عودة الابن الضال
من ضمن الشبهات حول المشروع الإسلامي وتطبيق الشريعة إنه يقولك: "طيب ما فيش نموذج واحد ناجح يغريني بتطبيق الشريعة غير خلافة ابو بكر وعمر وبعد كده قتل وتوريث وصراع على الدنيا!!"
من ضمن الشبهات حول المشروع الإسلامي وتطبيق الشريعة إنه يقولك: "طيب ما فيش نموذج واحد ناجح يغريني بتطبيق الشريعة غير خلافة ابو بكر وعمر وبعد كده قتل وتوريث وصراع على الدنيا!!". ويقوم ضارب لك مثل بطالبان والصومال والسودان وغزة، وبعدين يرفع إيده بعلامة النصر.
شوف يا طويل العمر
أولاً: مافيش دولة في العالم يمكن أن نقول أنها تطبق الشريعة أو إن نظامها قريب من النظام الإسلامي، إنت مين اللي قالك إن الصومال أو السودان أو طالبان أو حماس أو حتى السعودية هي النموذج الإسلامي المنشود أو القريب من المنشود؟ أنا أرفض أن تحاكمني لهذه النماذج أنا أريدك أن تحاكمني للنموذج المكتوب، للنظرية وليس للتطبيق.
هل إذا فشل البرادعي في مصر تكون الليبرالية فاشلة؟
هل إذا فشل حمدين في مصر تكون الناصرية فاشلة؟
هل إذا فشلت الصين تكون الاشتراكية فاشلة؟
نحن عندنا مشروع حياة تفصيلي بشكل معجز عبارة عن الكتاب والسنة لم يتركا دقيقاً ولا جليلاً إلا ووضعوا لنا فيه نظاماً محكماً، وقد تمكنت الموجة التطبيقية الأولى من تنفيذ نموذج خارق أدهش الإنس والجن اعتماداً على هذين المصدرين. وتتابعت النجاحات قروناً طويلة بغض النظر عن صراع الملك البشري الملازم للبشر، لكن ولقرون طوال ظلت هذه المنطقة من العالم سيدة القوة والعلم والفن والسلوك المجتمعي الراقي.
وحتى لو كانت المحاولات الناجحة لهذا النموذج قليلة، فهذا لا يدفعني إلى دفنه بل يدفعني إلى أن أكون أنا موجة النجاح الثانية. وللعلم فإن كل النماذج الأخرى في العالم هي نماذج دموية قتلت ملايين البشر بدم بارد وحولت الإنسان إلى سلعة رخيصة.
السؤال: كل البشر في العالم يتشرفون بتاريخهم بكل ما فيه ويصورونه للدنيا على أنه أعظم تاريخ، كل البشر في العالم يتباهون بعقائدهم ويبجلون رجال دينهم، ولا يخلو دستور من الدساتير من إشارة لتعظيم دين الدولة، واشتراط ليس فقط الدين بل النص على مذهب الدولة كشرط للملك أو الرئاسة. كل العالم يفعل هذا إلا النخب العربية تبذل حشاشة مهجتها لتحقير تاريخها الإسلامي (وتعظيم الفرعوني) وتبذل حشاشة مهجتها لكتم صوت الدين حتى لا يسمعه الناس، ترى ما السبب؟ يا طويل العمر.
- التصنيف: