حوار جريدة الوطن مع قيِّم الدعوة السلفية الشيخ: محمد عبد الفتاح أبو إدريس

منذ 2013-02-22

فعندما تجري حوارًا صحفيًّا مع قامة كبيرة وشخصية غامضة، مثل: الرئيس العام للدعوة السلفية الشيخ (محمد أبو إدريس) تحتشد رأسك بالأسئلة، خاصة أنه الحوار الصحفي الأول له، وهو الرجل الأول في الدعوة -التي يعد ذراعها السياسي حزب النور ثاني أكبر قوة في البرلمان- وأحد مؤسسي العمل الإسلامي في الجامعات منذ سبعينات القرن الماضي متزاملاً مع الدكتور (عبد المنعم أبو الفتوح، والدكتور عصام العريان) وغيرهم من قيادات الجماعة الإسلامية الطلابية


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:

فعندما تجري حوارًا صحفيًّا مع قامة كبيرة وشخصية غامضة، مثل: الرئيس العام للدعوة السلفية الشيخ (محمد أبو إدريس) تحتشد رأسك بالأسئلة، خاصة أنه الحوار الصحفي الأول له، وهو الرجل الأول في الدعوة -التي يعد ذراعها السياسي حزب النور ثاني أكبر قوة في البرلمان- وأحد مؤسسي العمل الإسلامي في الجامعات منذ سبعينات القرن الماضي متزاملاً مع الدكتور (عبد المنعم أبو الفتوح، والدكتور عصام العريان) وغيرهم من قيادات الجماعة الإسلامية الطلابية.

يمتلئ الرجل هدوءًا فيصمت أكثر مما يتكلم، ويجيب إجابات مقتضبة، ويصر على أهمية العمل المؤسسي والرجوع لمجلس شورى الدعوة في كل القرارات، مقدمًا ممارسة ديمقراطية أكثر تقدمًا بكثير مِن عديد من المؤسسات والأحزاب العريقة في مصر.

هذا وقد كشف في حوار شامل مع الوطن أن تسرع الإخوان المسلمين في ترشيح (خيرت الشاطر) لمنصب الرئاسة أحد الأسباب التي عرقلت التوافق حول مرشح إسلامي واحد، واعتبر الثورة المصرية زلزالاً هائلاً، ولكنه قيّم أثرها على الدعوة إيجابيًّا، وأوضح موقف الدعوة من البيعة.

وإلى نص الحوار:
- مع أن الدعوة السلفية تمثِّل تيارًا كبيرًا في الشارع المصري فإن الكثير لا يعرف مَن رئيسها، فلماذا؟!
"الدعوة السلفية كانت ممنوعة من الظهور تمامًا في الإعلام طوال عهد النظام السابق، ورئيس الدعوة السلفية لا يفضل الظهور الإعلامي بصفة شخصية".

- إذًا من هو الشيخ محمد عبد الفتاح أبو إدريس؟
"محمد عبد الفتاح 58 سنة، أعمل مديرًا لمركز الهدى للدراسات".

- لماذا تفضل الابتعاد عن المشهد، وأن تظل خلف الستار دائمًا؟
"أنا لست بعيدًا عن المشهد، بل في قلبه دائمًا، لكن لا أحب الظهور الإعلامي، أما كوني دائمًا خلف الستار فهذه طبيعة خاصة بي".

- كم عدد زوجات الشيخ؟ وكم عدد أولاده؟
"زوجة واحدة، ولي ولدان وبنت واحدة".

- كيف تم اختياركم الرئيس العام للدعوة السلفية؟
"تم اختياري رئيسًا للدعوة السلفية بالتصويت الحر المباشر مِن مجلس الإدارة الأول عند تأسيس الدعوة ككيان مستقل سنة 79، ومِن مجلس الشورى العام في العام الماضي بعد الثورة".

- كان الشيخ أبو إدريس قيّم الدعوة السلفية، وفي ظل اقتراع علني انتخب رئيسًا عامًا لها، فهل يعني هذا أنها خطت خطوات جيدة في ظل الحريات الحالية؟
"لا شك أن الدعوة قد خطت خطوات كبيرة، أهمها: أنها أصبحت جماعة رسمية مشهرة باسم: (جمعية الدعاة الخيرية) حيث رفضت وزارة الشؤون إشهارها باسم: الدعوة السلفية؛ لوجود فلول النظام السابق في الوزارة إلى هذا التاريخ، وبعد الإشهار ووضع اللائحة الداخلية وخطة عمل لمدة عام، وهيكل إداري شامل تم عقد مجلس الشورى العام، وانتخاب مجلس الإدارة، وانتخاب الرئيس العام ونائبيه".

- لكن هل خطت الدعوة خطوات جيدة في المجال السياسي؟
"الدعوة في المجال السياسي خطت خطوات كبيرة جدًا بأن أسس أبناؤها حزب النور الذي خاض الانتخابات التشريعية، وحصل على نحو 25% من مقاعد البرلمان".

- وما تقييمك لأداء حزب النور في البرلمان؟
أنا راضٍ عن أداء حزب النور في البرلمان؛ فقد نجح الحزب في الحصول على ثقة الكثير من التيارات داخل المجلس.

- وما تقييمك لأداء برلمان الثورة بشكل عام؟
"أداء المجلس بشكل عام لا يمكن أن يقارن بأداء مجالس الشعب السابقة، وقد أنجز المجلس كثيرًا من القوانين المهمة، وهو مستمر في ممارسة دوره الرقابي على أداء الحكومة".

- هل أثر العمل السياسي على الدعوي لأبناء السلفية بشكل عام، وعلى فضيلتكم بشكل خاص؟
"العمل السياسي جزء من العمل الدعوي، لكن في مجاله الخاص، وبالتالي فالعمل السياسي أثَّر إيجابيًّا على العمل الدعوي عندي، وعند جميع الإخوة في الدعوة".

- وما مدى إمكانية فصل النشاط الحزبي لـحزب النور عن النشاط الدعوي لـالسلفية؟
"لا يخفى على أحد أن حزب النور هو الذراع السياسي للدعوة السلفية، وهو المعبِّر عن رؤيتها السياسية، وقيادات الدعوة السلفية مرجعيات شرعية لحزب النور، خاصة أن الحزب يسعى لتطبيق الشريعة الإسلامية، ويحافظ على الضوابط القانونية التي تنظم العمل السياسي والحزبي".

- كيف تفسر لنا تمسك حزب النور باستمرار حكومة الدكتور كمال الجنزوري، وعدم سحب الثقة منها رغم فشلها؟!
"رغم فشل حكومة الجنزوري فإننا لم نسعَ لإسقاطها؛ نظرًا لأوضاع البلاد الحالية التي لا تتحمل إسقاط الحكومة، خاصة بعد توالي سقوط الحكومات بداية مِن: حكومة أحمد شفيق مرورًا بحكومة عصام شرف، ونحن نرى أننا في نهاية المرحلة الانتقالية التي يحتاج البلد فيها إلى الاستقرار، وبقاء حكومة الجنزوري لعدة أسابيع يحقق شيئًا مِن ذلك".

- كيف بدأت السلفية في الإسكندرية؟ صف لنا كيف تم أول لقاء بينك وبيْن الرعيل المؤسس للدعوة؟
"البداية حينما تعرفت على الشيخ الدكتور (محمد إسماعيل المقدم) كنا زملاء في الثانوية العامة، ثم دخل هو كلية الطب، وأنا التحقت بكلية الهندسة، وبدأنا العمل في الدعوة في حدود عام 1972، ثم عملنا تحت مسمى: جماعة الدراسات الإسلامية في الجامعة في صيف دراسة عام 1973-1974، وبعد ذلك تحت مسمى: الجماعة الدينية، ولما تعرفنا على بعض الإخوة في القاهرة، مثل: (الدكتور عصام العريان) عملنا تحت مسمى: الجماعة الإسلامية، وتحت هذا المسمى دخلنا انتخابات الاتحادات الطلابية واكتسحنا، وظهر الدكتور (عبد المنعم أبو الفتوح) كرئيس لاتحاد كلية الطب بجامعة القاهرة، والتقيت بالدكتور (سعيد عبد العظيم) مع أحداث الفنية العسكرية حيث حدث تضييق أمني شديد عام 1974، ثم توالى التعارف مع الدكتور (أحمد فريد) وكذلك الدكتور (ياسر برهامي)".

- كنتَ في فترة مِن الفترات قيِّما للدعوة السلفية، فما المقصود بكلمة قيِّم هنا؟
"استمر البعض في العمل تحت مسمى: الجماعة الإسلامية، ولما اختلفنا أنشأنا المدرسة السلفية، وعملنا تحت هذا المسمى، واستمر الباقون تحت المسمى الآخر حتى 1981م ، ثم بدأ الإخوان يعملون تحت مسمى: التيار الإسلامي، حتى غيرنا المسمى إلى الدعوة السلفية في 1982م، واتفق الإخوة على أن يكون المسمى لرئيس المدرسة السلفية قيم المدرسة السلفية؛ أي: ناظرها. وفي تلك الفترة كان مركز الدعوة في الإسكندرية".

- بعد ثورة 25 يناير لاحظنا انتشارًا غير مسبوق للدعوة السلفية، وانخراطًا كبيرًا في العمل السياسي؟
"بعد ثورة 25 يناير بدأنا ننطلق رسميًّا، وتمت إعادة هيكلة الدعوة خصوصًا أننا انتشرنا في المحافظات، وعملنا الهيكلة في فترة 3 شهور من مارس إلى مايو 2011، ووضعنا لائحة منظمة للدعوة السلفية، وعملنا مجلس شورى تم فيه انتخاب الرئيس العام والنائبين، وأيضًا: مجلس الإدارة".

- اشرح لنا طبيعة التنسيق والتواصل بيْن إدارات الدعوة السلفية؟
"توجد هيكلة كاملة داخل جميع إدارات الدعوة السلفية سياسيًّا ودعويًّا، كلها هياكل منظمة في صورة مؤسسة كبرى، وهناك تواصل كامل مع جميع الإدارات، وتوجد مقرات للدعوة السلفية وللحزب في كل مكان في أنحاء الجمهورية، من أول أصغر وحدة -وهي المسجد- حتى مجلس الإدارة ومجلس الشورى ومجلس الأمناء".

- كيف تولدت فكرة التنظيم والعمل الجماعي لدى المدرسة السلفية في الإسكندرية؟
"منذ اللحظة الأولى اعتقدنا في ضرورة العمل الجماعي، ولكننا اختلفنا مع الإخوان في مسألة البيعة، وقد ناقشنا ذلك مؤخرًا مع المهندس خيرت الشاطر نائب المرشد الحالي، والدكتور محمد مرسي، واختلفنا حول هذا الأمر".

- وماذا عن البيعة داخل الدعوة السلفية؟
"لا توجد بيعة إطلاقًا داخل الدعوة السلفية".

- أول مرة نشاهد مشايخ الدعوة السلفية في مظاهرة مليونية بميدان التحرير كان يوم 29 يوليو 2011، المعروفة بـجمعة الإرادة الشعبية والاستقرار، وشوهد الشيخ أبو إدريس بنفسه في هذه المليونية، كيف تفسر لنا ذلك؟
"كان هذا وضعًا طبيعيًّا حيث تم الاتفاق مع كل القوى الإسلامية على الاشتراك في هذه المليونية؛ لرفض وثيقة السلمي أو أي محاولة للقفز على إرادة الشعب، وتأكيدًا للهوية الإسلامية للمجتمع المصري والدولة المصرية".

- هل تزعمون أن الشعب المصري مع التيار الإسلامي؟
"هذا مما لا شك فيه بالنسبة لغالبية الشعب المصري".

- نشاهد الكثير من أبناء الدعوة السلفية يَظهرون مع المذيعات على الفضائيات، في الوقت الذي كان فيه مشايخ التيار السلفي يحرِّمون ذلك في الماضي، ألا يعتبر ذلك تناقضًا؟
"نحن نصحنا، وننصح الإخوة الذين يظهرون مع المذيعات المتبرجات بتوجيه النصيحة لهن حرصًا على الخير لهن، ونفضِّل أن يكون النصح علنيًّا، وبعض الشيوخ فضَّل أن يكون قبل الحلقة أو بعدها، ولا أظن أن ظهورهم هذا له تأثير كبير على مصداقيتهم".

- ما تقييمك لأداء المجلس العسكري حتى الآن، لا سيما في ظل أحداث كثيرة ومتعددة أودت بأرواح الكثير من المصريين؟
"للمجلس العسكري بعض النجاحات وبعض الإخفاقات، فكل منصف يشهد ضبطه لنفسه في كثير من مواطن الالتهاب، وحرصه على أرواح المصريين، ونجاحه في إتمام انتخابات مجلس الشعب والشورى، وما شهدناه إلى الآن من أداء ممتاز في انتخابات الرئاسة، وله إخفاقات.. مثل: فشله في تحديد الطرف الثالث الذي يقف وراء الكثير مِن حوادث الانفلات الأمني ومحاسبته، وكذلك لم يحدد الطرف الذي يقف وراء الأزمات المصطنعة التي يُراد بها إحراج البرلمان".

- كيف تشرح لنا المشهد المصري حتى الآن، وكيف ترى مستقبل مصر في المرحلة المقبلة؟
"الثورة المصرية كانت زلزالاً هائلاً، ونحن ما زلنا في توابع الزلزال، والحمد لله أن الزلزال تم بأقل قدر مِن الخسائر، ولا شك أن الاستقرار سيأتي إن شاء الله، وحالة الاستقطاب الحالية سوف تخف تدريجيًّا؛ لأن جزءًا كبيرًا منها كان بسبب النظام السابق الذي أدى إلى ظهور الإسلاموفوبيا لدى المصريين والأجانب، والجزء الآخر كان بسبب الإعلام غير النزيه الذي قاد حملات متتابعة خاصة ضد السلفيين حتى بعد الثورة، ولكن ما إن يقع الحوار، ويدرك الناس حقيقة الدعوة السلفية وسلوكها المتميز وصدق أبنائها، وحرصهم على مصلحة البلاد؛ تزول الحواجز المصطنعة، وبالتواصل ستخف حدة الاستقطاب".

- وماذا تتوقع للدعوة السلفية والذراع السياسي لها حزب النور في المستقبل؟
"أتوقع أن تتبوأ الدعوة السلفية وحزب النور مكانة متميزة جدًا لدى الجميع: إسلاميين وغير إسلاميين، بل وغير مسلمين أيضًا".

- على ضوء اختياركم دعم الدكتور (عبد المنعم أبو الفتوح) في الانتخابات الرئاسية، هل تتوقع أن يؤثر ذلك على العلاقات السلفية الإخوانية في المستقبل؟
"غالب الظن لا، كنا نختلف كثيرًا، ونأمل أن تكون العلاقات أحسن".

- إذًا، كيف تقرأ مستقبل العلاقات السلفية الإخوانية في المرحلة المقبلة؟
"الإخوان المسلمون فصيل إسلامي ضارب بجذوره في التاريخ، في عمق المجتمع المصري، وكذا الدعوة السلفية، ومهما اختلفنا فالقدر المشترك لا يزال أكبر بكثير من المختلف فيه، ولا يمكن لأحدهما الاستغناء عن الآخر، وهما بمنزلة الجناحين للطائر؛ لا يستطيع الطيران بدونهما، فكذلك العمل الإسلامي لا يمكن أن يتقدم إلا بتعاون السلفيين والإخوان".

- كيف تقيِّم جماعة الإخوان المسلمين إيجابًا وسلبًا في ضوء وصف البعض لمواقفها بـالملتوي؟
"جماعة الإخوان ككل البشر لهم سلبيات وإيجابيات، حسنات وسيئات، نجاحات وإخفاقات، ولا أحب التقييم الإجمالي دون تفصيل".

- ما المهمة الأولى التي تنتوي الدعوة السلفية أن تتبناها في المرحلة المقبلة بعد اختيار الرئيس؟
"الدعوة السلفية هدفها الأول العمل الدعوي التربوي البنائي، والمستقبل يحتاج إلى إعداد جيد للمجتمع لتطبيق الشريعة، والدعوة السلفية عليها المهمة الأولى في هذا الجانب".

- كيف تفسر لنا الانقسام الكبير الذي حدث حول الهيئة التأسيسية لوضع الدستور؟
"حقيقة هذا الانقسام رفض الأقلية الانصياع لرأي الأغلبية، ومحاولة فرض ديكتاتورية الأقلية، وطمس هوية المجتمع الإسلامية، واستعمال حيل قانونية وضغوط إعلامية أثرت على قرار المحكمة الإدارية، الذي يؤكد كبار القانونيين أنه توجه سياسي أكثر منه حكمًا قضائيًّا".

- إذن ما المعايير التي تراها الدعوة السلفية لاختيار أعضاء الهيئة التأسيسية لوضع الدستور؟
"المعايير التي نراها: أن تشمل الهيئة التأسيسية كل الطوائف، لكن كل على حسب وجوده الحقيقي، ولا يصح أن نجعل الكل على درجة واحدة".

- بنظركم: ما الذي عرقل التوافق حول إعلان دستوري مكمل؟
"بالنسبة لنا اشترطنا التوافق، ولم نشترط الاتفاق".

- بمعنى...؟
"بمعنى أننا لم نشترط الانفراد، فإننا نرفض أن يكون للدعوة السلفية رأي مستقل".

- هل اختياركم لأبو الفتوح كان لأنه المتطابق مع الدعوة السلفية أم لأنه الأنسب؟
"اخترنا الأنسب لهذه المرحلة، وليس المتطابق مع الدعوة السلفية؛ فليس هناك تطابق، ولكن هناك اختيار الأنسب، ولم نقل الأحسن، ولم نقل الأصلح".

- إذًا ما المعايير التي تم على أساسها هذا الاختيار؟
"المعايير كثيرة جدًا، وهي نتيجة جلسات كثيرة على مدار الأشهر الأخيرة حتى وصلنا إلى هذا الأمر".

- كانت للدعوة السلفية مبادرة للتوافق حول مرشح إسلامي واحد، ما الذي عرقل إتمام هذه المبادرة؟
"تعجل إعلان آراء الشخصيات والهيئات التي كانت في المبادرة، فقرار ترشيح (الشاطر ومحمد مرسي) كانا من الأسباب التي عرقلت إتمام هذه المبادرة، كذلك الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح أعلنت أيضًا بما يتنافى مع الشرط الذي وضعناه، وهو أن كل هيئة وكل حزب يمثِّل صوتًا في هذه المبادرة".

- هل تابعت المناظرة التي كانت بيْن أبو الفتوح وعمرو موسى؟ وما تقييمك لها؟
"نعم، تابعتها، وأرى أن الدكتورعبد المنعم أبو الفتوح كان موفقًا، وهذا رأيي الشخصي".

- لكن هل أعجبك حديثه حول قضية الردة؟
"أرى أنه أفضل من ذي قبل".

- وما تقييمك لـعمرو موسى في هذه المناظرة؟
"الموقف الذي قام به عمرو موسى مِن تحميل الجماعة الإسلامية التي عملت في السبعينات دماء ألف واحد قتلوا نتيجة الإرهاب، وكذا... وكذا... مجافٍ تمامًا للحقيقة؛ لأننا مِن الذين شاركوا في بناء الجماعة الإسلامية في الجامعة، وبداية الجماعة الإسلامية لم تكن بهذه الطريقة إطلاقًا".

- ما موقف الدعوة السلفية من انتخابات الإعادة؟
"اتخذنا قرارًا في مجلس الإدارة إذا لم يكن أبو الفتوح في الإعادة سوف يجتمع مجلس شورى الدعوة لاتخاذ القرار المناسب".

- هل تقبل الدعوة لزيارة إيران؟
"نرفض قطعًا".

- ولماذا؟
"الآلية الخاصة بهذه الدعوى سوف تعرض على مجلس إدارة الدعوة، وهم الذين يتخذون القرار المناسب ساعتها".

- ما تقييمكم لـثورة 25 يناير؟
"هي ثورة لم تكتمل بعد، ولم تقطف ثمارها كلها، ولكنها حققت بعض النجاحات، ونحن أكثر مِن شعر بهذا".

- كيف ذلك؟
"جو الحرية، وأمن الدعوة دون قيود لحركة الدعاة على مستوى مصر".

- ما الشيء الذي كان يتمنى الرئيس العام للدعوة السلفية أن تحققه ثورة 25 يناير، ولكنها لم تحققه بعد؟
"هدفنا كان الانتشار لذواتنا ومنهجنا، لكن حتى الآن لم يحدث الانتشار الكامل وسط المجتمع".

- لكن ما الشيء الذي كنت ترجو أن تحققه الثورة للمجتمع المصري ولم يتحقق بعد؟
"على صعيد الهوية لم نطفُ على السطح بشكل أوضح من ذلك".

- ما الكلمة التي تود أن توجهها للشعب المصري في هذه اللحظة الحاسمة مِن تاريخ مصر في العصر الحديث؟
"أود أن أقول: إن عهد الرموز والنجومية والنجم الأوحد قد ولَّى، والعمل المؤسسي هو المعتمد لدى أي جماعة تحترم نفسها".


نزيه السبيعي
 

  • 7
  • 0
  • 9,430

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً