مسيخ كل زمان
حاسبوا أنفسكم واكبحوا جماحها قبل أن نصير يوماً مع الخارّين للدجال سجّدا نظنه حقاً، راجعوا عقيدتكم وتحرُّوا الحق قبل أن يُوارِيكم التُّراب، والتذكرة لي قبل أن تكون لكم.
- التصنيفات: الزهد والرقائق - النهي عن البدع والمنكرات -
أعورٌ مكتوبٌ بين عينيه (كااااافر) يقول أنا ربكم فيخرّوا له سجداً! لكم استغربت كيف يصدقونه بعد ما جائهم من الحق؟ كيف يصدقونه بعد ما ورد في صفاته والتحذير من السقوط في فتنته؟!!
إنّه مسيخ دجال كل زمان ومكان، وإنها فتنة كل زمان ومكان يغرق في براثنها كل مهتز العقيدة، كل من اتخذ إلاهه هواه، يأخذ من الكتاب ما يوافق أهوائه ويترك ما يتعارض معها، يُحلُّ حراماً ويحرِّم حلالاً بدواعي التوافق مع القوانين الوضعية البشرية والأعراف المجتمعية الدولية، يظهر لأعداء الدين ودّاً وتوافقاً وميوعةً ونعومةً حتى يرضوا عنه، يظن أنه هكذا داعية إلى الإسلام بالميوعة والتفريط في الدين، بَئِس صنيعه وخدعته سذاجة نيته، يظن أنه يُحسن صنعا، خسر خسر، ولن يرضوا عنه أبدا.
هل في ديننا ما يُعيبه؟؟ هل في الإسلام ما نخجل منه؟؟ إن لم تأخذوا من الإسلام كله فاتركوه لمن يعشقون الموت في سبيله.
إخواني وأخواتي والله ما نحن من السقوط في براثن الفتنة ببعيدين, قال الله تعالى في كتابه العزيز: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا . الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا} [الكهف: 103-104]، صدق الله العظيم.
فحاسبوا أنفسكم واكبحوا جماحها قبل أن نصير يوماً مع الخارّين للدجال سجّدا نظنه حقاً، راجعوا عقيدتكم وتحرُّوا الحق قبل أن يُوارِيكم التُّراب، والتذكرة لي قبل أن تكون لكم.
فاهدنا اللهم ربنا سُبل الرشاد ودبّر لنا فإنَّا لا نُحسن التدبير: {رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ} [آلِ عمران: 8].
حامد سليمان