قال المحقق للسجين ...

منذ 2006-03-24

شعر الشيخ محمد الحسن الددو كتبه في السجن قبل أن يطلق سراحه


قال المحقق للسجين: من أين نعلك ذا الثمين؟

ومــن أين ثوبك لا تكن كالمفســدين الخائنين؟

الآخــذين مـن الخليج من اليسـار من اليمين

يأتيهم التمويل من كل البلاد مــدى السنـيـن

حتى من الأفغان أرض البؤس، وكر البائسين

فـهـنــاك للإرهـاب قــاعــدة تـعـيـن القاعدين

جعلوا المسـاجــد كالبنوك تعج بالمستثمرين

قــل مـا تشاء ولا تحر، فعنــدنا الخبر اليقين

جلباب زوجتك الذي تـدنـيـه خيـر الشاهدين

من أين جاء ألم يكن مستغربا في القاطنين


قال السجين مبادراً ومن أين لي ذا الأكسجين

خـيــرات أرضــي أنـتـم أنهـبـتـمـوها الناهبين

ومـنـعتـمـوها أهلها الفـقـرا والـمـستضعـفـين

وأردتــم أن تـمـنـعـوا خـيـرات رب العــالمين

هلا ســألت ذوي الغلـول النـاهبين السالبين

هلا سألت ذوي الفجور الفاسدين المفسدين

هلا سألت ذوي البنوك المترفين المســرفين

هلا سألت الطامحيــن الطامعيـــن الخائفين

هلا ســألـت الكـاسيـات العاريات وما يعـين

أنا لست أسرق أو أغل من الخزينة والخزين

أنا لست أنهب من مشاريع الضعاف الجائعين

أنا ما أخذت سوى الذي قد نلت من عرق الجبين

أنا مـنـكـر لـلـظلم أكــره مـوبـقـات الظالمين


قال المحقـق: لا، فــإن لـنا رجــالاً آخــــرين

مـن أهــل ديـنـك قـابـلـيــن لكل ذا ومـؤيدين

وبنـص مـذهب مـالـك والأشـعـري مؤصلين


قال السجين: بمذهب الــعنقا ومالكٌ الحزين

ما مـالــك والأشـعـري وصـحـبـهم بمنافقـين

أتـريـد مـنــي أن أكـون كـهـؤلاء الطـائعين

البائـعـيــن الدين بالــدنــيا لكل المشتريــن

الـمـعــلـنـيـن ولاءهم لـلـظــالميـن المعتدين

العـارفـيـن بـعـزف كـل العـازفـيـن الزافنين

الجاهلـيـن المنكريــن لقـول خير المرسلين

من يسبقون الظلم بالتـســويغ عنه مدافعين

جبناء عن تـبـيـيــن حق الله والحــق المبين

جرءاء في سب الدعاة المخلصين الصادقين

رحمــاء بـالكـفـار والـفـجـــار لا بـالـمسلمين

ولكــل مـا قــال الـزعيــم وما يـريد مروّجين

ولكــل قـانــون يخــالف شرعة الهادي الأمين

وعلى المساجد والمعاهد والمحاضر هاجمين

ساعين للتخـريــب للتــعليـم فـيها مـانـعـيـن

وتـراهــم في كــل حقــل للطغـاة مصفـقـيـن

في الكافرين مسارعيــن مع اليهود مطبعين

ومن التعفـف والحجاب والاحتشـــام منفرين

وبشــاشة التلفاز مـن أهل التسنن ساخريـن

ولقولهم تـنـفـك تســمع في الإذاعة سامرين

هل أنكروا نكــراً وهـل كـانوا بـعــرف آمرين

أف لهم مــن ما جنيــن فما أولاء بمـصلحين

ما أصلحوا من أمر دنــيا لا ولا من أمر دين

فعليهـم غـضـب المهيــمن إنهم حزب اللعين

المصدر: مجلة العصر

محمد الحسن الددو الشنقيطي

أحد الوجوه البارزة للتيار الإسلامي وأحد أبرز العلماء الشبان في موريتانيا و مدير المركز العلمي في نواكشوط.

  • 51
  • 3
  • 22,238
  • ابو عبد الله

      منذ
    [[أعجبني:]] الحماس الفياض [[لم يعجبني:]] تعميم مخل دليل الجبن و رائحة الخوارج المفسدين
  • المصطفى لغفيري

      منذ
    [[أعجبني:]] أوتي أهل موريتانيا ملكة نسج الشعر، وهاأنا أمام شنقيطي يذكرني بصاحب أضواء البيان محمد الأمين عليه سحائب الرحمة. إنه الشعر والدعوة.إنه فقه الواقع في صورة فنية.وفقك الله.
  • Mahmoud Gad, CMA

      منذ
    [[أعجبني:]] السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بارك الله فيكم و جزاكم الله خيراً وسدد خطاكم وجعلكم للاسلام من الناصرين
  • hasan550

      منذ
    [[أعجبني:]] أسلوب الشيخ وجراءة الأسلوب وصدق التعبير الملموس كما نحسب الشيخ والله حسيبه ولانزكي على الله أحدا
  • momo almaghribi

      منذ
    [[أعجبني:]] هذا الشيخ الشنقيطي من أفقه ماسمعت من العلماء والمحدثين.وهوفوق ذلك من المجاهدين إن شاء الله حيث قضى سنوات في سجون النظام الطاغوتي الموراني.حفظه الله وسائر علماء أهل السنة والجماعة. أولائك آبائي فجئني بمثلهم * إذا جمعتنا ياجرير المجامع
  • jameela

      منذ
    [[أعجبني:]] السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كلمات رائعه......... من حيث الاسلوب والحوار.... وتوصيل الفكره......... ومن كل النواحي........ وليس ذلك بغريب على شيخنا الرائع والذي أسأل الله أن يثبته ويرفع من قدره دنيا وآخره....
  • mohamedhousny

      منذ
    [[أعجبني:]] تريد فيمن يقرأ أن يفهم المعنى البعيد لتلك الأبيات
  • طويلب

      منذ
    لم يعجبني: ضم مالك مع الا شعرى و هل هو يذمهم ام يمدحهم فقد أختلط على الامر
  • شريف

      منذ
    [[أعجبني:]] الذي أعجبني هو ذاك الكلام المبين لحالنا فما أصدقه! فاللهم أصلح حالنا و لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك و لا يرحمنا

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً