منتدى جدة الاقتصادي.. ما الهدف؟؟
ملفات متنوعة
- التصنيفات: أحداث عالمية وقضايا سياسية -
الخميس 24 المحرم 1427هـ - 23 فبراير 2006م
منتدى جدة الاقتصادي الذي عقد في جدة منذ أسبوعين تقريباً.. ما هي
هويته؟؟ وما هي أهدافه؟؟
فالمحاور التي سبق أن استعرضتها في مقالة لي سابقة على بدء فعالياته
كانت توضح أن هناك أجندة أخرى يتم تنفيذها من خلال هذا المنتدى!! فكما
نشرت صحيفة الحياة في عددها 15655 في 14 محرم الحالي، أنه: (منتدى جدة
الاقتصادي.. كثير من «السياسة» قليل من «الاقتصاد») فها هو آل غور
يقدم محاضرة دفاعية عن دولة العدو الصهيوني ويبعد عنها أي (تهمة)!!
بأنها المسبب في اشتعال المنطقة بالخلافات.. وأنها أحد أسباب الحروب
المستمرة في المنطقة!! بل إنه تهجم على حماس وطالب بأن تتخلى عن
(العنف) كما يقول إذا ما رغبت الجلوس مع حكومة إسرائيل!!
وأشار كعادة رجال الإدارة الأمريكية إلى أن العالم في حاجة ماسة إلى
العقلانية والجرأة في الطرح الشجاع للقضايا العالمية كما هي الحال في
هذا المنتدى!! لأن ذلك سيسهم في سد الفجوة بين الشرق والغرب..
هل الجرأة في الطرح التي يشيد بها آل غور هي قدرته على الدفاع عن دولة
العدو الصهيوني التي تحتل أرض فلسطين وتدمرهم بدباباتها ورصاصها وتحرق
مزارعهم وتبني حائطاً يحميها من صواريخ القسام التي يدافع بها أبطال
فلسطين عن أرضهم وعن شرفهم؟..
يدافع عنها وهي تغتال كرامتنا مسلمين وتعيث فساداً في المسجد الأقصى!!
وتمنع الصلاة فيه!!
أمام العالم تغتال قيادييهم مثل الشيخ أحمد ياسين، والدكتور عبدالعزيز
الرنتيسي وغيرهما من الشرفاء المقاومين، واتهام من يدافع عنهم بأنهم
(إرهابيون)! ويدافع عنهم آل غور في عقر دارنا وبمباركة رجال المنتدى
الذي أصبح منبراً سياسياً لتمرير سياسة أعدائنا في أرضنا!! ولم يسمح
حتى بالحوار معه!! بل سمح بسؤالين فقط، أحدهما للرجال والآخر للنساء!!
تعللاً بضيق الوقت!!
ثم الطامة الكبرى أن تقدم له هدية عبارة عن (خنجر فضي) في علبة
فضية..!! ما الذي ترمز له هذه الهدية!؟
ومن تابع تقديم الهدية وملامحه وهو يستلمها وملامح من يقدمها لأدرك
الفرق الواضح!!
أيضاً مشاركة غيرهارد شرودر كانت منبراً آخر للدفاع عن (المقدس) في
(حرية التعبير) لدى الدانمارك!! وبالطبع كان لا بد من إبداء (الأسف
لنشرها)وقوله: (إن المسألة كان يمكن أن تُدار بشكل أفضل!! لو أن رئيس
الوزراء الدانماركي قال: نعم هناك حرية صحافة في بلادي ولكني أدين هذا
الأمر)!! لاحظوا نغمة التعالي في الخطاب وهي التكرم على مليار
وثلاثمائة مليون مسلم بكلمة (أدين هذا الأمر)!! منتهى الكرم!!
هذه هي النماذج التي تم استضافتها في منتدى جدة الاقتصادي!!
وما هو الأسوأ أيضاً هو استضافة إحدى ضحايا 11 سبتمبر سونيا تيتابو
بولوا لتتحدث عن المعاناة الإنسانية التي يخلفها الإرهاب وتأثيرها في
العالم!!
كان يفترض أن يحضروا معها جميع ضحايا القنبلة الذرية في هيروشيما
ونجازاكي!! وضحايا فيتنام الذين يعانون إلى الآن من آثار القنابل التي
كانت تقذف عليهم وتحرق مزروعاتهم وتدمرها!!
وضحايا أفغانستان!! خصوصاً القرى الآمنة التي لا تعرف ماذا يعني بحر
قزوين ودوره الاستراتيجي في إمطار أفغانستان بالقنابل الذكية
والعنقودية بتهمة أنها دولة إرهابية!!
وكان يفترض لمن يهندس هذا المنتدى!! أن يدعو نساء العراق وأطفاله كي
يشكلوا لوحة تعبيرية عن معنى الحصار الاقتصادي السابق لاحتلاله!!
وماذا دار ويدور في العراق الآن من قتل وتعذيب، وكان الأفضل لنساء
المنتدى أن يوجهن دعوة للشرطية الأمريكية التي تفننت في تعذيب
العراقيين المعتقلين مع صديقها الشرطي المريض بالهوس الجنسي معها كي
تكتمل صورة (المرأة الأمريكية) في المنطقة!!
وكان الأفضل لمن يخطط لهذا المنتدى ويموله أن يوجّه دعوة لنساء فلسطين
المعتقلات في السجون بأطفالهن ولا أقول شبابهن ورجالهن أيضاً إذ أخشى
على جمال المسرح والإضاءات التي يتفننون في إدارتها أن تخبو أمام
كرامة هؤلاء الأحرار في فلسطين والعراق وأفغانستان..
.. هذا المنتدى هل هو يمثل مجتمعنا؟؟ ولغته الرسمية هي اللغة
الإنجليزية؟؟ وعملته الدولار الأمريكي؟؟
وما الهدف من إقامته بهذه الأبعاد الموغلة في التدخل في قيمنا
وتشريعاتنا واستفزاز نسقنا النظامي بالمطالبة باختلاط النساء والرجال
والتصويت عليه في آخر أيام المنتدى؟؟
لماذا من أدار الندوة يأمر بإلغاء الحواجز بين الحضور نساء ورجالاً كي
تتم المشاركة في (بناء المجتمع)؟! ألا يعتبر هذا خروجاً عن دستورنا
ودستور حكمنا وقرآننا ولغتنا العربية، وما هو معمول به منذ توحيد
المملكة العربية السعودية على يد المؤسس لهذا الكيان الكبير من التزام
بالكتاب والسنَّة؟؟
.. هل الاختلاط هو الهدف من هذا المنتدى؟؟ هل تمرير أجندة أعدائنا في
أرضنا هي المبتغى؟؟
سؤال لمن هو المسؤول عن هذه التجاوزات؟ وما الذي علينا اتباعه.