها على عليٍّ، وما ندري كيف تكون مهرها وهي مخلوقة من نور ابنها؟!

ويرون أنَّ أول ما يسأل عنه في القبر هو حب الاثني عشر، فقالوا: "أول ما يسأل عنه العبد حبنا أهل البيت" (بحار الأنوار: 27/79، عيون أخبار الرضا: ص222)، وجاء في كتبهم كذلك: " فيسأله ملكان عن من يعتقده من الأئمّة واحد بعد واحد، فإن لم يجب عن واحد منهم يضربانه بعمود من نار يمتلئ قبره نارًا إلى يوم القيامة" (الاعتقادات/ للمجلسي: ص95).

وأما "إذا كان في حياته معتقدًا بهم (يعني الاثني عشر) فإنه يستطيع الرد على أسئلتهم (يعني أسئلة الملائكة) ويكون في رغد إلى يوم الحشر" (محمد الحسيني الجلالي/ الإسلام عقيدة ودستور: ص77)

كما أنَّ الشيعة يعتقدون عقيدة غريبة لم يقل بها أحد، حيث يرون أنَّه سيكون هنالك حشر بعد الموت، ولقد قال المجلسي في الاعتقادات: "يحشر الله تعالى في زمن القائم جماعة من المؤمنين لتقر أعينهم برؤية أئمتهم ودولتهم، وجماعة من الكافرين والمخالفين للانتقام عاجلاً في الدنيا" (الاعتقادات: ص98).

أضف على ذلك أنَّهم يرون أنَّ أمور الحساب، والصراط والميزان، والجنة والنار بيد الأئمة الاثني عشر! ففي كتبهم ، قال أبو عبد الله: "إلينا الصّراط وإلينا الميزان وإلينا حساب شيعتنا" (رجال الكشّي: ص337). ويقولون بأنه صاحب الجنة والنار، فلقد قالت أخبارهم: "إذا كان يوم القيامة وضع منبر يراه الخلائق يصعده رجل يقوم ملك عن يمينه وملك عن شماله، ينادي الذي عن يمينه: يا معشر الخلائق، هذا عليّ بن أبي طالب صاحب الجنّة يدخلها من يشاء، وينادي الذي عن يساره: يا معشر الخلائق، هذا عليّ بن أبي طالب صاحب النّار يدخلها من يشاء" (بحار الأنوار: 39/200، بصائر الدّرجات: ص122).

وقالوا: "بأن علياً بن أبي طالب ديان الناس يوم القيامة"، ففي كتبهم عن المفصل بن عمر الجعفي عن أبي عبد الله قال: سمعته يقول: "إن أمير المؤمنين علياً بن أبي طالب لديّان الناس يوم القيامة" (بحار الأنوار: 39/200، بصائر الدّرجات: ص122، وانظر: تفسير فرات: ص13).


الركن السادس: الإيمان بالقدر:

القضية عند هؤلاء الروافض ليست في إطلاق اللفظ الذي له معنى في اللغة غير الإيجاد، ولكن في قولهم بأن العبد هو الذي يخلق فعله، كما أن توجيه إمامهم بأن عيسى يخلق ليس بدليل لهم في قولهم إن كل إنسان يخلق فعله؛ لأن ذلك معجزة لعيسى بأمر الله، وورد به النص {{C}{C}أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم{C}{C}} [آل عمران: 49]، وهم يعممون إطلاق اللفظ. والفرق اللفظي بينهم وبين معتزلة البصرة قد توارى فيما بعد على يد ثلة من أساطين المذهب.

فقد عقد شيخهم الحرّ العاملي صاحب الشيعة في كتابه الذي يتحدث فيه عن أصول أئمته بابًا بعنوان "باب أنّ الله سبحانه خالق كلّ شيء إلا أفعال العباد" (الفصول المهمّة في أصول الأئمّة: ص80) وقال: "أقول: مذهب الإماميّة والمعتزلة أنّ أفعال العباد صادرة عنهم وهم خالقون لها" (الفصول المهمّة في أصول الأئمّة: ص81).

وكذلك قال شيخهم الطبطبائي: "ذهبت الإمامية والمعتزلة إلى أن أفعال العباد وحركاتهم واقعة بقدرتهم واختيارهم فهم خالقون لها، وما في الآيات من أنه تعالى خالق كل شيء وأمثالها إما مخصص بما سوى أفعال العباد، أو مؤول بأن المعنى أنه خالق كل شيء إما بلا واسطة أو بواسطة مخلوقاته" (مجالس الموحدين في بيان أصول الدين/ محمد صادق الطبطبائي ص21).
 

  • 3
  • 34
  • 5,189

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً