يا طُلّاب العلمِ لا تَتركوا الثُغور
نداء إلى حراس الحدود، وحماة حياض الدين، وحراس جناب التوحيد، إلى أشرف طالبين لأشرف مطلوب، إلى إخواني من طلاب العلم الشرعي: الزموا الثغور، فأنتم والله في رباط ما دمتم على ذلك، واعلموا أن ما فتح على أبناء الدعوة من أمر الولايات والاشتغال بالسياسة ثغر أقام الله له أهله وفقهم الله وأعانهم؛ فلا يجدي أن تستبدلوا منازلكم التي أنزلكم الله إياها وثغركم الذي وكل إليكم بمنازل المتفرجين على أهل ذلك الثغر، أين أنتم في مجالس العلم الشرعي؟
نداء إلى حراس الحدود، وحماة حياض الدين، وحراس جناب التوحيد، إلى أشرف طالبين لأشرف مطلوب، إلى إخواني من طلاب العلم الشرعي: الزموا الثغور، فأنتم والله في رباط ما دمتم على ذلك، واعلموا أن ما فتح على أبناء الدعوة من أمر الولايات والاشتغال بالسياسة ثغر أقام الله له أهله وفقهم الله وأعانهم؛ فلا يجدي أن تستبدلوا منازلكم التي أنزلكم الله إياها وثغركم الذي وكل إليكم بمنازل المتفرجين على أهل ذلك الثغر، أين أنتم في مجالس العلم الشرعي؟ وكيف استبدلتم مزاحمة العلماء بالركب بمزاحمة مشاهدي البرامج الحوارية، ومتابعي التصريحات والتحليلات و(مقاطع اليوتيوب)؟! أين الأبحاث الفقهية والكتابات العلمية الرصينة التأصيلية؟ أم أننا سنتحول جميعًا إلى كتابة المقالات الصحفية والتعليقات على الأحداث اليومية؟
إن هذه المجهودات الطيبة وإن كانت مهمة ونحتاج إليها لمخاطبة فئة كبيرة من المجتمع، إلا أن الإسهامات العلمية التأصيلية التي تخاطب الفئة الأخص فئة طلاب العلم والدعاة والباحثين، وأضف إليها الآن السياسيين الإسلاميين لا بد أن تبقى لأنها بمثابة المعين الذي يستقي منه هؤلاء المادة التي يقدمونها في صورة مختصرة ومبسطة وفي بعض الأحيان سطحية للفئة الأكبر من المجتمع.
وعلى كل حال فهذه المجهودات كما قلت آنفا: ثغر أقام الله له أهله، فلماذا التكالب عليه؟ إن الله جل وعلا سمى طلب العلم نفيرًا كما سمى القتال في سبيله نفيرًا فقال سبحانه: {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ} [التوبة: 122].
فهيا طلاب العلم انْفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً، ولا تنشغلوا عن ثغركم بشيء آخر فتشابهوا من قال الله فيهم: {مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ} [التوبة: 38].
أحمد بن عبد السلام السكندري
- التصنيف: