شياطين الإنس
إليك عزيزي القاريء بعض الأدلة الواقعية التي تبين خطر الغناء وحرمته وأنه آفة من آفات المجتمع ومخدر للشعوب ومهدر للأموال ومضيع للأوقات وسبب في إفساد الشباب، فهو هادم للقيم ومثير للغرائز ودليل على الفواحش من عمل قوم لوط وزنا ونحوها، وهو سكر القلوب وخمرها وقرآن الشيطان ولحنه وذكر الضالين وزجلهم.
إليك عزيزي القاريء بعض الأدلة الواقعية التي تبين خطر الغناء وحرمته وأنه آفة من آفات المجتمع ومخدر للشعوب ومهدر للأموال ومضيع للأوقات وسبب في إفساد الشباب، فهو هادم للقيم ومثير للغرائز ودليل على الفواحش من عمل قوم لوط وزنا ونحوها، وهو سكر القلوب وخمرها وقرآن الشيطان ولحنه وذكر الضالين وزجلهم.
أولاً: ما تاب شاب من الشباب أو امرأة من النساء إلا و كان أول ما يقدمه قرباناً لله بين يدي توبته التوجه إلى أشرطة الغناء لتكسيرها، وهذا يدل على أنه يعلم في زمن غوايته وضلاله أن الغناء محرم وأنه لا توبة له إلا بالخلاص منه، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً} [التحريم: 8].
ثانياً: إذا أراد أحد المطربين أو العازفين أن يتوب، فإن أول ما يباشره أعواد إبليس ومزاميره فيحملها، ثم يخرج بها فيحرقها جميعاً، وهذا يدل على أن المطربين والعازفين يعلمون أن الغناء محرم، وأن أدواته أشد بلاء وحرمة، وأنها بوابة الهلاك فهي أخبث الخبائث كما أنها سبب قسوة القلوب وجحود علام الغيوب.
ثالثاً: إذا أراد أحد المعجبين بالغناء وأهله أن يتوب إلى الله، فإن أول عمل يعلم أنه يحقق توبته هو هجر أصدقاء السوء وتمزيق صورهم ومقاطعة معازف البلاء وأهل الغناء لعلمه التام أن هؤلاء سبب غوايته وشياطين حياته.
رابعاً: لو سألت العقلاء وعامة الناس عن أسوأ أوساط المجتمع لقالوا الوسط الفني من مطربين وممثلين ومن تبعهم من الغاوين، فيا الله من وسط قوامه الزندقة والرذيلة وألفاظه النتن والعفن والضلال {إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً} [الفرقان: 44].
خامساً: كلمات الأغاني فيها من الغث والمخزي والفاضح ما يخجل له الإنسان السوي، ولولا أن أرمّد عيونكم بكلماتهم لفعلت، ولكني نزهت أبصاركم عن عباراتهم السمجة الغبية، ومن كان يسمع لهم سيأتيكم بالمضحكات المبكيات.
سادساً: الغناء رقية الزنى؛ لأن أشعار المغنين تتحدث عن الجسد (العيون والخدود والقدود والوجوه والشعور والأقدام والأيدي) وحركاتهم تظهر الجسد وصورهم غلب عليها الاهتمام بالجسد، وأخبارهم عن الجسد (جسد × جسد × جسد) يثير الغرائز ويوقع في الحرام فهو بريد الزنى، ويكفي أن شعراءهم من الكفار والفساق عافانا الله وإياكم، وصدق الله {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} [النور: 19].
سابعاً: يشتهر عند المطربين والمطربات كثرة استعمال الأصباغ الجمالية (الماكياج والحمرة وتبريد الأسنان والنمص وصبغات الشعر) فحياتهم طلاء وصبغة لا حقائق ولا أرواح، وغناؤهم طلاء ولحونهم صبغات {ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْض} [النور: 40].
ثامناً: اسأل المطربين والمعجبين والسامعين للأغاني عن القرآن تجدهم لا يقرؤون القرآن، ولا يحفظون منه إلا ما يحفظه طفل في الصفوف الأولى من الدراسة؛ لأن الهم ينصب على قرآن الشيطان، قد استعاض به عن قرآن الرحمن، فالويل له والثبور، فالقرآن لا يحبونه لثقله عليهم، ولا يستمعون إليه ولا يرتلونه لانصرافهم عنه {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ} [البقرة: 102]، ولو سمعوه فبقلوب لاهية، وألسنة لاغية، وآذان تائهة، وإذا سمعوا الغناء والموسيقى خشعت الأصوات، وسكنت الحركات، وأصغت القلوب {وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ} [الزمر: 45]، لأنه لا يجتمع قرآن الرحمن وقرآن الشيطان في قلب واحد أبداً، والواقع خير دليل.
تاسعاً: يزعمون أنهم يعالجون قضايا المجتمع، وبئس مجتمع يعالج هؤلاء قضاياه، ولا أدري هل الحب والغزل والجنس وشرب الخمور ومعاقرة النساء والمجون والعربدة علاج لقضايا المجتمع أم هي إمراض وإعلال لحياة الناس؟ {وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ} [الأعراف: 21].
عاشراً: لو اطلعت على الصفحات الفنية في الصحف والمجلات لوجدت حديثاً تشم منه رائحة الجنس والوقوع في حمأة الرذيلة [يثير الغرائز، يحرك الأشجان، الإحساس العذب، العشق، اللحن الجميل..] وعن المطربات [عندها شيء من الدفء، احتضن فلان الفنانة فلانة، حركات ساخنة]، أقوال ساقطة ماجنة وهدم للحياء والفضيلة وقصص غرامية وصور فاضحة ودعوة للتبرج والسفور واختلاط الجنسين وكل ما عليك أن تفتح إحدى هذه الصفحات لترى من هذه السفالات ما يبهرك، ولن تجد عندهم عبارات الطهر والعفاف والغيرة والشرف والعرض {فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ} [يونس: 32].
الحادي عشر: قال تعالى: {وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُوراً} [الإسراء: 64]، إن الناظر إلى أحوال المستمعين للغناء يرى ما يندى له الجبين عند إشارات المرور والحدائق وفي الطرقات، حيث يرفع المسجل إلى أعلى الأصوات، ويرقص داخل السيارة كالمجنون، وكل هذا من غمز الشيطان واستفزازه لأتباعه من المغنين والمستمعين حتى قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزّاً} [مريم: 83]، وأي أز أشد مما يفعله شيطان الإنس بهؤلاء؟ فيجب أن نطهر بيوتنا من هذا الخنا وأن نقف في وجوه تجار الفن وأدعياء الاستنارة ودعاة الرذيلة، والله المستعان.
الثاني عشر: التصوير في فيديو كليب يغني وبين يديه نساء عاريات وساقطات قد تعرين، وهن يرقصن، ثم يقربون الكاميرا من الراقصات لتظهر مفاتنهن، وتبين الخلاعة والفساد والعري في أجلى صورها {وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ} [البقرة: 168].
الثالث عشر: ما أغلى تذاكر هؤلاء! وكيف يتوافد عليهم الهمج الرعاع وأغبياء بني آدم! ويصرفون لهم الأموال {وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ} [البقرة: 188].
الرابع عشر: ماذا يريدون؟ إنك والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لتعجب، وحق لك العجب عندما ترى المساحات الشاسعة لهذا الهراء في الإذاعات والتلفاز والصحف والمجلات، ثم يتملكك الذهول عندما تعلم تأثر الشباب وآهاتهم وأنّاتهم وبكاءهم ثم انجرافهم وراء التعلق بالصور ثم لا تستغرب بعد ذلك ما يحصل من شرور {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ} [لقمان: 6].
الخامس عشر: ماذا يبغون؟ إنها خدمة يباركها اليهود كما توضحها بروتوكولاتهم، فهنيئاً لخدام يهود هذه الإبداعات {وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ ـ اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} [البقرة: 15].
سعيد بن سعد آل حماد
- التصنيف: