من هو (الأسير) حقاً: الشيخ أم لبنان؟

منذ 2013-04-04

قبل عشرة أيام كتبنا هنا عن محنة أهل السنة في لبنان، في ضوء الطغيان الرافضي الصفوي، حرصاً على قراءة الواقع واستشراف الإمكانات والخيارات للتغلب على هذا الواقع السيء، فعلق بعض الناس يطالبوننا بنصح أهل السنة هناك بالاستكانة لأن لدى أزلام المشروع الصفوي قوة عسكرية ومالية وتنظيمية لا قِبَل لأهلنا بها! وسبحان الله العظيم! ما إن انقضت بضعة أيام على تلك الكلمة، حتى فوجئ المسلمون في لبنان بوقوع اعتداءين وقحين على أربعة من مشايخ أهل السنة، حيث عمد المعتدون المشحونون بالكراهية إلى حلق لحى المشايخ وأثخنوهم بالجراح والكدمات، وأشعل العدوان الاستفزازي غير المسبوق لهيب الغضب لدى سائر الجمهور المسلم، بينما سارع مرتزقة الأجهزة الرسمية إلى طمس المعالم الطائفية المفضوحة للواقعتين اللتين اختلفتا في المكان لكنهما اتفقتا في الزمان والطريقة


قبل عشرة أيام كتبنا هنا عن محنة أهل السنة في لبنان، في ضوء الطغيان الرافضي الصفوي، حرصاً على قراءة الواقع واستشراف الإمكانات والخيارات للتغلب على هذا الواقع السيء، فعلق بعض الناس يطالبوننا بنصح أهل السنة هناك بالاستكانة لأن لدى أزلام المشروع الصفوي قوة عسكرية ومالية وتنظيمية لا قِبَل لأهلنا بها! وسبحان الله العظيم! ما إن انقضت بضعة أيام على تلك الكلمة، حتى فوجئ المسلمون في لبنان بوقوع اعتداءين وقحين على أربعة من مشايخ أهل السنة، حيث عمد المعتدون المشحونون بالكراهية إلى حلق لحى المشايخ وأثخنوهم بالجراح والكدمات، وأشعل العدوان الاستفزازي غير المسبوق لهيب الغضب لدى سائر الجمهور المسلم، بينما سارع مرتزقة الأجهزة الرسمية إلى طمس المعالم الطائفية المفضوحة للواقعتين اللتين اختلفتا في المكان لكنهما اتفقتا في الزمان والطريقة..

فلقد توهم السفهاء أنهم سوف يخدعون المسلمين بالمزاعم الهزلية التي بادروا إلى تسويقها، كادعائهم أن المعتدين في الواقعتين كلتيهما، والذين ألقي القبض على عدد منهم، ليسوا سوى حفنة من الحشاشين أصحاب السوابق! إلا أن هذا الاستغباء الغبي زاد من سخط شباب أهل السنة، الذين نزلوا إلى بعض الشوارع وأقفلوها بإطارات السيارات المشتعلة، فأصابع حزب اللات مكشوفة لكن حجم الغضب السني اضطره إلى استعمال تقيته ونفاقه فاستنكر الاعتداءين!

إن هذه الجرائم الكبرى يجب ألا تمر مروراً عابراً، فهي تؤكد نهج الغطرسة الرافضي لدى أتباع خامنئي في لبنان، وتفضح مدى حقدهم على المسلمين، وسعيهم إلى كسر شوكتهم وإخضاعهم تمهيداً للتخلص منهم بالتهجير والتذويب والانزواء معاً، ومن هنا تتجلى أهمية الظاهرة الطيبة التي أطلقها الشيخ أحمد الأسير، لكي يعود أهل السنة في لبنان إلى ذاتهم المستلبة، حرصاً على دينهم وعلى حقوقهم المغتصبة ومكانتهم المهددة. فالدفاع المشروع عن النفس حق أصيل وواجب لازم، ومواجهة الظالم الصائل ضرورة حيوية، لأن سكوت المظلوم يغدو في عيون المعتدي ضعفاً يغريه بمزيد من الصلف، والدليل في لبنان قائم من ملاحظة الحصيلة العقيم التي انتهى إليها الساسة من أهل السنة، الذين تصدوا للمشروع الصفوي بالمداراة تارة، وبالمواجهة الباهتة التي تتجاهل البعد العقدي للقضية كلها.

فحزب إيران قام بانقلاب أطاح حكومة سعد الحريري ثم أرهّب وليد جنبلاط فذهب صاغراً إلى حكومة ميقاتي التي قام بتأليفها حزب الولي الفقيه بالتنسيق مع أجهزة القمع الأسدية، ونصر الله هو الذي يحدد لها المسموح والممنوع بما في ذلك ادعاء سياسة النأي بالنفس نظرياً عما يجري في سوريا، أما عملياً فيتولى وزير الخارجية الرافضي تمثيل بشار المطرود من جامعة الدول العربية ولا يبالي بموقف رئيس الجمهورية ولا رئيس الحكومة (الشكلي)! ونصر اللات يغتال ويحارب اللبنانيين المسلمين العزل ويحرس حدود العدو ويوزع أوسمة الشرف وصكوك الخيانة بحسب مزاج خامنئي ومصلحة مؤامرة المجوس الجدد، وهو يستبد بمؤسسات لبنان كلها ويقاتل الشعب السوري فوق الأرض السورية ويطارد نازحيهم في لبنان ويسعى لإذلال أهل السنة اللبنانيين لمجرد أنهم يناصرون اللاجئين ولأنهم يؤيدون الثورة السورية بالدعاء والكلام فقط، وله جيشه الخاص الطائفي -لكنه الوطني ويا للمفارقة في أباطيل الرافضة محترفي الكذب على الله وعلى رسله وعلى سائر خلقه- ومع ذلك يوظف جيش البلاد وفق إملاءاته، ومخابرات الجيش اللبناني كلاب حراسة تنفذ قراراته فتخطف معارضيه وتزجهم في المعتقلات أو تسلمهم إلى جلاديه ليتصرف معهم بما يشتهيه! يأمر نصر الله الجيش اللبناني بمحاصرة الشيخ الأسير وجمهور المصلين في مسجد بلال بن رباح فيضرب الجيش طوقاً أمنياً حول المسجد ويعتقل الخارجين ويمنع الداخلين! ويحظر على وسائل الإعلام عن الشيخ بما في ذلك خطبة الجمعة.

ويفرض الصفوي على سعد الحريري العيش خارج لبنان ويمنعه من حقه كمواطن يعيش في بيته في بلده آمناً مطمئناً، وشباب المسلمين في سجون لبنان الحكومية منذ سبع سنوات بلا محاكمة! أما المجرمون فعلاً من الرافضة فيسرحون ويمرحون أمام أجهزة الأمن التي لا تستطيع اعتقال أحد منهم حتى ممن يطالب القضاء الفاسد باحتجازه. ولحزب إيران جيش ومخابرات وشبكة اتصالات واقتصاد فلا جمارك ولا حتى مخالفة بناء! إن أمام أهل السنة في لبنان خيارين لا ثالث لهما: إما إثبات وجودهم والدفاع عن حقوقهم بكل السبل المشروعة، وإما الخنوع لترهيب أجبن خلق الله الرافضة الذين يشهد التاريخ بأنهم لا يستأسدون إلا على المستنعجين. ونحن على يقين بأن المسلمين رجال بمعنى الرجولة في أصدق تجلياتها، ولذلك فلن يستجيبوا لدعوات المثبطين والمخذلين.

9/5/1434 هـ
 

  • 0
  • 4
  • 1,549

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً